Saint Mary of Egypt -->

Thursday, January 19, 2017

سلسلة قصص روحية
52. المصباح السحرى

ربما تجد هذه القصة غريبة بعض الشيء عن القصص الأخرى التي نكتبها و بالتأكيد ستكون أول مرة تقرأها و لكنها حدثت و تحدث كل يوم ، فصدقها.
ففي هذا الصباح و عندما كنت أسير وحدي على شاطئ البحر ، اصطدمت بشيء ، فوقعت على وجهي و عندما قمت ، كنت ألتفت إلى ما أوقعني فوجدتها قطعة من النحاس قد علاها الصدأ ، حفرت حولها و أخرجت بقيتها ، فوجدتها مصباح نحاسي قديم و ربما هو ملقى هنا من آلاف السنيين فقط لاصطدم به. دعكته و على وجهي ابتسامة و  كأنه مصباح علاء الدين الذي كانوا ينسجوا حوله القصص من مئات السنين و .....
و تلاشت من على وجهي الابتسامة و حلت محلها نظرة رعب لهذا الجني الذي ظهر أمامي عاقدا ذراعيه فوق صدره قائلا : شبيك لبيك
لقد أعطاني خمسة أمنيات ليحققها ، فكانت الأولى و نتيجة لفيلم GLADIATOR الذي شاهدته أول أمس أن أكون قائد المملكة الرومانية على ألا أموت في آخر الفيلم ، أما الثانية فانعكست على الدراسة الصعبة التي تواجهني في الكلية فكانت أن أكون الطبيب الوحيد في العالم الذي يستطيع أن يصف كل طرق علاج الأمراض بما فيها مرض الجمرة الخبيثة ( الأنثراكس ) ، هل تسألني عن الأمنية الثالثة ؟
لقد كانت أن أكون أوسم خلق الله أجمعين وأكثرهم جاذبية ، هل بدأت تمل و تزهق ؟
الرابعة هي أن أكون لاعب كرة من طراز فريد يتراوح سعري ما بين المليار و الدشليار بالدولار طبعا
وأما الأمنية الخامسة فكانت ولشغفي الشديد بالفضاء فكانت أن أكون أعظم رائد فضاء عرفته البشرية.
هل تسألني هل حقق الجني هذه الأمنيات ؟ نعم و الحق يقال ، لقد كان أجدع جني عرفته في حياتي ، فلقد جعلني ملكا على الإمبراطورية الرومانية ، وفي الوقت الذي كنت أطوح بسيفي يمينا ويسارا ، فقد كنت أمارس هوايتي المفضلة لمدة ربع ساعة كل أسبوع ، أسجل 4 أهداف ثم أخرج. أما عن الطب ، فقد كانوا يأتون إلي ليقولوا : هناك نوبة برد ، فأقول : شاي بليمون ، و ماذا عن السكر ، فأجيب نعناع .
و لقد حقق لي أعظم الأماني عندما أصبحت أول من وضع قدمه على المريخ ولولائي الوطني رفعت العلم المصري على الأرض المريخية ، أما في موضوع الوسامة و الجاذبية ، فان الشيء الوحيد الذي فشلت فيه هو تعداد المعجبات لأن الأفندية رجالي كانوا يخطئون في العد.

تحققت لي كل ما تمنيت ، عشت حياتي بالطول والعرض ، لقد سارت على ما يرام و مرت الأيام و مضت السنين ، و الآن ها أنا على فراش الموت ، أموت ، أحتضر ، نعم إنها النهاية ، نهاية كل كائن حي ، الموت ، حينما يعرف كل إنسان مستقبله النهائي ، حينما تنحصر كل ممتلكاته و كل ما معه في تابوت صغير ولوحة من الرخام كتب عليها : هنا يرقد فلان .
لقد كان شعورا فظيعا عندما أتت النهاية ، لقد كان الألم رهيبا في كل جسمي و كنت مصاب بصعوبة في التنفس تجعلني ألهث وراء الهواء الذي استنشقه ، و جدت نفسي أصرخ يا إلهي ارحمني من هذا العذاب ، خلصني من هذا ....
ما هذا ؟ يا إلهي ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‌‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍ ، إنها أول مرة أناديك ، أعيش حياتي كلها بالطول والعرض كما أردت و الآن أناديك و ألجأ إليك ، و لكن ماذا يحدث ؟ إني أموت ، نعم فأنا أشعر بروحي تفارق جسدي ، سأقول لك شيئا في الثواني البقية ، أنت تكرر قصتي عندما تعيش حياتك بالطول والعرض ناسيا إن الله هو إلهك ، خلاصك ، أبوك ، حبيبك ، تنساه و أنت تطلب منه الأماني المادية ناسيا كلمته " اطلبوا أولا ملكوت الله و بره و هذه كله ا تزاد لكم "تنساه عندما تنشغل بشهوات مادية تربطك بالعالم ، حاول أن تقوم من رقادك ، استيقظ من غفوتك و أحلامك لتكون مستحقا سماع صوته الممتلئ فرحا " تعالوا إلي يا مباركي أبي رثوا الملك المعد لكم من قبل إنشاء العالم " و لا تسمع هذه الجملة التي أسمعها الآن و أخشى أن تسمعها أنت أيضا " يا غبي ‍! هذه ‍الليلة تطلب نفسك منك ، فهذه التي أعددتها لمن تكون ، اذهبوا عني يا ملاعين لأني لا أعرفكم "
+++
+  باطل الاباطيل الكل باطل ما الفائدة للانسان من كل تعبه الذي يتعبه تحت الشمس . (جامعة 1 : 2- 3 )


_____________
للأشتراك معنا على قناة اليوتيوب لكى تتابعوا الفيديوهات اليومية الجديدة ،، أدخل على هذا الرابط واضغط على كلمة (Subscribe)

صفحة القديسة مريم المصرية السائحة

No comments:

Post a Comment