Saint Mary of Egypt -->

Friday, December 16, 2016

سلسلة تأملات روحية
5. من أبناء الأمبراطور ، الى أبناء الله !


إن الحياة الروحية للأنسان المسيحى يصعب فيها النمو إن خلت من فضيلة التأمل ، لأن التأمل يفتح عقل الأنسان على أشياء روحية لا ترى من الصعب جدا ان يتعرف عليها ما لم يتأمل فيها ، وجميع أباء البرية القديسين بلا أستثناء لم يصلوا الى الدرجات الروحية العالية إلا عن طريق التأمل الروحى ، تابع معى تلك السلسلة من التأملات كل يوم جمعة والتى ستكون معظمها فى سير القديسين وأرجو ان تتفاعل معى بكتابه تعليقك او تأملك الشخصى.....

+ نتحدث اليوم عن القديسان الروميان الاخوين مكسيموس ودومايوس اولاد الأمبراطور فالنتيانوس القيصر الروماني .
 اقرأ معى تلك الرساله جيدا وسوف نتأملها سويا لانها مليئة لك ولى بدروس كثيرة . العظيمين مكسيموس ودوماديوس على الرغم من انهم ليسوا شهداء لكن الكنيسة تعتبرهم اكثر من شهداء ففى مجمع القداس يذكر اسمائهم قبل الشهداء مثل ال49 شهيدا شيوخ شيهيت والشهيد الانبا موسى الأسود لانهم وصلوا لأعلى المراتب الروحية على الأرض .   

القصة الفعلية :
نشأ مكسيموس ودوماديوس بين جدران القصر الملكى لأبيهما فالنتيانوس القيصر الروماني (364-375) رجلاً خائف الرب وناصرًا للمسيحية وقد لقب بقسطنطين الجديد ، ربَّى ولديه وأختهما الصغيرة ثيؤدورا في مخافة الرب.
وتستطيع ان تتخيل القصر الملكى وهو يكاد لا يخلو من الرهبان .ومما لا شك فيه ان مكسيموس ودوماديوس قد سمعا كثيرا من اولئك الرهبان الذين كانوا يزورونهم على الدوام عن قديسى الرهبنة فى الشام ومصر وعن نسكهم وجهادهم وفضائلهم وهكذا استهوت مكسيموس ودوماديوس تلك الحياه وراحا يجمعان عنها ما شاءا من أخبار .
وبالفعل قد اخذوا الخطوة الحاسمة فى حياتهم
تستطيع ان تقول ان مكسيموس لم يكن قد تجاوز السادسة عشر من عمره عندما ترك القصر الملكى وكان اخاه غالبا يصغره بسنتين يعنى كان فى الرابعة عشر من عمره .
التأمل :
من فضلك تأمل وانت تقرأ هل تدرك كيف ان اولاد الأمبراطور يتركوا القصر وهم فى هذا السن لآجل المسيح؟ كيف حصلوا على تلك الجراة لتنفيذ تلك الخطوة الصعبة جدا ؟ انى اتعجب كيف كان فكرهما متجها الى المغائر حيث التعب والغربة فى ذات السن الذى ينصب فيه كل اهتمام امثالهم عادة الى المرح والاكل واللهو والنوم الهانئ والاحلام السعيدة ودلال الامراء...!!!

القصة الفعلية :
فى الأجزاء قبل الاخيرة من قصتهم تقول ان مكسيموس انتخب ليكون بطريركا للقسطنطينية وعندما اتاه هذا الخبر هرب سريعا هو واخيه دوماديوس من سوريا قاصدا الأنبا مقاريوس فى مصر وسارا نحو تسعة أيام حتى أعياهما التعب وهما يسيران على شاطئ البحر وقد تكبدا الآما غير عادية فى هذه الرحلة حتى انهما فى بعض الأحيان كانا يسيران على أيديهما وأرجلهما فوق بعض الصخور الوعرة .
التأمل :
طوباكم يا قديسى المسيح لقد هربتم من المناصب الأرضية وأيضا من المناصب الكنسية لأجل السيد والفادى لابد وان الرب سيعوضكم أضعافا فى ملكوته لأنكم تركتم كل شئ وتبعتوه مثل الأباء الرسل .... يابختكم
من فضلك تأمل أيضا عند تلك النقطة الأخرى واسألهم كده : لماذا كل هذا التعب  والجهاد يا اولاد الامبراطور كان يمكن لكم ان تتدخلوا الملكوت وانتم ملوك ايضا مثل اباكم البار وايضا مثل الملك البار قسطنطين؟ واعجب كيف يهون على اميرين اعتادا النوم فى قصرهما ويحيط بهما الحراس من كل جانب أن يبيتا فى العراء وان يدخلا فى مواجهه مع الوحوش !!! .. وكيف بعد ان كان الحرير يحيط بهما دائما ..اصبحت اقدامهما تتقرح من الأشواك واسنان الصخور !! كيف تتركون بلادكم وامبراطوريتكم وتتغربون فى بلاد لا تعرفون عنها شئ !!! بلاشك انها محبتهما للملك المسيح التى هونت عليهما الغربة والألم والعوز وجعلتهما يفرحان بالتعب ... ولكن هل محبتك الحقيقية يا الهى تفعل ذلك ؟؟ ان كانت هذه هى نتيجة محبتك فانا حتى الان لست اعرف عن حبك أوعن محبتك اى شئ !!

القصة الفعلية :
تقول الأجزاء الأخيرة من قصتهم انهم بعد وصولهم للأنبا مقار حفروا لأنفسهم مغاره ليحيوا فيها وبقوا على هذا الحال لمدة 3 سنوات لم يعرف عنهم الأنبا مقار اى خبر فقرر زيارتهم والصلاة معهم ولما فأبتدا الاخ الاصغر يصلى الخمس مزامير الاولى فلاحظ الانبا مقاريوس انه مع كل كلمه يقولها كان يخرج من فمه شهاب نار يصعد الى السماء
كذلك الاخ الكبير عندما جاء دوره فى الصلاه كان الكلام الخارج من فمه مثل جبل نار صاعدة نحو السماء
 وبعد الصلاه هم الأنبا مقار بالانصراف قائلاً: "صلّيا لأجلى"، فضربا له مطانية وهما صامتين.
التأمل :
هل تأملت فى تلك النقطة ! ارأيت قوة الصلاه التى وصلوا اليها.. انها صلوات نارية بالفعل ؟ هل لديك شك ان هذه الصلوات يمكن ان تنقل الجبال بل وتنقل بلاد من مكانها؟ اذا كنت تزعم ان لك علاقه مع الله فهل صلواتك وصلت مع الله الى هذا الحد ؟ انا لا اسالك لكى اعطيك يأس.. بالعكس ولكن لكى اعطيك الحماس لكى تجاهد مع الله الذى مازال يعطينا النفس حتى الأن لا لكى نأكل ونشرب ونعمل ونستمتع بالحياه بل لكى نجاهد من أجل الحياه الباقية التى لا تزول ابدا

+ مكسيموس ودوماديوس أولاد الامبراطور سابوا التاج والملك والسلطان والجاه وراحوا وراء المسيح فى الصحراء....................... وانا اخدت الراحة والحياه السهلة وعشت فى التهاون وبعدت عن المسيح ............. لكن لازم هيجى اليوم اللى نقف فيه كلنا قدام الديان العادل ونتحاسب عشان كل واحد ياخد حقه بقى . يا ترى مين فينا فى الاخر اللى هيكسب..!! اللى اختار التاج المزيف (العالم وشهواته) ولا اللى اختار تاج الحياه الابدية ...!!!


+ ملحوظة: إن هذه الرساله تحتوى على جزء لتأمل روحى تخيلى فمن الممكن لهذا الجزء ان يكون بعض منه حدث والبعض الأخر لم يحدث. فالتأمل نوعان : إما تأمل فعلى على أحدى الأجزاء من القصة التى حدثت أوتأمل تخيلى على جزء من القصة لم يذكر عنه شئ ونحن نتخيله


No comments:

Post a Comment