Saint Mary of Egypt -->

Tuesday, January 17, 2017

سلسلة بستان الرهبان
2. من الذى عراك ؟

فى يوم ترك الانبا سرابيون السبانى الكبير ديره قاصدا المدينة وفى يده أنجيله وهو فى الطريق وجد فقيرا يرتعد من شدة البرد ، وتأمل الراهب فى نفسه :هذا الانسان .. دعاه السيد الرب اخ لي  ..فكيف يقتله البرد ؟!
وكيف انا الراهب البس الصوف واستدفئ .. ويبقى اخ للمسيح عريانا يرتعد !!
لا ليس الفقير الذى تصطك اسنانه بل هو المسيح المختبئ فيه
وفى سرعة خلع الراهب الرداء الصوف والبسه لهذا الفقير يساعده على مقاومة البرودة .
وواصل سرابيون الكبير سيره ، بغير رداء ، حتى قابله شخص غنى ، بادره بالسؤال وهو فى حيرة من امر القديس الراهب
من الذى عراك يا ابى ؟!
فرفع سرابيون الكبير نظره الى السماء ، وقال :الانجيل يا ولدى
فالانجيل هو الذى علمنى من له ثوبان فليعط من ليس له .. وتأثر الغنى من اجابة القديس واهداه ثوب عوض عنه .
فرفع سرابيون رأسه الى السماء شاكرا .. وأكمل سيره ولفت نظره هذا الانسان ، وقد امسك به واحد يطالب بدين له ، ويهدده ، بل ويدفعه امامه فى قسوة
الامر الذى حرك الشفقة فى قلب سرابيون الكبير ، وفكر بسرعة ماذا يعطى ثمنا لحرية هذا الرجل الذى دفع ثمنه المسيح وحرره ، ولم يكن معه الا الانجيل المخطوط الغالى القيمة ، باعه بسرعة ودفع ثمنه للدائن الممسك بقوة فى ثياب المسكين .. وواصل سيره فرحاً .. رغم افتقاده للانجيل.
وانهى سرابيون الكبير مهامه فى المدينة ، وقام راجعا الى صومعته ، وفى طريق عودته قابله فقير اخر ، يرتعد من البرد ، فتذكر ما عمله مع الفقير الاول فى اول يومه، ولم يجد مشقة ان يخلع الثوب الذى اهداه له الرجل الغنى ، ليلبسه للفقير ويعود الى ديره،
بلا ثوب .. وبلا انجيل ..
ويراه تلميذه وهو لم يزل بعيدا .. وحينما يقترب منه ، ويحملق التلميذ فيه ، يبادره ..
يا ابانا اين الثوب الذى كنت به تستدفئ ؟
لقد قدمته يا ابنى امامنا ، ونظر الى السماء واستطردحيث نحتاجه هناك
ولكن التلميذ وهو يرى يده فارغة ، يردف فى حسرة
والانجيل يا ابى .. اين الانجيل الذى كنا نتعزى به ..
واطرق سرابيون رجل المحبة التى لا تطلب ما لنفسها اطرق رأسه الى الارض ، وفى عبارة دافئة قال :

لقد كان يقول لى كل يوم بع كل مالك واعط للفقراء فيكون لك كنز فى السماء .. وتعال اتبعنى !


_____________
للأشتراك معنا على قناة اليوتيوب لكى تتابعوا الفيديوهات اليومية الجديدة ،، أدخل على هذا الرابط واضغط على كلمة (Subscribe)

صفحة القديسة مريم المصرية السائحة

No comments:

Post a Comment