Saint Mary of Egypt: May 2017 -->

Tuesday, May 30, 2017

سلسلة قصص روحية
113. جزر وبيض وبن

ذهبت شابة الى والدتها ، وأخذت تشكو لها عن حياتها وكيف امتلأت بالصعاب. وأنها ليست تعلم كيف تتصرف وترغب لو تستسلم . لأنها قد تعبت من القتال ومن المقاومة . ويبدو الأمر كما لو أنه كلما حُلت مشكلة برزت أخرى بدلا منها. اصطحبتها والدتها الى المطبخ . حيث ملأت 3 أوانى بالماء ثم وضعتهم على نيران قوية. وبعد وقت قليل أخذ الماء فى الغليان. فوضعت فى الإناء الأول جزر، وفي الثاني بيض، ثم وضعت فى الإناء الثالث بن مطحون. وجعلت الأوانى تستمر فى الغليان دون أن تنبس بنت شفة. وبعد حوالي عشر دقائق أغلقت مفاتيح الموقد. ثم أخرجت الجزر خارج الإناء ووضعته فى طبق، ثم أخرجت البيض ووضعته هو الآخر فى طبق، ثم صبت القهوة فى وعاء آخر. ثم استدارت لابنتها ، وسألتها " أخبريني ، ما الذى ترينه ؟ ". فقالت " جزر ، بيض ، وقهوة ". فقرّبت الأوعية لها وسألتها أن تمسك بالجزر وتتحسسه، ففعلت الابنة ولاحظت أن الجزر أصبح لينا. ثم عادت الوالدة وسألت ابنتها أن تأخذ بيضة وتكسرها، وبعد تقشيرها لاحظت الابنة كيف جمد البيض المسلوق. وأخيرا طلبت منها الأم أن تتذوق القهوة. ابتسمت الابنة وهى تتذوق القهوة ذات الرائحة العبقة الغنية. وهنا سألت الابنة "وماذا يعنى ذلك يا أمي ؟". ففسرت لها والدتها أن كل من الثلاثة مواد قد وضع فى نفس الظروف المعادية (الماء المغلي). ولكن كل واحد منهم تفاعل بطريقة مختلفة. فالجزر، كان صلبا لا يلين . ولكنه بعدما وضع فى الماء المغلي، أصبح طريا وضعيفا. والبيض كان سائلا، تحمي قشرته الخارجية مادته الداخلية السائلة. ولكن بعد بقاءه فى الماء المغلي، أصبح داخله صلبا. ولكن البن المطحون، كان مختلفا. لأنه بعد بقاءه فى الماء المغلي، استطاع أن يغير الماء نفسه. أخي وأختي... عندما تدق أبوابك الظروف الغير مواتية، كيف تستجب لها؟ هل أنت مثل الجزر؟ أم مثل البيض؟ أم مثل البن المطحون ؟ . فكّر أنت فى ذلك : من أنا ؟ هل أنا مثل الجزر أبدو صلبا قويا، ولكن مع الألم والظروف المعاكسة، أنزوي واصبح ضعيفا وأفقد قوتى وصلابتي؟. أم أنا مثل البيض، أبدأ بقلب طيّع، ولكنه يتقسى بنيران التجارب؟ هل روحي الداخلية كانت رقيقة كالماء، ولكن بعد ظرف وفاة، أو بعد صدمة عاطفية، أو خسارة مالية، أو تجارب أخرى، هل تقسيت وتحجرت ؟ . هل إطاري الخارجى ما زال له نفس الشكل ، ولكني في الداخل صرت ملأنا مرارة وخشنا ، بروح متبلدة ، وقلب قاس ؟ . أم أنا مثل حبات البن المطحونة ؟ . غيرت فعلا الماء المغلي ، نفس الظروف التى أتت بالألم عندما راح الماء يغلي ، أطلقت من البن الطعم الحلو والرائحة الطيبة . لأنك إذ كنت مثل حبوب البن ، مهما كانت الظروف فى أسوأ حالاتها ، فإنك تصير أفضل وتغير الموقف من حولك . عندما تكون الأوقات هى الأكثر حلكة ، والتجارب هى الأصعب ، ترى هل ترتفع أنت لمستوى آخر ؟ . ترى كيف تتعامل مع الظروف المعاكسة ؟ هل أنت جزر ، أم بيض ، أم حبيبات بن مطحونة ؟
 أخي وأختي، عندما تقسو التجارب عليك، وتوصد الأبواب أمامك من كل صوب، تذكّر مزمور 46 : الله لنا ملجأ وقوة. عونا في الضيقات وجد شديدا... عندما تشعر بإنه قد إشتد الضيق، وليس من صديق... تذكّر بإنك لست وحدك إذ قال " لا أهملك ولا أتركك... لكننا في هذه جميعها يعظم انتصارنا بالذي احبنا فالسؤال من أنا...؟




_____________
للأشتراك معنا على قناة اليوتيوب لكى تتابعوا الفيديوهات اليومية الجديدة ،، أدخل على هذا الرابط واضغط على كلمة (Subscribe)

صفحة القديسة مريم المصرية السائحة


Sunday, May 28, 2017

سلسلة قصص روحية
112. ستة أقدام


لازالت القصة الجميلة التى كتبها الروائى الروسى العظيم ليو تولوستوى ( 1828- 1910) بعنوان " ستة أقدام " ، لازالت تحمل عظة وعبرة لكل الأجيال . ويحكى تولوستوى قصة رجل قروى إسمه " باخوم " ، جلس فى بيته الريفى الصغير ، وقال فى نفسه: " آه لو كنت أملك قطعة من الأرض لكنت أهنأ بالاً وأسعد حالاً ، ولا أخاف من رئيس الأبالسة نفسه "! وسمع إبليس حديثه الصامت ، وكان على مقربة منه فضحك وعزم أن ينيله ما يريد ! أصبح باخوم ولا هم له إلا شهوة إمتلاك قطعة أرض يزرعها لنفسه. وبينما هو مشغول بهذا الموضوع ، بلغه أن السيدة صاحبة المزرعة ، تريد أن تبيعها قطعاً ، على ان تأخذ ثمنها أقساطاً . فذهب إليها واشترى منها عشرين فداناً ودفع لها كل ما كان بيده. وصار يزرعها ويسدد جزءاً من أقساطها إلى أن أخصبت كورته ذات سنة فسددت كل ما عليه واشترى أيضاً ماشية فاتسعت دائرته. ثم بلغه أن جاره يريد أن يبيع القطعة التى اشتراها لنفسه ليرحل عن تلك الجهة، فاستغل حاجته هذه واشترها منه بثمن بخس ، فصار له خمسون فداناً بعد أن كان لا يملك شبر أرض! كان " باخوم " فى بيته يحسب رصيد العام عندما طرق بابه ضيف قادم من بلاد بعيدة ، ورحب " باخوم " بضيفه إذ كان صديقاً قديماً ، وهنأ الضيف " باخوم " بنجاحه وسعادته فقال الأخير : " أما النجاح فلا بأس به لأنى أمتلك الآن عزبة فيها خمسون فداناً تعطى محصولاً جيداً ... أما السعادة فإنى أخبرك بالأسف إنى لست سعيداً ، لأنى أحس أن أرضى ضيقة وأنا أتمنى لو أنها صارت مائة ، فكنت أوسع على نفسى وأشترى بقراً وخيلاً أكثر . وأقتنى عربة للركوب ، وأبنى لى بيتاً أحسن من هذا ... ولكن أصحاب الأراضى حولى لا يريدون التنازل عن كثير من أراضيهم " ! وأجاب الضيف : " إننى عائد الآن من بلاد على نهر الفولجا ، حيث أراضى فسيحة خصبة وأصحابها بسطاء جداً يسهل عليك أن تضحك عليهم وتأخذ ما تشاء من أراضهم بهدايا بسيطة مثل علب الشاى وبعض الملابس وعقود الخرز وما أشبه ! فقال " باخوم " فى نفسه : وماذا يمنعنى من هجر هذه البقعة والذهاب إلى تلك الجهة ، فأستطيع أن أمتلك مئات الأفدنة بكل سهولة ! ثم إنه باع مزرعته ، وشطب حساباته ، ورحل معه هدايا كثيرة من الشاى والحلوى والملابس ، والعقود والأساور ... وذهب مع خادم له إلى أن وصلا إلى ذلك الإقليم . وهناك قدم لمشايخ القبائل هداياه فرحبوا به كل الترحيب ، وأحسنوا ضيافته . ثم قال له رئيسهم الأكبر : قل لنا ماذا تطلب فنفعله لك فى الحال ! فأجاب " بلغنى أن عندكم أرضاً خصبة لا تنتفعون بها ، وأنا رجل مزارع ، فإذا شئتم فبيعوا لى منها ما تشاؤن بالثمن الذى ترغبونه " ! قال الرئيس : " مرحباً وألف أهلاً وسهلاً ... وكل الثمن الذى نطلبه منك هو ألف روبل عن اليوم الكامل . " وسال باخوم : " ما هو المقصود باليوم الكامل وكم فداناً يكون ؟ " فأجاب الرئيس : " نحن لانستعمل المقاييس مثلكم وإنما تقدر الأرض بالسير فيها يوماً كاملاً ، ثمن الأرض التى يقطعها المرء مشياً على قدميه بوماً كاملاً هو ألف روبل بحيث تبتدئ السير عند شروق الشمس وترجع إلى النقطة التى ابتدت منها قبل أن تغرب الشمس ولو بدقيقة . فالأرض التى تدور حولها فى بومك هى لك بألف روبل . أما إذا تأخرت وغابت الشمس قبل وصولك ولو بدقيقة فيضيع عليك كل شئ . " وفرح " باخوم " بهذا الكلام . كان كل ما له ألف روبل وهو مستعد أن ينزل عنها كلها نظير الأرض الفسيحة التى سيقطعها فى يومه – وبات الرجل طول ليله يحدث نفسه بما سيمتلك. وفى الصباح باكراً وصل إلى المكان الذى عيونه للمقابلة ، وهو يشرف على سهل فسيح الأرجاء ، جيد التربه . فقال له الرئيس : " أنظر كل هذا السهل الفسيح هو ملك لنا ، ولك أن تسير فيه قدر ما تشاء فيكون لك . حافظ فقط على الشروط ، وضع ألف روبل فى هذه القبعة التى سنبقيها فى هذا المكان بحراسة رجلي منا وخادمك إلى أن تعود فإما يصير لنا المال ولك الأرض أو تفقد المال والأرض " ! وقام الرجل برحلته وهو يركض بمنتهى قوته وكان كلما قطع مرحلة كبيرة واراد الوقوف عندها ، تغريه خصوبة الأرض التى أمامه فيركض أيضاً ، وظل يركض ويركض كما لو كانت هناك قوة سحرية تجذبه ، إلى أن انتصف النهار. واشتد به التعب فجلس وتناول قليلاً من الطعام ثم قام كارهاً ليدور راجعاً فأخذ يسير إلى الناحية الثانية ولما رأى الوقت يسرع به انفلت إلى الناحية الثالثة وكان العصر قد أقبل ففكر أن يعود إلى النقطة التى ابتدا منها . أحس صاحبنا بالتعب المتزايد وبدأ يخلع ثيابه قطعة قطعة حتى لم يبق على جسده شئ ، وحذاؤه لم يطق أن يبقيه فخلعه يركض وقدماه تمزقهما الأشواك والأحجار الحادة ، ويناله من ذلك فوق آلامه الأخرى آلام مبرحة – ولما إشتد به التعب فكر أن يجلس ليستريح ولكه أبصر الشمس تنحدر نحو المغيب ، فاستمد من ضعفه قوه ، وجعل يركض ، وأنفاسه تخرج متدافعة لا يكاد يرسل إحداها حتى تلاحقة أخرى – وقبل أن يصل إلى سفح الجبل غابت الشمس عن عينه فأضطرب إضطراباً عنيفاً ولكنه عاد فذكر أن الشمس تغيب فى السفح قبل القمة . وإذ ذاك كافح مرة أخرى وأخذ يعدو بكل ما فيه من عزم ومن قوة ... ولما وصل استقبلته الجماعة بهتاف عظيم وقال الرئيس : " هنيئاً لك القطعة الكبيرة جداً التى أصبتها "... ولكنه ما أن وصل حتى سقط على الأرض ، وسال الدم من فمه . فأقترب منه خادمه ليسعفه وإذا هو جثة باردة !
فقام خادمه وحفر له قبراً طوله ستة أقدام وكان هذا كل نصيبه من الأرض !



_____________
للأشتراك معنا على قناة اليوتيوب لكى تتابعوا الفيديوهات اليومية الجديدة ،، أدخل على هذا الرابط واضغط على كلمة (Subscribe)

صفحة القديسة مريم المصرية السائحة




Monday, May 22, 2017

سلسلة قصص روحية
111. الفراشة

في أحد الأيام، وجد رجل شرنقة فراشة على أحد الأشجار، فأخذها الى بيته وأحتفظ بها. بعد بضعة أيام، ظهرت فتحة صغيرة في هذه الشرنقة. جلس الرجل يراقب لساعات طويلة كفاح الفراشة وهي تدفع بجسمها من خلال هذه الفتحة الصغيرة. كان يبدو على الفراشة وكأنها لم تقدر أن تخرج من الشرنقة، فكان يراقبها بكل شوق، متمنيا لو إستطاع مساعدتها. ولما بدى الأمر كما لو أن الفراشة عملت كل ما تستطيع ولن تقدر أن تتقدم عما وصلت إليه. قرر هذا الرجل أن يساعد الفراشة. فأخذ الرجل مقصا وقص الجزء الباقي من الشرنقة. وهنا خرجت الفراشة من الشرنقة بمنتهى السهولة. ولكن كان هناك شيئا غريبا. فقد كان للفراشة جسما منتفخا وأجنحة ضامرة. استمر الرجل يراقب الفراشة لأنه توقع أنه في أية لحظة تالية، ستكبر أجنحتها وتتمدد وستكون قادرة على تدعيم جسمها، الذي سيصغر فى نفس الوقت. لكن لم يحدث أي من الأمرين !!!. فى الحقيقة قضت الفراشة بقية عمرها تزحف فى نفس المكان بجسد منتفخ وأجنحة مشوهة. ولم تستطع أبداً أن تطير كباقي الفراشات. إن الأمر الذى لم يفهمه هذا الرجل في طيبته وتعجله، أن الفتحة الضيقة في الشرنقة والكفاح الشديد المطلوب من الفراشة لتخرج خلالها هو طريقة الله لدفع السوائل من جسم الفراشة الى جناحيها حتى تصير جاهزة للطيران فور تحررها من الشرنقة.
أخي وأختي، إن الآلام التي نلقاها أحيانا في حياتنا هي مدرسة لنا، فمن خلالها، ندرب أنفسنا ونتعلم كيف نتكل على الهنا الحي. لأنه إذا سمح الله أن تسير حياتنا بدون أية عوائق ، فإن ذلك سوف يجعلنا معوقين وضعفاء. فإن الضيق ينشئ صبرا، والصبر تزكية والتزكية رجاء . صلاتنا هي، حتى الله يعطينا جميعا، وسط الآلام التعزية، لكي نكون مشابهين ربنا يسوع المسيح، الذي تحمل الآلام بكل صبر من أجلنا.




_____________
للأشتراك معنا على قناة اليوتيوب لكى تتابعوا الفيديوهات اليومية الجديدة ،، أدخل على هذا الرابط واضغط على كلمة (Subscribe)

صفحة القديسة مريم المصرية السائحة


Saturday, May 20, 2017

سلسلة قصص روحية
110. اللمسة الذهبية

يحكى من اساطير اليونان القديمة، عن ملك غني جدا إسمه مايدس. أحب هذا الملك الغنى والثروة، فلقد كان لديه من الذهب، أكثر من أي إنسان في العالم كله، ولكنه لم يكتفي بما عنده، فكان يتمنى دائما المزيد. كان لهذا الملك إبنة جميلة جدا، وطالما طلبت من والدها، أن يلعب معها، ولكن كان يفضل صرف أوقاته في تجميع الذهب والثروة، بدلا من اللعب معها. تقول تلك الأسطورة: بينما كان الملك مايداس منهمكا في إحصاء الذهب الذي يمتلكه، ظهر أمامه شخص غريب مخاطبا اياه وقائلا: إنك تملك الكثير من الذهب... أجاب الملك مايدس قائلا، لا ليس بكثير... ألست مكتف بما عندك... أجاب الملك، يا ليت كل ما تلمسه أصابعي يصبح ذهبا... وهل هذا يجعلك أسعد مما أنت عليه... طبعا... حسنا سألبي طلبك... غدا صباحا، كل ما تلمسته أصابعك، يتحوَّل الى ذهب... في صباح اليوم التالي، استيقظ الملك مايدس من نومه، متذكرا ما قيل له: فلمس الغطاء الذي كان عليه، وإذ به يتحول لذهب، لمس السرير الذي كان نائما عليه وإذ به يصبح من ذهب، لم يصدق ما حصل، فطفر فرحا، وأخذ يلمس بأصابعه كل ما في الغرفة من أثاث وإذ به يتحول لذهب. فأخذ يصيح من فرحته، لقد أصبحت أغنى إنسان في العالم، ليحيا الملك مايدس، أغنى إنسان وأسعد إنسان في العالم كله. لم يرد الملك مايدس أن يضيع وقته... فذهب الى حديقة القصر، وأخذ يلمس الورود والأشجار والتماثيل، وكل ما في الحديقة، فإذ به كله يصبح ذهبا، لقد كان يطفر من الفرح والسعادة، لم يتمالك فرحه، فنادى خدامه جميعا، طالبا منهم أن يصنعوا وليمة ويقدموا له أفخر المأكولات. بينما جلس يستمتع في كل ما أصبح لديه، وإذ بإبنته الجميلة تدخل وهي تبكي قائلة... بابا، أنظر ما حصل... لقد أصبحت هذه الورود من ذهب ولم تعد كقبل... لا تبكي يا ابنتي.. لقد أصبحنا من أغنى ما في الكون... فبإمكاننا أن نشتري كل ورود العالم... عليك الآن أن تفرحي، فالوقت ليس وقت بكاء. جلست إبنته الصغيرة على المائدة وهي حزينة جدا، لكنها أطاعت والدها وباشرت في تناول الأكل. حاول ذلك الملك أن يتناول شيء ليأكله، لكن عبثا، كل ما لمسته أصابعه تحول ذهبا، فلم يستطع حتى شرب الماء. سألت تلك الفتاة والدها، بابا لماذا لا تأكل، أجابها لا أقدر يا عزيزتي، ارتمت تلك الفتاة الجميلة على حضن أبيها، فوضع يده عليها ليعانقها، وإذ بها تصبح من ذهب... صرخ ذلك الأب لا لا ... ماذا فعلت... لم أعد أحب الذهب ... لقد كرهته نفسي... أريد ابنتي ... وأخذ يبكي كطفل صغير... نام الملك في تلك الليلة حزينا وكئيبا جدا... لقد خسر إبنته... حتى أيضا لم يستطع أن يشرب نقطة من الماء، ولا أن يأكل كسرة من خبز. وفي صباح اليوم التالي، عاد ذلك الشخص الغريب، وسأل الملك مايدس... كيف حالك أيها الملك مايدس... أجاب الملك، لا تسألني أرجوك... ولماذا، ألست سعيدا بما أعطيتك، لقد حصلت على اللمسة الذهبية... لا، لا أريدها أرجوك... إنني أتعس إنسان في الوجود... أرجوك أن تخلصني منها... فأشار عليه أن يذهب ويستحم في نهر "باكتولاس" فتذهب عنه اللمسة الذهبية.

صديقي، إن هذه الأسطورة تذكرنا بأن السعادة الحقيقية هي ليست في الغنى ولا في المال. فمهما جمعت منه، سوف تتركه ورائك، وتمضي وحيدا كما أتيت. يقول الكتاب المقدس: ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه. إن أهم ما تملك، هي روحك الخالدة، التي اعطاك اياها الله... فهل تعرف الى أين أنت ذاهب... لقد جاء المسيح ابن الله لكي يموت عنك ويعطيك غفران لخطاياك... فالذي له المسيح له كل شيء... ومن ليس له المسيح فليس له أي شيء، بل قد خسر أعظم عطية قدمها له الله... أرجوك أن تقبل الى المسيح اليوم، لأنك لا تضمن الغد، مدخراتك وأموالك مركزك شهاداتك، هذا كله لمن يكون؟


_____________
للأشتراك معنا على قناة اليوتيوب لكى تتابعوا الفيديوهات اليومية الجديدة ،، أدخل على هذا الرابط واضغط على كلمة (Subscribe)

صفحة القديسة مريم المصرية السائحة

  

Friday, May 19, 2017

قصة روحية 0109
الرجل العجوز والبحر

في إحدى الأيام أخبر رجل قصة قال فيها : أبحر أب، مع إبنه، وصديق لإبنه، في قاربهم الصغير عبر البحر. كان كل شيء على ما يرام، لكن بسرعة وبدون سابق معرفة، ابتدأت السماء تسّود، والرياح تشتد، إذ أن زوبعة قوية كانت متجهة نحوهم. حاول الأب عبثا أن يرجع القارب إلى الشاطى، لكن من غير جدوى. ابتدأت الأمواج العالية تضرب القارب من كل صوب، والقارب يرقص على وجه المياه، وأصبح الجميع في خطر عظيم. وهم يمسكون بكل قواهم إلى جانب القارب، لكن، بالرغم من مهارة الأب وخبرته، لم يقدر أو يتغلب على الرياح العاصفة، فقلبت الأمواج القارب، وأصبح الجميع، تحت رحمة الرياح والأمواج، وهي تعلو فوقهما. أخذ الرجل يسبح بكل قواه، والأمواج ترده، إلى أن وصل الى ذلك القارب المقلوب، فالتقط منه حبلا لينقذ به الولدان. أخذ ذلك الرجل يفتش على إبنه وصديق إبنه، راجيا أن ينقذهما بذلك الحبل الذي في يده، ليسحبهم بإتجاه القارب. لكن، لمن يرمي طرف الحبل، لإبنه، أم لذلك الصبي الآخر. علم ذلك الأب، بإن إبنه مؤمن بالرب يسوع، أما صديق إبنه لم يكن. اشتعلت في قلب ذلك الأب نيران، كادت تساوي تلك الأمواج في هيجانها، وهو يسمع صرخات إبنه وصديقه طالبين المساعدة. فصرخ الأب لإبنه من صميم قلبه، جيمي، إبني، يا حبيبي، أنا أحبك جدا جدا يا جيمي... ثم باليد الأخرى رمى بطرف الحبل الذي في يده الى صديق إبنه. كانت كل ثانية تمر وكأنها ساعات وأيام، التقط ذلك الولد، طرف الحبل المرمى له، وأخذ الأب يسحب به، إلى أن أوصله إلى القارب المقلوب، لكن بينما هو ينقذ ذلك الولد، كانت قد ابتلعت الأمواج الثائرة إبنه الذي كان يتخبط بها كل هذا الوقت، فأخذ يبحث عنه ويصرخ من حرقة قلبه... جيمي حبيبي أين أنت، أين أنت... لكن لم يكن هناك من مجيب، سوى صوت الأمواج الهائجة. لقد أيقن ذلك الأب، بإن إبنه سوف يلتقي بيسوع حال رحيله من هذا العالم الى الأبديه، لكنه لم يستطع أن يتخيل، كيف صديق إبنه، يرحل من هذا العالم الى أبدية مظلمة، بعيدة عن الله، في جهنم النار. لذلك، قدم ذلك الأب، إبنه فدية، من أجل إنقاذ، ذلك الولد، الذي لم يتعرف بعد على المخلص الرب يسوع المسيح.
إن ما فعله ذلك الأب، يشبه تماما، ما فعله الله معي ومعك يا صديق. ربما تقول، لكن لماذا قدم ذلك الأب إبنه، من أجل ولد آخر؟ لأنه، ربما، هذا الولد الآخر ، لن يقبل رسالة الإنجيل، ويؤمن بالمسيح.
نعم، إن ما فعله ذلك الأب هو لتضحية كبيرة، لقد مزقت صميمه، وحرقت قلبه، وهو يرى إبنه يموت من أجل تقديم فرصة، لإنقاذ ولد غريب. إن ما حصل في هذه القصة الحقيقية، وما شعر به الأب، لن يعبّر كفاية، عمّا سمح به الله القدوس للبشر، بإن يفعلوه في إبنه الوحيد محبة، لك ولي. لقد استهزأوا به، عيّروه، ضربوه على وجهه، بصقوا عليه، جلدوه، ألقوه على الأرض، ثم وضعوا يديه، ثم رجليه، على ذلك الصليب، لتخترقها المسامير الغليظة. إن هذا ما قدمه الله، في إبنه القدوس لينقذ شخص نظيري أنا، ويقدم لك أنت فرصة لكي تخلص.... أما الذي أخبر هذه القصة الحقيقية، فقد كان ذلك الولد الناجي الذي نجاه أب صديقه الغريق.




_____________
للأشتراك معنا على قناة اليوتيوب لكى تتابعوا الفيديوهات اليومية الجديدة ،، أدخل على هذا الرابط واضغط على كلمة (Subscribe)

صفحة القديسة مريم المصرية السائحة


سلسلة قصص روحية
108. كومة الخطايا

ولعلنا نذكر قصه الشاب الذى كان يحس بوطأة ذنوبه و ثقل آثامه و خطاياه، لكنه كان يرى أن التوبه عن عاداته أمر صعب للغايه ،
فكان يعلل نفسه بالقول : انه سيصبح مع الايام أكثر بأسا وأقوى عودا وعندئذ سيصير قادرا على قهر نزواته و الاقلاع عن دناياه !
لكنه فى ليله ما نام - فاذا به يرى فى حلم رجلا شيخا يقطع الأخشاب فى غابة- ويجمع الحطب فيجعل منه كومه هائلة ، و اذا بالرجل ينحنى فوق حمله محاولا رفعه ، لكن الحمل كان ثقيلا للغاية حتى أن الرجل سقط متهالكا حين حاول تحريكه! عندئذ ترك الحطاب الأخشاب ، وأخذ يجول فى الغابه يجمع المزيد من الحطب و يضعه فوق الكومه و يعيد محاوله رفعها،وبالطبع يفشل فى ذلك ، فيتجه ليجمع المزيد من الحطب ليضيفه للكومه و يكرر المحاوله وهكذا
فدهش الشاب من التصرف الغريب للحطاب الشيخ ، و اقترب منه قائلا :اذا كنت لم تستطع أن تحمل الكومة و هى صغيرة الحجم ، فكيف يمكنك أن تحملها بعد ما أضفت اليها الكثير ؟ وعندما استيقظ الشاب من نومه فهم مغزى الحلم ، وأدرك أن اهمال التوبة اليوم يعني اضافة المزيد من الخطايا الثقيلة على كاهله ،

وأن بتر الأصبع التى لدغها الثعبان - على صعوبته – أسهل كثيرا من ترك السم يسري فى كل الجسد!

_____________
للأشتراك معنا على قناة اليوتيوب لكى تتابعوا الفيديوهات اليومية الجديدة ،، أدخل على هذا الرابط واضغط على كلمة (Subscribe)

صفحة القديسة مريم المصرية السائحة

Thursday, May 18, 2017

سلسلة قصص روحية
107. معرض الأيادي

كنت كأنى فى حلم عندما دخل بى دليل الى مكان فسيح علقت فى صدره لوحة مكتوب عليها: " معرض الأيادى ". فسرت أتمشى فى جوانب المكان أتفرج على الأيادى المختلفة وقد رتبت بحسب جمالها ترتيبا بدا غريباً فى عينى لأنه خالف المألوف بين الناس. لم يكن المهم أن تكون الأيدى الجميلة بضة ناعمة بيضاء صغيرة، بل كان سر الجمال فى مدى امتداد اليد !‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍ فهناك يد قيل لنا أنها لا أثر للجمال فيها مع أنها كانت حلوة فى منظرها، نظيفة معطرة – وقد وضعت فى احقر مكان لأنها كانت لاتستطيع أن تمتد ألا إلى نفسها. كان مدى أنتدادها قصيرا- كانت يد أنانية!! ورأيت يد أخرى قالوا أنها أعلى قليلا من اليد السابقة ، كانت تمتد إلى حدود بيتها ، فكانت تخدم الزوجة والأولاد ولكنها لم تكن تستطيع أن تخرج من الباب !! وأخذنى دليلى إلى يد ثالثة قال أنها أجمل بكثير من اليدين السابقتين لأنها تستطيع أن تصل الى الأقارب والأصحاب حاملة معونتها للمحتاج منهم مطيبة خواطرهم ومريحة قلوبهم ! ورأيت يد رابعة أكرمها شعبها وأقاموا لها التماثيل، وهتفوا لها لأنها كانت يدا دولية أمتدت إلى حدود أمتها ولم تبخل بعطاياها عن كل محتاج ومريض ومعوز. ولقد كانت يدا جميلة حقاً لأني سمعت الشعب يتغنى بخبرها ويدعو لها بدوتم القوة ! ولكنى رأيت يدا مشرقة ببهاء أكثر من بهاء الشمس، وقد غطى ضياؤها المكان. ونظرت إلى الأشعة النورانية التى أحاطت بها فإذا بى اقرأ " يد السيد المسيح " رأيت هذه اليد تمتد الى كل النواحى وتخدم كل الأجناس وتعطى خيراً لكل الأمم. يد يسوع يا لها من يد.. يد يقرأ فيها الجميع أية الحب منقوشة بالدم مصبوغة بالألم.
يا لها من يد علمت العالم سمو الخدمة وعظمتها




_____________
للأشتراك معنا على قناة اليوتيوب لكى تتابعوا الفيديوهات اليومية الجديدة ،، أدخل على هذا الرابط واضغط على كلمة (Subscribe)

صفحة القديسة مريم المصرية السائحة



Sunday, May 14, 2017

سيرة حياة الأم دولاجى وأولادها الأربعة

تُعتبر هذه الشهيدة بكر شهداء إسنا وشفيعة المدينة، ويعتبرها البعض شفيعة الصعيد كله.
في زمن الاضطهاد الذي أثاره الطاغية دقلديانوس كانت منطقة إسنا بالصعيد الأعلى غنية بقديسيها من إكليروس وعلمانيين، متبتلين ومتزوجين. وقد سبق لنا الحديث عنها أثناء حديثنا عن القديس أمونيوس أسقف إسنا. وقام أريانوس والي أنصنا برحلة تجول في بلاد الصعيد ليرى مدى تنفيذ مراسيم سيده الإمبراطور، ولكي يشبع شهوة قلبه الداخلية في تعذيب المسيحيين وقتلهم، وقد تردد علي هذه المدينة علي الأقل ثلاث مرات.
الزيارة الأولي: قدمت المدينة باكورة شهدائها القديسة الأم دولاجي وأولادها.
الزيارة الثانية: قدمت المدينة بعض أراخنة الشعب.
الزيارة الثالثة: استشهدت الرشيدة وكل أهل المدينة، أما الثلاثة فلاحين فاستشهدوا إما في هذه الزيارة أو في زيارة لاحقة أثناء عودة أريانا وجنوده من جنوب إسنا.
لقاء مع الصبية القديسين
لم نسمع شيئًا عن زوج القديسة الأم دولاجي، ولا نعرف حتى اسمه، إذ يبدو أنها كانت أرملة.
يذكر التاريخ أنها كانت غنية وزعت ما لديها علي الفقراء والمساكين. وحالما دخل أريانوس والي أنصنا مدينة إسنا قابله أربعة صبية أشقاء وهم صوروس وهرمان وأبانوفا وشنطاس، كانوا يسوقون دابة محملة بالبطيخ. فأوقفهم وأمرهم أن يسيروا معه للسجود للأوثان، لكن الصبية الشجعان أبوا وأعلنوا مسيحيتهم.
حاول معهم بالإغراء فلم يفلح، فأخذ الوالي يتوعدهم بأنه سيلحق بهم التعذيب حتى الموت، وإذ لاحظ إصرارهم على التمسك بالإيمان أمهلهم لكي يتراجعوا عن إصرارهم.
الأم دولاجي تشجع أولادها
طار الخبر إلى أمهم التقية والشجاعة دولاجي، والتي تُحسب مفخرة من مفاخر الشهداء. هّبت مسرعة إلى مكانهم. وأمام الوالي كانت تشجعهم وتقويهم، فامتلأ أريانوس غيظًا، وأمر بحبسهم جميعًا، تمهيدًا لمحاكمتهم.
الأم تُعد أولادها للاستشهاد
في داخل السجن أخذت الأم دولاجي تصلّي مع أولادها. كانت تطلب عونًا إلهيًا ليثبت هؤلاء الأولاد الصغار. استطاعت الأم بأحاديثها العذبة أن ترفع قلوب أولادها إلى السماء، وأن يشتهوا نوال أكاليل المجد.
وفي الليل ظهرت لهم السيدة العذراء، وكانت تشجعهم وتخبرهم بأن السيد المسيح قد أعدّ لهم مكانًا أبديًا في السموات. وقد كانت الرؤيا مشجعة لهم ومقوية لإيمانهم.
محاكمتهم
في الصباح استدعاهم الوالي، وحاول معهم مرة أخرى أن يبخروا للآلهة، فإذا بالأم دولاجي تصرخ معلنة إيمانها المسيحي هي وأولادها، قائلة: "إني مسيحية مؤمنة بالسيد المسيح الذي خلق السموات والأرض والبحار والأنهار وكل ما فيها". وكان من خلفها أبناؤها الذين كانوا يهتفون "نحن مسيحيون" وأنهم يرفضون عبادة الآلهة الكاذبة.
أُلقيت الأم وأولادها في السجن لتنفيذ حكم الإعدام.
استشهادهم
امتلأ أريانوس غضبًا وأمر بقطع رؤوسهم، على أن يُذبح أولادها على ركبتيها الواحد تلو الآخر، وفيما كانوا يفعلون ذلك كانت ترتل وتصلي، وأخيرًا قطعوا رأسها.
مازالت أجسادهم الطاهرة بالكنيسة التي تحمل اسمهم بمدينة إسنا حتى الآن.
تحتفل الكنيسة بعيد استشهادهم في السادس من شهر بشنس.
ظلت كنيسة السيدة الأم دولاجي تحت مستوى الأرض مدة حتى قام المرحوم الأميرلاى أبادير أديب ببناء كنيسة في نفس المكان على سطح الأرض

صلواتها تعيننا هى واولادها العظماء.


_____________
للأشتراك معنا على قناة اليوتيوب لكى تتابعوا الفيديوهات اليومية الجديدة ،، أدخل على هذا الرابط واضغط على كلمة (Subscribe)

صفحة القديسة مريم المصرية السائحة


Friday, May 12, 2017

سلسلة قصص روحية
106. بيلاطس البنطي

صباح الجمعة ( الجمعة العظيمة ) : ( سيدي بيلاطس ، رؤساء اليهود واقفين على الباب ويطلبون أن يروك ) 
قلـت  لـه :  ( مـاذا يريد هؤلاء اليهود ؟ لعله خيرا ) خرجت إليهم ، فوجدتهم ممسكين بشخص طويل القامة ذو هيبة وعيناه كأشعة الشمس ولا يمكن لإنسان أن يحدق النظر في وجهه نظرا لبهاء صورته ، فلما سألتهم من هذا ؟       عرفت منهم أنه يدعي يسوع الناصري و هو كما يدعون عليه إنسان يضل الشعب وحسب ناموسهم يستوجب الموت.
فسألته قائلا: أنت ملك اليهود ؟ قال لي : أنت قلت ، ولما سألته : لماذا يشتكي عليك هؤلاء ؟ لم يجبني قط.
احترت جدا في الأمر وخرجت وقلت لرؤساء اليهود ( إني لا أجد فيه علة واحدة ) وزاد من حيرتي إن امرأتي             ( كلوديا بروكولا ) أرسلت لي قائلة : إياك وذاك البار ، فإني قد توجعت الليلة كثيرا في حلم من أجله.
ولكن رؤساء اليهود قالوا :  لنا ناموس و بحسب ناموسنا هو مستوجب الموت لأنه جعل  نفسه ابن الله.
عرفت بعد ذلك إنه جليلي ، فأمرت بإرساله لهيرودس والي الجليل ولكن هيرودس لم يجد فيه علة وأرجعه إلي ، ولما ضاق بي الأمر ، قلت لهم : أنا أؤدبه و أطلقه ، فأرسلته ليجلد.
ولكن رغم آثار الجلد الواضحة عليه ورغم المعاناة التي تبدو على وجــهه ، لم يفــد ذلك في عضــد اليهود ولم يرق له قلبهم ، وصرخوا قائلين ليصلب ، ليصلب ، بل فضلوا إطلاق المجرم باراباس على أن يطلقوا يسوع.
و قالوا لي : إن أنت أطلقته فلست بصاحب لقيصر ، لأن كل من يجعل نفسه ملكا فهو يقاوم قيصر ، ولما سمعت هذا الكلام ، ازددت خوفا.
 أخيرا أخذت ماء وغسلت يدي قدام الجمع قائلا : إني برئ من دم هذا الصديق ( فعلت ذلك لكي يهدأ ضميري ولكني كنت واهما ) فطلبت من قائد المئة ( كونيتيوس كرنيليوس ) أن يتمم إجراءات صلب المسيح.
 ما هذا الشعور الغريب الذي يتملكني ؟ ما هذا الألم الذي يفتك برأسي ؟ ، أشعر وكأني أختنق....
( سيدي الوالي ، أحد شيوخ الرامة ويدعي  يوسف يريد مقابلتك )
 ( سلام لك يا سيدي الوالي ، هل أتجاسر وأطلب جسد يسوع المسيح الذي حكمت عليه بأنه بار يا سيدي ؟ ) أصابتني هذه العبارة في مقتل ولكني لم أستطع الرد عليه ، وتظاهرت بالدهشة لسرعة موت المصلوب ، فاستدعيت قائد المئة واستفسرت منه عن الأمر ، ثم أمرت بأن يوهب جسد المصلوب ليوسف الذي من الرامة.

صباح الاثنين ( يوم  شم النسيم ) : ( سيدي الوالي هناك امرأة تدعى مريم ( مريم المجدلية ) ، تريد مقابلتك )
ماذا تريدين يا امرأة ؟ سيدي الوالي بيلاطس البنطي ، لقد قام المسيح من الأموات ، ماذا ؟ ماذا تقولين يا امرأة ؟ هل تهذين ؟  لا يمكن أن يقوم إنسان من الأموات ، كلا يا سيدي الوالي ، لقد قام ، لقد خرج من ظلام القبر ليهبنا الحياة الجديدة ، كما يخرج الكتكوت من ظلام البيضة للحياة الجديدة ( و يرجح إنه لهذا السبب إن يوم شم النسيم يقع دائما في اليوم التالي لأحد القيامة و فيه نأكل البيض الملون )
 خرجت مريم من عندي بعد أن تركت في داخلي بذرة شك أخذت تنمو وتنمو إلي أن أصبحت شجرة كبيرة ، لا......          لا يمكن أن يقوم إنسان من الأموات ، ولكنه ليس إنسانا عاديا ، فلقد شعرت وأنا أكلمه إن وراء منظره الضعيف كان يخفي قوة غير عادية ، شعرت بنظراته تخترق أعماقي.
كان الصراع يتزايد داخلي يوما فيوما حتى صار بركانا لا أستطيع أن أخمد نيرانه إلي أن أتت اللحظة التي تأخرت كثيرا  وقلت لــه أؤمن يا سيدي ، لقد سمعت إنك قلت على الصليب: ( اغفر لهم يا أبتاه لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون )          أنا واحد من الذين صلبوك وطلبت أنت لهم المغفرة بل أنا المجرم الذي أسلمك للصليب وتظاهرت بأني برئ من دمك.
وانتهى الصراع في داخلي بعد عدة سنوات بإيماني التام بقيامة السيد المسيح من الأموات واعتنقت المسيحية في آخر أيامي ( وقد استشهد كل من بيلاطس البنطي وامرأته كلوديا بروكولا كما يذكر التقليد القبطي الشرقي وعدد كبير من المخطوطات وتوجد كنيسة في روما على اسم القديس الشهيد الملك بيلاطس البنطي )
إن كل من اقترب من المسيح في يوم الجمعة العظيمة ، تغيرت حياته وآمن به ، بداية من بيلاطس البنطي وقائد المئة و اللص اليمين و باراباس والقائد لنجينوس الذي طعن المسيح ( لقد استشهد كل من باراباس والقائد لنجينوس )
هل اقتربت من السيد المسيح ؟ هل غير السيد المسيح حياتك ؟  

 _____________
للأشتراك معنا على قناة اليوتيوب لكى تتابعوا الفيديوهات اليومية الجديدة ،، أدخل على هذا الرابط واضغط على كلمة (Subscribe)

صفحة القديسة مريم المصرية السائحة





Wednesday, May 10, 2017

سلسلة قصص روحية
105. ان الله يحفر لنا آبار السعادة بفأس الألم

في داخل حظيرة للخراف جلس أحد الرعاة يداعب احدى نعاج القطيع و قد أسندت رأسها على ساقة ، ونظرت نحوه فى ود وحنان و لم يكن خافيا أن هذه النعجة الوديعة كانت مكسورة الساق،و هى تقاسي من جراء ذلك بعض الألم وكان واضحا أيضا أن الراعي يحب هذه النعجة كثيرا، و يعتنى بها عناية فائقة، لكن الشئ الذي لا يعرفه الشخص الغريب هو أن هذه الساق لم تكسر في حادث، أو نتيجة اصابة خاطئة، بل ان الراعي نفسه هو الذى كسر ساق نعجته عمدا و مع سبق الاصرار!
يقول الراعي : كانت هذه النعجة تشرد شرودا جامحاً دون باقي الخراف! لم تكن تطيع لي أمرا، أو تسمع لي صوتا، أو تقبل مني تحذيرا! انها نموذج للعصيان و التمرد! فبينما أسير بالقطيع في طريق آمنه اذ بهذه النعجة تجري في استهتار نحو مسالك منحدرة، و مهاو زلقة، و هى اذ تعرض حياتها للهلاك فانها أيضا تضلل معها بعض رفاقها التي تتبعها، و تتأثر بها ! و لم يكن أمامي الا أن أهوي على ساقها بعصاي حتى أعوق اندفاعها ، و ارغمها على التريث و التروي وفي ذلك اليوم الذى كسرت فيه ساقها ، قربتها الى ،و قدمت لها طعاما خاصا،و سهرت على علاجها وراحتها وهاهي الآن تعرف صورتى و تتابع حركتى، وتصحوا على وقع أقدامى، وعندما تشفي تماما ستصبح قائدة للقطيع ؛ فهى الآن أكثر الأغنام طاعة و حبا و تمسكا بي
+++
ان الله يضربنا أحيانا بالمرض أو بألوان مختلفة من الالام؛ حتى نخضع عند قدميه ، و تتعلق أنظارنا به، و نسمع صوته و نعرفه انه يضر بنا حين يرى أننا نجمح بعيدا عن شاطئ الأمان ، ونندفع نحو حتفنا دون أن ندرى أن في تمردنا عليه هلاكا أكيد!



_____________
للأشتراك معنا على قناة اليوتيوب لكى تتابعوا الفيديوهات اليومية الجديدة ،، أدخل على هذا الرابط واضغط على كلمة (Subscribe)

صفحة القديسة مريم المصرية السائحة
  

Tuesday, May 9, 2017

سلسلة قصص روحية
104. مخاوف الثلج

فى كثير من المناطق الباردة، تتجمد مياه الأنهار فى فصل الشتاء ، فيصبح سطح الماء طريقا ممهدا للعبور بين شاطئيه سيرا على الاقدام ! و من الطرائف التى رواها أحد المشاهدين ، أن رجلا كان يعبر أحد روافد نهر المسيسبي ، فى منطقة متجمدة، و يبدوأنه كان غريبا عن الموقع؛ لذلك، فأنه بدأ يخطو فوق الثلج بحذر شديد ، يتحسس بأطراف قدميه صلابة الطبقة الثلجية، خشية أن تكون هذه الطبقة رقيقة فتتحطم، ويهوى هو الى قرار سحيق! ولما أمن الى صلابتها، تقدم ببطئ شديد دون أن يتخلى عن الحذر! فما أن وصل الى منتصف الطريق، ووجد أنه قد بعد كثيرا عن الشاطئ حتى تملكه الرعب وعاد اليه الخوف ، فجثا فوق السطح الناعم ، وأخذ يتحسس الطريق بكفيه و قدميه و ركبتيه، و يتوجس خوفا، و هو يتخيل كتل الثلج تميل تحت ثقل جسده ! ثم تبادر الى ذهنه أن حرارة أنفاسه قد تصهر طبقة الثلج الرقيقة ، فحاول أن يكتم أنفاسه قدر ما يستطيع ، حتى لا يقع المحظور ! و بينما الرجل على هذه الحال من الخوف و الشك و التوجس ، اذ به يفاجأ بعربة ضخمة تحمل شحنة ثقيلة من البضائع ، تندفع بجواره فوق سطح الثلج، يقودها رجل سمين ارتسمت على وجهه علامات الطمأنينة و الارتياح ! و لعل الفرق بين الرجلين ، أن الأول كان يملأه الشك و الارتياب فيما قيل له بشأن تجمد الماء فى النهر ، على حين كان الرجل الآخر على يقين من صلابة هذا السطح الثلجي !
+++
وهذا هو الفارق بين ما يصنعه الشك ، وما يبعثه اليقين فى حياة الناس؛ فمتى بدأ الشك بدأ معه القلق ، وفى لحظه الايمان تحل الطمأنينة! الشك يرى المخاوف والحواجز أما الايمان فيرى الطريق الممهد  واليقين يهب الراحة والسلام .



_____________
للأشتراك معنا على قناة اليوتيوب لكى تتابعوا الفيديوهات اليومية الجديدة ،، أدخل على هذا الرابط واضغط على كلمة (Subscribe)

صفحة القديسة مريم المصرية السائحة