Saint Mary of Egypt -->

Wednesday, December 21, 2016

سلسلة قصص روحية
35. أخطر الجراحات
+ ولدت كلارا بارتون فى مدينة أوكسفورد في يوم عيد الميلاد بالذات وفي عام 1821.  وهي الصغرى بين 5 أولاد .. ومنذ طفولتها كانت كلارا خجولة جدا، حتى ان غالبا ما دعاها الأولاد "بالقطة الخائفة".
عملت كلارا بالتدريس منذ صباها، وكانت تعتني بأخ لها كان مريضا مدة سنتين كاملتين .. ولدى إشتعال نيران الحرب الأهلية في أميركا ، ذهب الكثيرين الى ميادين القتال وكان يعود الكثيرمنهم قتلى والمئات جرحى ليس لهم من يهتم بهم ليتعافوا .
لم تقدر كلارا على إحتمال هذا الوضع، فأبتدأت حملة خيرية لمساعدة هؤلاء الجرحى وإمدادهم بالدواء لتخفيف آلامهم. ولم تكتفي بهذا ، إذ لمست بأن الحاجة أكبر، خاصة في ميدان القتال .. أصرت هذه الفتاة على الذهاب الى ساحة القتال لتعالج الجرحى هناك. ولدى وصولها الى ساحة الميدان، وجدت بأن الحالة هناك سيئة للغاية ، ففي أحد الأيام عملت في تضميد الجراح من ظهر يوم السبت، إلى عصر يوم الإثنين دون أن تذوق أي طعم للنوم .
وفي أغلب المعارك التي كانت تستمر أياما دون إنقطاع كانت الذخيرة والمدافع تُرسلُ أولا ثم عربات الإسعاف أخيرا .. إلا أن كلارا إستطاعت أن تقنع القادة بتغيير هذا النظام ، فصارت عربات الإسعاف تذهب أولا  قبل الأسلحة.
إمتدت أعمال هذه الشابة الى أوربا وغيرها ، حيث كانت تساعد المنكوبين والجرحى، واستطاعت كلارا مع رجل الأعمال السويسري جيان هنرى إنشاء مؤسسة عالمية هدفها معالجة وتضميد الجرحى أثناء الحروب والكوارث وإسعاف المرضى .
لم تتردد كلارا بارتون في أن تسمي المؤسسة "الصليب الأحمر" ولم تزل هذه المؤسسة الى يومنا هذا تؤدي نفس الهدف الذي وضعته هذه الشابة المسيحية .
لقد أسمت كلارا المؤسسة بهذا الأسم ، إشارة الى أن صليب المسيح  ودمه هما المضمد الوحيد لكل الجراح . حقاً بقد قدمت هذه الفتاة جهد عظيم لتأسيس الصليب الأحمر وانه لعمل نبيل وسامى .
+++
لكن من يستطيع تضميد جروح الإنسان النفسية والروحية .. عندما تغدو الأمور من كل حول وصوب سوداء وقاتمة إذ يضيق بنا الأمر من كل نحو ويختفي حتى الصديق .. يقول الكتاب المقدس: بأنه حتى الأم، تنسى رضيعها إبن بطنها، أما هو فلا ينسانا ..!!
إن كل ملك أو رئيس أو ذي مقام في هذه الأرض يجعل له حرس مستعدين في أن يضحوا بحياتهم من أجل سلامة رئيسهم وسيدهم .. لكن الأعجب من ذلك هو أن خالق السماء والأرض الله القدوس البار صاحب العرش الرفيع والمجيد صانع كل شيء بكلمة قدرته جاء بنفسه ومات هو من أجلنا نحن العبيد .
فمهما سمت محبة الناس لك ولي تبقى قاصر بل معدومة أمام محبة الله .. ومهما تكن مقدار جروحك النفسية والروحية فعنده وحده تجد الدواء والعزاء .

+ تعالوا إلي يا جميع المتعبين و الثقيلي الأحمال وأنا أريحكم . (متى 11 : 28 )

No comments:

Post a Comment