Saint Mary of Egypt -->

Sunday, February 5, 2017

سلسلة قصص روحية
64. البهلوان

فتح عينيه على الحياة ، فوجد والده يعمل بهلوانا حتى إنهم كانوا يستدعونه في بعض الحفلات التي يحضرها الإمبراطور ليضحك الشعب و الحاشية بحركاته العجيبة .
ورث " مرقس " عن والده هذه الصنعة ، حتى صار مشهورا مثله ...... ولكن في كل مرة كان يرى المسيحيين يتقدمون للاستشهاد ، كان يشعر برغبة شديدة ليتعلم مبادئ الدين المسيحي ، الذي لا يعلم عنه سوى القليل . بدأ يذهب للكنيسة و أحب المسيح و سمع قصص الأباء الرهبان .
فذهب إلى رئيس الدير يطلب منه أن يقبله راهبا عنده لأنه قد أحب المسيح حبا شديدا ، فسأله عن الصلاة و الصوم و القداس و التسبحة و ....  فأجابه : يا أبي ، إني لا أعرف شيئا في حياتي سوى الألعاب البهلوانية ، و لكني مستعد أن أعمل إي شئ  تطلبه مني . علمني و أنا سأكون تلميذا مطيعا .
أحس رئيس الدير بمحبته و طاعته ، فقبله راهبا تحت الاختبار . و في يوم طرق بعض الرهبان باب رئيس الدير و هم غاضبون ..... ما هذا يا أبانا ، هل نحن هنا في سيرك ؟ إننا تركنا العالم لنتفرغ للصلاة  فهل يأتي هذا الراهب البهلوان ليفسد علينا وحدتنا . فقال لهم رئيس الدير : ماذا حدث يا أخوتي ؟ فقالوا له  تعال و انظر يا أبانا ، إن الراهب البهلوان يمارس الألعاب البهلوانية في الدير . فتعجب الأب في داخله و صرفهم و وعدهم أن يتصرف في الأمر .
صلى رئيس الدير كما تعود و طلب من الله أن يرشده في التصرف ، هل يطرده ؟ أم كيف يتصرف معه ؟
و في خطوات هادئة ، ذهب نحو قلاية الراهب البهلوان ، و إذا به يجد الراهب يقفز و يتشقلب و ينط و يفط  و يعمل ما كان يعمله في السيرك . غضب أبونا و اقترب أكثر ، فوجده أمام صورة العذراء يحدثها قائلا : يا أمي العذراء ، كل سنة و أنت طيبة ، أنا لا أعرف كيف أقدم لك شيئا تعبير عن حبي لك في ليلة عيدك . فأنا لم أتعلم سوى شيئا واحدا عن والدي ، فسأقدمه لك . و لكني أعدك أن أحاول أتعلم التماجيد مثل سائر آبائي الرهبان ، فهل تقبلي مني هذه اللعبة البهلوانية ؟
و لشدة دهشة رئيس الدير ، فقد رأى صورة العذراء التي أمامه تبتسم و تمد يدها الطاهرة لتمسح له عرقه وهو يؤدي تلك الألعاب البهلوانية المعقدة .....
بكى رئيس الدير و ذهب متعجبا في نفسه ، فإن الله يقبل من كل إنسان ما يعبر به عن حبه إذا كان صادقا .

قديما تذمر التلاميذ عندما كسرت المرأة قارورة الطيب عند قدمي المسيح و قالوا لماذا هذا الإتلاف ، و لكن الرب يسوع فرح بها و مدحها أكثر من الجميع . فلا يهمك يا صديقي ما يقوله الناس عنك ، إنما قدم للمسيح إي عمل مهما كان صغيرا ممزوجا بالحب فسيفرح به جدا .
قد تدعو صديقك للاجتماع ,  أو تقول له نصيحة صادقة ، أو قد تحدثه عن جمال القداس ، أو ترفض وقفة غير لائقة ، أو ترفض شرب سيجارة ، أو لا تذهب للقهوة . قد يسخر منك الآخرين و لكن ثق إنك كسرت قارورة طيب عند قدمي المسيح .

              
لان الله ليس بظالم حتى ينسى عملكم و تعب المحبة التي اظهرتموها نحو اسمه اذ قد خدمتم القديسين و تخدمونهم   ( عب 6 : 10 )



_____________
للأشتراك معنا على قناة اليوتيوب لكى تتابعوا الفيديوهات اليومية الجديدة ،، أدخل على هذا الرابط واضغط على كلمة (Subscribe)

صفحة القديسة مريم المصرية السائحة
  

No comments:

Post a Comment