Saint Mary of Egypt: January 2017 -->

Tuesday, January 31, 2017

سلسلة قصص روحية
60. الفقير والخادم
ذهب أحد الخدام الأتقياء إلي الكنيسة ليلا لحضور قداس العيد .. وعند دخوله الكنيسة وجد إنسانا فقيرا متواضع الحال بسيط المظهر ووجد الخدام يحاولون منعه من الجلوس في المتكآت الأولي لأنها مخصصة لكبار الدولة وكبار الزوار الذين يحضرون لتهنئة الكنيسة في الأعياد .. ولمــــا فشلـوا فــــي إقـناعـه ..  تدخل هذا الخادم التقي ونجح في إقناعه واصطحبه إلي آخر المتكآت و جلسا سويا وصليا القداس.
ثم بعد القداس استأذن هذا الإنسان الفقير من الخادم التقي وتظاهر بالانصراف إلي حال سبيله .. ولكن الخادم التقي أشفق عليه ورقت له أحشاؤه ففكر أن يأخذ بركة بسببه .. فعرض عليه بإلحاح أن يفطرا العيد سويا وامسك به بشدة وقال في داخله : "ما الفائدة أن أفطر العيد بمفردي أو مع الأهل و الأصدقاء.؟!؟!؟! البركة والسعادة والشبع الحقيقي أن أشبع الجوعان .. وتذكر قول المسيح له المجد"جـــعــــــت فــــأطـــعمتمــــو نـــــي " (متى 25 :35 ) واصطحب الخادم التقي هذا الإنسان الفقير في فرح و سعادة إلي منزله .. ولكن سرعان ما وجدت هذه السعادة الروحية ما يحاول إطفاؤها .. إذ اعترض أهل هذا الخادم التقي علي تصرفه بشدة !!! واتهموه بعدم الحكمة إذ كان يكفي أن يعطيه صدقة ويتركه يمضي .. وليس من الضروري دخول إنسان لا يعرفونه إلي منزلهم .. وبعد إصرار ومباحثات نجح هذا الخادم التقي أن يستضيف ضيفه الفقير في بدروم المنزل ولأن هذا الخادم غير متزوج لذلك فضل أن لا يترك ضيفه الفقير يفطر بمفرده .. فقام بإعداد مائدة صغيرة تسعهما هما الاثنان معا.
ثم جلسا معا الفقير والخادم لتناول إفطار العيد سويا .. ويقول هذا الخادم التقي (الذي ترهب بأحد الأديرة عقب هذه الحادثة مباشرة) .. معلقا علي ما حدث علي المائدة.. يقول كنت متوقعا منطقيا من هذا الإنسان الفقير البسيط أحد تصرفين علي المائدة : إما أنه يخجل في البداية وينتظر من يقدم له الطعام كأحد الضيوف .. أو أنه ينقض علي المائدة ليفترسها دون أي مقدمات كأحد الفقراء البسطاء أمام إغراء المأكولات وأمام جوعه وحرمانه .. ويضيف الخادم التقي ولكن الذي حدث عكس هذا و ذاك .. وإذ بهذا الإنسان الفقير يمد يديه في منتهي الرضي والاتزان ويمسك رغيف عيش (خبز) وفي هدوء يرفع عينيه الي فوق .. وفي وقار يكسر الخبز .. و يا للعـجــــب والـروعــــــــــة إذ أنني أفاجأ بوجود ثقبين في يديه .. والدهشة أنه بعد كسر الخبز اختفي عني في التو والحال .. لقد كان السيد المسيح بنفسه .. الذي يريد أن يتكئ علي موائدنا و نحن نرفض في قسوة وغباوة وعجرفة .. إن أردت فلتقبله بهيئته البسيطة ومنظره المتواضع .
+++
إخوتي الأحباء في الرب... إن كنتم تريدون أن يكسر المسيح لكم الخبز فلا تمدوا أيديكم إلي موائدكم ..... ولا يهنأ لكم بال إلا بعد أن يكسر الفقير أولا الخبز علي موائدكم .. نعم هو الرب الذي عرفنا بذاته قائلا: "الحق أقول لكم ما فعلتموه بأحد أخوتي الأصاغر فبي قد فعلتم " (مت25 :40 )


_____________
للأشتراك معنا على قناة اليوتيوب لكى تتابعوا الفيديوهات اليومية الجديدة ،، أدخل على هذا الرابط واضغط على كلمة (Subscribe)

صفحة القديسة مريم المصرية السائحة
سيرة حياة أبونا عبد المسيح الحبشى
راهب معاصر متوحّد، عاش في مغارة بالقرب من دير البراموس أكثر من أربعين سنة. مارس الحياة الإنجيلية بروح التواضع مع الصراحة والقوة في الحق. صادق الوحوش وتحدّى الطبيعة، ورفع قلوب الكثيرين إلى السماء، وبالحق مارس الحياة الملائكية العجيبة! الفترة القصيرة التي عاشها في القاهرة ثم في الإسكندرية قبل سفره إلى لبنان ومنها إلى أورشليم تحمل ذكريات في قلوب الكثيرين، وكلماته لازالت ترن في أعماقهم!
نشأته
وُلد في أوائل القرن العشرين من أبوين تقيين لأسرة غنية جدًا، بإقليم وللو Wollo في شمال أثيوبيا، وهو ينتسب للأسرة الإمبراطورية السابقة. تلقّى تعليمه الأوّلي علي أفضل المعلّمين في بلده، وكان موضع تقدير أساتذته، فكان متقدمًا في المعرفة والحكمة مع حياة فاضلة وغيرة في العبادة.
رهبنته
إذ أُختير لنوال مركزٍ مرموق انطلق إلى أحد الأديرة بجبال أثيوبيا، وصار راهبًا باسم "الراهب عبد المسيح".
إلى دير البراموس
بعد حوالي عشرة سنوات قضاها في الدير، اشتاق أن يكمل حياته الرهبانية في صحراء مصر مقتديًا بآباء البرية المصريين الأوائل. أراد أن يكون كسيده، فأصرّ أن يعبر من أثيوبيا إلى السودان، ثم إلى النوبة ومنها إلى صعيد مصر مشيًا علي الأقدام. وقد قطع هذه المسافة في تسعة أشهر وعشرة أيام. لا نعرف عن هذه الرحلة شيئًا إلا أنها بلا شك كانت رحلة رجلٍ عابدٍ للرب، يتغنى في طريقه بروح التوبة الممتزجة بالفرح، كمن هو منطلق إلى الفردوس. في أواخر 1935م بلغ إلى حدود مصر في الجنوب وقال أنه يريد أن يذهب إلى دير البراموس، وإذ لم يكن يعرف العربية لم يفهموا عبارة "براموس"، فظنوا أنه يريد "برّا مصر" أي خارج مصر. حاولوا أن يفهموه، وأخيرًا التجأوا إلى السفارة الأثيوبية فتحدث بالأمهرية وذهب إلى دير البراموس. شعر رئيس الدير (الروبيتة) بقدسية حياته وجدّية رهبنته، وإذا تقدم شخص للالتحاق بالدير سلّمه له لكي يتلمذه. لاحظ رئيس الدير أن طالب الرهبنة قام في الصباح الباكر وبدأ يملأ ماءً من البئر لرش فناء الدير وكاد أن يقضي اليوم كله هكذا. وتكرر هذا الموقف إلى أيام كثيرة. عندئذ سأل رئيس الدير أبانا عبد المسيح: لماذا لم تعلم طالب الرهبنة حفظ المزامير والتسبحة الخ.؟ أجابه: "يجب أن يتعلّم أولاً الطاعة والتواضع، لو أنه حفظ الكثير لظنّ في نفسه أنه قديس، وسقط في الكبرياء!"
حياة الوحدة
لم يطق أبونا عبد المسيح أسوار الدير، فخرج إلى الصحراء وأقام متوحدًا في مغارة. كثيرًا ما كان يجول الصحراء مصلّيًا ومسبّحًا الله، ولا يلتزم بالعودة إلى المغارة ليبيت. كان متى أراد أن ينام يصنع بإصبعه علامة الصليب علي الرمال من الأربعة جوانب وينام مطمئنًا، وكان في الصباح يجد آثار الحيّات وحيوانات البرية خارج الدائرة التي حوّطها بأربعة صلبان. أما إذا نام في قلايته، فكان باب القلاية عبارة عن جريدتين من النخيل علي شكل صليب يضعه علي الباب ويدخل لينام كما عند صليب رب المجد. لم يترك مغارته منذ 1935م حتى عام 1958م، عندما ذهب بغير إرادته بسبب شدة مرضه للعلاج بالإسكندرية ثم عاد بعد فترة قصيرة.
نور في المغارة
أثناء الحرب العالمية لاحظ الجند الإنجليز أن نورًا مشرقًا نحوهم فانطلقوا إلى حيث النور، إذ ظنّوا كمينًا قد أُقيم ضدهم. كانت المفاجأة أنهم وجدوا هذا الراهب. فتّشوا قلايته فلم يجدوا أثرًا لأي كبريت أو نور. كرّروا الأمر عدة مرات، فكانوا كلما ابتعدوا حوالي كيلومترًا واحدًا يروا النور مشرقًا بقوة، وإذ يعودوا لا يجدوا شيئًا. أحبّوه وكانوا يطلبون صلواته، وعندما تركوا الموضع قدّموا له معلبات كثيرة جدًا قام بتوزيعها علي سكان البرية من العرب.
اتركوه يصلي من أجلنا!
في سنة 1967م توجّه إلى قداسة البابا كيرلس، وطلب منه أن يمنع الزيارات عنه حتى لا تشغله عن وحدته وحياة التأمل. قال للبابا: "الزوار جايين يتفرجوا علي حمار". تطلّع البابا إلى الأنبا ثاوفيلس أسقف دير السريان وقال له: "اتركوه يصلّي من أجلنا، لعل الله يرفع غضبه عن العالم كلّه بصلواته".
العمل اليدوي
كان يؤمن بأنه "إن كان أحد لا يريد أن يشتغل فلا يأكل" (2تس1:3). فكان يصنع الحبال من ليف النخيل ويسلّمها إلى بعض البدو الذين يقدمون له بعض الأشياء، ويقوم هو بتوزيعها علي من يطلبها منه.
يسوع المسيح هو طبيبه!
إذ كان مريضًا نصحه أحد الأطباء أن يأكل أطعمة ذات قيمة غذائية عالية، وقام الطبيب بتقديم بعض الأطعمة له. أما فهو فعاد وقدّمها لمرافقي الطبيب وهو يقول له: "المسيح يسوع هو طعامي، المسيح يسوع هو طبيبي، المسيح يسوع هو قوّتي
 مع الحيّات والوحوش المفترسة
في ديسمبر 1962م روي لي القمص متياس السرياني (حاليًا نيافة الأنبا دوماديوس) القصتين التاليتين: الأولي ذهب لزيارته أحد الآباء المتوحدين المشهورين وإذ كانا يتحدثان معًا داخل مغارته دخلت حيّة ضخمة، فبدأت عينا المتوحد تتوجه إلى الحيّة. أما هو فقال له: "يا أبتِ أتخاف من الحيّة؟ ألم يقل: "أُعطيتكم سلطانًا أن تدوسوا علي الحيّات والعقارب؟" ثم طلب منها أن تترك المغارة فخرجت. أما القصة الثانية فحدثت معه شخصيًا، فكما يعرف عنه أنه كثيرًا ما كان لا يأكل إلا الردّة المبلولة". زاره أبونا متياس السرياني فأراد أن يكرّمه جدًا فأتي بعلبة من فوارغ المعلّبات ووضع تحتها بعض الحطب الرفيع وأوقده، ثم وضع في الماء "ملوخية" جافة، ووضع عليها علبة "حلاوة طحنية" وبدأ يحركها بعصا صغيرة. بعد أن غلي الطعام قدّمه لأبينا متياس كأشهى وجبة طعام يمكن أن تقدم! التقينا معه وتحدّث معه صديقي مكرم يوسف المحامي قائلاً له: "أريد أن أتتلمذ علي يديك هنا في الصحراء"، أجابه أنت تريد أن تقفز لتصعد علي الدرجة العاشرة فتسقط وتنكسر، لا بد أن تبدأ السلم بالدرجة الأولي فالثانية الخ.
من يلبس ذهبًا لا يري يسوع
في بيروت إذ زاره عدد كبير من الأساقفة ورؤساء الكنائس، وكانوا يرتدون ثيابًا فاخرة وسلاسل ذهبية علي صدورهم. أمسك بطرف ثوب أحدهم وقال: "واحد يلبس ذهبًا... لا يري المسيح؛ واحد يلبس حريرًا لا يري المسيح". في أوائل الستينات زاره الأنبا ثاوفيلس مطران هرر بأثيوبيا، ومعه سفير أثيوبيا بمصر. قال للمطران: "أمّ تترك بنتها لا تعيش!" ويقصد التزام أثيوبيا بالارتباط بالكنيسة القبطية، كما أمسك بالسلسلة الذهبية وقال لهم: "لا يصح ذلك!" في نهاية الزيارة قدّما له قطعة قماش سوداء فرفضها، وإذ تركاها له، ألقي بها في الدير بعد أن ودّعهما خارج أسوار دير البراموس.
ده مَلَكان! (هذا ملِك!)
اشتهر أبونا عبد المسيح بالنسك، فكان يودّ أن يكون كل الرهبان والأساقفة متنسّكين. فمن الأمور المعروفة عنه توبيخه للأساقفة غير المتنسّكين. ذهب يومًا إلى دير البراموس وطلب أن يُرسلوا إليه عند حضور الأسقف، فقال له (الروبيتة): لا يمكن لأنك دائمًا توبّخ الأساقفة قائلاً: "أنت مكسور". فوعده ألا يفعل ذلك. حضر الأسقف ولم يرسلوا إليه، وإذ سمع رنّات الجرس أدرك أن الأسقف قد حضر فأسرع إلى الدير وطلب مقابلته. بدءوا يذكّرونه بوعده. ثم دخل إلى الحجرة فوجده جالسًا علي (المصطبة) وعليها سجادة فلم يحتمل المنظر، فوضع يده علي عينيه لكي لا يري المنظر وبدأ يسير إلى الوراء بظهره وهو يقول: "ده مَلَكان! ده ملكان! مش قادر! مش قادر!" وترك المكان وعاد إلى مغارته. كنت في زيارة إلى دير السريان وقيل لي أن أبانا عبد المسيح الأثيوبي بالدير. فالتقيت معه، وإذ بالمتنيح الأسقف... جاء وطلب منه أن يصلي من أجله لأنه مريض. وإذا بنا نُفاجأ به يقفز ويمسك ثوبه ويقول: "ثوب حرير مش للأسقف بل لكذا..." وكان يوبّخه علي ثوبه الحريري. ثم قال له: "أحضر الكتاب المقدس". وإذ أحضر أحد الرهبان الكتاب المقدس، قدّمه للأسقف وقال له: "اقرأ مزمور 50 (49) ابتداء من الآية 16". فقرأ الأسقف: "وللشرير قال الله: مالك تُحدث بفرائضي وتحمل عهدي علي فمك، وأنت قد أبغضت التأديب وألقيت كلامي خلفك؟..." وصار يوبّخ الأسقف: "أتقول للسارق لا يسرق وأنت تسرق؟..." حتى ارتعبنا جميعنا. وإذ كان يستعد للسفر إلى القاهرة لمقابلة قداسة البابا كيرلس السادس طلب كوب شاي. وإذ رأى راهبًا قادمًا إليه بكوب الشاي قفز وجري بسرعة فائقة ونحن وراءه ثم قال له: "أنت لا تعرف أن تصنع الشاي"، ثم طلب ماءً وبدأ يسكب في الكوب ماء وملحًا حتى انسكب أغلب الشاي علي التراب ثم شرب الشاي أشبه بماء به سكر وملح، وهو يقول : "هذا هو الشاي الحسن!" انطلق نحو الرست هاوس Rest House ليركب الأتوبيس للقاهرة، وكان لا يأخذ معه مالاً، إذ كان السائقون يحبّونه ويشتهون أن يركب معهم. وإذ كان مستعدًا للقاء البابا وضع البطانية حول جسمه وأمسك بحذائه تحت إبطه. وكان يلتقي بالبابا لمدة دقيقة أو أكثر يقدم له رسالة ثم يتركه ويعود إلى الصحراء.
ذهابه إلى الإسكندرية
إذ التزم أن يذهب إلى الإسكندرية للعلاج بعد حوالي 23 عامًا، صار يضرب مطانيات إلى الأرض ويقَّبل أرض المغارة حتى ركب السيارة وهو يقول: "راهب يترك المغارة، عليه طقس يلتزم به".
الاستعداد للرحيل
عاش أبونا عبد المسيح قرابة خمسين عامًا في الرهبنة، قضي أغلبها كمتوحدٍ في مغارة بجوار دير البراموس. وإذ شعر بقرب رحيله من العالم أراد أن يموت بأورشليم، وكانت العلاقات بين مصر وإسرائيل مقطوعة وعدائية. أصرّ أن يذهب إلى القدس علي قدميه، فكان من المستحيل تحقيق ذلك لأسباب سياسية. أخيرًا اقتنع بأن يمكث في القاهرة لحين عمل جواز سفر أثيوبي له وأخذ تأشيرة دخول لبنان وسوريا ومن هناك يذهب إلى القدس. عاش قرابة سنة في حجرة تحت السلم بمبنى الكلية الإكليريكية، ثم جاء إلى الإسكندرية للسفر من الميناء البحري. أذكر عندما جاء كان يسأل: "أين يوجد الحمار؟" - ليسكن معه - قيل له: "لا توجد حمير بالبطريركية". أخيرًا اقتنع أن يسكن تحت سلم البطريركية. كان إذا ما قال له أحد: "صلّ لأجلي لكي يرحمنا الله"، فكان يضربه علي ظهره وهو يقول: "ربنا بيرحمنا، ونحن لا نرحم أنفسنا!" قُدم له بلح فرفض تمامًا، وطلب "البلح الذي يأكل منه الحمار"، أي الذي لا يُؤكل!
إلى بيت المقدس
ذهب إلى بيروت حيث قضي حوالي شهرًا ثم توجّه إلى دمشق في ضيافة بطريركية السريان الأرثوذكس. هناك أخذ تصريحًا لدخول الأردن والعبور من جسر الملك إلى الأراضي المقدسة. عند وصوله مع مرافقيه إلى نقطة الحدود يبدو أن أحد المسئولين عن الأمن من المخابرات الأردنية تشكك في أمره، فطلب تفتيشه ذاتيًا بمفرده، فوجد في ملابسه بعض الكتب. مدّ يده في صدره فوجد كتابًا بالأمهرية ورقه قديم متآكل، فألقاه علي الأرض بطريقة مثيرة. لم يحتمل أبونا أن يٌلقى بالكتاب المقدس علي الأرض فاستجمع قوته وبمنتهى الشدة صفع القائد علي وجهه حتى صرخ. استدعي القائد الراهب القبطي المرافق لأبينا، وإذ عرف ما حدث صمت لأنه من حق القائد أن يقتلهما فورًا. لكن كم كانت الدهشة حين أصدر الضابط الكبير تعليماته الشفوية إلى رجاله بالموافقة الفورية علي دخول هذا الأب ومرافقيه إلى الأردن دون انتظار. بعد فترة قصيرة بأورشليم رحل أبونا المحبوب إلى الفردوس.


أستمع لقصة صوتية عن حياة أبونا عبد المسيح الحبشى
للأشتراك معنا على قناة اليوتيوب لكى تتابعوا الفيديوهات اليومية الجديدة ،، أدخل على هذا الرابط واضغط على كلمة (Subscribe)

صفحة القديسة مريم المصرية السائحة


Monday, January 30, 2017

سلسلة قصص روحية
59. آلآم من نوع خاص

في قلب الشارع الرئيسي لمدينة "انتربرايس" Enterprise  بولاية آلاباما  "Alabama"  الأمريكية يوجد واحد من اغرب النُصب التذكارية في كل العالم ...إنه نُصب محفور على الحجر لحشرة ضارة !!!
ما هي ....وما قصتها ؟
منذ ان عرفت هذه المدينة الزراعة وفلاحوها يبذلون قصاري جهدهم لإنتاج القطن ...فهو محصولهم الرئيسي فإذا انهار انهاروا معه وإذا ازدهر اغتنوا وارتفع مستوى معيشتهم وزادت رفاهيتهم ...
وذات عام حدث هجوم خطير على المحصول من حشرات خنفساء القطن ...وكان الهجوم شديداً للغاية حتى ضاع كل أمل في إنقاذ ولو جزء صغير ... وبدأ العلماء يبحثون ويبحثون ...وأخيرا توصلوا إلى حل ... لنزرع الفول السوداني وبالفعل اقتلعوا كل أشجار القطن وزرعوا بدلا منه الفول ...وحدثت المفاجأة ...تفوق عائد الفول على ما كان يجلبه القطن قبل ذلك من أرباح ، بل صارت المنطقة تعرف بعد ذلك "بمركز الفول العالمي"...
وماذا كانت النتيجة ؟ ...اغتنى سكان المنطقة جداً ، ولكي لا ينسوا فضل خنفساء القطن عليهم شيدوا لها نُصبُاً تذكارياً  في أهم موقع بمدينتهم .
+++
هناك نوع من الآلام من هذا الصنف ... صنف خنفساء القطن ، يتذكره المؤمنون فيفرحون .. لقد شيدوا له في قلوبهم نصباً يتذكرونه به .. آلام تحرمنا من أشياء عزيزة علينا ، ولكن بفضلها نتمتع بأمور أعظم
آلام يغلق بها الله أمامنا أبوابا معينة حتى نتجه إلى باب آخر ما كنا لنفكر فيه من قبل .. وحين نتجه إليه يقودنا إلى أماكن للفرح والشبع لم نكن نتوقعها
حقاً ما أعجب طرقك يا الله ...ان أغلقت لنا بالأم باباً فهذا لتقودنا إلى باب آخر أرحب...

+   يا لعمق غنى الله و حكمته و علمه ما ابعد احكامه عن الفحص و طرقه عن الاستقصاء   (رومية 11 : 33 )


_____________
للأشتراك معنا على قناة اليوتيوب لكى تتابعوا الفيديوهات اليومية الجديدة ،، أدخل على هذا الرابط واضغط على كلمة (Subscribe)

صفحة القديسة مريم المصرية السائحة
سيرة حياة الأنبا أنطونيوس أب الرهبان

يعتبره العالم "أب الأسرة الرهبانية" ومؤسس الحركة الرهبانية في العالم كله بالرغم من وجود حركات رهبانية سابقة له.

وُلد القديس في بلدة قمن العروس التابعة لبني سويف حوالي عام 251م من والدين غنيين. مات والده فوقف أمام الجثمان  يتأمل زوال هذا العالم، فالتهب قلبه نحو الأبدية. وفي عام 269م إذ دخل ذات يوم الكنيسة سمع الإنجيل يقول: "إن أردت أن تكون كاملاً اذهب وبع كل مالك ووزعه على الفقراء، وتعال اتبعني" فشعر أنها رسالة شخصية تمس حياته. عاد إلى أخته الشابة ديوس يعلن لها رغبته في بيع نصيبه وتوزيعه على الفقراء ليتفرغ للعبادة بزهد، فأصرت ألا يتركها حتى يسلمها لبيت العذارى بالإسكندرية.
سكن الشاب أنطونيوس بجوار النيل، وكان يقضي كل وقته في الصلوات بنسك شديد، لكن إذ هاجمته أفكار الملل والضجر صار يصرخ إلى الله، فظهر له ملاك على شكل إنسان يلبس رداءً طويلاً متوشحًا بزنار صليب مثل الإسكيم وعلى رأسه قلنسوة، وكان يجلس يضفر الخوص. قام الملاك ليصلي ثم عاد للعمل وتكرر الأمر. وفي النهاية، قال الملاك له: "اعمل هذا وأنت تستريح. صار هذا الزي هو زي الرهبنة، وأصبح العمل اليدوي من أساسيات الحياة الرهبانية حتى لا يسقط الراهب في الملل.
في أحد الأيام نزلت سيدة إلى النهر لتغسل رجليها هي وجواريها، وإذ حَول القديس نظره عنهن منتظرًا خروجهن بدأن في الاستحمام. ولما عاتبها على هذا التصرف، أجابته: "لو كنت راهبًا لسكنت البرية الداخلية، لأن هذا المكان لا يصلح لسكنى الرهبان". وإذ سمع القديس هذه الكلمات قال في نفسه: "إنه صوت ملاك الرب يوبخني"، وفي الحال ترك الموضع وهرب إلى البرية الداخلية، وكان ذلك حوالي عام 285م.
استقر القديس في هذه البرية، وسكن في مغارة على جبل القلزم شمال غربي البحر الأحمر، يمارس حياة الوحدة. هناك حاربته الشياطين علانية تارة على شكل نساء وأخرى على شكل وحوش مرعبة.
حوالي عام 305م اضطر أن يكسر خلوته ليلتقي بتلاميذ جاءوا إليه يشتاقون إلى التدرب على يديه، فكان يعينهم ويرشدهم، وإن كان قد عاد إلى وحدته مرة أخرى.
إن كان هذا العظيم بين القديسين هو مؤسس نظام الرهبنة (الوحدة)، فإن حياته تكشف عن مفهوم الرهبنة المسيحية، خاصة نظام الوحدة:
أولاً: خرج للرهبنة بلا هدف كهنوتي، وكانت حركته شعبية لا كهنوتية، لا يطلب التدخل في التنظيم الكنسي، وحتى حينما أرسل إليه الإمبراطور قسطنطين يطلب بركته أرجأ الرد عليه، ولما سأله تلاميذه عن السبب؟ أجاب أنه مشغول بالرد على رسالة الله ملك الملوك، وبعد إلحاح بعث بالرد من أجل سلام الكنيسة.
ثانيًا: حبه الشديد للوحدة لم يغلق قلبه نحو الجماعة المقدسة، بل كان في عزلته يؤمن بعضويته الكنسية. لذلك عندما استدعى الأمر نزل إلى البابا أثناسيوس الرسولي (الذي تتلمذ على يدي القديس أنطونيوس)، وبدخوله الإسكندرية ارتجت المدينة، وخرج الكل متهللين لأن رجل الله قادم، وبالفعل عاد كثير من الأريوسيين إلى الكنيسة. مرة أخرى نزل إلى الإسكندرية يسند المعترفين في السجون ويرافقهم حتى ساحة الاستشهاد.
ثالثًا: مع محبته الشديدة للوحدة تلمذ القديس مقاريوس الكبير الذي أسس نظام الجماعات، كما فرح جدًا بأخبار باخوميوس مؤسس نظام الشركة ومدحه... هكذا لم يحمل روح التعصب لنظام معين!
رابعًا: عزلته لم تكن ضيقًا وتبرمًا، لذا كان الكل يدهش لبشاشته وتهليله الداخلي، وقد اتسم بصحة جيدة حتى يوم نياحته وكان قد بلغ المائة وخمسة عامًا.
خامسًا: قيل أنه كان أميًا لا يعرف القراءة والكتابة، لكنه كان يفحم الفلاسفة اليونان ببساطة قلبه، وقد جذب بعضهم إلى الإيمان. وعندما سأله بعضهم كيف يتعزى وسط الجبال بدون كتاب، قال لهم إن الله يعزيه خلال العقل الذي يسبق الكتابة.
قيل إنه سُئل عن عبارة في سفر العبرانيين، فاتجه ببصره نحو البرية، ثم رفع صوته وقال: اللَّهم أرسل موسى يفسر لي معنى هذه الآية، وفي الحال سُمع صوت يتحدث معه، وكما يقول الأب أمونيوس إنهم سمعوا الصوت ولم يفهموه.
من كلماته:
حياتنا وموتنا هما مع قريبنا، فإن ربحنا قريبنا نربح الله، وإن أعثرنا قريبنا نخطئ ضد المسيح.
أحزن البعض أجسادهم بالنسك، وبسبب عدم التمييز فهم بعيدون عن الله.
يأتي وقت فيه يصاب البشر بالجنون، فإن رأوا إنسانًا غير مجنون، يهاجمونه، قائلين: أنت مجنون، إنك لست مثلنا.
الطاعة مع الزهد يهبان البشر سلطانًا على وحوش البرية.

بركة صلواته تكون معنا دائما . أمين

أستمع لقصة صوتية عن حياة الأنبا أنطونيوس
للأشتراك معنا على قناة اليوتيوب لكى تتابعوا الفيديوهات اليومية الجديدة ،، أدخل على هذا الرابط واضغط على كلمة (Subscribe)

صفحة القديسة مريم المصرية السائحة

Sunday, January 29, 2017

سلسلة قصص روحية
58. الكذب فضاح
اقترض رجل من صديق له بعض المال ، وطالت مدة الدين ، وبمطالبة الرجل الدائن للمدين رفض السداد ، وأخيرا أنكر أنه أخذ شيئا
ذهب الرجل الدائن إلى القاضى وشرح له كيف إنهما كانا صديقان ولما وجد صديقه في ضائقة مالية فّرج عنه وأعطاه بعض المال بصفة قرض ولما طالبه بالسداد رفض وأخيرا أنكر الدين
استدعى القاضى الرجل المدين وسأله أن يرد الدين إلى صاحبه ولكنه أنكر إنه أحذ شيئا وقال للقاضى ليس هناك من يشهد على إننى أخذت منه مالا
قال القاضى للدائن : هل يشهد معك أحد ؟ فقال الرجل : لا . فقد أعطيته المال فى السر
دعا القاضى الرجل المدين الذى أصر على الإنكار وأجلسه بجواره . وقال للرجل الآخر :  " الآن اذهب إلى المكان الذى اقرضته فيه المال واحضر لى منه حفنة من التراب لأسألها "  فاندهش الرجل من هذا الكلام ، لكنه أطاع ، وذهب إلى ذلك المكان .
تأخر الرجل وتأخر ... وهنا التفت القاضي إلى المدين ، وسأله قائلا : " هل تظن إنه وصل الآن إلى ذلك المكان ؟ وبسرعة وبدون تفكير ، أجاب المدعى عليه : "لا فإن المكان بعيد جدا يا سيدي القاضي "
وهنا نظر إليه القاضي ساخرا وقال : ومن أين عرفت أن المكان بعيدا ؟! " هذا اعتراف منك بأنك أخذت منه المال وفى ذلك المكان
وحكم عليه بأن يؤدى الدين إلى صاحبه ، وأن يجلد عشرين جلدة لكذبه وإنكاره

ما أحلى أن نتعلم الوصية التي تقول

 " لا تكذب "


_____________
للأشتراك معنا على قناة اليوتيوب لكى تتابعوا الفيديوهات اليومية الجديدة ،، أدخل على هذا الرابط واضغط على كلمة (Subscribe)

صفحة القديسة مريم المصرية السائحة

Saturday, January 28, 2017

سلسلة قصة روحية
57.الجرة المكسورة

   كان هناك رجل (سقا) يعيش في الهند.اعتاد أن يحمل جرتيه المثبتتين في طرفي عصاه الطويلة التي يحملها خلف رقبته، بحيث تتدلي جرة ناحية الكتف الأيمن والأخرى ناحية الكتف الأيسر. كانت أحدى الجرتين بها شرخ يؤدي إلي تسرب الماء منها كلما ملأها السقا. فكان كلما خرج ليملأ جرتيه من البئر، يعود إلي بيت سيده بحمولة جرة ونصف, لأن الماء يكون قد تسرب من الجرة المشروخة وانسكب علي طول الطريق من البئر إلي البيت...
    كانت الجرة السليمة تعاير المشروخة بهذا العيب الكبير الموجود بها، حتى شعرت الجرة المكسورة بمرارة شديدة في داخلها،بسبب عدم قدرتها علي القيام بواجبها علي أكمل وجه. ظل الحال هكذا لمدة عامين والجرة المكسورة يزداد لديها الإحساس بالنقص وصغر النفس .. وأخيرا" قررت أن تتحدث إلي السقا....
    قالت له:"إنني أشعر بالخجل والخزي، وأريد أن أقدم لك اعتذاري"
فسألها السقا باندهاش:"علام تعتذرين؟" فقالت له الجرة:"علي هذا العمل الناقص الذي أقوم به،فأنا لا أستطيع أن أحتفظ بالماء كاملا بداخلي بل ينسكب مني في الطريق .. فأنت تتعب وتبذل كل الجهد،ولا تأخذ أجرتك كاملة بسببي".
     أحس السقا بمشاعر الجرة المكسورة،وفي كلمات حانية قال لها:"في طريق عودتنا من البئر إلي بيت السيد، أنظري تحتك علي تلك الزهور الجميلة التي تنبت علي طول الطريق.. نظرت الجرة فلاحظت أن الطريق كله مملوء بزهور جميلة ذات ألوان خلابة تنمو علي طول الطريق من البئر إلي بيت السيد، ففرحت لكنها سرعان ما عاد لها الشعور بالخزي بسبب الماء المسكوب منها، وراحت تعتذر للسقا الذي بادرها قائلا:"هل لاحظت أن تلك الزهور الجميلة تنمو فقط من جانبك أنت,ولا تنمو من جانب الجرة السليمة؟ هذا لأنني من البدء لاحظت هذا الشرخ الذي تعانين منه. فقررت أن أستفيد منه بأن أغرس بعض بذور الورود في الطريق الذي نمر به، وكان ماؤك ينسكب علي البذور حتى نمت وصارت جميلة وخلابة..وأنا أقطف منها كل يوم لأزين بها بيت سيدي ...
     فبدون هذا الشرخ الذي فيك، ما استطعت أن أجمل بيت السيد بتلك الزهور الجميلة.
+++    
 نعم يا أحبائي , فكل منا به شرخ أو نقص أو ضعف معين، كتلك الجرة المشروخة ولكن بسبب نعمة الله الغنية العاملة فينا فإن شرخنا ونقائصنا يصلحها الله ويحولها إلي أمور نافعة .. فشكراً لله الذي يصلحني بروحه القدوس ويستخدمني لمجد اسمه القدوس بالرغم من كل نقائصي وضعفاتي .
+   لذلك اسر بالضعفات و الشتائم و الضرورات و الاضطهادات و الضيقات لاجل المسيح لاني حينما انا ضعيف فحينئذ انا قوي. (2كورنثوس 12 : 10 )                                                   

_____________
للأشتراك معنا على قناة اليوتيوب لكى تتابعوا الفيديوهات اليومية الجديدة ،، أدخل على هذا الرابط واضغط على كلمة (Subscribe)

صفحة القديسة مريم المصرية السائحة
                                                 


Friday, January 27, 2017

سلسلة تأملات روحية
6. نار البرية ولا جنة القصر


إن الحياة الروحية للأنسان المسيحى يصعب فيها النمو إن خلت من فضيلة التأمل ، لأن التأمل يفتح عقل الأنسان على أشياء روحية لا ترى من الصعب جدا ان يتعرف عليها ما لم يتأمل فيها ، وجميع أباء البرية القديسين بلا أستثناء لم يصلوا الى الدرجات الروحية العالية إلا عن طريق التأمل الروحى ، فالرهبنة أربع درجات ( الهذيذ – الدهش – التأمل – الأتحاد الكامل بالله ) والتأمل هو ثالث درجة فيها  ، تابع معى تلك السلسلة من التأملات كل يوم جمعة والتى ستكون معظمها فى سير القديسين وأرجو ان تتفاعل معى بكتابه تعليقك او تأملك الشخصى.....

+ نتحدث اليوم عن قديسة من أعظم القديسات مكانه فى السماء
وانا شخصيا احبها كثيرا وهى قريبة جدا لقلبى وقد فعلت لى معجزة كبيرة منذ حوالى 3 أشهر وهى عملية جراحية كنت سأجريها فى يدى ولكن شفاعتها من اجلى قد سبقت الطبيب .
أنها العظيمة فى القديسات أنسطاسيــــــــــا الشماســـــة

القصة الفعلية :
+ القديسة أنسطاسيا من أصل شريف مصري ، احتلت مركزًا في البلاط الإمبراطوري وحصلت على لقب ( النبيلة )، وقد أُعجب بها الإمبراطور جوستنيان واشتاق أن يتزوجها بالرغم من أن زوجته ثيؤدورا كانت على قيد الحياة، ، ولكن قديستنا قد عزمت ألا تكون إلا عروسًا للسيد المسيح، تكرس حياتها للعبادة.
وإذ كان الجو بالنسبة لها خانقًا وشعرت أن الإمبراطور يلاحقها، هربت مع القديس أنبا ساويروس الإنطاكي كإحدى الشماسات (الخادمات) إلى الإسكندرية. هناك ترهبنت، أقامت ديرًا على نفقتها عند الميل الخامس في ظاهر الإسكندرية، دُعي فيما بعد "دير السيدة النبيلة (الشريفة)".
إذ توفت الإمبراطورة ثيؤدورا بدأ جوستنيان يبحث عنها ليعيدها إلى البلاط، فتخفت في زي الرجال وتركت ديرها ودعت نفسها "أنسطاسيوس الشماس" ، وانطلقت إلى البرية لتبدأ رحلة جهاد أخرى ضد العالم وشهواته .والتقت بالأنبا دانيال حيث كشفت له أمرها، فعَين لها مغارة تبعد حوالي 18 ميلاً من الإسقيط، ووضع لها قانونًا لحياة الوحدة، وكان يُرسل لها تلميذه مرة كل أسبوع يمدها بما تحتاج إليه عند باب المغارة، ويأخذ شقفة من الخزف تكتب عليها القديسة أفكارها ليقرأها قمص البرية الأنبا دانيال. وكانت ترى القديس أنبا دانيال مرة كل أسبوع أثناء التناول من الأسرار المقدسة.
بقيت في هذا الجهاد مدة 28 ســــــــــنة  لا يعرف أحد عنها شيئًا سوى الأنبا دانيال
التأمل :
وهنا نريد وقفة صغيرة معا ، هذه الأنسانة عرض عليها ان تتزوج الأمبراطور وتصبح الأمبراطورة .ربما يكون العرض كان من الصعب قبوله اثناء وجود زوجة الأمبراطور على قيد الحياه ولكن...ماذا يكون الرد والفرصة اصبحت شرعية بعد وفاتها !!!
اسأل نفسك لو كنت مكانها ...هل من السهل عليك ترك مثل هذا العرض ؟ واذا رفضت ... فهل من السهل عليك ان تختار جانب أخر من الحياه كما هى فعلت وهو الذهاب الى الصحراء للحياة فيها ؟ وما بالك بحياة الصحراء وما فيها من صعوبات وحروب....!!!
قرار القديسة انسطاسيا فى هذا الموضوع من الصعب جدا ان يتخذ ليس من أمرأة مثلها فقط بل ولا من أشجع الرجال أيضا
أنها بالفعل قديسة ليست بشجاعة فقط بل هى جبارة فى ايمانها وحبها لسيدها ، باعت كل شئ لتشترى اللؤلؤة الكثيرة الثمن ، باعت الأكليل الأرضى الفانى لتشترى الاكليل السماوى الأبدى .
بالفعل ان هذه التجارب هى التى تصنع من البشر قديسين عظماء يستحقون الملكوت .

القصة الفعلية :
+ يعوزنى وقت طويل لأكتب عن هذه العظيمة ولكن لكى لا اطيل عليكم سأكتفى بأخر جزء فى القصة وهى شهادة الأنبا دانيال عنها لتلميذة انها شهادة حقيقة بالفعل على لسان الأنبا دانيال والتى لن اكتب عنها تأمل لك بل سأعطيك انت المجال لكى تتأمل فى كل كلمة فيها لتعلم مقدار عظمة هذه القديسة ولتتعلم منها شيئا يفيدك لخلاص نفسك
قال الأنبا دانيال لتلميذه الذى دفن جسدها الطاهر :
(( أعلمك يا ولدى الحبيب ان هذه المرأة سبقت مراتب قديسين كثيرين وابطال مجاهدين ووصلت الى الدرجة الرفيعة العالية لانها من اعرق أسر الأشراف وجاهدت العدو الشيطان وطحنت جسمها وافنت ايامها فى خدمة الرب ورفضت العالم وشهواته اما نحن فلما كنا فى العالم كنا بالكاد نشبع من الخبز ولما جئنا الى الرهبنة صارت لنا راحة ولم نستطع ان نقتنى فضيلة واحدة مما أقتنتة هذه القديسة التى سمت نفسها أنسطاسيوس الشماس ))


وتعيد لها الكنيسة في 26 طوبة وكانت نياحتها عام 576م
صلوات هذه القديسة العظيمة يارب تكون معانا.

+ اننى اخجل من نفسى يا سيدى حينما أقرأ عن هؤلاء القديسين الذين تركوا ممالك العالم بل  تفوقوا وبرعوا فى اقتناء الفضائل لكى يصلوا اليك وانا مازلت مستسلم لشهواتى وخطاياى حتى الأن ولست قادر على ترك خطية واحدة فى حين أن غيرى يترك مملكة كاملة
متى يا سيدى سأفيق من غفلتى وبعد أن أفيق متى سأجاهد ضد شهواتى وبعد أن أجاهد متى سأبدأ فى اقتناء الفضائل لكى أحيا حياة القداسة التى امرتنى بها
أنه لطريق طويل محتاج أن أسير فية ولكنى أثق لو أنت معي فية سأصلة سريعا بنعمتك ولن أنسى وعدك لي حينما قلت:
 (( + ارجعوا الان ايها الخطاة و اصنعوا امام الله برا واثقين بانه يصنع اليكم رحمة  ( طوبيا 13 : 8 ) ))

_____________
للأشتراك معنا على قناة اليوتيوب لكى تتابعوا الفيديوهات اليومية الجديدة ،، أدخل على هذا الرابط واضغط على كلمة (Subscribe)

صفحة القديسة مريم المصرية السائحة