Saint Mary of Egypt: June 2017 -->

Friday, June 30, 2017

سلسلة قصص روحية
128. براكين الغضب
  
فتح " أنطوان " عينيه على صوت الشجار المستمر بين أبوه القاسي و أمه التي لا تقل عنه عنفا ، و تشرب الحقد و الكراهية الذي سرعان ما زاد بداخله حتى شمل كل من حوله ، فمن أين يأتي بالحب و هو لم يراه أو يتذوقه ؟ فأصبح تلميذا مشاغبا في المدرسة حتى رفض و حاول أبوه أن يعلمه صنعة إلا أنه سرق و ضرب رئيسه و اعتدى على زملائه و أصبح له كل يوم قصة يتباهى بها على تلاميذه  من أصدقاء السوء و هم يهللون له و يتخذونه زعيما .
و في ليلة بلغ الضيق بجاره " ماركوس " أشده ،  فدخل منزله و أمسك بعنقه مهددا : " إن لم تكف عن ذلك ، فسأبلغ البوليس و ستكون نهايتك في السجن " و تركه .... ثارت ثائرة " أنطوان " و أقسم أن ينتقم من جاره الذي أهانه هكذا و عمل خطة شيطانية بمعاونة أصدقائه و هجم على بيت جاره في منتصف الليل و ضربه ضربا مبرحا و تركه بين حي و ميت و هو يقول له : " دي تصبيره صغيرة علشان تعرف مين هو " أنطوان " ؟
و لكن لسوء حظه إن البوليس قبض عليه و قضت المحكمة بسجنه 3 سنوات ، و في ظلام السجن ملأ الغيظ قلبه أنا الذي تعودت أن أعمل إي شئ أريده ، أنا الزعيم الذي يأمر و ينهي ، أنا الذي أخرج في إي وقت من الليل أو النهار فيرتعب مني الآخرين ، ثم يأتي هذا الصعلوك " ماركوس " و يتسبب في سجني ، سأريه من هو  "أنطوان"  عندما أخرج من هنا ، من هذا السجن الكئيب . و لكن متى ؟ بعد 3 سنوات طويلة كئيبة .
و يوما فيوما تزايدت رغبة الانتقام و الحقد والكراهية داخله حتى لم يستطع النوم ، و أراد إنهاء حياته و لكن كيف و هو لا يملك لا سلاح يقتل به نفسه و لا الشجاعة التي تمكنه من ذلك . طلب " أنطوان " أن يتقابل مع المرشد أو المصلح  الاجتماعي الخاص بالسجن ، بعد أن أمتنع عن الطعام عدة أيام . فجئ إليه رجل مسيحي ، دخل إليه بابتسامة و السلام يملأ قلبه و الحب يفيض منه ، لم يعامله بازدراء كمجرم لكنه كلمه عن محبة المسيح له ، استنكر " أنطوان " أن يوجد من يحبه فمنذ ولادته لم يحبه أحد ، فكيف يحبه المسيح إذا كان فعلا يعرف أعماله .
تكلم معه المرشد المسيحي بهدوء و قال له :" إنه وعد أن يستجيب الصلاة إذ كانت حسب مشيئته " ، فيمكنك أن تجرب ، اطلب من الله بحرارة أن يزيل الكراهية و الرغبة في الانتقام من قلبك ، و سأترك لك هذا الإنجيل لكي تقرأ رسالة الله لك .
و في يأس صلى" أنطوان " لأول مرة في حياته : يا إلهي ، هل تستطيع أن تنزع الكراهية من قلبي ، إن كنت تستطيع فتحنن علي ، شعر أنطوان لأول مرة بالسلام يدخل قلبه قليلا حتى هدا و نام .
و في الصباح فتح الإنجيل و تعجب عندما قرأ قصة السامرية و المرأة الزانية و ظل يقرأ كل يوم بنهم شديد ، فقرأ قصة زكا و كيف دخل بيته السيد المسيح ، و عندما وصل لقصة اللص اليمين ، خفق قلبه ، كيف يمكن أن يدخل الفردوس ؟ و ركع و صلى بحرارة و طلب من الله أن يقبله مثله .
و مرت الثلاث سنوات و خرج " أنطوان " من السجن فرحا متهللا ، و في ثاني يوم من خروجه ، كان يتمشى و إذ به يجد " ماركوس " أمامه على بعد خطوات ، و ما أن وقعت عينا " ماركوس " عليه حتى اصفر وجهه من الرعب و الفزع ، و في نفس الوقت تصاعدت براكين الغضب داخل " أنطوان " فها هو عدوه اللدود الذي كان السبب في سجنه و ...... و لكنه تذكر إلهه الذي غفر للذين صلبوه ، فصرخ من أعماقه : " يارب ، أنقذني من نفسي و لا تتركني " .
أما " ماركوس " فكانت ضربات قلبه تتزايد بسرعة رهيبة كلما اقترب منه " أنطوان " ، و ما أن تقابلا حتى فتح " أنطوان " أحضانه لجاره " ماركوس " و هو يقول له : لا تخف ، فأنا سامحتك كما سامحني المسيح .

إن كنت مغلوبا يا صديقي من إي خطية أو فكر أو طبع ، فهو يستطيع أن يغيرك إن صليت بحرارة و طلبت منه في الصلاة  .


+   و كل ما تطلبونه في الصلاة مؤمنين تنالونه   ( مت 21 : 22 )


_____________
للأشتراك معنا على قناة اليوتيوب لكى تتابعوا الفيديوهات اليومية الجديدة ،، أدخل على هذا الرابط واضغط على كلمة (Subscribe)

صفحة القديسة مريم المصرية السائحة


Wednesday, June 28, 2017

قصة روحية 0127
من يشبعنى

حزن وضيق وتعب و سأم وملل وفراغ و شقاء و تعب وإرهاق و كآبة  و بؤس و ..... هذا كل ما في الدنيا ، هذا كل ما أشعر به في دنياي الكئيبة والمملة والحزينة ، فأنا لا فائدة لي في أي شئ ، أي شئ.
فأنا شاب في العشرين من عمري ، فاشل فاشل  فاشل  ، فاشل دراسيا في كليتي النظرية ، فاشل مع أسرتي ، كل يوم خناق و زعاق حتى وصل الأمر بأبي إنه طردني عدة مرات من البيت ، ثم بعد توسلات أمي رجعت ، صحتي مدمرة بسبب السجائر اللعينة التي أدمنتها ، حتى أصدقاء السوء تخلوا عني ، حياتي الروحية ، كلا لا يوجد في حياتي شئ يسمى (الحياة الروحية ) فأنا لم أدخل الكنيسة منذ 10 سنوات على الأقل و لا أعرف معنى صلاة أو تناول أو اعتراف أو هذه الأشياء الغريبة.
لماذا أعيش ؟ لماذا ؟ ما الفائدة من هذه الحياة ، الموت أهون بكثير ، على الأقل سأجد راحة في القبر ، فلا زعاق ولا خناق ولا منازعات و لا مشاجرات  و لا مذاكرة ولا أرق ، لا بابا ولا ماما ، يجب أن أموت ، ما الفائدة من الحياة ؟ ما الفائدة ، سأنتحر .... لم أكد أنطق بها حتى انتابني خوف شديد فكلمة ( انتحار ) ليست بسيطة.
و ما المشكلة الانتحار سيريحني بالتأكيد ، سأنتحر ، نعم سأفعلها. وأمسكت بالسكين بيدي اليمني  وأنا أنوي أن أنتحر واقتربت يدي اليسرى من السكين و شرعت في قطع الشريان حتى أنزف حتى الموت ، الموت الذي بالتأكيد سيريحني من كل متاعب الحياة و .....
و ضرب جرس التليفون المحمول ( الموبايل) ، انتفضت و وقعت السكين من يدي ، يا للنكد الأزلي الذي لا يفارقني ، حتى الانتحار لا أحد يعطيني الفرصة لإتمامه ، فألقيت نظرة سريعة على الاسم الذي ظهر على الشاشة ...
إنه صديق ، أو هكذا يظن نفسه ، و لكنه ، للأسف الشديد ، شاب ملتزم و متدين و من أولاد ربنا و لا يكف بالاتصال بي لدعوتي للكنيسة وحضور اجتماع الشباب الفاشل ، و بعض الأحيان تسمح له شجاعته بأن يعظني و لكني دائما كنت لا أعطى له الفرصة وأرد عليه بجفاء شديد. دارت كل هذه الأفكار في رأسي وأنا متردد هل أرد أم أقفل في وشه السكه  وفي الآخر ضغط  زر ok  
- عايز إيه مني ، متسبني في حالي.
- أهلا إزيك ، إيه الأخبار.
- أحسن منك بالتأكيد.
- عايزين نشوفك بكره في اجتماع الشباب ، إحنا عاملين ندوة و في أب كاهن من مصر حيشرفنا.
- مش جي برضه.
- تعال احضر المرة دي بس  وبعد كده مش حتسمع صوتي.
( بدت هذه الفكرة جميلة ، لأتحامل على نفسي و أحضر وأستريح من وجهه للأبد ، و قلت لنفسي إنها ندوة عامة فبالتأكيد ستكون مختلطة و ستكون فرصة جميلة للتعارف على البنات )
- طيب يا خويا ، يمكن أجي.
و ذهبت يوم الخميس للاجتماع و تهت لساعة كاملة وأنا أبحث عن الكنيسة  و كانت الكارثة الأولى إنه اجتماع شباب فقط ، والكارثة الثانية إنهم يرنمون و الكارثة الثالثة إنهم سيصلون صلاة النوم و كانت مملة جدا بالنسبة لي ، والكارثة الأخيرة أن الذي يقود الصلاة صمم على تلاوة ال12 مزمور و أخيرا ابتدأ المتكلم في الكلام . الحمد لله بقت ساعة واحدة وأنتهي من هذا الاجتماع السخيف و أنتهي من الصديق الظريف الذي يكلمني أسبوعيا ، نسيت أن أقول لكم إنه بجانبي الآن و لولا إنني لست إرهابي وأننا في اجتماع لكنت أطلقت عليه النيران بالمدافع الرشاشة . و ابتدأ المتكلم و تحدث و يا للعجب لقد كان الموضوع عن " لماذا لا نشعر بالسعادة في حياتنا ؟ " تنبهت كل حواسي لسماع الإجابة . و قال  المتكلم :
 " كثيرا ما نحاول أن نشبع من العالم و لكن العالم لن يشبعنا قط ، نحاول أن نشبع العين برؤية مناظر معثرة  و لكن العين لا تشبع ، نحاول أن نشبع الأذن بسماع نكت سخيفة أو أحاديث لا تليق و لكن الأذن لن تشبع ، نحاول أن نشبع بالأصدقاء و لكن لا نشبع .... ثق يا ابني إن الخطية لن تشبع أبدا ، ثق إنك لن تكون سعيدا و أنت في الخطية ، الخطية تبدو جميلة من الخارج ولكنها كلها مرارة .
الشبع الحقيقي عند ربنا ، هو الوحيد القادر على إشباع روحك و نفسك وجسدك ، اشبع بالصلاة الجميلة التي تقربك من الله ، فالصلاة هي أعظم علاقة في الكون ، فأنت المخلوق تكلم الخالق ، أنت تكلم أبيك و تحدثه عن همومك ، اشبع بالإنجيل كلمة الله المحيية التي هي سيف ذو حدين يخترق قلبك و يحولك من قلب حجري لقلب مشتاق لله ، اشبع بالقداس الجميل و بالتناول من جسد الرب ودمه ، فيعطيك حياة جديدة ، اشبع بالتوبة الجميلة و الندم على خطاياك التي صلبت ربنا يسوع المسيح  ، اشبع ....
 انسابت الدموع من عيني و لأول مرة وجدت نفسي انسحب بهدوء وأذهب إلى أبونا الجالس في آخر القاعة و أعترف ... نعم أعترف بكل ما فعلته من خطايا ومصائب و كوارث ، لن أستطيع أن أصف لك مشاعري بعد الاعتراف ، يا لها من مشاعر فرح وسلام وطمأنينه و بهجة وسعادة .  لقد عدت إليك يارب وأنت الوحيد القادر على إشباعي.

طوباكم ايها الجياع الان لانكم تشبعون ( لو 6 : 21 )



 _____________
للأشتراك معنا على قناة اليوتيوب لكى تتابعوا الفيديوهات اليومية الجديدة ،، أدخل على هذا الرابط واضغط على كلمة (Subscribe)

صفحة القديسة مريم المصرية السائحة


Tuesday, June 27, 2017

سلسلة قصص روحية
126. نور الظلام


وقفت لأصلي قبل أن أنام كعادتي كل مساء ، لكني اليوم كنت شارد الذهن بصفة خاصة حتى إنني لم أشعر إلا بانقطاع النور الكهربائي فجأة ، نظرت خلفي فربما يداعبني أخي بإغلاقه النور و لكن يا لغبائي كيف سأراه في ذلك الظلام الحالك. و من مكاني نظرت إلي الشارع من خلف الشيش ، كان الصمت و الظلام يخميان على الدنيا كلها. ابتعلت ريقي و أنهيت صلاتي بسرعة دون أن أفكر في ما أقوله ، فقد كان فكري مشغولا بالظلام الذي يحيط بي و رأسي يمتلأ بالأفكار الغاضبة تجاه شركة الكهرباء و العاملين بها ، وكيف كنت سألقنهم درسا قاسيا لو كنت مديرا لهم على تقاعسهم و سماحهم للكهرباء أن تنقطع في الساعة الواحدة بعد منتصف الليل.
دخلت سريري لأنام و لكني لم أجد سوى الأرق و القلق الفظيع ، إن الامتحانات على الأبواب ، وحتى تكتمل سعادتي بهذه الليلة الجميلة ، فقد سمعت أصوات غريبة خارج حجرتي ، ربما تكون آتية من الشارع أو من أحد الجيران ، كانت أصوات عادية و لكن الظلام الدامس حولي جعلها موسيقي تصويرية لأحد أفلام الرعب من الدرحة الأولى ، فلن أستغرب إذا رأيت ديناصورا تحت المكتب ، أو مؤمياء فرعونية من تحت السرير.
مذاكرة و تعب وأرق و امتحانات و ظلام و خوف و صلاة فاترة ، يا لها من ليلة ، لفت إنتباهي صليب صغير معلق على الحائط ، لقد استطعت رؤيته لأنه مصنوع من تلك المادة الفوسفورية اللون المتوهجة في الظلام و فكرت في 3 أمور 
 + ذلك الصليب أمامي دائما ، اليوم مثلا رأيته في الصباح قبل الكلية وفي العصر قبل المذاكرة ولكنه لم يلفت انتباهي قط ، بل اعتدت رؤيته كقطعة من ديكور الغرفة ، لقد شغلني عنه روتين الحياة ، ما هذا ؟ أليست يد الله في حياة كل منا كمثل ذلك الصليب الفوسفوري ؟ لقد اعتدنا على بركات الله و خيراته و على ستره لخطايانا ، فلم نعد نشكره لأننا اعتدنا عليها ، بل نجد بعض الناس يخاصمون الله بحجة إنه لم يعطهم مثل باقي الناس ، ونجد من يتساءل أين وجود الله في حياتي ؟ هل تريد أن تشعر بيد الله ؟ صل قائلا: اختبرني يا الله  مز139 : 23   إنك لن تشعر بيد الله إلا في التجربة و الضيق. فمثلا كيف كان سيشعر يوسف الصديق بيد الله لولا إنه مر بسلسلة من التجارب : خيانة اخوته ، بيعه كعبد ، بعده عن أبيه ،  تجربته مع زوجة فوطيفار ، إلقاءه في السجن ....  لن ترى يد الله وتشعر بها إلا في التجربة كما لم أرى أنا الصليب الفوسفورى  إلا في الظلام الحالك.

+  هل نشع نحن وسط الظلمة باعتبارنا نور العالم ؟ أم نحن مجرد جزء أخر من الظلام ؟ هل من يتعامل معنا يرى فينا نور المسيح ؟ أم يرى ظلمة العالم ؟ هل كل واحد في مدرسته وكليته يضيء و يكون ملح للأرض ؟ هل نقوم بدورنا تجاه العالم كما يخبرنا الوحي المقدس " إذا نسعى كسفراء عن المسيح كأن الله يعظ بنا " 2 كو 5 : 20  ، أنت كمسيحي وسط عالمك الخاص تماما كشمعة أو صليب فوسفوري في وسط الظلمة.

 +  من أين أتى ذلك الصليب الفوسفوري  بضوئه هذا ؟ لعله يشع من ذاته أو هو مصدر ذلك النور ؟ لا بل أنا تركته في نور النهار ثم في نور حجرتي الكهربائي أولا ، فلما انقطع التيار، أخرج الصليب شحنة النور التي سبق و اختزنها طوال الوقت ، ألا يحدث نفس هذا الشيء في حياتنا ؟ هل نحن ننير لأننا مصدر هذا الضوء ؟ لا ... إننا ننير وسط الظلمة العالم لأننا قد سبق و امتلأنا من نور المسيح " ومن ملئه نحن جميعا أخذنا " يو 1 : 16
 إذا لم نعرض أنفسنا بانتظام لنور الله و نبقى في محضره ، فإن بريقنا  يخفت ، ساءلت نفسي " هل يشع في نور المسيح الآن بسبب الوقت الذي أقضيه معه ؟ أم لم يعد الناس يرونني و لست مصدر بركة في حياة أحد بسبب إهمالي بعدم التواجد في محضر الله ؟ هل إهمالي للتناول و تهاوني في الصلاة و عدم حضوري القداسات منذ فترة سببا في انطفاء نور المسيح في ؟
هنا وجدت نفسي أصلي ترنيمة للأطفال كنت أحبها وأنا صغير :
" ربي نـــــــــــــــــــور بنــــــــــــــــــــورك في وســــــــــــــــــط الظلمـــــــــــــــة اللي حوالــي  "
ثم صليت الآن و أنا أعي كل كلمة  أقولها " يارب أشكرك من أجل افتقادك لي من أجل تحويلك لهذا الموقف البسيط إلي بركة عظيمة في حياتي ، يارب ساعدني حتى أحصل على شحنة ثانية و ثالثة من قوتك الإلهية حتى يستفيد الآخرون منها ، ويرون نورك و ضياءك في
                                                          آميـــــــــــــــــــــــن


_____________
للأشتراك معنا على قناة اليوتيوب لكى تتابعوا الفيديوهات اليومية الجديدة ،، أدخل على هذا الرابط واضغط على كلمة (Subscribe)

صفحة القديسة مريم المصرية السائحة





سيرة حياة الشهيد أبا كلوج القس


نشأته
نشأ القس أبا كلوج فى بلدة الفنت القريبة من مدينة المنيا بمصر الوسطى وكان كاهنًا بتولاً. عُرف بالطهارة وقداسة السيرة مع محبته لشعبه، فأحبه شعبه جدًا.

وليمة الإستشهاد
لما وصل أريانوس والي أنصنا إلى ألفنت لتنفيذ أوامر دقلديانوس الخاصة باضطهاد المسيحيين استدعاه، فلما مثل أمامه سأله عن اسمه فأجاب: "اسمي مسيحي، وبلدي أورشليم السمائية".
لحق به أهل البلدة وبكوا قائلين: "كيف تتركنا يتامى؟"
أجاب قائلاً: "إن نفسي مسرورة بما تقبله من آلام على اسم سيدي يسوع المسيح. فإذا ما سفكت دمي على اسمه القدوس، أجد القربى والدالة أن أطلب منه عنكم". ثم التفت إلى الشعب وقال: "من يحب الله ويقدر على الجهاد فليأتِ معي"، فتبعه جمع كبير وكان يسير في وسطهم كمن هو ذاهب إلى وليمة.
لما هدده الوالي أجابه: "إني لا أرهب عذابك أيها الوالي".
أمر الوالي أن يُقيد ويُطرح في أتون نار متقد، فصار الأتون كالندى فظنوه ساحرًا. أمر الوالي أن يرقد على ظهره ويدحرجوا عليه عمودًا كبيرًا جدًا ثم أمر بأن يضرب بمطارق وشوَك وأعصاب البقر حتى سال دمه، وفي كل ذلك كان الرب يقويه ويقيمه معافى.
اصطحبه الولي معه مقيدًا إلى أهناسيا، طافوا به المدينة حتى يخيفوا الشعب لكن حدث عكس ذلك، فبسبب معجزاته التي أجراها وهو في مسيرته آمن كثيرون وأعلنوا إيمانهم، واستشهد في أهناسيا على يد إريانوس نحو ألفيّ نسمة.
وفوق كل ذلك فقد أقام أبا كلوج ابن إريانوس الوالي بعد أن مات وكان صبيًا، ومع ذلك تقسّى قلبه فلم يطلقه.
أخيرًا أكمل جهاده بقطع رقبته بالسيف في بلدته ألفنت.

وتعيد له الكنيسة مرتين 20 بؤونه عيد استشهاده و20 طوبه عيد تكريس كنيسته كما تذكره الكنيسة فى مجمع القديسين

صلواتة تكون معنا دائما أمين

_____________
للأشتراك معنا على قناة اليوتيوب لكى تتابعوا الفيديوهات اليومية الجديدة ،، أدخل على هذا الرابط واضغط على كلمة (Subscribe)

صفحة القديسة مريم المصرية السائحة


Monday, June 26, 2017

سلسلة قصص روحية
125. الماضى والحاضر والمستقبل

جلست على مكتبي و أنا أريد أن أذاكر و لكنها كانت من أعقد وأغلس المواد في كلية الطب ، مادة  pathology و لكنني مللت سريعا و وجدت نفسي أسرح و أفكر في الحال الذي وصلت إليه. ماذا حدث لي ؟ لم أعد مثلما كنت في الماضي ! لقد تغيرت كثيرا جدا . لم أعد الإنسان النقي ، لم أعد الإنسان الطاهر ، لقد أصبحت إنسان خاطئ ، أحيانا أتوب و أحيانا كثيرة أرجع للخطية ، هناك صراع بداخلي , هذا الصراع يمزقني و يتعبني. لم أعد الإنسان الذي كان يصلي 3 صلوات يوميا و يتلذذ بالصلاة ، لم أعد الإنسان الذي كان متعته الوحيدة هو حضور القداس ، لم أعد الإنسان الذي كان يداوم على التوبة و الاعتراف ، لقد زهقت و تعبت من نفسي ، أنا بائس و حزين ، ما الحل يارب ؟ ما الحل ؟
و سالت الدموع من عيني أنهارا ، ولكن ما فائدة البكاء ؟ ما الفائدة ؟ و ما.....
و فجأة أشرق نور في حجرتي  و رأيت ملاكا جميلا منير يقترب مني ، فقال لي أتريد أن تعرف ما هي مشكلتك ؟ أتريد أن تعرف سر ما وصلت إليه ؟ تعال معي ،
فقلت له : أين سنذهب ؟ قال لي : لا تخف ، سنخترق الزمان و المكان ، سنعود ل3 سنين فقط ، سنعود للوراء لنرى لماذا وصلت إلي هذه الحالة ، فقلت له وأنا مأخوذ و مبهور : هيا بنا و......
و دارت بي الدنيا و تعاقبت الليالي و الأيام  و وجدت نفسي في عام 1999 حينما كنت في المرحلة الثانوية ، ووجدت نفسي إنسان مثالي ، ابن ربنا ، شبعان بربي و كنت سعيدا و فرحا و مبتهجا و لاشيء يعكر علي حياتي ، ثم ابتدأت بعض الأشياء تدخل في حياتي ، ابتدأت أتساهل في بعض الأشياء التي دمرت حياتي ،
ابتدأت أتساهل في نظرة  شريرة تغضب ربي ، في سماع نكته سخيفة لا تليق بأولاد الله ، في وقفة لا تمجد ربنا ( قد تبدو هذه الأشياء بسيطة و لكن عندما تتساهل معها تفسد حياتك) ابتدأت أهمل صلواتي ، ابتدأت أقرأ الإنجيل قبل أن أنام بدون نفس ، مللت القداس  و هكذا دون أن أدري دمرت الخطية حياتي.
قال لي الملاك : هل رأيت ما حدث ، إن التساهل في خطية واحدة يجعلها تتضخم و تدمر حياتك ، وهذا سبب ما أنت فيه من حزن و ضيق و إذا استمر الوضع هكذا ، سيكون مستقبلك رهيب و بشع. ارتعبت و خفت من هذه الجملة و قلت للملاك : أريد أن أرى المستقبل ، فقال لي : مستحيل ، فقلت له : أرجوك . فقال لي : حسنا سترى المستقبل حتى تستيقظ و تحاول أن تتوب و .....
و دارت بي الدنيا و تعاقبت الليالي و الأيام  و وجدت نفسي في عام 2050 ، إنسان عجوز ، مشلول ، لا يستطيع أن يتكلم إلا بصعوبة و رأيت جيشا من الشياطين يقتربون مني و كل واحد يتسابق لكي يحصل على روحي ، واحد يقول : هذا الإنسان كذاب فهو من نصيبي و آخر يقول : هذا الإنسان زاني فهو من نصيبي ، وثالث يقول : هذا الإنسان سارق و لص فهو لي أنا و استمروا يتشاجرون من منهم الشيطان السوبر الذي استطاع الفوز بروحي.
يا إلهي ، سارق ولص و كذاب و زاني ، كل هذا ، كل هذا بسبب التساهل مع الخطية ، كلا ، كلا ،.....
"  كفي ، كفي ، أريد أن أرجع للوراء ، لا أريد هذا المستقبل البغيض ، لا أريده ، كفي ، كف... "
و استيقظت من النوم على صوت أمي الحنون التي هرعت إلي و هي تقول : لماذا تصرخ هكذا ؟ لم أكن أعرف إن دراسة الطب بهذه الصعوبة .

صديقي ليتنا نتنبه لأنفسنا قبل فوات الأوان ، ليتنا ندرك أن الخطية هي سبب حزننا و شقائنا و ضيقاتنا ، ليتنا نعلم أن الاقتراب من الله هو فقط الذي سيعطينا الشبع و الفرح و البهجة و السعادة و الأمان
صديقي لا تتساهل مع الخطية ، فالشيطان لن يقول لك : ارتكب خطية الزنى، و لكن سيقول لك : لا مانع من نظرة خاطئة ، لن يقول لك اسرق و انهب ، و لكن لا مانع من أن تغش في الامتحان ، لن يقول لك لا تتوب و لكن ليس الآن
صديق ، هذه خطة الشيطان الأزلية ، فانتبه لنفسك


_____________
للأشتراك معنا على قناة اليوتيوب لكى تتابعوا الفيديوهات اليومية الجديدة ،، أدخل على هذا الرابط واضغط على كلمة (Subscribe)

صفحة القديسة مريم المصرية السائحة


Sunday, June 25, 2017

سلسلة قصص روحية
124. عقارب الساعة

" يجب أن أجد أبونا الآن بأي ثمن" هذه العبارة قلتها لنفسي الساعة 12 ليلا و ...
كلا يجب أن تعلموا القصة من الأول. أنا شاب في العشرين من عمري ، نشأت نشأة متدينة لحد
 كبير و كنت مواظب على الصلاة و الصوم و القداسات و الاعتراف ، كنت خادم في الكنيسة و
 كنت راضي عن نفسي و عن خدمتي و لكن.....
ولكن الخادم الذي كان يخدمني وأنا طفل نبهني لشخص مهم ، صديقي ، صديقي الذي كنا معا مثالا للصداقة الجميلة التي تقربنا من الرب يسوع ، أين هو الآن ؟ أين هو ؟ لقد كنا لا نفترق قط في المرحلة الابتدائية والإعدادية كنا دائما نحضر القداس كل يوم مع بعض و نصلي صلاة نصف الليل في الكنيسة . أين هو الآن ؟ أين هو ؟ أين ابن الكنيسة؟
لقد ابتدأ يتغير شيئا فشيئا حتى ضاع ، ابتدأ الأول في المرحلة الثانوية يتغير ثم انحرف تماما عند دخول الجامعة . قد أجده الآن على أحد المقاهي يدخن السيجارة أو يشرب التفاحة ، أو سأجده مع إحدى الصديقات في مكان رومانسي أو بعض الزملاء يشاهدون فيلما لا يليق.
قررت ألا أتركه فريسة للشيطان وابتدأت أصلي من أجله ، و أضع اسمه على المذبح . كنت أحاول أن أكلمه عن محبة ربنا لنا رغم شرورنا و إن الله يكره الخطية و لا يكرهنا ، وكيف إن محبة الله هي القادرة على إشباعه و ....
و لكنه لم يستجيب ، فقد تغير تماما ، لقد أصبح شيطان مريد ، و لكن حالته النفسية مدمرة ، فهو خائف و متضايق وحزين و مضطرب وبائس و.....
و ذات يوم ، جاءني خبر رهيب ،صديقك انقلبت به السيارة و هو يصارع الموت في إحدى المستشفيات . جريت إلي المستشفي في تلك الليلة السوداء و قابلت الدكتور الذي قال لي بهدوء مستفز : إنه في غيبوبة و لن يعيش أكثر من 4ساعات.
خارت قواي و كدت اسقط فاقد الوعي و ...... و تنبهت لحقيقة مخيفة " إذا مات الآن فسيذهب للجحيم حدف ،فإذا كان الطب لا يستطيع أن يحيي جسده ، فيجب أن أبذل جهدي لأنقذ روحه الهالكة".
و خرجت من المستشفى وقلت العبارة السابقة " ينبغي أن أجد أبونا الآن بأي ثمن"
أخذت أجري في الشوارع و ذهبت لكاهن كنيسة مارمينا و لكن للأسف كان في رحلة للغردقة ، وكدت أجن ،فأنا لا أعرف نمرة إي كاهن آخر و الساعات تمضي بسرعة رهيبة و لا يمضي على الزمن الذي حدده الدكتور سوى ساعتان و أنا في الشارع و ليس معي( موبايل ) لأتصل بأي شخص .ما الحل ؟ سوف يموت صديقي .
هداني تفكيري لأذهب لأقرب محل و اتصل بأبي و لكنه قال بأسى : لا أعرف ماذا أفعل ، الله معك.
انهرت تماما و أخذت أصرخ " يا عدراء ، يا مارمينا ، يا مارجرجس ، تشفعوا لي عند ربي ، سوف يذهب صديقي للجحيم ، سوف يموت و أنا مكتوف اليدين ، اللهم التفت إلي معونتي ، يستجيب لك الرب في يوم شدتك "
أخت أبكي فقد مضي الوقت و بقيت 10 دقائق فقط و يئست تماما ، هل أذهب لألقي عليه نظرة الوداع ؟ أم أذهب للبيت ؟
قررت الرجوع للكنيسة و ذهبت و ...
و جدت بها زحام غير عادي و هو شيء في منتهى الغرابة الساعة ال4 صباحا و لكن المفاجأة المذهلة كانت عودة رحلة الغردقة و ها هو أبونا واقف. وجدت نفسي أقفز عليه و أمسك به و أركب التاكسي لنذهب للمستشفى و في الطريق شرحت له الموقف كله و لكن كان قلبي يخفق من الرعب . هل سأجده حيا أم ميتا ؟ و التاكسي يسرع في الطريق و عقارب الساعة تمضي في جنون و كأنها تريد الموت لصديقي .
جرينا نحو المستشفى و أنا ميت من الرعب و سألت الدكتور بكل لهفة : هل مازال حيا ؟ فقال لي بهدوئه المستفز :
كلا لقد مات منذ 10دقائق. كانت إجابته كخنجر من نار اخترق قلبي و مادت بي الدنيا و....
و فجأة وجدت أبونا و أبى وأمي يقفون مبتسمين لي ، فصرخت في وجوههم : لقد مات ، مات ، مات ، لماذا تبتسمون . فنظروا لبعض في دهشة و شرح لي أبونا ما حدث و يجب أن تعلموا ما حدث.
فعندما ركبت التاكسي مع أبونا ، نمت من التعب و الإرهاق ، و حلمت بهذا الكابوس الرهيب و هو إن صديقي مات . و لكن الذي حدث هو أن أبونا ذهب للمستشفى و سأل عن صديقي ، فقال له الدكتور : لقد حدثت معجزة و تحسنت حالته و استعاد وعيه ، مع إنني كنت متأكد من موته.
فذهب إليه أبونا وحكى له ما حدث ، و ما فعلته من أجله ، فتأثر جدا و ندم على ما فعله و قرر التوبة وأعترف لأبونا بكل ما فعله و سوف يزوره أبونا غدا ليناوله . أشكرك يا إلهي لقد رجع صديقي لحضنك.
هل تعرف يا صديقي إن الله أرسلك سفيرا له وسط زملائك و أصدقائك و أهل بيتك، فماذا فعلت من أجلهم. ابذل جهدك في خلاص النفوس ، و عندئذ ستخلص نفسك أيضا.

 اذا نسعى كسفراء عن المسيح كان الله يعظ بنا الله   ( 2كو 5 : 20 )



_____________
للأشتراك معنا على قناة اليوتيوب لكى تتابعوا الفيديوهات اليومية الجديدة ،، أدخل على هذا الرابط واضغط على كلمة (Subscribe)

صفحة القديسة مريم المصرية السائحة


Friday, June 23, 2017

قصة روحية 0123
القناع
جريت في الشارع بكل قوتي وأخذت المسافة من الكنيسة إلي البيت طيران ، فيجب أن ألحق بالمسلسل الذي سيبدأ بعد عشر دقائق.، فأنا أتابع معظم المسلسلات التي تعرض حاليا في التليفزيون بداية من الساعة الثامنة حتى الساعة الواحدة
أما يوم الخميس فبسبب اجتماع الشباب ، فأنا لا أستطيع سوى اللحاق بآخر مسلسل فقط  ، ولكني مجبر على حضور هذا الاجتماع ، ليس لأني أستفيد روحيا من الاجتماع ، ولكن لسبب مهم جدا ، فأنا معروف جيدا على مستوى الكنيسة وكل الخدام والآباء الكهنة يعرفوني جيدا ويدركون إني ولد مثالي ومرشح لأن أصبح خادم ، فمركزي في الكنيسة لا يسمح لي بأن أتغيب دون سبب ، وإذا حدث إن تغيبت فمن سوف يقود الترانيم سواي ( نسيت أن أذكر إنني أتمتع بصوت جميل لدرجة إني أرنم كل مرة في الاجتماع ولدرجة إن هناك شباب يحضرون الاجتماع فقط لسماع صوتي )
وصلت أخيرا البيت بعد عناء شديد وفتحت الباب وأنا ألهث و .... 
" المسلسل بدأ ولا لسه !؟ " صرخت بهذه العبارة في وجه أختي ، قالت لي أختي غاضبة من طريقتي :" مش تسأل علي الأول و أنا تعبانة ومريضة " لم التفت إليها وأنا أتابع إعلان " (لابانيتا  (LABANITA ) " ثم ....
 ثم ابتدأ مسلسل ( فارس بلا جواد ) و كانت الأحداث مثيرة و ...
 " قوم ذاكر ، كفاية تضييع وقت " وكان صوت ماما . ولكني تظاهرت إني لا أسمعها ،  " قوم يا بني ، مش حتفلح السنة دى" ولكني قلت لها غاضبا منها بسبب إنها تمنعني من التركيز في المسلسل :" أنا حر ، أنا كبرت وبقيت في الكلية " و أخذت أتابع المسلسل و لكن .....
 ولكن لفت انتباهي في المسلسل ما يقوم به البطل " حافظ نجيب "، فهو يقاوم الإنجليز ، وطريقته في ذلك فريدة ،  فعنده موهبة غريبة ، فهو يقوم بصنع أقنعة يضعها على وجهه لكي يتنكر و لا يعرفه أحد. و خطر في بالي إنني أتفوق عليه في صنع الأقنعة و في التنكر.
قناع ألبسه عندما أذهب للكنيسة ، قناع كله هدوء و وداعة ، قناع الإنسان المتدين الوديع الطيب ، الكل يمدح في أدبه و طيبته وصوته الجميل الذي يجعل الخاطئ  يتوب ، والذي عندما يرنم ، يبكي من شدة التأثر من كلام الترانيم.
و عندما يعود لبيته يخلع هذا القناع و يلبس قناع آخر ، قناع إنسان فظ يشخط في أخته و يرد بطريقة غير مهذبة على والدته و صوته الذي كان منذ دقائق جميلا ، يصبح عاليا مزعجا رهيبا.
و هناك قناع للكلية أيضا ، فعندما أذهب للكلية ، أتظاهر بأني مهتم جدا بصديقتي وأحرص على كتابة المحاضرات لها إذا تغيبت و أسأل عليها بكل اهتمام لأن والدها أستاذ مشهور بالكلية ،  و لكن بيني وبين أصدقائي أقول إنها فتاة سخيفة و دمها تقيل.
و هناك قناع لأصدقائي ، فهناك أصدقاء الكنيسة ، أول ما أقابلهم ، نتكلم في تفسير رسالة بولس الرسول لأهل كولوسي و نتكلم عن محبة الله لنا و عن فرح أولاد الله و عن قداسات الصيام الكبير المعزية و عن الفرق بين الفتور الروحي والجفاف الروحي و عن لحن افلوجيمنوس و كي ايبرتو. و ... الخ
و هناك قناع للأصدقاء المستهترين  ويبدأ الحديث عن أفلام السينما الجديدة و أحدث أغاني الفيديو كليب و عن البنات الفاتنات وعن .....
ياه ، كل دى أقنعة ، بس الغريب أني مش عارف أنا مين فيهم ، فعلا مش عارف و ...
بكيت ، بكيت بعد ما أحسست أني إنسان منافق مخادع ، فحتى لو استطعت أن أخفي حقيقتي بهذه الأقنعة و التنكر و مخادعة الناس ، فأنا لن أستطيع أن اخدع ربي وإلهي ، فهو الوحيد الذي يعرف حقيقتي.
يارب ، ساعدني ، ساعدني أنا أخلع الأقنعة التي تحيط بي ، أعرف إنه من الصعب جدا ولكني واثق إنك ستساعدني ، واثق أنك لن تتركني ، لا أعرف يارب لماذا أرتدي هذه الأقنعة ؟  هل لأني أريد أن أرضي كل الناس ؟ هل لكي أكسب ثقة الجميع ؟ و لكن هل إرضاء الناس أهم من إرضائك يارب ، ماذا سأنتفع بالناس وبآرائهم عندما أتركك يارب؟
ساعدني يارب ، ساعدني ، أشعر بضعفي ....
صديقي ، من المؤكد أن معظمنا نرتدي أقنعة كثيرة ، و لكن حان الوقت لخلع هذه الأقنعة ، و يجب أن يكون الآن قبل أن تصبح هذه الأقنعة وجها حقيقيا لنا و لا نستطيع أن نتركها.
فلو كنت بعد ارضي الناس لم اكن عبدا للمسيح   ( غلا 1 : 10 ) 



_____________
للأشتراك معنا على قناة اليوتيوب لكى تتابعوا الفيديوهات اليومية الجديدة ،، أدخل على هذا الرابط واضغط على كلمة (Subscribe)

صفحة القديسة مريم المصرية السائحة


Wednesday, June 21, 2017

سلسلة قصص روحية
122. الحلوانى العجيب
قصة واقعية

كان العم بشاي الحلواني رجلاً أمينًا وبسيطًا للغاية، يسير بعربته التي ملأها بالحلوى في شوارع شبرا يبيع للأطفال، خاصة بجوار إحدى مدارس شبرا .
كان العم بشاي محبًا للإنجيل، يأتيه بعض أصدقائه ليجالسوه فيقدم لهم إنجيله الذي لا يعر ف القراءة فيه، ويسألهم أن يقرءوا له منه بعض الفصول أو حتى بعض الفقرات .
وفي أحد الأيام لاحظ العم بشاي أحد جيرانه قادمًا إليه من بعيد وقد ظهرت عليه علامات الارتباك الشديد، وفي هدوء شديد قال له العم بشاي :
- سلام يا أخي .
- سلام يا عم بشاي .
- خيرًا !
- كل الأمور تسير في خير، إنما السيدة أم مجدي تشعر بألم وتطلب منك إن أمكن أن تترك العربة لأحد أصدقائك وتذهب إليها .
ارتبك العم بشاي قليلاً فقد ترك زوجته، أم مجدي، في الصباح حيث كانت تشعر بقليل من الألم، لكن لم يكن يظن أن الأمر فيه خطورة، فقد أخفت الكثير من آلامها وراء ابتسامتها الرقيقة وكلماتها العذبة معه ومع أولادهما الثمانية .
رشم العم بشاي نفسه بعلامة الصليب، ورفع قلبه نحو السماء يصلي لأجل زوجته، ثم سار نحو بيته حيث وجد باب حجرته - في الدور الأرضي - مفتوحًا وقد التفت النساء الفقيرات حول زوجته المسكينة في الحجرة الوحيدة التي تعيش فيها كل العائلة . لقد اعتادت هؤلاء النسوة أن يزرن البيت ويأخذن معونة بسيطة من السيدة أم مجدي .
إذ رأى الرجل هذا المنظر، خاصة وقد بدأت النسوة يعزينه في زوجته التي ماتت، تمالك نفسه قليلاً وفي هدوء طلب منهن أن يتركن الحجرة إلى حين ومعهن أولاده، ودخل الرجل حجرته ليقترب من زوجته الممتدة على السرير بلا نَفَس، جثة هامدة . في إيمان عجيب ركع العم بشاي، وهو يصرخ في بساطة قلب، قائلاً :
" أنت أعطيتني يا رب ثمانية أولاد وأعطيتني هذه الزوجة عمودًا للبيت تربي أولادي ... فكيف تأخذها منا؟ من يستطيع أن يربي هؤلاء الأولاد؟ "
انزرفت الدموع من عينيه بلا حساب وهو يعاتب اللَّه متمتمًا بكلمات غير مسموعة، وإذ هو غارق في دموعه سمع كلمات واضحة : " لقد وهبت زوجتك خمسة عشرة عامًا كما فعلت قبلاً مع حزقيا الملك ". هنا استرد الرجل أنفاسه ليشكر اللَّه على عطيته ورعايته، ثم نادى النسوة أن يدخلن الحجرة وطلب منهن أن يقدمن لها طعامًا .
في بساطة مملوءة إيماًنا، قال الرجل لزوجته : " يا أم مجدي قومي لتأكلي ..." وإذا بالسيدة تفتح عينيها وبعد دقائق صارت تأكل .
خرج العم بشاي من بيته وهو يشكر اللَّه على عظيم رعايته، وإذ وجد أحد معارفه سأله أن يكتب له تاريخ اليوم في ورقة صغيرة ليضعها في محفظته .
مرت الأيام والسنين وإذا بالعم بشاي يشيخ وقد ربى أولاده الثمانية خلال عمله كبائع حلويات . وفي أحد الأيام جاءه رجل يقول له بأن أم مجدي مريضة جدًا . أخرج الرجل الورقة من محفظته وسأله أن يقرأ له التاريخ المكتوب عليها، وإذ عرف أنه قد مرت خمسة عشرة عامًا تمامًا أدرك أن وقت نياحتها قد حان، وعندئذ نزلت الدموع من عينيه وهو يسرع نحو بيته يقود عربة الحلوى .
دخل الرجل حجرته حيث ارتمى بجوار السرير وهو يقول لزوجته :
" وداعًا يا أم مجدي !وداعًا !
أشكرك يا رب لأنك تركتها لي كل هذا الزمان لتربي أولادها وتعينني .
الآن استريحي يا أم مجدي في الرب .
اذكريني عند ربي يسوع المسيح !"

ما أعذبك يا خالقي، .
تهبني عذوبة وتهليلاً في حياتي اليومية .
.وتمنحني سلامًا وبهجة في رحيلي .
إن عشت فلك أعيش،
وإن مت فلك أموت .
أنت هو حياتي ومجدي الأبدي !


_____________
للأشتراك معنا على قناة اليوتيوب لكى تتابعوا الفيديوهات اليومية الجديدة ،، أدخل على هذا الرابط واضغط على كلمة (Subscribe)

صفحة القديسة مريم المصرية السائحة