Saint Mary of Egypt -->

Tuesday, December 27, 2016

سلسلة قصص روحية
41. أسعد كائن على الأرض

عاد قاطع حجاره الى بيته ، وبعد العشاء رفع قلبه نحو الله وهو يقول : " لماذا أتيت بى ياالهى فى أسره فقيره لم تدفعنى الى دراسة ، ولا قدمت لى اموالاً تسندنى فى عمل مشروع مربح؟! كثيرون لايبذلون الجهد الذى اقوم به وهم أكثر منى غنى ! ألا تستطيع ان تغنينى ، فأستريح وافرح واشعر حقا بالسعادة"
فى الليل رأى قاطع الحجاره حلما انه وهو يضرب فى المحجر وجد كنزاً مخفيا ففرح جدا .. خبأه وترك المحجر ليبدأ حياة جديدة , وقال فى نفسه : " لقد كانت ساعه مقبولة ، فيها سمع الله لطلبتى وجعلنى غنياً .. ليتنى طلبت أكثر! " عاش الرجل بين الاغنياء والعظماء ، وإذ دعى الى حفل ملوكى رأى ما ناله الملك من كرامة وعظمة ، فاشتهى أن يكون ملكا . طلب من الله ذلك لكى يكون فرحاً وسعيداً . سمع الله لطلبته وصار الرجل ملكاً ، وكان الكل يكرمونه ويبجلونه .. واذ سار فى موكب ملوكى والجماهير من كل جانب تحييه شعر بحراره الشمس الشديدة ، أدرك أنه ضعيف أمامها . فأشتهى أن يكون شمساً تبسط أشعتها على كل الآرض ، بل وعلى الكواكب الآخرى . بسطت الشمس أشعتها ، ولكن سحابة كثيفة حجبت الاشعة عن بقعة فى الارض ، فشعرت الشمس بضعفها أمام السحابة ، وأشتهت أن تكون سحابة كثيفه ليس ما يعوق تحركها . صارت الشمس سحابه كثيفه للغايه ، وتحولت الى أمطارسقطت على الارض كان يخشاها الانسان كما حاولت الحيوانات الهروب منها ، وتركت الطيور الاشجار لتجد لنفسها ملجأ ، لكن بقيت صخرة قوية لم تهتز امام الامطار . استصغرت السحابه نفسها أمام الصخرة فأشتهت أن تصير صخرة لايمكن للسحاب ولا الآمطار أن تهزها . صارت السحابه صخرة عظيمة .. وفجأة جاء قاطع حجارة يضرب بفأسه ليقطع منها الحجارة، فشعرت الصخره بضعفها أمام قاطع الحجارة وطلبت من الله أن تصير قاطع حجارة ، وبالفعل صارت الصخرة قاطع حجارة.
هكذا رجع قاطع الحجارة إلى ماكان عليه . قام الرجل من نومه وهو يشكر الله الذى أعطاه فرصة أن يكون قاطع حجارة وليس صخرة أو سحابة أو شمساً أو حتى ملكاً أو واحدا من الاغنياء أو العظماء .
تحولت حياته الى حياة شكر وتسبيح لله ، لكن فى غير تراخ او احباط ، يبذل كل جهده فى عمله ويسند أولاده ويشجعهم على الدراسه بقلب متهلل !
+++
الرضا والسلام الداخلى للانسان هو الذى يجعل الانسان سعيداً . السلام الذى يملك على قلب المؤمن نتيجة مصالحته مع الله لايلتفت الى وظيفه أو دخل مادى بل ينظر من بعيد الى مدى عمق الله فى داخله .
+ لتسلكوا كما يحق للرب في كل رضى مثمرين في كل عمل صالح و نامين في معرفة الله . (كورونثوس 1 : 10 )


No comments:

Post a Comment