Saint Mary of Egypt -->

Wednesday, June 28, 2017

قصة روحية 0127
من يشبعنى

حزن وضيق وتعب و سأم وملل وفراغ و شقاء و تعب وإرهاق و كآبة  و بؤس و ..... هذا كل ما في الدنيا ، هذا كل ما أشعر به في دنياي الكئيبة والمملة والحزينة ، فأنا لا فائدة لي في أي شئ ، أي شئ.
فأنا شاب في العشرين من عمري ، فاشل فاشل  فاشل  ، فاشل دراسيا في كليتي النظرية ، فاشل مع أسرتي ، كل يوم خناق و زعاق حتى وصل الأمر بأبي إنه طردني عدة مرات من البيت ، ثم بعد توسلات أمي رجعت ، صحتي مدمرة بسبب السجائر اللعينة التي أدمنتها ، حتى أصدقاء السوء تخلوا عني ، حياتي الروحية ، كلا لا يوجد في حياتي شئ يسمى (الحياة الروحية ) فأنا لم أدخل الكنيسة منذ 10 سنوات على الأقل و لا أعرف معنى صلاة أو تناول أو اعتراف أو هذه الأشياء الغريبة.
لماذا أعيش ؟ لماذا ؟ ما الفائدة من هذه الحياة ، الموت أهون بكثير ، على الأقل سأجد راحة في القبر ، فلا زعاق ولا خناق ولا منازعات و لا مشاجرات  و لا مذاكرة ولا أرق ، لا بابا ولا ماما ، يجب أن أموت ، ما الفائدة من الحياة ؟ ما الفائدة ، سأنتحر .... لم أكد أنطق بها حتى انتابني خوف شديد فكلمة ( انتحار ) ليست بسيطة.
و ما المشكلة الانتحار سيريحني بالتأكيد ، سأنتحر ، نعم سأفعلها. وأمسكت بالسكين بيدي اليمني  وأنا أنوي أن أنتحر واقتربت يدي اليسرى من السكين و شرعت في قطع الشريان حتى أنزف حتى الموت ، الموت الذي بالتأكيد سيريحني من كل متاعب الحياة و .....
و ضرب جرس التليفون المحمول ( الموبايل) ، انتفضت و وقعت السكين من يدي ، يا للنكد الأزلي الذي لا يفارقني ، حتى الانتحار لا أحد يعطيني الفرصة لإتمامه ، فألقيت نظرة سريعة على الاسم الذي ظهر على الشاشة ...
إنه صديق ، أو هكذا يظن نفسه ، و لكنه ، للأسف الشديد ، شاب ملتزم و متدين و من أولاد ربنا و لا يكف بالاتصال بي لدعوتي للكنيسة وحضور اجتماع الشباب الفاشل ، و بعض الأحيان تسمح له شجاعته بأن يعظني و لكني دائما كنت لا أعطى له الفرصة وأرد عليه بجفاء شديد. دارت كل هذه الأفكار في رأسي وأنا متردد هل أرد أم أقفل في وشه السكه  وفي الآخر ضغط  زر ok  
- عايز إيه مني ، متسبني في حالي.
- أهلا إزيك ، إيه الأخبار.
- أحسن منك بالتأكيد.
- عايزين نشوفك بكره في اجتماع الشباب ، إحنا عاملين ندوة و في أب كاهن من مصر حيشرفنا.
- مش جي برضه.
- تعال احضر المرة دي بس  وبعد كده مش حتسمع صوتي.
( بدت هذه الفكرة جميلة ، لأتحامل على نفسي و أحضر وأستريح من وجهه للأبد ، و قلت لنفسي إنها ندوة عامة فبالتأكيد ستكون مختلطة و ستكون فرصة جميلة للتعارف على البنات )
- طيب يا خويا ، يمكن أجي.
و ذهبت يوم الخميس للاجتماع و تهت لساعة كاملة وأنا أبحث عن الكنيسة  و كانت الكارثة الأولى إنه اجتماع شباب فقط ، والكارثة الثانية إنهم يرنمون و الكارثة الثالثة إنهم سيصلون صلاة النوم و كانت مملة جدا بالنسبة لي ، والكارثة الأخيرة أن الذي يقود الصلاة صمم على تلاوة ال12 مزمور و أخيرا ابتدأ المتكلم في الكلام . الحمد لله بقت ساعة واحدة وأنتهي من هذا الاجتماع السخيف و أنتهي من الصديق الظريف الذي يكلمني أسبوعيا ، نسيت أن أقول لكم إنه بجانبي الآن و لولا إنني لست إرهابي وأننا في اجتماع لكنت أطلقت عليه النيران بالمدافع الرشاشة . و ابتدأ المتكلم و تحدث و يا للعجب لقد كان الموضوع عن " لماذا لا نشعر بالسعادة في حياتنا ؟ " تنبهت كل حواسي لسماع الإجابة . و قال  المتكلم :
 " كثيرا ما نحاول أن نشبع من العالم و لكن العالم لن يشبعنا قط ، نحاول أن نشبع العين برؤية مناظر معثرة  و لكن العين لا تشبع ، نحاول أن نشبع الأذن بسماع نكت سخيفة أو أحاديث لا تليق و لكن الأذن لن تشبع ، نحاول أن نشبع بالأصدقاء و لكن لا نشبع .... ثق يا ابني إن الخطية لن تشبع أبدا ، ثق إنك لن تكون سعيدا و أنت في الخطية ، الخطية تبدو جميلة من الخارج ولكنها كلها مرارة .
الشبع الحقيقي عند ربنا ، هو الوحيد القادر على إشباع روحك و نفسك وجسدك ، اشبع بالصلاة الجميلة التي تقربك من الله ، فالصلاة هي أعظم علاقة في الكون ، فأنت المخلوق تكلم الخالق ، أنت تكلم أبيك و تحدثه عن همومك ، اشبع بالإنجيل كلمة الله المحيية التي هي سيف ذو حدين يخترق قلبك و يحولك من قلب حجري لقلب مشتاق لله ، اشبع بالقداس الجميل و بالتناول من جسد الرب ودمه ، فيعطيك حياة جديدة ، اشبع بالتوبة الجميلة و الندم على خطاياك التي صلبت ربنا يسوع المسيح  ، اشبع ....
 انسابت الدموع من عيني و لأول مرة وجدت نفسي انسحب بهدوء وأذهب إلى أبونا الجالس في آخر القاعة و أعترف ... نعم أعترف بكل ما فعلته من خطايا ومصائب و كوارث ، لن أستطيع أن أصف لك مشاعري بعد الاعتراف ، يا لها من مشاعر فرح وسلام وطمأنينه و بهجة وسعادة .  لقد عدت إليك يارب وأنت الوحيد القادر على إشباعي.

طوباكم ايها الجياع الان لانكم تشبعون ( لو 6 : 21 )



 _____________
للأشتراك معنا على قناة اليوتيوب لكى تتابعوا الفيديوهات اليومية الجديدة ،، أدخل على هذا الرابط واضغط على كلمة (Subscribe)

صفحة القديسة مريم المصرية السائحة


No comments:

Post a Comment