Saint Mary of Egypt -->

Sunday, December 25, 2016

سلسلة قصص روحية
39. الغفران

 فى أحد الأيام وقع خلاف بين أخوين كانا يعيشان فى مزرعتين متجاورتين . وكان هذا هو أول انشقاق خطير على مدى 40 عاما من ممارسة الزراعة جنبا الى جنب ، حيث كانوا يتشاركون فى الماكينات ، وتبادل العمل والبضائع حسب الحاجة دون عوائق .

ولكن التعاون الطويل هذا سقط . بدأ الأمر بسوء فهم بسيط ، وتزايد الى خلاف كبير ، وانفجر فى النهاية فى كلمات مريرة تبادلها الأخوين ، تبعها أسابيع من الصمت .
وفى صباح أحد الأيام سمع جون قرعا على بابه . ففتح الباب ليجد رجلا يحمل صندوق به أدوات نجارة ، وقال الرجل " أننى أبحث عن عمل لبضعة أيام ، ولعله لديك أعمال صغيرة هنا وهناك ، فهل يمكننى القيام بها من أجلك ؟ ."
فأجاب جون الأخ الأكبر وقال " نعم ، أنا لدى عمل لك ، انظر الى النهير الصغير فى هذه المزرعة.. بعده هناك يوجد جارى وفى الحقيقة هو أخى الأصغر ، الأسبوع الماضى كانت المروج ممتدة بيننا ، ثم حدث خلاف بيننا وإذا به يأخذ البلدوزر الخاص به ويذهب للسد الذى على النهر ويصنع بيننا هذا النهير الصغير
وهو قد فعل ذلك لإغاظتى، ولكننى سأردها بواحدة أفضل . هل ترى هذه الكومة من الأخشاب التى بجانب الحظيرة ؟. أنا أريد منك أن تبنى لى سورا ارتفاعه 8 أقدام ، لأننى لا أريد أن أرى مزرعته مرة أخرى . على كل حال دعنا نبرد ناره . "
النجار قال " أعتقد أننى قد فهمت الموقف . لترينى المسامير ، وجاروف الحفر وسأكون قادرا على أداء المهمة بصورة تسعدك . "

الأخ الأكبر كان عليه أن يذهب للمدينة لشراء احتياجات المزرعة ، فجهز للنجار طلباته ثم ذهب لمدة يوم للمدينة .
عمل النجار بجدية طوال ذلك اليوم فأخذ يقوم بقياس مقاسات ثم نشر الأخشاب وتسميرها . ونحو شروق اليوم التالى عاد الأخ الأكبر من المدينة ، ليرى النجار وقد انتهى لتوه من عمله . فتح المزارع عينيه فى اندهاش بينما سقط فكه . فلم يكن هناك سور على الإطلاق ولكن بدلا منه كان هناك كوبرى !.. كوبرى يمتد من جانب النهير الصغير الى الجانب الآخر  ! . وكان مصنوعا فى جمال ودقة صناعة يدوية بارعة.. فنظر جون ورأه جاره الأخ الأصغر ، أتيا عبر الكوبرى ويده ممدودة
فقال الأخ الأكبر للنجار " يالك من شخص غير عادى حتى أنك تصنع هذا الكوبرى بدلا من السور بعد كل الذى قلته أنا وعملته "
كان الأخان يقفان كل منهما على جانب من الكوبرى . ثم التقيا فى منتصفه وأخذ كل منهما بيد الآخر . ثم التفتا لينظرا النجار وهو يحمل صندوق أدواته على كتفه . فقال الأخ الأكبر له" لا ، انتظر ، لتبقى معنا بضعة أيام ، فلدى مهام أخرى لك ."
فأجاب النجار وقال " كنت أحب أن أبقى ، ولكن أمامى كبارى أخرى لأبنيها  ."

+ لانه ان كنا ونحن اعداء قد صولحنا مع الله بموت ابنه فبالاولى كثيرا و نحن مصالحون نخلص بحياته . (رومية 5 : 10 )




No comments:

Post a Comment