Saint Mary of Egypt -->

Thursday, February 16, 2017

سلسلة قصص روحية
71. سندوتش اللحم

تلفت حوله فوجد نفسه وحيدا ، فقد مات أبوه و هو طفل وعاش مع أمه التي لم تكن تملك أن تعمل شيئا سوى أن تخيط بعض الملابس للجيران و الأصدقاء و من هذه الجنيهات تمكنت أن تدخله المدرسة
فتفوق  بها رغم ظروفه القاسية و راحت الأحلام تداعب جفونه  ، هل يمكن أن يصير شيئا عظيما برغم الظروف ، فكانت أمه تقول له دائما : هل يستحيل على الرب شئ ، الذي أعطى لسارة ابنا ، الذي نجى دانيال من الأسود ، الذي أطفأ  قوة النيران ، الذي أشبع الجموع من الخمس خبزات.
ولكن مفاجأة قاسية كانت تنتظره و هي موت أمه وهو لم يبلغ بعد سن الثالثة عشر وتباعد الأقارب مكتفين بحضور العزاء والتمنيات الطيبة .....
ولكن كلمات الأم ظلت ترن في أذنيه : هل يستحيل على الرب شئ ، تجدد الأمل في قلبه و قرر أن يدرس ويعمل في نفس الوقت و هكذا تنقل من أحواض الغسيل في المطاعم و مسح البلاط في المستشفيات ، وكم كان يستهويه منظر الأطباء في ملابسهم البيضاء و يداعبه الحلم القديم ، هل يمكن أن يصير طبيبا و هل سيكون ملاك رحمة ؟
ثم عاد يصلي يارب ، لست أفهم إرادتك الآن في كل ما حدث ، ولكني واثق إن كل الأشياء تعمل للخير للذين يحبون الله.
كم كانت تستهويه قصة يوسف ، وهو في البئر ثم في السجن ثم أعظم رجل في مصر .
و في ليلة شديدة البرودة عاد بعد انتهاء عمله في المستشفى من غسيل الأرض ، وكان الجوع ينهش أحشاءه ، ماذا يعمل ؟ هل كان من الأفضل له أن يسرق أو يتسول ، لا ....
سأطرق الباب وأطلب لقمة عيش من أي شخص ، وفعلا طرق باب بيت صغير في الطريق ، ففتحت له فتاة شابة لكنه لم يجد في نفسه الشجاعة أن يطلب خبزا ، فلم يتعود أن يطلب شيئا من أحد ، وقالت له : أي خدمة ؟ فقال لها : ممكن كوب ماء ، رأته الفتاه يرتجف من البرد بقميصه البالي ، فأحضرت له كوب لبن ساخن و سندويتش كبير من اللحم  ، فأبرقت عيناه و شكرها بشدة و التهم السندويتش وانصرف.
و مضت الأيام طويلة قاسية ولكن الحلم تحقق واستطاع بمكافأة التفوق في الثانوية العامة أن يدخل كلية الطب و يتخرج بامتياز مع مرتبة الشرف ويصير معيدا بقسم الجراحة .
و حصل على الدكتوراه و صار جراحا مشهورا وافتتح مستشفى خاص وكان يتم استدعاؤه في العمليات الخطيرة التي تحتاج لمهارة خاصة .
و في ليلة تم استدعاؤه لإجراء عملية عاجلة خطيرة لطفل في الـ12 من عمره و أتم العملية بمهارة شديدة وبتوفيق من الله و لكنه طلب من الأم أن يمكث ابنها في المستشفى لمدة خمسة عشر يوما تحت الملاحظة  ولكن الأم أصرت عل خروج ابنها على مسئوليتها لعدم تمكنها من دفع نفقات المستشفى ، فهي بالكاد سوف تستطيع دفع ثمن العملية ....
أما الطبيب فأصر على مطلبه ، فوافقت الأم ، و عند انتهاء المدة ، قدمت طلبا لتقسيط المال و ....
و لكن المفاجأة الشديدة التي أصابتها بالذهول عندما ذهبت لتدفع المبلغ عند الموظف هي عدم وجود  فاتورة ، فقط ورقة مرسوم عليها كوب لبن و سندوتش و مكتوب بخط كبير تحتها :
تم سداد الفاتورة منذ 20 سنة ثم توقيع الطبيب.
و رأى الطبيب ابتسامة الأم و فرحتها هي وابنها ، وتذكر أنه مر بنفس الأحاسيس منذ 20 سنة.


+   و كما تريدون ان يفعل الناس بكم افعلوا انتم ايضا بهم هكذا   ( لو 6 : 31 )


 _____________
للأشتراك معنا على قناة اليوتيوب لكى تتابعوا الفيديوهات اليومية الجديدة ،، أدخل على هذا الرابط واضغط على كلمة (Subscribe)

صفحة القديسة مريم المصرية السائحة

No comments:

Post a Comment