Saint Mary of Egypt: December 2016 -->

Saturday, December 31, 2016


سيرة حياة الشهيد باخوم الآخميمى وأخته ضالوشام

سيرة هذا الفلاح الأُمِّي الذي استشهد وهو شاب مع أخته ضالشوم التي لم تبلغ سوى الثامنة من عمرها تكشف عن عمل الله الفائق، لا في احتمال الآلام فحسب وإنما في الغلبة على الوالي خلال الفكر الروحي المستنير، وكما قيل: "يكون الجميع متعلِّمين من الله" (يو 6 :45).
تنيح والده موسى وهو في الثامنة عشرة من عمره، وكانت أخته ضالشوم جنينًا في الشهر السابع في بطن أمها. احتضن رجل غني يُدعى سمعان هذه الأسرة الفقيرة التقيَّة، فسلَّم باخوم فلاحة بستانه عند قرية سفلاق في الجنوب، وهي قرية تقع شمال شرقي أخميم عند الجبل، وقد اتفق معه أن يعطيه عُشر الثمار ليعيش بها مع أمه وأخته الصغيرة.
لقاؤه مع أريانا
إذ أثار الإمبراطور دقلديانوس الاضطهاد جال أريانا والي أنصنا في كل الصعيد ينكِّل بالمسيحيين. وإذ دخل مدينة أخميم صنع احتفالاَ ضخمًا في البربا (معبد الوثن) وقدَّم هدايا ثم انطلق ليمارس هوايته ضد المسيحيين في أخميم وتخومها، فأرسل أولاً جنده إلى قرية شنشيف شمال المدينة للقبض على المسيحيين، فجاءوا بعددٍ كبيرٍ ومعهم الكاهن القس كندس (قنطس). عاد فأرسل فرقة أخرى اتجهت نحو قرية سفلاق، فجاءوا بهذا الفلاح الأُمي وكان يلبس ثوبًا باليًا، تظهر عليه علامات الفقر. التقى به الجند، وإذ سأله القائد عن اسمه، أجاب أنه مسيحي، فاغتاظ القائد وأمر الجند أن يربطوا في عنقه حجرًا كبيرًا، أما هو ففي بساطة الإيمان طلب معونة مخلصه وقام والحجر مُعلَّق كأنه بلا وزن، فنسب القائد إليه ممارسة السحر، وطلب من الجند أن يقتادوه إلى الوالي بعد ربطه في عجلة وكانوا في الطريق يضربونه بقسوة ووالدته وأخته الطفلة تسيران وراءه، وقيل إن الحجر الذي عُلِّق في عنقه وقد تلطخ بدمه صار يتدحرج نحوه حتى دُهش الجند.
أمام الوالي
 صار يتحدث بحكمة وتقوى حتى دُهش أريانا من أين لمثل هذا الفلاح الأُمي هذه الحكمة. وإذ أصرَّ ألاّ يبخر للأوثان أمر أريانا بتعذيبه، فكانوا يجرحون جسده والدماء تتصبب على الأرض، والجلْد ينهال عليه حتى غُشيَّ عليه. وإذ فاق من غشيته حسب نفسه غير أهلٍ لهذه الكرامة أن يُهان من أجل السيد المسيح، ودخل مع الوالي في حوارٍ. اشتدت العذابات على القديس باخوم، وإذ بأخته ضالشوم الصغيرة السن (8 سنوات) تنطلق نحوه وتشهد لمسيحها، تود أن تشاركه إكليله، فاغتاظ الوالي كيف تتجاسر طفلة فلاحة وتندفع هكذا نحو أخيها المتألم، فأمر بضربها، وسقطت مغشيًا عليها. رفع باخوم وجهه إلى السماء وصلى إلى السيد المسيح أن يسند هذه الطفلة ويسنده، وأن يثبتهما في جهادهما، وكان الجند يندهشون لصلاته القوية، خاصة وأن نورًا أشرق عليهما وشفى جراحاتهما. تقدمت الطفلة إلى أخيها وأمسكت بيده، وتقدم الاثنان إلى الوالي الذي قدَّم للطفلة ثوبين من الحرير الفاخر وقليلاً من البخور، وطلب منها أن تضع البخور في المجامر، فلم تبالِ بكلماته. أمر الوالي بوضع جمر نار على صدر الطفلة وتحت جنبيها، وربط عنقها بسلاسلٍ، وإذ لم تنثنِ عن إيمانها ألقوها في مِرْجل به ماء يغلي، أما باخوم فقلعوا أظافر يديه ورجليه.
قُطعت رأسيهما في 22 من كيهك، وقام أهل قريتهما بتكفينهما ودفنهما، ثم بُنيّ دير باسمهما في قرية سفلاق لازال قائمًا.

بركة صلواتهم تكون معنا دائما . أمين

ترانيم رأس السنة وعيد الميلاد المجيد | ترانيم الكريسماس

Thursday, December 29, 2016

صلوات الأجبية والمزامير | صلاة نصف الليل - الثلاث خدمات

صلوات الأجبية والمزامير | صلاة النوم



_____________
للأشتراك معنا على قناة اليوتيوب لكى تتابعوا الفيديوهات اليومية الجديدة ،، أدخل على هذا الرابط واضغط على كلمة (Subscribe)

صفحة القديسة مريم المصرية السائحة

Tuesday, December 27, 2016

سيرة حياة أم الغلابة القديسة (أدرينا)
سيرة وأعمال هذه البارة هي امتداد لأنبياء الله القديسين ... وقد كانت قديستنا بستان مغروس وسط صراعات العالم المملوء بالشر، لكنها روت شجرتها بالدموع والجهاد والاحتمال ، فآوت إليها طيور كثيرة.
 
كانت المرحلة الأولى من حياتها في بلاد الصعيد، فكرزت وبشرت في القرى والنجوع بين نفوس كادت أن تهلك في ظلام الخطية وعبودية الشر.
 
ثم دبرت عناية الله أن تنتقل مع أسرتها إلى حي شبرا، وكان ذلك في أواخر الخمسينات ، فاشتهرت آنذاك بمحبتها وخدمتها للفقراء، حتى لقبت "بأم الغلابة".
 
وكان كثيرون يأتون لزيارتها في بيتها البسيط، منتفعين من خبراتها الروحية العميقة واختباراتها المعاشة مع الرب وقديسيه، منهم رجال إكليروس من مختلف الأديرة والكنائس: وقد جملت بمواهب الروح القدس .. فحدثت بصلواتها بركات ومعجزات عديدة..
 
إن حياة هذه السيدة توبخ جيلنا المعاصر، فقد صرنا نقترب إلى الرب بالفم ونكرمه بالشفاه، وأما قلوبنا فمبتعده عنه بعيداً (مت 15: 8).... فجاءت هذه السيرة كصوت صارخ، وبالأخص للمتهمين بالعمل الاجتماعي في الكنائس، ليتعلموا جيداً ، إن أعمال الرحمة، هي مدخل هام للأبدية، والتقصير في خدمة الفقراء يدفع البعض إلى الإنحراف أو الإرتداد أمام الضغوط الإقتصادية الواسعة.
 
ولدت أردينا مليكة يوسف (أم الغلابة) في عام 1910 بقرية الشيخ علام (مركز الكوامل/سوهاج)، من أسرة ثرية جداً تمتلك العديد من الأطيان والسواقي. وقد ماتت أمها بعد ولادتها بأربعين يوماً .. فاحتوتها أحضان شقيقتها دندية (هي أكبر شقيقاتها من جهة الأب).
 
أما والدها فقد كان رجلاً ذو سطوة ومهابة في بلدته. وكلمته نافذة كالسيف على الجميع .. كما كانت له هواية رديئة في إستحضار  الجان والتعامل معه، فزاد هذا الأمر من سطوته وجبروته. حتى تحجر قلبه وتجمدت مشاعره تجاه وصايا الرب، فحاد عن طريقه المستقيم.
 
فحرمت هذه الطفلة الصغيرة ذبائحه لأنها ناتجة من مال حرام، وفضلت الأطعمة البسيطة القليلة عوض الأطعمة الفاخرة الدنسة.
 
وقد تمتعت في صغرها بنضوج روحي مبكر ، رغم التيتم وقسوة الأب، حتى كانت تهرب من البيت في سن السابعة من عمرها. وتسير على قدميها لمسافات بعيدة، لتصلي بأحدى الكنائس التي تبعد عن قريتها كثيراً .. كما تدربت منذ حداثة  عهدها على أصوام الكنيسة، رغم معاندة ومعارضة والدها، والذي كان كحد تعبيرها .. يفتح فمها بالقوة ويضع بداخله شوربة اللحم، حتى يكسر صومها فتفطر.
 
فكانت تعود للصوم مرة أخرى في قوة وإصرار على التنسك والزهد. وهكذا شقت هذه البارة طريقاً يجمعها بالرب منذ الصبا، رغم العراقيل والعقبات التي اعترضتها، والتي ظلت تتكبدها حتى لحظة نياحتها..
 
في عدة أحاديث روحية لأم عبد السيد، أكدت بأنها مرت في طفولتها باختبارات عميقة (من سن الثالثة حتى السابعة) ، فقد كان الشيطان يأتيها علناً ليزعجها ويخيفها، فكان الرب يسوع بنفسه يظهر بمجده النوراني الفائق ويحتضنها بين ذراعيه الحانيتين .. وعندما يقترب الشيطان منها بمنظره الأسود  القبيح ويحاول أن ينتزعها ، كان الرب ينتهره ويدفعه عنها ... ويحوطها بقوة بين ذراعيه، ثم يربض بيده الحانية عليها ليبعث في نفسها السلام والطمأنينة.
 
وكانت دائماً تصف وجهه الجميل النوراني وكيف كانت تداعبه في ذقنه الصفراء المتوهجة كأشعة الشمس. في براءة طفولية، ثم تتحدث بإنبهار عن حنوه فتقول "أد أيه كان الحنان اللي فيه عجيب" .. وقد فسر أحد أحبائها الرهبان هذا الاختبار الروحي فقال: إن تعرضها لهذه الحروب الشرسة من الشيطان ، وفي هذا السن بالذات ، أكد لي بلا شك إنها مختارة ونذيرة للرب منذ صباها...
 
وها نحن نسرد هذا الحدث الروحاني ، بلهجتها الصعيدية الحلوة .. في حديثها للأباء الرهبان .. قالت: أمي فاتتني يتيمة .. وبعدين أنا كنت بنترعبوا ونخاف .. وأنا طفلة كان يمسكني على إيديه حبيبي يسوع، ويجول لي ما تخافيس
( = يقول لي ما تخافيش) كان يعني لاهيني. كان لما يديني( = يجيني) ، ويدي العدو ويضرب الباب في الأوضة اللي جاعدة فيها (= قاعدة فيها ).  كنت أخاف أنا ... نمسك في ردلين مين ( = رجلين مين)  ردلين حبيبي يسوع.
يدبدب علي (يخبط علي) ويجول لي ما تخافيس .. أنا معاكي ... إتخافي من إيه لما أنا معاكي. ما تخافيس. وكنت نفرح بيه لما يجعد (= يقعد)  معايا الليل كله ، ويدبدب علي ويجول لي متخافيس.
دمال .. دمال .. دمال (= جمال) .. مافيس دمال زييه ( = ما فيش جمال زيه) ولماكون خايفة أنا ، يجول لي ما تخافيس .. أنا معاكي .. ولما كان يديلي (= يجيلي) كون نفرح بيه (= كنت أفرح بيه).
 
لما  كبرت شوية 12 – 14 سنة ، سمعت على إن فيه أديرة وراهبات، وطبعاً فهمت أن الراهبات دول عندهم فرصة إنهم يعيشوا مع ربنا أكثر من أي إنسانة ثانية مشغولة ببيت وزوج وأولاد وكده .. فاشتاقت إنها تكون راهبة.
فقالت لهم: أنا أترهبن، وهي يتيمة من الأم، فقالوا لها: رهبنة إيه ؟! (وضحكوا عليها) دي الرهبنة دي والأديرة بتاعة الراهبات .. ما يخدوش إلا إن كانت واحدة مكسحة ، واحدة عميا.. هما دول إللي يخدوهم في الدير، لكن أنتي مفتحة .. ما يرضوش يقبلوكي في الدير.
فراحت من وراهم، وجابت تراب وكبست عينيها  علشان تعمي .. وبعد كده تروح الدير. بالبساطة بتاعتها دي. لكن طبعاً ربنا شفى عينيها وماكنشى إرادة ربنا إنها تعيش حياة الرهبنة.
 
هنا وتستطرد أم عبد السيد حديثها الممتع مع أباؤنا الرهبان، فتقول عن هذه الفترة من حياتها:
كان الرهاب (= الرهبان) زمان يخدوهم عمى ، جولت أيوه (= قولت أيوه)، أنا مرة راح نكبس إعني ملال من الفرن (= تراب من الفرن)، وإعني يتفجعوا (= عيني تتفقع) ونروح الدير. .. جبت شوية ملال وكبست إعني .. نضفوا إعني وما روحتس الدير
( = وما روحتش الدير) .. ليه .. ما نستحجس الدير (= ما نستحقش الدير) .. مسكينة أنا .. ما نستحجس الدير.
 
وبعدما باءت كل محاولاتها بالفشل تجاه رغبتها في الرهبنة، قام والدها بتزويجها رغم أنفها ... حتى يقطع عنها كل أفكار الرباطات الديرية، ويضمن عدم سيرها نحو هذا الطريق الروحاني.
فتزوجت في سن الرابعة عشر من إنسان شرير وقاس القلب، تجرعت كأس مرارته وأتون عذاباته لسنين طويلة.
ولأنها تيقنت "إنه بضيقات كثيرة، ينبغي أن ندخل ملكوت الله"  (أع 14 : 22).
 
فقد احتملت في سبيل ذلك إنها ظلت لمدة أربعين سنة تضرب منه بجريد نخل يكتظ بالأشواك المسننة .. فكانت مع كل ضربة يتدفق منها الدم بغزارة كجريان الماء، فترجع إليه الجريدة مرة أخرى ليواصل تعذيبه لها مستهينة في ذلك بآلامها الجسدية والنفسية ... وبينما جراحاتها تدمى ، تقول له : مش مهم عندي آلامي وجراحي، فكل إللي يهمني خلاص نفسك، حتى إنها في أحد المرات، صعدت إلى سطح البيت والدم يتساقط منها ، وصارعت حبيبها يسوع (رجل الأوجاع ومختبر الأحزان) (أش 53: 3)
 
وطلبت من أجل زوجها  فقالت : سوف يا حبيبي ( = شوف يا حبيبي) ، أنا النهارده  مانسيبكس (= ما أسيبكش) ده سريك حياتي (= ده شريك حياتي)، إتخليه عايس في الخطية (= تخليه عايش في الخطية) يعني أنا نروح السماء وهو يروح دهنم (=يعني أنا أروح السماء وهو يروح جهنم)، ده حرام، أوعى تكتب عليه خطية .. أنا عنجولك (= أنا بقول لك).. أوعى يا رب تكتب على دوزي (= جوزي) خطية ، وإنت إتألمت جبلنا (= قبلنا) وكل ده ما يديس سكة  ( ما يجيش شكة) من الآلام بتاعتك ...
فيا للعجب من عمق الفهم ده. إنها بتطلب المغفرة .. لواحد بيعذبها كما لو كانت مش إنسانة، تطلب له المغفرة، وكمان عندها فهم لروح الصليب ، وتقول له : إنت أتألمت قبلي .. يعني إيه آلامي دي جنب آلامك.
 
سألها الأسقف ... ومين علمك كده؟ .. جاوبت برضه باللغة البسيطة بتاعتها ... فقالت : الروح وحدها تعلم كل حاجة .. الروح وحدها..(يعني عايزه تقول : روح الله وحده .. هو إللي بيفهمني).
 
أما بالنسبة لزوجها سار في طريق الخطية وحياة الزنى ، فترك زوجته وأولاده .. في بيت أهله، فأذلوها وأهانوها وعايروها، بدلاً من أن يكونوا سبباً في تعزيتها وراحتها.
 
فضحت بشبابها وحياتها من أجل مسئولية تربية أطفالها، فعملت وكدت حتى تربيهم ، فيسكنوا آمنين غير معوزين لشيء.
 
ودارت عجلة الزمن .. مرض الرجل وانهكت قواه، ولما سمعت زوجته الوفية بذلك، لم تفكر فيما صنعه معها ، بل أتت به وخدمته بكل تفاني وحب .. وصارت تداويه. حتى استجاب الرب لطلبتها من أجل هدايته ، كما صنع بالقديس أغسطينوس ، استجابه لطلبة والدته .. فرجع عن آثامه وتاب، معترفاً بجهالاته وخطاياه.
 
ولقد كشف لها الرب في رؤية عن قرب رحيله ، فأشترت أكفان وقامت بحياكتها .. وأثناء ذلك شكتها الإبرة ، فرسمت صليب بالدم على الأكفان، ثم قالت لزوجها: "بالك يا أبو عبد السيد .. إنت راح تموت جبليه (قبليه)، ودمي راح يروح معاك، وراح تتكفن بالأكفان دى ودمي راح يروح معاك " .... وقد تمت نبوتها بالفعل .. فمات زوجها ، ولفته في تلك الأكفان التي أعدتها خصيصاً من أجله.  وختمت بعبارة جميلة كخلاصة روحية لخبرة السنين .. "سوف (= شوف) العمل إللي عمله معايا ده ، وكنت بنصليله مرجده ( = مكانه ) يكون السماء".
 
وكان من التجارب الأولية التي صمدت أمامها دون أن تنسب لله جهالة، موت أربعة من أولادها، كانوا باكورة إنجابها  وهم : نظير ، حكمت ، سعيد ، أمل.  فقدتهم جميعاً على التوالي..
وقد وجدنا تعزية كبيرة في قصة وفاة إبنها سعيد الذي انتقل للأمجاد السمائية وهو في مقتبل شبابه، بعدما أصيب بمرض في الرئة لم ينفع معه دواء..
وصارت مناحة عظيمة حسب طبيعة أهل الصعيد، لكن الله سكب سلاماً خاص في قلب (أم عبد السيد)، فبينما تقوم بتغسيل جسده.. وجدت حمامة إخترقت الحجرة رغم إن الشبابيك والأبواب مغلقة، وظلت تحوم حول الجسد ثم تستقر على رأس أم عبد السيد ... تحوم حول الجسد وتستقر على رأس أم عبد السيد ... فأدركت قديستنا مشاركة السماء لها بالتعزية والفرح، عند إنتقال ولدها.
فقامت وطبخت للجميع بعد دفن الجثة بل ووعظت موكب الحاضرين، فقالت:
"يا دماعة (= يا جماعة) إبني ده راح السما، وبعدين جال لي (= قال لي) يا ماما .. ما تبكيس علي (= ما تبكيش علي) .. وإحنا غسلناه وودناه لعروسته، وجولت له (= قولت له) يا بنى روح..إنت رايح الدنة (= الجنة) وإحنا رايحين وراك يا سعيد ، فيا بخته ويا هانياه ... فخلاص يا دماعة. حزن ما فيس (= ما فيش) ، والعريس ودناه لعروسته .. فلو ما عايزينيس تآتلوا (فلو ما عايزينش تاكلوا) تبجوا حزانى ، ولو عايزين تآتلوا، يبجي ده فرح (= يبقى ده فرح).." وللوقت قامت ووزعت شربات وبسكويت على الحاضرين ، لتعلن إنه لا يوجد معنى للموت في المسيحية بل هو إنتقال.
سلسلة قصص روحية
41. أسعد كائن على الأرض

عاد قاطع حجاره الى بيته ، وبعد العشاء رفع قلبه نحو الله وهو يقول : " لماذا أتيت بى ياالهى فى أسره فقيره لم تدفعنى الى دراسة ، ولا قدمت لى اموالاً تسندنى فى عمل مشروع مربح؟! كثيرون لايبذلون الجهد الذى اقوم به وهم أكثر منى غنى ! ألا تستطيع ان تغنينى ، فأستريح وافرح واشعر حقا بالسعادة"
فى الليل رأى قاطع الحجاره حلما انه وهو يضرب فى المحجر وجد كنزاً مخفيا ففرح جدا .. خبأه وترك المحجر ليبدأ حياة جديدة , وقال فى نفسه : " لقد كانت ساعه مقبولة ، فيها سمع الله لطلبتى وجعلنى غنياً .. ليتنى طلبت أكثر! " عاش الرجل بين الاغنياء والعظماء ، وإذ دعى الى حفل ملوكى رأى ما ناله الملك من كرامة وعظمة ، فاشتهى أن يكون ملكا . طلب من الله ذلك لكى يكون فرحاً وسعيداً . سمع الله لطلبته وصار الرجل ملكاً ، وكان الكل يكرمونه ويبجلونه .. واذ سار فى موكب ملوكى والجماهير من كل جانب تحييه شعر بحراره الشمس الشديدة ، أدرك أنه ضعيف أمامها . فأشتهى أن يكون شمساً تبسط أشعتها على كل الآرض ، بل وعلى الكواكب الآخرى . بسطت الشمس أشعتها ، ولكن سحابة كثيفة حجبت الاشعة عن بقعة فى الارض ، فشعرت الشمس بضعفها أمام السحابة ، وأشتهت أن تكون سحابة كثيفه ليس ما يعوق تحركها . صارت الشمس سحابه كثيفه للغايه ، وتحولت الى أمطارسقطت على الارض كان يخشاها الانسان كما حاولت الحيوانات الهروب منها ، وتركت الطيور الاشجار لتجد لنفسها ملجأ ، لكن بقيت صخرة قوية لم تهتز امام الامطار . استصغرت السحابه نفسها أمام الصخرة فأشتهت أن تصير صخرة لايمكن للسحاب ولا الآمطار أن تهزها . صارت السحابه صخرة عظيمة .. وفجأة جاء قاطع حجارة يضرب بفأسه ليقطع منها الحجارة، فشعرت الصخره بضعفها أمام قاطع الحجارة وطلبت من الله أن تصير قاطع حجارة ، وبالفعل صارت الصخرة قاطع حجارة.
هكذا رجع قاطع الحجارة إلى ماكان عليه . قام الرجل من نومه وهو يشكر الله الذى أعطاه فرصة أن يكون قاطع حجارة وليس صخرة أو سحابة أو شمساً أو حتى ملكاً أو واحدا من الاغنياء أو العظماء .
تحولت حياته الى حياة شكر وتسبيح لله ، لكن فى غير تراخ او احباط ، يبذل كل جهده فى عمله ويسند أولاده ويشجعهم على الدراسه بقلب متهلل !
+++
الرضا والسلام الداخلى للانسان هو الذى يجعل الانسان سعيداً . السلام الذى يملك على قلب المؤمن نتيجة مصالحته مع الله لايلتفت الى وظيفه أو دخل مادى بل ينظر من بعيد الى مدى عمق الله فى داخله .
+ لتسلكوا كما يحق للرب في كل رضى مثمرين في كل عمل صالح و نامين في معرفة الله . (كورونثوس 1 : 10 )


Monday, December 26, 2016

سلسلة قصص روحية
40. البخل
إنه فى سنة 553م فى زمن يوستنيانوس الملك مرض فى القسطنطينية أحد الأغنياء ، وكان ذا ثروة عظيمة ، فلما رأى نفسه فى خطر الموت وهب المساكين مقدارا عظيما من المال ، غير إنه لما نجا من الموت وشفى من مرضه ، ندم على سخائه وأسف جدا على ما فعله ، فرآه أحد أصدقائه حزينا جدا لهذا السبب ، فأخذ يعزيه بكل أنواع العزاء ، ويعالج حالته النفسية ، فلم ينجح فيه العلاج ، وأخيرا فال له إنى أرد لك ما وهبته للمساكين ، بشرط أن تذهب معى للكنيسة ، وهناك تقول " يا رب لست أنا الذى وهب المال للفقراء بل هو هذا الرجل صديقى المدعو ( فلان ) وهو يستحق مكافأته وليس أنا "
فرجع ذلك الغنى الشقى مسرورا برد ماله إليه . إلا أنه بعد ما تسلم المبلغ من صديقه وأراد العودة إلى بيته سقط على باب الكنيسة ميتا .
وهكذا ضاعت المكافأة السماوية على هذا الرجل البخيل الذى لم يفكر فى الموت . وكم من بركات تضيع علينا لو نحن سلكنا مسلك هذا الرجل البخيل . حقا لنذكر قول الكتاب : " من يتكل على غناه يسقط " (أمثال 11 : 28 )
+++
لقد انطبق على هذا الرجل قول الكتاب :" يا غبى فى هذه الليلة تطلب نفسك منك ، فهذه التى أعددتها لمن تكون هكذا الذى يكنز لنفسه وليس هو غنيا لله " (لوقا 12 : 20 ، 21 )
لنترك محبة المال ونقتنى محبة الله : " لأن محبة المال أصل لكل الشرور . الذى إذا ابتغاه قوم ضلوا عن الإيمان وطعنوا أنفسهم بأوجاع كثيرة .. أوص الأغنياء فى الدهر الحاضر أن لا يستكبروا ولا يلقوا رجاءهم على غير يقينية الغنى بل على الله الحى ... وأن يصنعوا صلاحا وأن يكونوا أغنياء فى أعمال صالحة وأن يكونوا أسخياء فى العطاء كرماء فى التوزيع " (1 تيموثاوس 6 : 10 ، 17 ، 18 )


Sunday, December 25, 2016

سلسلة قصص روحية
39. الغفران

 فى أحد الأيام وقع خلاف بين أخوين كانا يعيشان فى مزرعتين متجاورتين . وكان هذا هو أول انشقاق خطير على مدى 40 عاما من ممارسة الزراعة جنبا الى جنب ، حيث كانوا يتشاركون فى الماكينات ، وتبادل العمل والبضائع حسب الحاجة دون عوائق .

ولكن التعاون الطويل هذا سقط . بدأ الأمر بسوء فهم بسيط ، وتزايد الى خلاف كبير ، وانفجر فى النهاية فى كلمات مريرة تبادلها الأخوين ، تبعها أسابيع من الصمت .
وفى صباح أحد الأيام سمع جون قرعا على بابه . ففتح الباب ليجد رجلا يحمل صندوق به أدوات نجارة ، وقال الرجل " أننى أبحث عن عمل لبضعة أيام ، ولعله لديك أعمال صغيرة هنا وهناك ، فهل يمكننى القيام بها من أجلك ؟ ."
فأجاب جون الأخ الأكبر وقال " نعم ، أنا لدى عمل لك ، انظر الى النهير الصغير فى هذه المزرعة.. بعده هناك يوجد جارى وفى الحقيقة هو أخى الأصغر ، الأسبوع الماضى كانت المروج ممتدة بيننا ، ثم حدث خلاف بيننا وإذا به يأخذ البلدوزر الخاص به ويذهب للسد الذى على النهر ويصنع بيننا هذا النهير الصغير
وهو قد فعل ذلك لإغاظتى، ولكننى سأردها بواحدة أفضل . هل ترى هذه الكومة من الأخشاب التى بجانب الحظيرة ؟. أنا أريد منك أن تبنى لى سورا ارتفاعه 8 أقدام ، لأننى لا أريد أن أرى مزرعته مرة أخرى . على كل حال دعنا نبرد ناره . "
النجار قال " أعتقد أننى قد فهمت الموقف . لترينى المسامير ، وجاروف الحفر وسأكون قادرا على أداء المهمة بصورة تسعدك . "

الأخ الأكبر كان عليه أن يذهب للمدينة لشراء احتياجات المزرعة ، فجهز للنجار طلباته ثم ذهب لمدة يوم للمدينة .
عمل النجار بجدية طوال ذلك اليوم فأخذ يقوم بقياس مقاسات ثم نشر الأخشاب وتسميرها . ونحو شروق اليوم التالى عاد الأخ الأكبر من المدينة ، ليرى النجار وقد انتهى لتوه من عمله . فتح المزارع عينيه فى اندهاش بينما سقط فكه . فلم يكن هناك سور على الإطلاق ولكن بدلا منه كان هناك كوبرى !.. كوبرى يمتد من جانب النهير الصغير الى الجانب الآخر  ! . وكان مصنوعا فى جمال ودقة صناعة يدوية بارعة.. فنظر جون ورأه جاره الأخ الأصغر ، أتيا عبر الكوبرى ويده ممدودة
فقال الأخ الأكبر للنجار " يالك من شخص غير عادى حتى أنك تصنع هذا الكوبرى بدلا من السور بعد كل الذى قلته أنا وعملته "
كان الأخان يقفان كل منهما على جانب من الكوبرى . ثم التقيا فى منتصفه وأخذ كل منهما بيد الآخر . ثم التفتا لينظرا النجار وهو يحمل صندوق أدواته على كتفه . فقال الأخ الأكبر له" لا ، انتظر ، لتبقى معنا بضعة أيام ، فلدى مهام أخرى لك ."
فأجاب النجار وقال " كنت أحب أن أبقى ، ولكن أمامى كبارى أخرى لأبنيها  ."

+ لانه ان كنا ونحن اعداء قد صولحنا مع الله بموت ابنه فبالاولى كثيرا و نحن مصالحون نخلص بحياته . (رومية 5 : 10 )




Saturday, December 24, 2016

سلسلة قصص روحية
38. لقاء في الجحيم

+ ما إسمك؟
   لا يهم إسمي, فأنا وكل الذين هنا لا يتكلمون مع بعضهم, الكل مشغول في آلامه. 
+ أين كنت تعيش؟ وفي أي زمن؟
كنت أعيش وأنا على الأرض في مصر, ولدت في 1970 وتركت العالم في عام .2001
+ ماذا كانت ديانتك على الأرض؟
   كنت مسيحي
+ مسيحي….!!إذن ما الذي أتى بك إلى هنا؟؟
   كنت مسيحيا بالإسم فقط, فأنا كنت بعيدا جدا عن المسيح……
 + لكني أريد أن أفهم…كيف أتيت إلى هنا, رغم أنك مسيحي…؟
   أنا كنت أحيا في وسط عائلة قريبة جدا من المسيح, فكان أهلي يواظبون على  حضور القداسات, وقراءة الكتاب المقدس, والصلاة. أما أنا فلم أكن مثلهم أبدا, فقد كنت منشغلا بأمور العالم الكثيرة. كنت أمارس أسوأ الخطايا في مراهقتي, وازداد الحال بي سوءا عندما دخلت فترة الشباب…. كنت أتلذذ بالخطية.
+ ما هي الخطايا التي مارستها؟
   كانت حالتي مزرية, فقد بدأت التدخين وأنا في المدرسة, حتى وصلت إلى إدمان المخدرات في الثانوية. لم أكبت الشهوة النجسة داخلي, وكنت أشبعها كلما ثارت علي , وعندما دخلت الجامعة إنحدر بي الحال أكثر, وبدأت إدمان الخمور…..كنا أنا وأصدقائي نتبارى في هذه الأمور الشريرة, ظنا منا أنها رجولة وفخر. كنـت أكذب, وأشتم ,وأحلف , وأنافق هذا وذاك, ولا أحب أحدا, بل كنت دائما أفكر في نفسي فقط لا الغير. كنت دائما أستمع الى الأغانى العالمية وأرددها طوال اليوم مما جعلنى حتى أنفر من سماع الألحان والترانيم لانى لوثت اذنى بالأغانى.
+ كيف كنت على هذا الحال وأنت تعيش في وسط عائلة قريبة من الكنيسة؟ألم يفعلوا شيئا؟
   في البداية لم يشعرأهلي بما أفعل لأني كنت كالأحمق أمارس هذه الأمور من ورائهم حتى لا يروني, ونسيت أن المسيح يراني. مع مرور الوقت, تكشفت الحقيقة لهم, فحزنوا جدا علي. حاولوا كلهم, خاصة والدي, أن يرجعوني لأحضان يسوع, لكني كنت أسد أذني ولا أسمعهم, بل بالعكس كنت أستهزأ بهم, وأتعجب منهم في نفسي وأقول " لماذا لا يتمتعون بالعالم كما أتمتع أنا؟ لماذا يعيشون في هذا الحرمان؟".
    لكن الغريب أنهم رغم هذه الحياة الصعبة (في نظري) , كانوا في سلام وطمأنينة رغم أي ظروف صعبة تمر بهم , فأتذكر مثلا عندما مرضت أمي مرضا  صعبا, كانت تشكر الله وتباركه!!!!….. أما أنا كنت في صراع دائم على عكسهم تماما, كنت أحيا في جوع حاولت إشباعه بالخطية, فأشبع…. لكن بمجرد أن أنتهي من فعل الخطية, أشعر بضيق وحزن, فسرعان ما أنساه بممارسة خطية أخرى جديدة...... كنت في دوامة لم أحاول الخروج منها.
   كثيرا ما نصحني كاهن كنيستنا, والخدام, ولكني كنت لا أستجيب….كان أصدقائي في الكلية ينصحوني ويصلون من أجلي, أما أنا فكنت أتهمهم بأنهم يتدخلون في حياتي الشخصية…… "كنت أسمعهم بالودن دي وكل الكلام أطلعه من الودن التانية, كنت بخدهم على أد عقلهم" …..كثيرا ما نخسني الروح القدس, لكني كنت أكتم صوته داخلي وأتجاهله, كنت عنيدا جدا…
 هل كنت تذهب للكنيسة؟
   كنت أذهب للكنيسة في الأعياد فقط …. لمقابلة أصدقائي في حوش الكنيسة. لم أحاول الوقوف للصلاة داخل الكنيسة أبدا, وإن دخلت, كنت أمل سريعا, وأحاول الخروج بأقصى سرعة,  لأن فلانة ستنتظرني خارجا الساعة كذا في حوش الكنيسة مع بقية أصدقائي لكي نسهر معا…
 ماذا كان يمثل لك المسيح في حياتك؟
   لم أحاول أن اعرفه أبدا…كنت أرى صوره مصلوبا, وأسمع من الكاهن أن المسيح صلب لأجل خطاياي, ويستطيع أن يخلص كل من أراد أن يخلص…. لكني لم أكن أؤمن بهذا الكلام….. كيف أترك الخطايا المحببة لقلبي وأعيش في حرمان وحزن؟ أهذا ما يريده المسيح؟
أتذكر أن المسيح حاول معي كثيرا حتى يرجعني إليه…. بمشكلة كبيرة,بالضيق, بالحزن, بالكلام... حتى  وفاة أحد أصدقائي المقربين بسبب جرعة زائدة من المخدرات لم يجعلني أتوب. لم أحاول اللجوء إلى المسيح حتى يعطيني سلام, بل كنت ألجأ للخطية حتى "أنسى".
 كيف أنتهت حياتك؟
   كنت مع صديقي راجعا بالسيارة إلى المنزل بعد أن سهرت معهم, وليلتها شربت كثيرا….. ,وأثناء رجوعي أصبت إصابة مميتة في حادث على الطريق, فنقلت إلى المستشفى أنا وصديقي الذي مات فور وصوله المستشفى.
أتت عائلتي إلي في المستشفى, وفهمت أن إصابتي بالغة….. كانوا يبكون حزنا علي …حاولوا معي حتى أتوب وأرجع للمسيح, لكن يالحماقتي, فلم أسمع لهم وأنا على فراش الموت, بل إستمريت في عصياني وشري بكل جهل. أتى الكاهن, والأصدقاء والخدام لكي يشجعوني على التوبة....تناولت من جسد المسيح, لكني كنت داخلي غير مقتنع بأن هذا هو جسد المسيح ودمه..... لم أكن مستحقا للمسيح. 
أتت اللحظة الرهيبة, وشعرت بأني أموت, وحينئذ إنفتحت عيناي, ورأيت الشياطين حولي فرحة سعيدة, ترقص وتتهلل… أما من بعيد, فرأيت ملائكة واقفة تبكي حزنا….. بعدها قيدتني الشياطين وأخذوني, وانتلقت حتى وصلت إلى مكان لا أستطيع وصفه, وهناك رأيته………..
 ……..المسيح؟
   كان واقفا في حزن, عندما رأيته سقطت على وجهي… ظننت أن المسيح سيأتي ويقيمني كما كان يقيم البائس والحزين, لكنه لم يأتي….ثم دار هذا الحوار الذي لن أنساه….
المسيح: من أنت؟
أنا: ألا تعرفني؟ أنا فلان إبن فلان……
المسيح: أنا أعرف والدك لأنه يتبعني, أما أنت فكنت بعيدا عني…..
أنا: أنا كنت مسيحي…
المسيح: إن كنت مسيحي, لماذا لم تتبعني؟ لماذا كنت تتبع الشيطان ولم تستجب لرسائلي الكثيرة التي أرسلتها لك من خلال عائلتك وأبونا فلان والخدام وأصدقائك المقربين؟
أنا: يا يسوع المسيح, أرجوك إرحمني, لا تتركني مع هذه الشياطين.....إنها مخيفة جدا!!!
المسيح: هذه أول مرة تطلب فيها الرحمة, ولكنك نسيت أني عادل وأجازي كل واحد كحسب أعماله. لقد مر زمان الرحمة, والآن هو وقت الدينونة العادلة.
أنا: أرجوك يا يسوع المسيح, سامحني, أنا أحمق ضعيف لم أفهم وأدرك محبتك, تلذذت بالخطية وعشت فيها,ونسيتك, لكني يارب ندمان الآن على كل ما فعلت, فأرجوك سامحني واغفر لي….
المسيح: ليتك قلت هذة الكلمات من ساعة فاتت وأنت على الإرض, ولكن للأسف……
أنا: يا يسوع إرحمني…..

بكيت وصرخت "يا يسوع إرحمني", لكني لم أسمع رد منه هذه المرة, ووجدت نور المسيح يخفت, فرفعت رأسي ونظرت, فوجدته بعيدا عني, ظللت أركض ورائه, لكني كنت أبتعد عنه بدلا من أن أقترب إليه….. ثم أخذتني الشياطين وأنا في هذه الحالة المزرية…. وأتت بي إلى هذا المكان الذي أنا فيه الآن….

وبعد أن حكى هذا الشاب حكايته هممت بالذهاب, لكنه أوقفني وقال لي:
 " أريد أن أقول لك شيئا…هي نصيحة من هذا الذي لم يسمع النصيحة"
   أنا وكل الذين في هذا المكان نريد شيئا واحدا….أن نرجع إلى الأرض ولو لدقائق لكي نقدم توبة للمسيح… لكن هذا شيئا لن يحدث أبدا.
أتعرف بماذا أشعر وأنا هنا؟ حزن وكآبة وندم شديد لا يقل, بل يزيد مع الوقت…. وللأسف لا أستطيع أن أنساه حتى إحدى الخطايا التى كنت أفعلها.
كثيرا تحزن على الأرض وتلجأ للمسيح فيعطيك سلام, أما هنا فمهما صرخت من الضيق والحزن فلا تجد سلام, بل يزداد حزنك….نحن لا نتكلم مع بعضنا البعض هنا, فلا توجد هذه الرغبة داخلنا, تماما كما تصاب أنت بالإكتئاب ولا تريد أن تتكلم مع أحد…. لكن على الأرض هذا الإكتئاب يمكن أن يزول, أما هنا فهو دائم.
    أريد أن أقول لك شيئا: إندم وإبكي على خطاياك على الأرض لكي تتوب, حتى لا تبكي عليها هنا للأبد بلا فائدة….
أتعرف, في الجحيم لا يوجد فقط من هم خطاة مثلي, بل يوجد كثيرون غير مؤمنون كانوا يعيشون حياة صالحة لكنهم لم يؤمنوا بالمسيح….لكن أنا عقابي أشد منهم لأنهم لم يكن لهم فرص كثيرة للتوبة مثلي….. وهناك آخرون عقابهم أشد مني, كانوا يحيون حياة إيمانية ظاهرية لكنهم كانوا مملوئين شرا داخلهم !!!

+ أعتقد انك كنت منتبه جدا وانت تقرأ هذا اللقاء الذى ربما يتكرر مرة أخرى معك ومعى بعدما نموت ولكن... لماذا ننتظر حتى يتكرر معنا ؟ لماذا ننتظر حتى تكون الشياطين هى التى فى استقبال ارواحنا لما نموت ؟ انه من الغباء جدا ان اكرر أخطاء الأخرين ولم اتعلم من اخطائهم شيئا ؟ ما الذى يمنعك عن الله ؟ هل يمنعك العالم وشهواته ؟ بس العالم وكل شهواته هتزول يبقى انت ساعتها هتكون كسبت ايه ؟؟؟
لو لم يكن لك توبة حقيقية حتى الأن لاتتضايق بل اشكر اللة انة مازال يعطيك وقت حتى هذه اللحظة لانك قرأت هذة الرسالة وتستطيع الان وليس غدا ان تقدم توبة حقيقية لكى يعطيك اللة قلب نقى خالى من العالم وشهواته فانت تملك اللحظة الان اما ان اجلت توبتك فانت لا تضمن ان تستمر فى الحياة للغد .   
+ كثيرا ما نقول غدا أتوب وينتهي كل شيء .. حسنا.. ولكن ماذا يحدث لو مت قبل غد ؟ إن الذي وعدك بالغفران اذا تبت لم يعدك بالغد اذا أجلت    )القديس أغسطينوس)


 أبدا الأن من فضلك قبل أن تندم ولايسمع أحد صرخات ندمك..!!!
--------------------
لكل أعضاء الصفحة المهتمين بالمحتوى الروحى الذى يقدم يوميا
نرجو للمهتمين فقط الأشتراك معنا على قناة اليوتيوب قناة القديسة مريم المصرية والأمير تادرس الشطبى
لكى تتابعوا معنا الفيديوهات اليومية الجديدة عن سير القديسين والافلام الدينية والترانيم والتماجيد والتسبحة
للأشتراك أدخل على الرابط المرفق واضغط على كلمة
(
Subscribe)
https://www.youtube.com/channel/UCrKuRR0k1jfcrAQOUY03ECg


Thursday, December 22, 2016

سلسلة قصص روحية
37. القطار المكسور


+ صرخ وليد قائلاً وهو يبكى "قطارى انكسر" قالت له أخته داليا "لا تبك ربما جدو يستطيع أن يصلحه لك" فأخذه وليد وذهب به إلى جده الذى أكد له أنه يستطيع أن يصلحه ويجعله يسير مرة أخرى.

بدأ جدو فى الإصلاح ووليد يراقبه وهو يعمل فى القطار، وعندما جدو أثنى إحدى العجلات قال وليد "ليس هكذا يا جدو إنك سوف تكسر العجلة" قالت له أخته "أسكت ودع جدو يصلحه لك فهو يعرف كيف يصلحه" سكت وليد وقام يتجول فى البيت، ثم رجع مرة أخرى ليرى ماذا يفعل جدو ثم قال له "أنت لا تركبه بطريقة صحيحة" قالت أخته بحزم "وليد توقف عن إعطاء التعليمات لجدو.. من الأفضل أن تتركه حتى ينتهى" قال وليد متذمراً "ولكنى أريد أن ألعب به الآن" ثم أمسك بالقطار وخرج من الغرفة. قالت أخته "يا لك من طفل عنيد" ثم نظرت لجدو وقالت "لقد أعطاك القطار لتصلحه ثم أخذه دون أن يعطيك الفرصة الكافية لتنتهى من
إصلاحه".
+++

 ماذا عنك؟ هل تأتى بمشاكلك وقلقك واحتياجاتك إلى الله فى الصلاة؟ هل تستمر فى
القلق بعد أن تسلم الأمر لله؟

تعامل مع الموقف وأنت واثق أنه فى يدى الله. ثق فى الله لترى كيف يتصرف فى مشكلتك.

+ انتظر الرب و اصبر له . (مزامير 37 : 7 )