Saint Mary of Egypt: August 2017 -->

Saturday, August 26, 2017

سلسلة قصص روحية
0143. يسوع يحبك

على رصيف إحدى المحطات وقفت فتاة صغيرة مع والدها تنتظر قريبا لها و  لفت نظرها رجل مقيد بسلسلة و بجواره أحد رجال البوليس . فسألت والدها عن سبب هذه القيود , فأجابها إنه مجرم حكمت عليه المحكمة بالسجن و هو في طريقه ليقضي مدة العقوبة , فتأسفت الفتاة لهذه الحالة المزرية .
لكن سرعان ما تهللت أساريرها إذ تذكرت ما تعلمته في مدارس الأحد أن الرب يسوع يحب الخطاه و قد جاء  ليخلص الأشرار , فأستأذنت والدها و ذهبت إلي ذلك الرجل و قالت له : " يا عم يا مجرم يسوع يحبك " , فانتهرها بشدة , و لكنها عادت إليه مرة ثانية لتكرر نفس الكلمات : " الرب يسوع يحبك " فاستشاط الرجل غيظا و انتهرها متوعدا فعادت أدراجها , و قد أدت رسالتها .
جاء القطار , و رجعت الفتاه إلى بيتها , و ذهب الرجل في طريقه إلي السجن , و هناك في غرفة مظلمة بدأ في مرارة يستعرض تاريخ حياته الماضية شيئا فشيئا إلي أن وصلت به إلي هذه الهوة السحيقة , و بينما هو يندب حظه العاثر و حياته التعسة إذا بهاتف يصل إلى أعماق نفسه يردد الصوت الملائكي : " الرب يسوع يحبك " فهتف قائلا : " من هذا الذي يحبني ؟ لقد تركني الجميع .
" و هل يوجد من يحبني " , و إذا بالصوت يعود منشدا : " نعم , الرب يسوع يحبك " و كلما حاول لأن يطرد تلك الصورة كانت تبدو أكثر جمالا و أعمق تأثيرا حتى ملكت عليه مشاعره و عواطفه , فصرخ من أعماق نفسه و ثقل الخطية يحطم قلبه و دموع التوبة تملأ و جهه: " يا يسوع ، يا من تحبني , أظهر لي ذاتك , طالما رفظت دعوتك و لم أستمع لصوتك , لكني اليوم ألتجئ إليك يا من تحبني " و إذا بنور سماوي ينير ظلمة نفسه و يشرق في أعماق قلبه.

نعم إنه يحبك و قد تأنى عليك إلى هذه الساعة , فلقد أصابتك أمراض كثيرة و لكن الرب شفاك منها , و هو لا يريدك أن تهلك في خطاياك لأن الرب يسوع يحبك . ظروف عصيبة مرت بك لكن الرب أنقذك منها , وهو لا يريد أن تغرب شمس حياتك و انت في خطاياك لأن الرب يسوع يحبك .أخطار متعددة أحاطت بك كنت فيها قريبا من الموت , لكن الرب نجاك منها حتى لا تموت في عصيانك و شرورك لأن الرب يسوع يحبك .
هو لم يحبك بالكلام , لكنه أسلم نفسه لأجلك على الصليب ليسدد عنك ديون الخطية و يحررك من سلطانها و يغرس في قلبك الطبيعة الجديدة التي تسلك بالتوبة و الإيمان معترفا بخطاياك فتسمع الصوت الإلهي : " ثق يا بني مغفورة لك خطاياك "
ليتك , أيها العزيز , تخلو لنفسك , و تهدأ قليلا أمام الرب إلهك , و تفكر جديا في محبة يسوع لك  فهي المحبة التي لم يستطع لهب الجحيم أو آلام الصليب أن تقف في سبيلها . إنه لأجلك , و فيسبيل محبتك ,رضى طائعا مختارا أن يعلق على عود الصليب , مجروحا لأجل معاصيك و مسحوقا لأجل آثامك . لأنه و نحن بعد خطاه مات المسيح لأجلنا . " و ليس حب أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه من أجل أحبائه " .
أيها العزيز , إن نسيت كل شئ فلا تنسى أن " الرب يسوع يحبك " . نعم يحبك و قد أسلم ذاته لأجلك



_____________
للأشتراك معنا على قناة اليوتيوب لكى تتابعوا الفيديوهات اليومية الجديدة ،، أدخل على هذا الرابط واضغط على كلمة (Subscribe)

صفحة القديسة مريم المصرية السائحة


Wednesday, August 23, 2017

سلسلة قصص روحية
142. أجيا وصوفية

كان الملك العظيم يحب أن يعمل أعمالا عظيمة لكي يمجده الناس , لقد شيد قصور عظيمة , فلماذا لا يشيد كنيسة فخمة ذات قبة لا يوجد مثلها , كل من يراها يتعجب و يندهش من عظمتها و يسأل من الذي بناها .
بدأ العمل على قدم و ساق و استغرق عدة سنوات حتى خرجت تحفة فنية معمارية , و قبل افتتاحها أتى الملك بخطاط ليكتب بماء الذهب اسمه و لقبه و نبذة عن حياته . حاول الملك أن ينام في تلك الليلة و لكن بلا جدوى , و في الصباح الباكر أخذ حاشيته ليذهب للكنيسة في يوم افتتاحها.
و يا للمفاجأة , لقد وجد مكتوبا " بنى هذه الكنيسة آجيا و صوفيا " . انزعج جدا .... من هما آجيا و صوفيا .... أميرات .... ملكات ..... و كيف يتجرأن على ذلك .... و بسرعة أمر بإزالة الأسماء و كتابة اسمه و تأجيل الافتتاح للغد .
و في الغد تكررت المأساة , إذ وجد نفس العبارة السابقة " بنى هذه الكنيسة آجيا و صوفيا "
صمم الملك أن يعرف صاحبتا هذا الاسم , و أرسل جنوده في كل المملكة ليعرف من هما ؟؟؟
يا للعجب !!! إذا بالجنود يحضرون طفلتين صغيرتين ذاتا مظهر بسيط للغاية .
من أنتما ؟ ماذا عملتما ؟ خافت الطفلتان , فلاطفهما و طلب منهما أن يقولا له بالتفصيل كل علاقة لهما بالكنيسة . قالتا ببساطة الطفولة : " نحن نحب يسوع جدا و فرحنا جدا إنه ستكون هناك كنيسة في بلدنا , ففكرنا ماذا يمكن أن نقدم ليسوع , لم نعرف ماذا نفعل , لكننا رأينا الجمال تسير في الجو الحار و هي تحمل أخشاب و رمل و طوب ثقيل  , فأشفقنا عليها و أحضرنا لها المياه  و سقيناها "
تعجب الملك جدا و أدرك الحقيقة الغائبة عن ذهنه أن الله لا يفرح بالأعمال نفسها بل بالحب الذي نقدمه مع الأعمال .
   قد تعمل عمل بسيط مثل أن تلاطف طفل صغير ,  أو تدعو إنسان للكنيسة بحب , أو تسأل عن حزين , أو تبتسم لإنسان بائس و تدعو له , أو تقدم خدمة بسيطة لمحتاج . و لكن أعمل تلك الأعمال بحب , فهذا أعظم من أكبر الأعمال التي تصنع لأجل المجد و الشهرة .

لان الله ليس بظالم حتى ينسى عملكم و تعب المحبة التي اظهرتموها نحو اسمه ( عب 6 : 10 )


_____________
للأشتراك معنا على قناة اليوتيوب لكى تتابعوا الفيديوهات اليومية الجديدة ،، أدخل على هذا الرابط واضغط على كلمة (Subscribe)

صفحة القديسة مريم المصرية السائحة


Friday, August 18, 2017

سلسلة قصص روحية
141. حضن يسوع
قصة حقيقية

عاشت " نجاة " في استهتار و مع إنها كانت تسكن في إحدى مدن الصعيد و لم تكن أماكن الترفيه متاحة في ذلك الوقت , لا سينما و لا نادي و لا ....  و لكنها كانت تستغل كل فرصة للنزول للقاهرة والإسكندرية لتعمل ما تريده و تعيش حياتها كما تقول ..... و عندما يزورها أبونا أو تاسوني , كانت تقول لهم " أنا جايه أتفسح و أنبسط مش جايه أروح كنايس , و أنا لسه في شبابي أريد أن أستمتع به و لا أريد هذا النكد........... لما أعجز هأصلي  "
و لكن الحياة لم تستمر كما تريد ,  فقد اكتشفت يوما إصابتها بالمرض الخبيث . أظلمت الدنيا في عينيها , انهارت و بكت و مر عليها شريط حياتها المظلم . فكرت ماذا لو وقفت قريبا أمام المسيح لتعطي حسابا عن الأيام التي أمضتها دون أن تستجيب لنداء يسوع لها .
وإذا بنور يشرق في قلبها و ترن في أذنيها آية سمعتها منذ فترة " قومي يا حبيبتي , يا جميلتي و تعالي " في هذه اللحظة بالذات قررت أن تقوم قبل أن يفوت الأوان . قامت و قدمت توبة بدموع حارة لم تذرفها من قبل و شعرت لأول مرة بفرح و سلام لم تذقه من قبل و هي في قمة مسراتها العالمية , و لم يستطع المرض أن ينزع فرحها منها .
فكرت " نجاة " كيف تستطيع أن تعوض لحبيبها السنين التي قضتها بعيدا عنه .....ماذا يمكنها أن تقدم له ؟؟؟ فهي ربة منزل و لكنها ماهرة في الأشغال اليدوية . ذهبت للتاسوني القائمة على معرض الكنيسة  المقام لحساب الفقراء و طلبت منها أن تساهم في هذا العمل , و كانت تسهر الليالي لتعمل المفارش و الملابس للفقراء , رغم ألمها و لما أشفقت عليها التاسوني و  قالت لها : لا داعي أن تجهدي نفسك لهذه الدرجة و أنت مريضة متألمة .
أجابتها بفرح : " كيف أعبر للرب عن شكري , فقد أرجعني لحضنه بهذا المرض و قد كنت هالكة لا محالة , و قد لا أعيش طويلا , فأريد أن أعمل بكل جهدي و إمكانياتي لأقدم ليسوع شيئا ... شكرا له على ما فعله "
و كلما تزايد الألم , ازدادت شكر و تسبيح و تحملت بفرح من أجل حبيبها . و غرست هذا الحب في ابنتها الصغيرة في الفترة الصغيرة التي عاشتها بعد ذلك
   ففي  يوم قالت ابنتها الطفلة للتاسوني : إني أحب يسوع , و أنا لا أريد أن أجلس على كرسي في السماء وسط  الملائكة و القديسين بعيدا عن يسوع , أنا أريد أن أجلس في حضنه  في أجمل حضن , حضن يسوع .  
    
v    هيا يا عزيزي ،تمتع بحضن يسوع قبلما تضيع الفرصة...كل لحظة في حياتك لها قيمة ،و يمكن أن تربح بها ملكوت السماوات.
v    لا تنتظر حتى تضيع عمرك في مباهج الدنيا .....بل ابدأ من الآن .....ابدأ الآن لتتمتع بحضن يسوع طول أيام حياتك و في ملكوت السماوات.
v    لا تنتظر...ربما تأتيك الفرصة في اللحظة الأخيرة مثل اللص اليمين ...فربما في ذلك الوقت يكون قلبك غير مستعد لقبول الرب يسوع كما كان قلب اللص اليسار ....و لكن مادام أتتك الفرصة فكن أمينا فيها ولا تضيعها ، فستمتع ببركات و مذاقة الملكوت في حياتك على الأرض و في السماء.
اذكر خالقك في ايام شبابك ( جا 12 : 1 )


_____________
للأشتراك معنا على قناة اليوتيوب لكى تتابعوا الفيديوهات اليومية الجديدة ،، أدخل على هذا الرابط واضغط على كلمة (Subscribe)

صفحة القديسة مريم المصرية السائحة


Sunday, August 13, 2017


سيرة حياة الأم القديسة تاماف كيريا إسكندر


نشأتها وحياتها الأولى :
ولدت الطفلة أوجينى اسكندر (وهذا كان اسمها قبل الرهبنة) عام 1910 م ببلدة طلخا بمحافظة الدقهلية من والدين تقيين ودرست بإحدى المدارس الأجنبية بالمنصورة حتى أتقنت اللغة الفرنسية تماما، وكان والدها اسكندر يوسف يعمل صرافا، ملاْ الرب قلبة بالرحمة والعطاء ونمت هذه الفضيلة في حياته لدرجة انه كان يعطى من اعوازة ويستدين لكي يعطى  المحتاجين. وكان لا يرفض سؤال أي  فقير يطلب منة واضعا امامة قول الرب "كل من سألك فأعطه" (لو 30:6) وكان لهذا تأثير كبير في نفس ابنته اوجينى فانغرس في داخلها حب العطاء حتى عاشت هذه الفضيلة منذ بداية حياتها. وعندما كانت تعطى الفقراء فبسخاء ودون تمييز أو تفكير حتى كانت تضع مبلغا من النقود في جيبها وتعطى كل من يسألها دون النظر إلى كمية النقود، وذلك حتى لا تعرف شمالها ما تفعلة يمينها. وكانت تشترى الأقمشة وتعطى الأجر للخياطة لتفصلها ثم توزعها على الفقراء.

أما عن فترة شبابها المبكر فلم تكن صلتها بالرب يسوع قوية بل عاشت حياة العالم والاهتمام بالزينة الخارجية وارتداء الملابس على احدث الموديلات، و كانت تشجع صديقاتها على الذهاب للسينما معها والاهتمام  بالأمور العالمية .

**دعوة السماء :
في إحدى المرات ذهبت اوجينى كالعادة للمصيف وذهبت لشاطئ البحر بالإسكندرية وهناك كانت نعمة الرب تنتظرها لتعمل فيها وتغيرها ولم يكن في وسع اوجينى أن تقاوم إرادة الرب بل خضعت لها. فعندما أمسكت إنجيلها وبدأت تقرأ فيه شعرت بدافع قوى داخلها وأحست برغبة في الزهد وفكرت في زوال هذا العالم ومتعته الباطلة.
و لوفتها تركت الشاطئ وعادت إلى المنصورة وقررت أن تعيش للرب طول أيام حياتها، و هكذا بدأت تتحول من الاهتمام الشديد بالزينة الخارجية إلى الاهتمام بالقلب الداخلي .

**تلمذتها:
تعرفت اوجينى على المتنيح الأنبا تيموثاؤس مطران الدقهلية الأسبق وتتلمذت على يدية واهتمت بالمواظبة على حضور القداسات والاجتماعات بكنيسة الملاك ميخائيل بالمنصورة، وبدأت تنمو في الطريق الروحي وأحبت الصلاة بكل قلبها فصارت تصلى كثيرا لدرجة أنها كانت تستيقظ في منتصف الليل وتركع وترفع قلبها للرب بخشوع في إحدى حجرات الشقة التي خصصتها لذلك. وكان لسان حالها يقول مع المرتل "كما يشتاق الأيل إلى جداول المياه هكذا تشتاق نفسي إليك يا الله" (مز1:42)

**رهبنتها وذهابها إلى الدير :
وبعد فترة أحست إنها تريد أن تعطى لالهها من حبها اكثر واكثر وتعطشت أن تقدم حياتها بالكامل ذبيحة حب لمن بذل ذاته من اجلها، ووضعت أمامها قول السيد المسيح له المجد "من احب أبا أو أما اكثر منى فلا يستحقنى "(مت 37:1) وقولة أيضا "كل من ترك بيوتا أو اخوة أو أبا أو أما ...من اجل أسمى يأخذ مائة ضعف ويرث الحيلة الأبدية "(مت 29:19) وبذلك بدأت فكرة الرهبنة تتملك على قلبها ومشاعرها فصارحت أباها الروحي الأنبا تيموثاؤس بما تفكر فيه. فلما تأكد من صدق عزمها على هذا الطريق وشعر حقا إنها ستكون أناء مختارا أرسلها إلى أحد الأباء الرهبان الذي رهبنها بأسم كيرية "( وهي كلمة يونانية معناها "سيدة "ذكرت في رسالة يوحنا الثانية) .

وقد تمت الرسامة يوم الجمعة الموافق 20 يونيو عام 1931 ببلدة شربين مركز المنصورة. وكانت الام كيرية تختلي كثيرا في حجرتها الخاصة التي رتبتها على هيئة قلاية بمنزلها،  ولما كان من الصعب عليها في المنزل أن تحيا حياة السكون والخلوة الكاملة قررت أن تترك المنزل وتذهب إلى أحد الأديرة فتكلمت مع نيافة الأنبا تيموثاؤس في هذا الأمر، فلما رأي جدية جهادها ساعدها وأعطاها توصية للذهاب إلى دير الشهيد أبى سيفين للراهبات بمصر القديمة، فقبلتها الام الرئيسة واستبشرت خيرا بها وقالت لها "انك سوف تكوني بركة في هذا الدير" وكان هذا في 22 يناير 1933م

ولما علم والدها بذلك حاول بكل الطرق أن يقنعها بأن تعود لمنزلها وتتعبد فيه، و لكنها رفضت بشدة وصممت أن تحيا حياة الرهبانية في مناخ الدير،  واضعة نصب عينها قول الكتاب "ليس أحد يضع يده على المحراث وينظر إلى يصلح لملكوت الله "(لو 62:9) 

** حياتها داخل الدير :
كانت الام كيرية في الدير تسلك بمحبة وأتضاع وبذل، و أحبت أخواتها الراهبات بكل قلبها ووضعت في داخلها أن تصير خادمة لهن كل أيام حياتها، فأخذت تعمل في الدير بكل قوتها بفرح وبلا تذمر. وكانت تخدم الراهبات المرضى والمسنات كما كانت تعمل بمطبخ الدير وتقوم بأعمال النظافة المتنوعة وهي تقول "أنا كنت متكبرة في العالم لكن حياة الدير هي إلى جابت أنفى الأرض الدير هو إلى علمني كل حاجة " .
وكانت تحرص على أن تقوم بأحقر الأعمال في الدير التي تنفر منها بعض الأمهات. فصادف هذا العمل ارتياحا من أمهات الدير اللواتي قدرن لها حسن صنيعها.
واكتسبت حب وثقة الجميع حتى أن الام الرئيسة كانت تجعلها تقراء لها الإنجيل والكتب المقدسة يوميا لأنها  كانت ضريرة .
وقد استرشدت في حياتها بأقوال قديسين كثيرين مثل الأنبا انطونيوس والأنبا شنودة رئيس المتوحدين، و كانت تداوم على الصلوات والاصوام والتناول من الأسرار المقدسة . كما كانت وديعة متسامحة لا تسلم نفسها للغضب مهما واجهتها الصعاب .
وبالجملة كانت تقضى طول النهار في العمل وجزءا كبيرا من الليل في الصلوات والمطانيات وقراءة الكتب المقدسة. فكانت حياتها في الدير محل تقدير كل الراهبات،  ومن اجل ذلك حسدها عدو الخير وأراد إضعافها فرأت رؤية وهي راهبة إذ بثعبان ضخم جدا قال لها (وراك يا كيرية والزمن طويل) ولكنها رغم ما تعرضت له من محاربات كثيرة إلا أنها انتصرت ببساطتها ووداعتها ونعمة الروح القدس الساكن فيها.
ومما هو جدير بالذكر أن الام كيرية ذهبت لزيارة الأراضي المقدسة بالقدس في عام 1947.

وبعد فترة تتلمذت على يد القمص مينا المتوحد(البابا كيرليس السادس) الذي كان يخدم في كنيسة القديسين اباكير ويوحنا بمصر القديمة في ذلك الوقت وصار أب اعترافها حتى نياحتة، ولثقته بها عهد إليها بعمل الاباركة التي كان يستخدمها قداستة خاصة وقد أحبت هذا العمل وتفوقت فيه كما شهد لها كثيرون.
و مما يزيدنا فرحا بهذه الام القديسة أنها وهي لاتزال راهبة بدير أبى سيفين لبست الاسكيم المقدس رغم صعوبة قانونة. والذي ألبسة لها كان القمص مينا المتوحد وذلك لما رآه فيها من جدية ومحبة واتضاع وزهد، فقد أجهدت نفسها في الصلوات والميطانيات التي كانت تصل إلى 550 ميطانية في اليوم .
و هكذا كانت حياتها مملؤة بالفضائل إلى أن سمحت العناية الإلهية باختيارها رئيسة لدير الشهيد العظيم مارجرجس  بمصر القديمة.

**آلام كيرية رئيسة لدير مارجرجس:
"كنت امينا على القليل فأقيمك على الكثير "(مت 21:25)
و لما رأى الرب أمانتها ارشد قداسة البابا كيرلس السادس باختيارها رئيسة على دير مارجرجس للراهبات بمصر القديمة. فعرض عليها الأمر فلم توافق لشعورها بعدم استحقاقها لهذه المسؤولية الكبيرة فمهد لها الأمر بان عينها أمينة للدير لمدة ثلاثة شهور، فنالت محبة الراهبات جميعا وشعرن بأمومتها الروحية لهن فتمسكن بها فخضعت لارادة الله وتمت الرسامة في يوم 26 سبتمبر عام 1961 (تذكار عيد الصليب المجيد) بيد المتنيح الأنبا ثاؤفيليس رئيس دير السريان والمتنيح الأنبا كيرلس أسقف البلينا. وكانت أول رئيسة ترسم لدير راهبات في عهد قداسة البابا كيرلس السادس.
و هكذا بدأت الام كيرية تحمل نير الخدمة وتسير طريق جهاد جديد في عمل مقدس جليل القدر وهو خدمة الدير .

وكان الدير في ذلك الوقت بلا إمكانيات فطلبت معونة الرب الذي هو معين لكل الملتجئين إلية .......و بالفعل تم إنشاء قلالى كثيرة بالدير وبناء منارة ونمت حركة التجديد والتعمير فيه .
و لم يكن بالدير في ذلك الوقت كنيسة بل كانت الراهبات يصلين في كنيسة الشعب وهي كنيسة الشهيد مارجرجس المجاورة للدير، فأنشأت كنيسة للدير بالدور الأول وهي التي تحولت لمكتبة فيما بعد، ثم أعانها الرب وتم إنشاء كنيسة بالدور الأرضي خاصة لراهبات الدير. أما عن المكتبة فكان لها الفضل الكبير في نشاءتها والاهتمام بها وخاصة بمخطوطات الدير بعد أن كانت عرضة للضياع وعملت على تنميتها وساهمت معها الراهبات.
كما أنشأت مشغلا للراهبات لكي يكون لهن عمل يد يشغلن به وقتهن،  لان عمل اليد وصية رهبانية هامة وأساسية في حياة الرهبنة كما قال الابأ الرهبان الأوائل .
قامت بشراء ماكينات للتطريز والتريكو والخياطة وكان بالمشغل أقسام كثيرة منها التريكو والتطريز وعمل ملابس الكهنة والشمامسة وصناعة الجلد من صلبان ومناطق وشنط وغير ذلك.

و كان يشجعها باستمرار على حركة التعمير شفيعها الشهيد العظيم مارجرجس حيث قالت مرة أنة ظهر لها في حلم على هيئة ضابط منير وقال لها "أنا محافظ على الدير" وهكذا كان هو خير معين ومشجع لها.

**أمومتها لبناتها الراهبات :
كانت آلام كيرية تحنو على بناتها الراهبات وتحثهن على التمسك بالفضائل الرهبانية والسير في طريق آبائنا القديسين فكانت قدوة لهن في الصلاة والصوم وحب الكنيسة وصلاة التسبحة وكانت تقيم لهن الاجتماعات الروحية صباحاً ومساءاً لقراءة مخطوطات سير القديسين حيث كانت تعشق أقوالهم معتقدة أنها كنز ثمين للراهب وكانت تواظب على مواعيد الصلاة صباحا ومساء مع مجمع الراهبات مهما يكن لديها من مهام.

وكانت تربطها بالراهبات محبة قوية جدا استمرت منذ رسامتها رئيسة للدير حتى نياحتها،  ففي الأيام الأولى لرياستها للدير سألها قداسة الباب كيرلس السادس كيف حال الراهبات معك فأجابته ............... "أنا مش قاعدة وسط راهبات أنا قاعدة وسط ملائكة " وكانت في أيام الأعياد تمر على قلاية كل راهبة لتعيد عليها وتقدم لها بركة العيد بنفسها وأن لم تجد إحداهن تظل تنتظرها على باب القلاية حتى ترجع. ومع اهتمامها الشديد بحياتهن الروحية كانت تهتم بكل احتياجاتهن الجسدية .

+ مرة مرضت راهبة وحاولت الأم كيرية الاتصال تليفونيا بأي طبيب فلم تتمكن وآتى المساء وهي في حيرة من أمرها فظلت تبكى مشاركة للراهبة في آلامها ولما لم تستطيع الانتظار ارتدت ملابسها للخروج لتبحث عن طبيب لولا أن أتى كاهن الدير والشماس بالصدفة في ذلك الوقت وتمكنا من الاتصال بطبيب. ولم تستريح إلا بعد أن اطمأنت على ابنتها المريضة.

+ وفي وسط آلامها على فراش الموت أرادت الراهبات أن يشغلنها عن آلامها فأبلغنها بمرض إحدى الراهبات،  فما كان منها إلا أن نسيت آلامها وظلت تنادى بأن يحضرن الطبيب للراهبة المريضة .

+ وذات مرة أصيبت إحدى الراهبات فجأة بمرض في عينيها ولم تستطيع أن تقراء ولا أن ترى الأشياء بوضوح، و في أول قداس بالدير بعد هذه الحادثة وضعت آلام كيرية اسم هذه الراهبة فوق المذبح وصلت من اجلها بأيمان ففي نفس اليوم استطاعت هذه الراهبة أن تفسر قراءة بعض الكلمات ثم قليلا قليلا استعادت بصرها مرة أخرى ببركة صلوات أمنا كيرية.


صلواتها تكون معنا جميعا آمين.

فضائل الام كيرية

الام كيرية و فضيلة الرحمة :

" من يرحم الفقير يقرض الرب و عن معروفة يجازيه " (أم:19-17 )

ª    امتازت الام كيرية بفضائل كثيرة ولكن الفضيلة الأولى التي تميزت بها بالأكثر هي الرحمة والعطاء. فكان قلبها يفيض بمحبة عجيبة نحو اخوة الرب من الأيتام والأرامل، وكانت تعطى الجميع بلا تفرقة، حتى الحيوانات نالت جانبا كبيرا من أعمال رحمتها.
ª    إحدى الراهبات طلبت منها ذات مرة أن يقللوا كمية الخبز حتى لا تلقى بالقمامة فأجابتها بأن القطط و الكلاب تعيش على هذه البقايا.
ª    كانت تعطى بسخاء شديد حتى تعجب البعض من سخائها وتذمر البعض الأخر ولكنها لم تلتفت لهم واستمرت في عطائها حتى إنها كانت تعطى من أكلها لاخوة الرب، وكان ذلك بفرح واضعة أمامها قول الكتاب "المعطى المسرور يحبة الرب (2 كو9-7) .

ª    كانت تحب الفقراء جداً وكانوا يحبونها. وكانت تحب أن تسمع دعاء الفقير لها. وقد خصصت يومي الأحد والجمعة من كل أسبوع لاخوة الرب لتعطيهم جميع احتياجاتهم بقدر الإمكان.
ª    وكانت تعطى بلا فحص فقد أتتها سيدة غير فقيرة اكثر من مرة طالبة مبلغا من المال وكانت معروفة للراهبات وأعطتها الام كيرية في كل مرة بفرح رغم تذمر البعض شاعرة إنها تعطى السيد المسيح.

ª    ومن فرط محبتها للعطاء كانت تحمل في جيبها دائما نقود فكه لتعطى من يسألها.

ª    وفي إحدى المرات لم يكن معها نقودا فكه لأطفال اخوة الرب ففوجئت بإحدى السيدات تجئ للدير وتقدم مبلغا جنية فكه فئة خمسة قروش وعشرة قروش فاندهشت الام كيرية من ذلك و سألتها: لماذا أحضرت هذه النقود فكه؟ فقالت إني كنت نذرت جنية لمارجرجس ولكنى نسيته وفي هذه الليلة رأيت الشهيد مارجرجس في حلم وهو يقول لي "اذهبي إلى الدير يوم الجمعة وقدمي النذر الذي نذرتية بحيث يكون من فئة خمسة قروش وعشرة قروش" ففرحت الام كيرية لما سمعت ذلك وشعرت أن الشهيد مارجرجس يشجعها ويساعدها على أعمال الرحمة.

ª    في إحدى الأيام قرع باب الدير أحد المتسولين و سأل صدقة فقالت الام كيرية لإحدى الراهبات "ضعي يدك في جيبي وأعطية ما تجدين" فلما وضعت يدها في الجيب وجدت جنيهين فترددت أن تعطيهما له ولكن الام كيرية صممت أن تعطية المبلغ دون تقلل منة

ª    كانت الام كيرية تحب أطفال اخوة الرب جدا وخصصت صندوقا وضعت فيه قروشا لهؤلاء الأطفال. و قد تعود الطفل أن يأتي إليها صباح كل يوم ليأخذ القرش (هذه الأحداث كانت في الستينات والسبعينات حينما كان للقرش قيمة في هذا الوقت) والبعض كان يأتي عدة مرات يوميا فكانت تعطية كل مرة بفرح. وكان الأطفال يزحمونها لكي يأخذوا منها القرش حتى أشفقت إحدى الراهبات من زحام الأطفال حولها ولكنها عاتبتها قائلة السيد المسيح أوصى بهؤلاء الأطفال و قال "دعوا الأطفال يأتون إلى و لا تمنعوهم لان لمثل هؤلاء ملكوت السموات" (مت 14:19).

ª    في يوم أحد مر على باب الدير أحد باعة المقشات الليف الصغيرة فسألته الام كيرية عن ثمن المقشة أجابها "ثلاثة قروش" فلم توافق على الثمن فأجابها بان ثمن التكلفة ولا يستطيع أن يقلل السعر، معتقدا إنها تريد أن تنقص من ثمنها ولكنها قالت له "هو في حاجة دلوقتى بثلاثة قروش! سأشتريها بخمسة قروش" واشترت منة في هذا اليوم خمس عشرة مقشة، فدعا لها البائع كثيرا. فلما سألتها الراهبات عن ذلك أجابت قائلة "أن الحسنة الخفية في البيع و الشراء".




إستمع لقصة صوتية عن حياة تماف كيريا
_____________
للأشتراك معنا على قناة اليوتيوب لكى تتابعوا الفيديوهات اليومية الجديدة ،، أدخل على هذا الرابط واضغط على كلمة (Subscribe)

صفحة القديسة مريم المصرية السائحة

  

Friday, August 11, 2017

سلسلة قصص روحية
140. حوار صريح جدا
 كنت معتادا  كل ليلة ، بعد الصلاة ، أن أراجع نفسي ما فعلته اليوم كله من الصباح إلى المساء ، ماذا قلت ؟  ماذا فعلت ؟ هل أغضبت ربي و إلهي ؟ هل عملت عمل محبة ؟ هل ....... ؟

و في ذات ليلة دار هذا الحوار بين روحي و جسدي ، أو بين ضميرى و شهواتي ، لست أدري .

روحي : كفى .... كفى ، لم أعد أحتملك ، لقد تعبت منك و من شهواتك ومن خطاياك ، كفى أرجوك .

جسدي : كل الناس يخطئون ، لا يوجد من لا يخطئ .

روحي في حزن : هل أنت مثل كل الناس ؟ أنت مسيحي ! مسيييييحي ! أنت ابن المسيح . لقد دفع فيك المسيح ثمن غال جدا ، دفع دمه الطاهر المسفوك على الصليب . أنت مسيحي لا تنسى ذلك .

جسدي  : و لكني لا أخطئ كثيرا .

روحي في ذهول : لا تخطئ كثيرا ؟ هل تمزح ؟ أم إنها أسخف نكتة سمعتها منك ؟ أنك لا تفعل شيئا صالحا . عينيك غير طاهرة ، تتركها لترى ما يغضب إلهك . أذنيك غير نقية تتركها لسماع ما يسئ لربنا . يداك لا تفعل الصلاح ، فمك ممتلئ شتائم و إدانة و كذب ، أفكارك نجسة . باختصار أنت كتلة من الخطايا و الآثام .
جسدي : أنا مقتنع بأني ابن المسيح ؟ و لكن ماذا أفعل ، هذه طبيعتي ، أنا أحب الخطية . صحيح أنا أحب المسيح ولكني أجد شبعي و لذتي في الخطية .
روحي : شبعك في الخطية ؟ يا إلهي هذا وهم كبير يا صديقي . إن الخطية لا تعطي شبع أبدا . كل ما تخطئ ، تجوع أكثر ، فتخطئ أكثر ، فتجوع أكثر و أكثر . إنها دائرة مغلقة ، لا فكاك منها
جسدي : لقد اقتنعت بوجهة نظرك ، و لكني أضعف من أن أواجهها ، أنا أضعف من ال....
روحي في ذهول تام : أضعف من أن تواجهها ؟ يا للهول ، هل تعتقد إنك أنت الذي تواجهها . كلا استيقظ من نومك ، إن مسيحك هو الذي يواجهها ، كل ما عليك هو أن تطلب منه أن يعينك و هو سيؤدي الباقي .
جسدي في تردد : أنا .... أنا أعترف عن خطاياي .  
روحي في حزن شديد :  نعم , إنك تعترف عن خطاياك و لكن ما فائدة الاعتراف بدون توبة حقيقية ؟ ما فائدة الاعتراف و أنت تكرر نفس الخطايا ؟ هل تدرك لماذا تعترف ؟  
جسدي في حيرة : لماذا ؟
روحي : لكي تهدأ ضميرك المثقل بالخطايا ، لكي تريح نفسك التي تنوء من هذا الحمل الثقيل ، و لكن الاعتراف ليس مجرد راحة ضمير ، الاعتراف هو الندم و التوبة عن الخطية .
جسدي في يأس :  و ما هو الحل ؟
روحي : استيقظ من نوم الخطية  ، صلي لإلهك لكي يقويك و يساعدك في مقاومة الخطية ، صوم عن فعل الخطية ، تناول من جسد الرب ودمه لكي تنتصر على الخطية ، اقرأ كتابك المقدس لكي تتعلم كيف تقاوم الخطية .
جسدي في ارتياح : اذكرني في صلاتك .
روحي : صلوات العذراء والقديسين تكون .......
" إيه يا مينا . روح نام بقى ،  كفاية صلاة ، بكره عندك امتحان "
و كان صوت ماما ....!     

_____________
للأشتراك معنا على قناة اليوتيوب لكى تتابعوا الفيديوهات اليومية الجديدة ،، أدخل على هذا الرابط واضغط على كلمة (Subscribe)

صفحة القديسة مريم المصرية السائحة


سلسلة قصص روحية
0139. لماذا أعيش
قصة حقيقة

كان " ريمون " سيئ الحظ جدا , فقد مات أبوه في الحرب العالمية و هو طفل ،  و لما وصل إلي سن السابعة حدث زلزال دمر أغلب المدينة  ، و لكنه نجا من تحت الأنقاض و هو يلفظ أنفاسه الأخيرة . ولما تم إنقاذه طلبت السلطات من إي أسرة أن تأخذه عندها ، فأخذته أسرة مكونة من خمسة أفراد ، و لكن سرعان ما مات الوالد ، فطلبت الأم من " ريمون " في خجل أن يبحث له عن مكان آخر ....
و لكن الله الذي لا ينسى أحد ، لم ينساه ، فأرسل له فلاح عجوز فقير و لكنه حكيم جدا ،عرض عليه أن يقبله عنده رغم فقره واحتياجه . لم يجد " ريمون " إي بديل للقبول .... استطاع الفلاح أن يدخل " ريمون " إلي مدرسة القرية ، و لكن كان " ريمون " يعود حزينا من المدرسة .
لاحظ ذلك الفلاح الحكيم ففاتحه في الأمر ، فقال له " ريمون " :  أن التلاميذ الآخرين ينظرون له باحتقار ، فملابسي قديمة و شكلي يوحي بالفقر و أنا غريب بالنسبة لهم .... ولهم حق في ذلك فأنا إنسان ليس لي فائدة في الدنيا .... كلما تنفرج أزمة أصاب بأشد منها .... لماذا أعيش!!!
و انفجر باكيا ، فقال له الفلاح بعد أن طيب خاطره : عندي وصفة سحرية ستجعل حياتك سعيدة  إن وعدتني بإتباعها سأضمن لك السعادة .
أشرقت عينا " ريمون " و قال له : أعدك . قال له الفلاح الحكيم : ساعد كل إنسان محتاج للمساعدة دون أن تنتظر منه شيئا . اندهش " ريمون " من هذه الوصفة السحرية العجيبة ، كيف تجلب السعادة ، ولكنه صمم على تنفيذها .
ذهب للمدرسة و أعطى كراسه لزميله الذي غاب عن المدرسة لمرضه و عرض عليه أن يشرح له الدروس ، وحمل حقيبة زميله المعوق و أوصله لبيته ، و اشترى الخبز لسيدة عجوز  ، ورجع بيته و هو راضي عن نفسه .
و ظل يبحث ، كل يوم ، عن كل محتاج ليقدم له خدمة ، و أحبه الجميع و أصبح أشهر شخص في القرية الصغيرة .
و توالت السنوات و حقق نجاح كبير و استطاع أن يكتشف دواء أفاد الملايين من البشر , و شعر بالسعادة ،هل تعرف لماذا شعر بالسعادة ، لأنه نسى نفسه و همومه و مشاكله و فكر في الآخرين و سعد بإسعادهم .
يا صديقي هل حاولت مرة أن تسعد شخص ، أو تسأل عن حزين ، أو تبتسم لإنسان بائس ، أو تقدم خدمة بسيطة لمحتاج ؟  ثق إنك عندما تفعل ذلك ستشعر بالسعادة ، و ستدرك معنى حياتك ، و لن تسأل ذلك السؤال "  لماذا أعيش ؟  "
+   لا تنظروا كل واحد الى ما هو لنفسه بل كل واحد الى ما هو لاخرين ايضا  ( في 2 : 4 )




Saturday, August 5, 2017

سيرة حياة القديس الانبا أور الأسقف

هو ابن رجل ساحر في قصر ملكي شرقي يدعى ابراشيت. وكان مكرماً عند الملك هو وكل أهل بيته. وكان له ولدان. ولما ماتت زوجة ابراشيت في سن مبكر، كان للملك ابنة بكر حسنة المنظر جداً. أحبها ابراشيت وولدت منه طفلاً سمته أور. ولقد أخفت أمها الملكة عن الملك سر ابنتها خوفاً عليهاوبعد ميلاد الطفل بثلاث سنوات ماتت أمه ابنة الملك. وكانت الملكة تحب الطفل جداً.فلما بلغ الطفل أور ثماني سنوات رآه الملك مصادفة فسأل عنه. فعَّرفته الملكة بحقيقة الأمر. فغضب الملك جداً وأراد قتل ابراشيت. فهرب مسرعاُ وأخذ معه ولديه الكبيرين وابنه أور ومضى بهم إلى أورشليم .
ثم ظهر له ملاك الرب غبريال وخاطبه قائلاًقم وأمضِ إلى أرض مصر واسكن في جبل النقلون. وقادهم الملاك وأراهم الموضع الذي يسكنون فيه. وكانوا يمارسون أعمال السحر المرذول وبعد وصولهم بخمسة شهور وستة أيام مات أبوهم ابراشيت. وقبل وفاته دعا أولاده الاثنين الكبار وقال لهم: (ياأولادى احتفظوا بهذا الصبي لأنه يكون لكم من أجله مجد عظيم(.
ثم حدث أن ظهرت السيدة العذراء القديسة مريم والملاك ميخائيل والملاك غبريال ظهوراً إعجازياً أدى إلى أن يعتنق الأخوة الثلاثة المسيحية بعد أن تركوا العمل بالسحر.
ثم بدأوا في بناء كنيسة علي اسم الملاك غبريال. وقد تشرف وتبارك المكان إذ حددت السيدة العذراء مكان المذبح والأسكنة وبقية المجمع، وحدد الملاك ميخائيل والملاك غبريال موضع البيعهللقديس أور. فكان بناؤها فرحاً عظيماً لجميع المؤمنين. وكان الأراخنة والشعب يقدمون الهدايا والنذور لبناء البيعة .
ظلت الملكة على غير علم بحال ابراشيت وبأخبار الطفل أور. فظلت تبحث عنهم ولكنها لم تستدل على شىء من أخبارهم. وبعد مضى زمان طويل وهى حزينة القلب لأجل أور. مات زوجها الملك وتولى ابنه المملكة من بعده. وإذ كان يرى حزن أمه الملكة وكآبتها كان يداوم على سؤالها عن السبب. وذات يوم قالت له عاهدني يا ولدى ان تفعل كل ما أقوله لك وأنا أخبرك بسبب حزني. فعاهدها الملك فأخبرته بالسر وأنها تشتهى أن ترى أور قبل أن تموت. فلما سمع الملك لوالدته أرسل رسلاً للبحث عن أور، وكان قد انقضى شهر منذ بدأوا ببناء البيعة بجبل النقلون. فلما وصل الرسل بعد بحث طويل وسألوا عن البناء ومن يقوم ببنائه, عرفوا أن الذي يهتم ببناء الكنيسة هو أور الذي يبحثون عنه. فأخبروه بأن الملك وأمه الملكة أرسلاهم لكي يحضروه معهم إلى القصر الملكي. عبثاً حاول أور الاعتذار لأنه قوبل بالرفض القاطع .
لم يأكل أور ولم يشرب تلك الليلة بل أقام الليل كله مصلياً وطلب شفاعة الملاك غبريال فظهر له ملاك الرب غبريال وأمره بالمضي معهم. وبالفعل في اليوم التالي سافر أور مع الرسل. واستقبله الملك والملكة بإكرام كثير. وبعدها تحدث أور إلى الملكة عن بناء البيعة واستأذن في السفر ليكمله. لكن الملك لم يدعه يمضى. وكان حزيناً مداوما على الصلاة لكي يدبر له الرب الأمر. فظهر الملاك غبريال للملك وحالما رآه سقط على الأرض من بهاء منظره فقال له الملاك: "لا تخف أنا عبد وخادم للإله الحقيقي ملك الملوك ورب الأرباب. خالق الكل ما في السماء وما على الأرض. الذي بيده روح كل أحد واسمي غبريال الواقف أمام رب الكون كله " فأجاب الملك: مرني ياسيدى فأنا عبدك المطيع لأوامرك, فقال له الملاك: " اسمح لأور أن يرحل لكي يبنى الكنيسة التي بدأ ببنائها في جبل النقلون ".
بالطبع لما سمع الملك ذلك نفذ الأمر وعاد أور إلى جبل النقلون. وأعطاه الملك جميع ما يحتاجه للبناء. فهدم أور المبنى القديم المقام بالطوب اللبن وأعاد بناءه بالطوب الأحمر وبنى قلالى للرهبان وأماكن للغرباء . وخلال العمل حارب الشيطان أور محاربات كثيرة لكي يثنيه عن عزمه ويعوقه عن بناء الكنيسةولكنه بالتجائه للصلاة بقلب منسحق أمام الرب يسوع المسيح وبشفاعة الملاك غبريال سحق الرب حيل الشيطان وحطم كل فخاخه .
بنعمة الرب ومعونته كمل البناء في اليوم الثاني عشر من شهر بؤونة. وظهر رئيس الملائكة غبريال لأور وقال له: "السلام لك يا أور المحب لله. أعرفك أن هذا المكان صحراء والذين يأتون إليه سيحتاجون إلى ما يسد حاجاتهم الضرورية. وهذا الموضع المقدس سيزدحم كبرج الحمام بالناس الذين يأتون لزيارته من جميع أنحاء البلاد. فحثهم على أن يلتزموا بوصايا الإنجيل المقدسوبتعاليم آبائنا القديسين لكي يحفظهم الرب من كل شر وبلية " وكذلك أمره الملاك أن يذهب للأنبا اسحق أسقف الفيوم ليكرس الكنيسة .
في يوم الأحد السادس والعشرين من شهر بؤونة المبارك حضر الأسقف والكهنة والأراخنة والشعب وكرسوا الكنيسة على اسم الملاك الجليل غبريال ورسم أور قساً. ولم تنقضِ بضعة أيام حتى تنيح الأنبا اسحق الأسقف. فاجتمع الشعب المسيحي وأخذوا أور على الرغم منه ومضوا به إلى الإسكندريةوهناك سألوا الأب البطريرك أن يقيم لهم أسقفاً فسألهم عمن يختارونه. فقالوا له: إن الروح القدس يعلمك بالأصلح. فلما كان الليل ظهر رئيس الملائكة غبريال للأب البطريرك وقال له: "إن الرب أختار أور القس ليكون أسقفاً على مدينة الفيوم وأعمالها". ولما علم الكهنة والشعب فرحوا ومجدوا الله الذي أقام لهم راعياً صالحاً. ووضع الأب البطريرك اليد عليه وكرسه أسقفاً. فمضى الأسقف أور إلى جبل النقلون وبنى هناك قلالى للرهبان وأماكن للغرباء. وخدم سنوات طويلة .
قبل نياحة القديس أور بثلاثة أيام استحضرني أنا يوحنا كاتب هذه السيرة وقال لي: "لم يبق لي سوى ثلاثة أيام. فعندما اتنيح لا تجعل ثياباً فاخرة على جسدي. ولا تضعني في تابوت. بل ادفن جسدي في التراب غربي الكنيسة لأني خاطىء منذ صباي" وأنه أخبرني بسيرته من مولده. وفى صبيحة اليوم التاسع من شهر أبيب المبارك طلبني أنا يوحنا وقال لي: "أذكرني فهذا اليوم الذي أخرج فيه من العالم وأنا خائف من خطاياي التي صنعتها. والأسقفية التي لم أدبرها حسناًوقطيع السيد المسيح الناطق الذي لم أحرسه من الذئاب الأبليسية ولكنني أترجى مراحم الرب وتحننه" .
لما قال هذا رشم جسده بعلامة الصليب المقدس وأسلم الروح. فبكينا عليه بحزن عظيم ودفناه في الموضع الذي قال لنا عليه. وأنا الحقير يوحنا أسرعت وكتبت جميع ما قاله لي الأب القديس أور ووضعته في كتاب داخل البيعة تذكاراً له.
شفاعة الملاك الجليل غبريال وطلبات القديس أور تكون معنا آمين.




إستمع لقصة صوتية عن حياة الأنبا أور الأسقف
_____________
للأشتراك معنا على قناة اليوتيوب لكى تتابعوا الفيديوهات اليومية الجديدة ،، أدخل على هذا الرابط واضغط على كلمة (Subscribe)

صفحة القديسة مريم المصرية السائحة