Saint Mary of Egypt: October 2017 -->

Sunday, October 29, 2017

سلسلة قصص روحية
154. الشات

( أشكرك يا إلهي ) قالها مينا وهو يجلس على كرسيه يتأمل الجهاز المسمى بالكمبيوتر في شرود ، ثم تذكر ذكريات عام مضى ، عام أضاعه مينا في تفاهات ، تذكر مينا إنه عندما كان في عامه الثاني في كلية الطب ، طلب من أبيه أن يشترى له كمبيوتر تواكـبا مع التـــطور الحــضاري ورغـبة منه في الــتعرف علـى شـبكة الإنـترنت التـي يصـفها الجـميع باعتبارها من أعظم اختراعات القرن العشرين.
تذكر مينا إن أباه قد وافـق على طـلبه وابتاع له جــهاز حديـث مزود بفاكـس مودم وعشـرات الامتيازات الأخرى ، وكانت فرحة مينا لا توصف، وابتدأ مينا في الدخول لعالم الكمبيوتر و الغوص في عالم الإنترنت و تعرف على عشرات بل مئات المواقع في مختلف المجالات.
كانت أول مرة يدخل فيها برنامج للدردشة Chat بعد مرور شهر من ابتياعه للكمبيوتر ، وتعرف على كثيرين وكثيرات  وتعرف لأول مرة على مارتينا ، وقالت له مارتينا إنها فتاة فــي الـ19 من عـمـرها و هـي تدرس في كلية الفنون الجميلة و.....
و ازدادت علاقتهما قربا عبر الأيام والأسابيع والشهور ، عبر شبكة الخطر ( شبكة الإنترنت ).
تذكر مينا إنه تعلق بمارتينا جدا و توهم إنه أحبها و ذهب ليأخذ رأي أب اعترافه ، يومها قال له أب اعترافه : يا مينا إنك في المراحل الأولى من دراستك الطويلة المدى ، انتبه لدروسك و لا تشغل نفسك بهذه التفاهات التي لا طائل من وراءها إلا المتاعب ، لقد لاحظت إنك منذ شهر لم تأت لاجتماع الشباب ، فلماذا ؟
تلعثم مينا في الإجابة قائلا : لقد كنت أتحدث مع مارتينا عبر شبكة الإنترنت ، قال له أبونا : هذا ما كنت أخشاه ، لقد ابتدأ تعلقك بهذه الفتاه يطغي على حياتك الروحية يا بني ، هيا انهض من غفوتك وقم واقطع علاقتك بهذه الفتاة....
لم يستمع مينا لرأي أبونا ، فقد كان قد تعلق بمارتينا جدا ولكن الله الذي لا ينسانا لم يترك مينا.
وذات يوم دار بين مينا و مارتينا هذا الحوار عبر الإنترنت.
مينا : عزيزتي مارتينا ، لقد تعارفنا منذ شهور و مع ذلك لم نتقابل قط ، كل تعارفنا عبر شبكة الإنترنت ، أريد رؤيتك   مرة واحدة ، و لو حتى بالصدفة !
مارتينا : لن أستطيع يا مينا ، فــPapi  ( بابا ) لن يسمح لي بالخروج معك.
مينا: و من قال إنك ستخرجين معي ، ستذهبين للكنيسة لحضور اجتماع الشابات وأنا سأكون هناك بالصدفة البحتة.
مارتينا : اعذرني يا مينا و لا تغضب مني ، لن أستطيع.
لم ييأس مينا ، و كان قد حصل على نمرة هاتف  مارتينا واستطاع بواسطة الدليل معرفة العنوان ، و قرر أن يفاجأ مارتينا بزيارته لها ، كــــان خائفا من غضب Papi عندمـا يذهـب لبيت مارتينا ولكـــن قرر أن يقـــول له إنه زميلها وقد جاء ليعطيها بعض الأوراق الدراسية اللازمة لها.
ارتدى مينا أفضل ثيابه و كان أنيقا للغاية في ذلك  اليوم ، ضرب مينا الجرس ، ففتحت له فتاة صغيرة في السن ، ظن هو إنها أخت مارتينا.
 ( صباح الخير يا صغيرتي ، هل من الممكن أن أقابل mademoiselle ( آنسة ) مارتينا ؟ )
نظرت له الفتاة في استغراب ......
( تيتة مارتينا ، تيتة مارتينا ، فيه ولد عايزك )
أما مينا فقد استولى عليه الذهول تماما..... (  تيتة مارتينا ) .... و هنا خرجت عجوز في الخامسة والستين من عمرها وهي تتكئ على عصا و .....
لا داع لتكملة القصة ، فقد انتهت تقريبا ، لم يدر مينا كيف نزل من بيت (  تيتة مارتينا ) وكيف وجد نفسه في الشارع تائها  ولكنه أحس إنه أخذ أكبر صفعة في حياته ، لم يعد لمنزله ، بل عاد لأب اعترافه والدموع تملأ عينيه ، لقد أضاع عاما كاملا في سراب ، في خداع ، في حب شخصية هلامية تقع وراء شبكة الإنترنت.
تذكر مينا كل هذه الذكريات المؤلمة ، وهو يجلس قدام الكمبيوتر ولكنه كان قد تعلم الدرس جيدا ، لقد أعطاه الله درسا لن ينساه.
كنيستنا لا ترفض العلم ولا تنبذ التكنولوجيا  ، و لكنها ترفض أن ننساق لكل ما هو جديد دون تفكير.



و بهذا نعرف اننا قد عرفناه ان حفظنا وصاياه  ، من قال قد عرفته و هو لا يحفظ وصاياه فهو كاذب و ليس الحق فيه  ( 1يو 2 : 3-4 )


_____________
للأشتراك معنا على قناة اليوتيوب لكى تتابعوا الفيديوهات اليومية الجديدة ،، أدخل على هذا الرابط واضغط على كلمة (Subscribe)

صفحة القديسة مريم المصرية السائحة


Thursday, October 26, 2017

سلسلة قصص روحية
153. أخطر 30 دقيقة

كانت البداية عبارة عن رحلة ، مجرد رحلة ، ولكني لم أكن أدري أن هذه الرحلة ستكون مفترق طرق بالنسبة لحياتي  و بسبب هذه الرحلة تغيرت حياتي تماما من النقيض للنقيض.
( هل حجزت في رحلة دريم بارك Dream Park يا ماجد ؟ ) قالها لي صديقي مايكل.
(نعم ، حجزت ، ستكون رحلة رائعة !!!! )
كانت الرحلة فعلا جميلة وممتعة ، ذهبنا في البداية لزيارة كنائس مصر القديمة ، ثم أبحرنا لمدة ساعة في النيل  وأخيرا ذهبنا لدريم بارك.
وفي دريم بارك ، تجد ما لذ وطاب من ألعاب خطيرة يشيب لها الولدان و تقشعر منها الأبدان وتخشى أن تبصرها العينان ، هنـــاك ( شلالات الأمازون ) ، ( دوامــة قيــصر ) ، ( كون دور ) ، ( Top Spin  ) ، ( قطار الموت ) ،         ( قطار الظلام ) كلها ألعاب خطيرة و ممتعة  للغاية أيضا و تشعر بعد ممارستها وكأنك كنت في معركة ضارية مع قوات الجحيم ، لست أدري حتى الآن ما الذي يجذبني لهذه الألعاب ؟  و لكن بعض علماء النفس يقولون إنه حب المغامرة وحب اكتشاف كل ما هو جديد وخطير ومرعب ( الطبيعة البشرية المعقدة  ! )
و أخيرا ذهبت أنا و مايكل للعبة ( الصاروخ ) وهي اسم على مسمى ، فأنت تجلس على مقعد ثم في ثوان تجد نفسك معلقا في السماء ، حتى أنني كنت أدعو هذه اللعبة (من الأرض إلي السماء )
 تأهبنا ( أنا و مايكل ) وتشبثنا بمقاعدنا و ....
هوب.....
وجدت نفسي في السماء خلال ثانية واحدة و كان المنظر بديعا خلابا على ارتفاع 20 مترا و....
و توقفت اللعبة ، نعم توقفت أو تعطلت ، لست أدري ، ولكني وجدت نفسي معلقا في الهواء على ارتفاع 20 مترا    و اللعبة معطلة ولا أمل في بلوغ الأرض ثانية ، لقد كان موقف في غاية السخافة والرعب أيضا ، لست أدري لماذا شعرت أنها النهاية وأنني سأصعد فعلا للسماء بواسطة هذا الصاروخ المميت ، ولكني عندما راجعت نفسي و فكرت في حياتي ، وجدت أنني لن أصعد للسماء كما كنت أظن ، بل سأهبط لأعماق الجحيم ، بل لأعمق أعماق جهنم.
لم أكن بعيدا تماما عن ربنا ، ولكن لم يكن لي علاقة قوية معه ، كانت علاقتي به متذبذبة ، لأني كنت منشغل بكثير من الأمور عنه ، الدراسة و الفسح والرحلات والمعسكرات و كل مباهج الدنيا.....
نعم كنت أتذكر ربنا دائما وقت الشدة ، وقت الامتحانات ، وقت النتيجة ، وقت الأزمات والكوارث ، مثل الموقف الذي أنا فيه الآن .....
( يا عدرا ، يا أم النور ، يا مارمينا ، يا مارجرجس ، يا مارمرقس ، يا أبو سيفين ، يا أبانوب ، يا بابا كيرلس ، يا ست دميانة ، يا.... ) كان هذا صوت مايكل ، فقد كان يذكر قديسي المجمع المقدس حتى ننجو من هذه الورطة ، أما أنا ، فشعرت أن الموقف شديد الخطورة فعلا ، فقررت أن أصلي لله مباشرة.
( يارب ، كم وكم تمهلت علي ، كم من مرة أخطأت وأنت تغفر لي ، كم من مرة أغضبتك وأنت تسامحني ، لقد استهنت كثيرا برحمتك ، تماديت كثيرا يا إلهي ، أغلقت أذني لكي لا أسمع صوتك ، انشغلت كثيرا بالعالم وأموره الفانية ، و تناسيت أن العالم يمضي وشهواته معه ، أما الآن وأنا معلق في السماء وأنا أكثر قربا منك ، أجد أن كل ما في العالم هو سراب ، اقبل صلاتي يا إلهي وأعطيني فرصة أخيرة ، اشملني برحمتك هذه المرة أيضا ، اغفر لي      يا إلهي وأعطني فرصة أخيرة لكي أحيا لك حياة جديدة )
و عادت اللعبة المميتة تعمل بعد 30 دقيقة ،أخطر 30 دقيقة في حياتي ، لقد كانت من الدقائق القليلة التي شعرت أنها غيرت حياتي تماما.   

فاسهروا اذا لانكم لا تعرفون اليوم و لا الساعة التي ياتي فيها ابن الانسان   ( مت 25 : 13 )



_____________
للأشتراك معنا على قناة اليوتيوب لكى تتابعوا الفيديوهات اليومية الجديدة ،، أدخل على هذا الرابط واضغط على كلمة (Subscribe)

صفحة القديسة مريم المصرية السائحة


Tuesday, October 24, 2017

سلسلة قصص روحية
152. اعترافات شيطان

في ذات ليلة ، و بعد انتهاء العشية ، و بعد أن أرهق  الأب الكاهن من سماع الاعترافات و سماعه لمختلف الخطايا ، ذهب لبيته. و بعد تناول العشاء ، ذهب ليصلي و ينام . و لكن في حجرة نومه وجد ضيف غير مرغوب فيه ، صرخ الأب الكاهن و كاد أن يرشم الصليب و لكن ذلك الضيف قال له : إياك ، فإنني أحترق عندما تفعل ذلك ، فأنا الشيطان .
قال الأب الكاهن وهو مذهول : لا يمكن أن تكون أنت . فقال : كلا ، بل أنا هو . قال الأب الكاهن  ماذا تريد ؟ أجاب الشيطان في هدوء : لقد قررت التوبة و أنوي بيع أسلحتي . قال الكاهن ضاحكا كيف تنوي التوبة ؟ هذا لا يمكن . قال له الشيطان : دعك من هذا الآن . المهم أن تجمع من الشعب التبرعات لكي تشتري الخطايا مني ، فلا أوقع البشر في الخطايا ، فيقتربون من الله و يكون لهم ملكوت السموات . و هذا ما تحيا من أجله . أليس كذلك ؟ قال الأب الكاهن : بلى . ماذا ستبيع ؟ و بكم ستبيع ؟
أجاب الشيطان في حزن لأنه سيستغني عن أسلحته : سأبيع خطايا اللسان ، من شتيمة و كذب و حلفان و إدانة و سيرة الناس ، بمليون دولار . و سأبيع الغضب و النهب و السرقة و القتل ب2مليون دولار . و سأبيع خطايا النجاسة من زنى و أفكار شريرة ب3 مليون دولار . و سأبيع ....
و استمر يسرد الخطايا المختلفة التي تمثل أقوى أسلحته .
وافق الأب الكاهن و لم يماطله في السعر , و استراح و شعر أن خطايا العالم انتهت . و لكن الشيطان استطرد قائلا : و لكني سأحتفظ لنفسي بسلاح واحد فقط . غضب الكاهن و قال :  لم يكن اتفاقنا على ذلك أيها المخادع . أجاب الشيطان : لا يمكن أن أستغني عنه قط فهو أملي الوحيد
قال الكاهن في فضول : و ما هو يا ترى ؟
أجاب الشيطان في ثقة : التأجيل . قال الكاهن في سخرية : هل هذا هو أقوى أسلحتك ؟               قال الشيطان في فخر : بالطبع ، فالتأجيل هو السلاح الذي لا يفشل أبدا . فعندما أقنع الشاب أن الاعتراف ليس مهم , يجيبني بالآيات القوية ، و لكن عندما أقول له " إن الاعتراف هام و لكن ليس الآن ، ممكن أن تعترف بعد الامتحانات  ، عندما يكون عندك وقت " . يقتنع الشاب و يؤيد كلامي ، و عندما تنتهي الامتحانات و تأتي الإجازة ، أكون دبرت له رحلة ثم مصيف ثم أشغله بالكمبيوتر والإنترنت ، فيؤجل الاعتراف و هكذا أسرق منه الأيام حتى يجد نفسه  بدون اعتراف لمدة شهور و سنين . و ما أفعله في الاعتراف ، أفعله معه في قراءة الإنجيل و الصلاة و حضور القداس . و هذا ما أفعل.......
و استيقظ الأب الكاهن من نومه و رشم نفسه بعلامة الصليب . و قد فهم حيل الشيطان .
                          
ان عشنا فللرب نعيش و ان متنا فللرب نموت فان عشنا و ان متنا فللرب نحن  ( رو 14 : 8 )


_____________
للأشتراك معنا على قناة اليوتيوب لكى تتابعوا الفيديوهات اليومية الجديدة ،، أدخل على هذا الرابط واضغط على كلمة (Subscribe)

صفحة القديسة مريم المصرية السائحة


Saturday, October 21, 2017

سلسلة قصص روحية
151. ذلك المساء

ذلك المساء كنت جالسا في حجرة نومي مستلقيا على فراشي أحدق في لا شيء سارحا في أفكاري , لا أعلم بالضبط فيما كنت أفكر ........ غالبا في حالة الاكتئاب التي أصابتني و التي لا أدري لها سبب . أهي الدراسة الصعبة ؟ أم هي الخطية اللعينة ؟و ربما لا تكون لهذه أو لتلك و إنما هي لسبب أتفه . و لكنها كانت حالة اكتئاب , إني أعرفها , فلقد أصابت العديد قبلي . منهم من أفسدت عليهم حياتهم و منهم من استطاع عبورها ...... كنت أشعر إني وحدي في بحر متلاطم الأمواج , كنت أشعر بأني تائه في صحراء شاسعة ليس لها نهاية , كنت أشعر بأني أسقط في بئر عميق ليس لها قرار و فجأة تحولت أحاسيسي إلي حقيقة و تحولت أوهامي إلي واقع ملموس أشعر به و أعيش فيه.
لقد اختفت الحجرة بحوائطها و سقفها و أرضيتها و أثاثها بل و حتى السرير الذي كنت مستلقيا عليه و وجدت نفسي في صحراء قاحلة وحدي و أخذت أصرخ و أنادي و لكن بلا فائدة و لما أصبحت لا أقوى على السير من الإعياء و لا أستطيع الصراخ و النداء من التعب , تذكرته نعم تذكرته و تذكرت كلماته التي رنت في أذني  " ها أنا معكم منذ الآن و إلي انقضاء الدهر " . و صرخت يا إلهي  ! يا إلهي ! و يا للعجب لقد أقبل , لقد ظهر أمامي كما لو كان جاء من العدم و أسرع إلي و لمسني . نعم وضع يده على كتفي و لمسني   و يالها من لمسة لقد ذهب الحزن , ذهب الخوف , اختفى القلق و الاضطراب و ملأني بروحه . قلت له : أين كنت ياربي ؟ أجابني  : أنا موجود دائما فمن يأتي إلي يجدني ولكن أخبرني أنت , أين كنت موجودا ؟ أجبته مباشرة : في الدنيا . قال : بعيدا عني . أجبته : أبدا فأنا أتي إلي الكنيسة أسبوعيا لحضور الاجتماع , هذا بالإضافة إلي القداسات  المستمرة و المواظبة على الاعتراف . قال بابتسامة حانية : مازلت بعيدا عني .
قلت : كيف ؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!
قال:لا تنسى أنني فاحص القلوب و الكلى و ربما كان حضورك للاجتماع بحكم العادة  ,ليس أكثر , و القداسات تكون لئلا يغضب منك خادمك , أما المواظبة على الاعتراف فهي لغسل الذنوب و البدء في ذنوب جديدة خوفا من العقاب و ليس للتوبة و لمحاولة الاقتراب مني .
بدأ الارتباك يكسو وجهي و الخجل يظهر على ملامحي و أنا أقول متلعثما : ربما هو ذهني المشغول يارب و فكري المشوش و ......
قاطعني : انشغالاتك الدنيوية أليس كذلك ؟ ألم تدرى بعد أنها سبب حالة الاكتئاب التي تمر بها و التي لا تدري كيف تتخلص منها .
فقلت له : نعم , قل لي يارب كيف ؟
قال لي :اقبل إلي , تعال إلي . ألست أنا القائل (تعالوا إلي يا جميع المتعبين و ثقيلي الأحمال و أنا أريحكم)  ألست أنا الراعي الصالح و أنا أضع نفسي عن الخراف , و بينما هو ينطق بهذه الكلمات أصبح يبتعد عني و لكن مازالت كلماته ترن في أذني (أنا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف) , (أنا هو الباب إن دخل بي أحد فيخلص و يدخل و يخرج و يجد مرعى) ، (أنا الراعي الصالح و أعرف خاصتي و خاصتي تعرفني) , (خرافي تسمع صوتي و أنا أعرفها فتتبعني و أنا أعطيها حيوة أبدية و لن تهلك إلي الأبد و لا يخطفها أحد من يدي)
و وجدت نفسي أتلو ، دون أن أدري ،المزمور " الرب راعي فلا يعوزني شيء في مراع خضر يربضني ، على مياه الراحة يوردني.......إن سلكت في وسط ظلال الموت ،لا أخاف شرا لأنك أنت معي  ......" و لكن مهلا أين الصحراء و أين الرب . إنني أرقد في حجرتي و على فراشي , كل شيء كما كان من قبل ما عدا شيء واحد , لا أدري أين هو ؟؟؟؟
أين الاكتئاب ؟ لقد اختفى و حل محله روح الرب , حانت مني التفاته ناحية الساعة  فوجدتها السادسة صباحا , ارتديت ملابسي و هرعت إلي الكنيسة وحضرت القداس و ياله من قداس , قمة في الروعة و الجمال , لقد رأيت السماء على المذبح في وسطها الرب جالس على كرسيه و القديسين حوله و العذراء عن يمينه , يا ليها من سعادة تلك التي شعرت بها و عدت إلي بيتي  لا يشغل بالي سوى سؤال واحد " أين الاكتئاب " 

هيا كلنا للفرح و لماذا للاكتئاب+++ برهة و يأتي ربي نلتقيه في السحاب




_____________
للأشتراك معنا على قناة اليوتيوب لكى تتابعوا الفيديوهات اليومية الجديدة ،، أدخل على هذا الرابط واضغط على كلمة (Subscribe)

صفحة القديسة مريم المصرية السائحة


Friday, October 20, 2017

سلسلة قصص روحية
150. أعظم علاقة فى الكون

" .... أما عن برنامج السهرة ، فسنلتقي في الساعة الواحدة بفيلم السهرة ....... بطولة الممثل ( .... ) و النجمة (......) و نخبة من ألمع الفنانين ، أما الآن ، فمع برنامج مجلة الأغاني وباقة من أحدث أغاني الفيديو كليب. "
قالتها المذيعة بابتسامة عريضة.
جلست أتابع البرنامج  ثم شاهدت الفيلم الكئيب ثم تحاملت على نفسي بصعوبة لأصل للسرير حوالي الساعة الثالثة صباحا ، وأنا في طريقي للسرير دارت داخلي معركة شديدة ، هل أصلي أم لا ؟ و كانت هناك عقبات شديدة قدامي.
أولا: أنا تعبان وأتخبط في الأرض والنوم كابس علي خالص.
ثانيا : هل يليق بي أن أصلي بعد مشاهدة الفيلم وأحداثه السخيفة  مازالت عالقة بتلافيف مخي
ثالثا : إنها الساعة الثالثة صباحا ، فهل أصلي صلاة النوم أم صلاة نصف الليل أم صلاة باكر !
و أخيرا تفتق ذهني لحل عبقري ، فلن أصلي لا صلاة النوم أو نصف الليل أو باكر ، سأصلي من أعمق أعماق قلبي صلاة ارتجالية فقط !!
 " بسم الآب والأبن والروح القدس ، إله واحد آمين  ، يارب ساعدني في مذاكرتي ، يارب اشفني من دور البرد السخيف ده ، ساعدني في مادة العربي ، لأني أكرها وبالذات النحو ، لا تتركني في مادة الإنجليزي ، لأني لا أفقه فيها شيئا ، ساعدني في الكيمياء فأنا لا أستطيع حفظ الصيغ الكيمائية المعقدة ، لا تتركني في الفيزياء بألغازها الصعبة  ساعدني في ....
لك كل المجد من الآن وإلى الأبد ، آمين. "
و دخلت للسرير وأنا مستريح الضمير ، هادئ البال ، ...
و لكني لم أستطع النوم ، فقط استرخيت على السرير ولكن النوم لم يداعب جفوني رغم تعبي الشديد ، لأني انشغلت في التفكير في مسألة خطيرة و هي : هل أنا هكذا صليت ، هل هذه صلاة ؟
في البداية تكاسلت عن صلاة الأجبية بحجة إني سأصلي صلاة ارتجالية ، وهل تمنع صلاة الأجبية عن الصلاة الارتجالية ؟ بالطبع لا.
 أنا الذي أتحجج بحجج واهية بالرغم إني أدرك جمال المزامير التي كتبها داود النبي ، والتي أشعر ــ عندما أصليها ــ إنها مكتوبة لي ، فعندما أكون حزينا ومتضايقا وخائفا من المستقبل ، أجد مزمور ( الساكن في  ستر العلي ، الرب نوري و خلاصي  ممن أخاف ) فأشعر بسلام شديد وبيد ربي معي في كل وقت ، و عندما أريد مساعدة إلهي في الامتحانات أجد مزمور ( اللهم التفت إلى معونتي ، يستجيب لك الرب في يوم شدتك ) يطمئني و يريحني.
و صلاة المزامير مهمة أيضا فهي تعلمني كيف أصلي ، كيف أحدث إلهي  وتجعلني دائما أقول إني محتاج إليك يا ربي كل يوم.
ثانيا : لقد لاحظت إن كل صلاتي طلبات ، فقط طلبات ، فأنا لم أشكر ربي على أي شئ ، لم أشكره على وقوفه معي في حياتي و لا على صحتي ولا على مذاكرتي ولا .... و لم أتذكر قول أحد القديسين : ليست عطية بلا زيادة إلا التي بلا شكر.
ثالثا: كل طلباتي أرضية بحتة ، مذاكرة ، شفاء من مرض ،.....
لم أطلب من ربي أن يغفر لي خطاياي ، أن يقربني إليه ، أن يشبعني ويشبع حواسي وأفكاري ومشاعري ، أن يجعلني أحب الصلاة ، أن أستلذ الإنجيل ، أن أتذوق جمال القداس الإلهي ، لم أساله أن يغير طبيعتي الخاطئة بقوة جسده الطاهر ودمه الأقدس ، أن يجعلني أكره الخطية ، أن يعيدني لأحضانه.
رابعا : حتى طلباتي الجسدية تافهة وأنانية ، فلم أذكر أهلي أو أقاربي ، أبى ، أمي ، أصدقائي ، كل ما فكرت فيه نفسي فقط.
حزنت جدا على مستوى الصلاة الذي وصلت إليه ، واضح أني لا أفهم معنى الصلاة ، فالله قد سمح لي أنا الحقير بأن أكلمه و أتحدث معه وأشكو له همومي ، وأنا استبدلت أعظم علاقة في الكون ، علاقتي بإلهي ، بعبارات جوفاء.
قررت أن أتغير ،أن أتذوق الصلاة ، أن أعود لصلاة المزامير ، أن أطلب ملكوت الله وبره أولا.
و قمت وصليت وقلت :أمل يارب أذنك و استمعني لأني مسكين وبائس أنا .... يا إلهي خلص عبدك المتكل عليك ، ارحمني يارب لأني إليك أصرخ اليوم كله .... أنصت يارب إلى صلاتي وأصغ إلى صوت تضرعي ، في يوم شدتي إليك صرخت فأجبتني (مزمور 85 )




_____________
للأشتراك معنا على قناة اليوتيوب لكى تتابعوا الفيديوهات اليومية الجديدة ،، أدخل على هذا الرابط واضغط على كلمة (Subscribe)

صفحة القديسة مريم المصرية السائحة


Tuesday, October 17, 2017

سلسلة قصص روحية
149. الشيطان والملاك

انعقد مجلس قيادة الشياطين وجلس بعلزبول رئيس الشياطين وعلى رأسه تاج مرصع بالخناجر والأسهم والدماء وهو يجلس بكبرياء و زهو عظيمين وتفوح منه رائحة الموت بملابسه السوداء ويبدو على محياه القسوة وتشع الكراهية من عينيه ، وقد بدأ جلسته بتوبيخ الشياطين على قلة الحصيلة في الأيام الماضية ، فمازال بعض الناس يصومون ويصلون ويحبون بعضهم.
ثم قال لهم في تحدي واضح : إن من يقدم لي أعظم عمل ، سأقوم من على كرسي الملك وأجلسه مكاني وألبسه تاجي ، تقدم شيطان كبير وأخذ يعدد أعماله في كبرياء و فخر " لقد حرضت شابا على القتل ، فقتل جاره من أجل خمسة جنيهات " و هنا زمجر الرئيس قائلا: اجلس ، ما أهمية هذا ؟
ثم قام شيطان آخر يقول بثقة واعتزاز : " لقد جعلت أسرتين يتشاجران و يتخاصمان بسبب خناقة صغيرة بين طفلين. "  فقال له الرئيس بعدم مبالاة : اجلس ، وقام آخر يقول : " لقد أسقطت شابة عفيفة في الزني "  فلم يرد عليه الرئيس.
و هكذا تقدم شيطان تلو الآخر دون أن ينال أحدهم  رضى الرئيس وهنا تقدم شيطان عجوز يبدو على محياه دهاء السنين برغم هدوئه الظاهري  و قال في تواضع  مصطنع : " أنا لم أعمل شيئا عظيما مثل سائر زملائي ، أنا جالس أرافق أحد الخدام منذ سنتين ، عندما يقول : أقوم لأصلي ، لا أعارضه ولكني أقـــول له: استرح الآن وصلي غدا فأنت مرهق وعندما ينوي الاعتراف أقـــول له : انتظر بعد الامتحانات حتى تستعد جيدا ولا سيما إن أبونا مشغول ، وعندما ينوي الصيام أقول له : إن صحتك ضعيفة ، فانتظر حتى يمر نصف الصيام ، وعندما يهم بفتح الإنجيل أجلب له النعاس  وهكذا مرت سنتين دون أن يعمل شيئا.
هنا تهلل رئيس الشياطين وقام عن كرسيه متحمسا وقـــــال له: أنت الملك الحقيقي ، إنك ربحت هذه النفس لجهنم بذكاء ولباقة ، كم أنت حكيم أيها الشيطان المحنك العجوز!!  شيطان الكسل ، تعال و جند جنودك لينتشروا بين سائر المسيحيين المتدينين ، فقد عرفت كيف تدخل إليهم ، لقد قدمت لي أعظم عمل.
 +++
و في المقابل قال الله لأحد الملائكة : انزل إلي الأرض واحضر لي أثمن شئ في العالم ، هبط الملاك على الأرض وعبر التلال والوديان والبحار باحثا عن أثمن شئ يقدمه ، فوجد جنديا شجاعا مات في المعركة يدافع عن وطنه فأخذ نقطة من الدماء وأحضرها لعرش الله و قال : أيها السيد ، بالتأكيد هي أثمن شئ في العالم ، قال له الله : حقا أيها الملاك  إنها شي عظيم ولكن ليست أثمن شئ.
عاد الملاك يبحث حتى وجد ممرضة تخدم المرضى حتى مرضت هي أيضا ولفظت أنفاسها الأخيرة ، فأخذ آخر نفس وقدمه لله ، فابتسم الرب للملاك وقال : أما عن بذل الذات فهو تقدمة ثمينة جدا في نظري ولكن ليست أثمن شئ.

عاد الملاك يتجول في الأرض فرأى شخصا شريرا قاسيا ذاهبا إلى كوخ عدوه ليحرقه و عندما اقترب من النافذة رأى   زوجة عدوه تعلم طفلها الصغير أن يصلي و يشكر الله على بركاته ، فتذكر طفولته وكيف كانت أمه تعلمه الصلاة وتأخذه القداس ليتناول و كيف أصبح حاله اليوم ، فذاب قلبه القاسي وشعر بالندم وانحدرت دمعة من عينيه ، فأمسك بها الملاك وطار مسرعا لله  وقال : ما رأيك يا سيدي ؟  فابتسم الرب في ابتهاج و هو يقول: حقا أيها الملاك ، لقد أحضرت أثمن شئ في العالم يفرح قلبي ، دموع التوبة التي تفتح السماء. 


_____________
للأشتراك معنا على قناة اليوتيوب لكى تتابعوا الفيديوهات اليومية الجديدة ،، أدخل على هذا الرابط واضغط على كلمة (Subscribe)

صفحة القديسة مريم المصرية السائحة


Tuesday, October 3, 2017

سلسلة قصص روحية
148. الدماء الطاهرة

كنت جالسا في هيكل الكنيسة في منتصف الليل , أصلي من أعماق قلبي لربي لعله ينظر إلي ضعفي و مذلتي و يرحمني , و فجأة أحسست بإحساس غريب . إذا بروحي تنزع مني و ترتفع بسرعة رهيبة لتتخطى الكنيسة و السحب و الكواكب و النجوم و المجرات و وجدت نفسي على باب مكان واسع جميل المنظر لا أستطيع وصفه لكنه مكان رائع بكل ما تحمله الكلمة من معان.
و على الباب وجدت لافتة مكتوب عليها الفردوس و رأيت ملاك واقفا و هو يقول لي : ما اسمك ؟ و ماذا تريد ؟ قلت له بفخر : ألا تعرفني أنا الخادم في كنيسة مارمينا بفلمنج , أنا الأنسان الطاهر النقي , أنا الخادم الأمين الذي أجذب الخراف الضالة بعظاتي الشهيرة , أنا الذي كنت أرد الخطاه لحضن أبيهم , أنا الذي .......
" كفاك تفاخرا " قالها الملاك ثم جذب ملف يحوي اسمي ثم فتحه . يا لهول ما رأيت , فأن ملفي ممتلىء بقع سوداء تلوث صفحاته البيضاء . و كانت البقع السوداء هي خطاياي التي كنت قد نسيتها في غمرة إنشغالي بالأمور الأخرى .لقد انشغلت بالخدمة و مشاكلها التي لا تنتهي و نسيت خلاص نفسي و تجاهلت خطاياي الكثيرة .
نظر لي الملاك و قال : معذرة , مكانك ليس هنا .
انفعلت و صرخت و صحت و قلت " كلا , أنا الخادم , أنا الطاهر , أنا النقي , أنا ال.... " و لكنه تركني و جلست أبكي و أبكي و ندمت جدا على ما فعلته من آثام و خطايا و ....
ثم التفت و رأيت صورة المسيح المصلوب على باب الفردوس , و كان الدم يقطر من جانب السيد المسيح . فخطرت لي فكرة مذهلة , فقمت و أمسكت ملفي الأسود المتعكر بالخطايا و وضعته تحت صليب المسيح و كانت الدماء الطاهرة تجري على الملف الأسود و تز يل الخطايا السوداء . فرحت جدا و أخذت أقلب صفحات الملف حتى صار أبيضا نقيا .
عدت للملاك ثانية و قلت له :ها ملفي أبيض نقي . فابتسم الملاك و قال لي : إن أعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل حتي يغفر لنا خطايانا و يطهرنا من كل إثم .
ثم فتح باب الفردوس فاندفعت بشوق لملاقاة حبيبي و ربي و إلهي و دخلت  و ......
" إيه يا ابني , أنت هتطول و لا إيه , عايزين نقفل الكنيسة علشان ننام " و كان صوت الفراش المسئول عن الكنيسة .
v    كثير ما ننشغل بالخدمة و بخلاص آخرين و ننسى خلاص نفوسنا .
v    كثير ما نعترف بخطايانا التي نشعر إنها خطايا كبيرة و لا نتذكر الخطايا الصغيرة .
v    إن الخطايا الصغيرة هي كالثعالب الصغيرة المفسدة للكروم .
v    إن تذكرنا خطايانا و تبنا عنها ينساها الرب و إن نسينا خطايانا يتذكرها الرب .

     
خذوا لنا الثعالب الثعالب الصغار المفسدة الكروم لان كرومنا قد اقعلت   ( نش 2 : 15)


_____________
للأشتراك معنا على قناة اليوتيوب لكى تتابعوا الفيديوهات اليومية الجديدة ،، أدخل على هذا الرابط واضغط على كلمة (Subscribe)

صفحة القديسة مريم المصرية السائحة