Saint Mary of Egypt -->

Tuesday, January 31, 2017

سلسلة قصص روحية
60. الفقير والخادم
ذهب أحد الخدام الأتقياء إلي الكنيسة ليلا لحضور قداس العيد .. وعند دخوله الكنيسة وجد إنسانا فقيرا متواضع الحال بسيط المظهر ووجد الخدام يحاولون منعه من الجلوس في المتكآت الأولي لأنها مخصصة لكبار الدولة وكبار الزوار الذين يحضرون لتهنئة الكنيسة في الأعياد .. ولمــــا فشلـوا فــــي إقـناعـه ..  تدخل هذا الخادم التقي ونجح في إقناعه واصطحبه إلي آخر المتكآت و جلسا سويا وصليا القداس.
ثم بعد القداس استأذن هذا الإنسان الفقير من الخادم التقي وتظاهر بالانصراف إلي حال سبيله .. ولكن الخادم التقي أشفق عليه ورقت له أحشاؤه ففكر أن يأخذ بركة بسببه .. فعرض عليه بإلحاح أن يفطرا العيد سويا وامسك به بشدة وقال في داخله : "ما الفائدة أن أفطر العيد بمفردي أو مع الأهل و الأصدقاء.؟!؟!؟! البركة والسعادة والشبع الحقيقي أن أشبع الجوعان .. وتذكر قول المسيح له المجد"جـــعــــــت فــــأطـــعمتمــــو نـــــي " (متى 25 :35 ) واصطحب الخادم التقي هذا الإنسان الفقير في فرح و سعادة إلي منزله .. ولكن سرعان ما وجدت هذه السعادة الروحية ما يحاول إطفاؤها .. إذ اعترض أهل هذا الخادم التقي علي تصرفه بشدة !!! واتهموه بعدم الحكمة إذ كان يكفي أن يعطيه صدقة ويتركه يمضي .. وليس من الضروري دخول إنسان لا يعرفونه إلي منزلهم .. وبعد إصرار ومباحثات نجح هذا الخادم التقي أن يستضيف ضيفه الفقير في بدروم المنزل ولأن هذا الخادم غير متزوج لذلك فضل أن لا يترك ضيفه الفقير يفطر بمفرده .. فقام بإعداد مائدة صغيرة تسعهما هما الاثنان معا.
ثم جلسا معا الفقير والخادم لتناول إفطار العيد سويا .. ويقول هذا الخادم التقي (الذي ترهب بأحد الأديرة عقب هذه الحادثة مباشرة) .. معلقا علي ما حدث علي المائدة.. يقول كنت متوقعا منطقيا من هذا الإنسان الفقير البسيط أحد تصرفين علي المائدة : إما أنه يخجل في البداية وينتظر من يقدم له الطعام كأحد الضيوف .. أو أنه ينقض علي المائدة ليفترسها دون أي مقدمات كأحد الفقراء البسطاء أمام إغراء المأكولات وأمام جوعه وحرمانه .. ويضيف الخادم التقي ولكن الذي حدث عكس هذا و ذاك .. وإذ بهذا الإنسان الفقير يمد يديه في منتهي الرضي والاتزان ويمسك رغيف عيش (خبز) وفي هدوء يرفع عينيه الي فوق .. وفي وقار يكسر الخبز .. و يا للعـجــــب والـروعــــــــــة إذ أنني أفاجأ بوجود ثقبين في يديه .. والدهشة أنه بعد كسر الخبز اختفي عني في التو والحال .. لقد كان السيد المسيح بنفسه .. الذي يريد أن يتكئ علي موائدنا و نحن نرفض في قسوة وغباوة وعجرفة .. إن أردت فلتقبله بهيئته البسيطة ومنظره المتواضع .
+++
إخوتي الأحباء في الرب... إن كنتم تريدون أن يكسر المسيح لكم الخبز فلا تمدوا أيديكم إلي موائدكم ..... ولا يهنأ لكم بال إلا بعد أن يكسر الفقير أولا الخبز علي موائدكم .. نعم هو الرب الذي عرفنا بذاته قائلا: "الحق أقول لكم ما فعلتموه بأحد أخوتي الأصاغر فبي قد فعلتم " (مت25 :40 )


_____________
للأشتراك معنا على قناة اليوتيوب لكى تتابعوا الفيديوهات اليومية الجديدة ،، أدخل على هذا الرابط واضغط على كلمة (Subscribe)

صفحة القديسة مريم المصرية السائحة

No comments:

Post a Comment