Saint Mary of Egypt -->

Friday, February 3, 2017

سلسلة تأملات روحية
7. من الهلاك إلى الحياة


إن الحياة الروحية للأنسان المسيحى يصعب فيها النمو إن خلت من فضيلة التأمل ، فالتأمل هو الدخول الى العمق، كما أن التأمل هو ليس مجرد فكر إنما هو خلط الفكر بالقلب ..
إن التفكير العقلى البحت لا ينتج تأملاً... بل قد ينتج علماً أو فلسفة.. وهنا يبدو الفرق بين العالم والعابد أو بين الدارس والمتأمل
وجميع الأباء القديسين بلا أستثناء لم يصلوا الى الدرجات الروحية العالية إلا عن طريق التأمل الروحى ، تابع معى تلك السلسلة من التأملات كل يوم جمعة والتى ستكون معظمها فى سير القديسين وأرجو ان تتفاعل معى بكتابه تعليقك او تأملك الشخصى.....

+ أستغل أن صوم يونان الأثنين القادم لكى نتأمل عن يونان ومدينة نينوى واتمنى انك تستغل هذه المناسبة المباركة ايضا لتقرأ هذا السفر وتتأمل فيه فهو يشمل 4 أصحاحات كل اصحاح فى نصف صفحة فقط .
+ كلمه يونان تعنى " حمامة " وقد جاء فى التقليد اليهودى ان يونان هو أبن أرمله صرفة صيدا الذى اقامه ايليا النبى من الموت (1مل 18) ومدينة نينوى من المدن الأممية ( الوثنية ) لذلك يرى البعض انه كان من المناسب ان يرسل يونان للأمم حيث أن أمه أممية . وكان أهل مدينة نينوى أغنياء ويعبدون الإلهه عشتاروت وكان ملوكها واهلها فى شدة القسوة على الأسرى وسماها ناحوم النبى مدينة الدمار ملآنه كذبا وأختطافا .

القصة الفعلية :
كلنا نعرف القصة جيدا حينما أمر الله يونان ان يذهب الى نينوى ويحذرهم لأن شرهم صعد أمامه ولكن يونان لم يطع خوفا من ان يتوب اهل نينوى ويسامحهم الله فلا يهلكهم كما قال  
وقد فسر بعض الأباء ان سبب رفض يونان للكرازة فى نينوى ليس انغلاق قلبه من جهتهم أنما لآنه بروح النبوة ادرك ان الكرازة بين الأمم لن تتحقق إلا بجحد اليهود للأيمان فتمررت نفسه فيه .
ولكنى سأختار معك بعض أجزاء من الأصحاح الثالث لنتأملها سويا :
4 فَابْتَدَأَ يُونَانُ يَدْخُلُ الْمَدِينَةَ مَسِيرَةَ يَوْمٍ وَاحِدٍ وَنَادَى: «بَعْدَ أَرْبَعِينَ يَوْماً تَنْقَلِبُ نِينَوَى».  
5 فَآمَنَ أَهْلُ نِينَوَى بِاللَّهِ وَنَادُوا بِصَوْمٍ وَلَبِسُوا مُسُوحاً مِنْ كَبِيرِهِمْ إِلَى صَغِيرِهِمْ.

التأمل :
اريد ان نقف فقط عند آيه رقم 4 و 5 ... ماذا ترى فى هذه الآيتين ؟
يونان النبى دخل مدينة نينوى رأى امامه حال المدينة كالأتى :
معابد للأصنام منتشرة فى كل مكان ، شعب يحيا فى حياه الزنا والفجور والشهوات
سرقات وسطو فى الأسواق والشوراع ، توهان وغفلة عن نهايتهم وما ينتظرهم
دخل يونان النبى المدينة وقالهم جمله واحدة " بعد أربعين يوما تنقلب نينوى " بعدها سابهم ومشى والناس تنادى عليه يا رجل الله طب ايه اللى حصل وفى ايه .
قالهم خلصت خلاص انا اللى عندى قلته وسابهم وخرج خارج المدينة
انا عايزك تقرأ آيه رقم 5  وتتأمل قمة التجاوب من هذا الشعب الوثنى مع الجملة الواحدة الوحيدة اللى قالها يونان النبى كيف غيرت حياه شعب بأكمله يبلغ عدده 12 ربوة (الربوة = 10.000 نسمة) الشعب بأكلمه من كبيرهم الى صغيرهم من ملكهم الى أفقر فقير فيهم صاموا وناحوا وصرخوا الى الله بشده ليرحمهم حتى البهائم والبقر والغنم صاموا مع الشعب

انه شئ يحزن الله حقا عندما يرى ان الوثنين تجاوبوا مع صوته وقدموا توبة صادقة حقيقية من مجرد جملة واحدة ألقيت لهم.... واما أولاده فهم مازالوا يحيون فى الضياع والتوهان والأنشغال عنه بتفاهات العالم الزائلة على الرغم من كل ما يصل إليهم من صوت الله لهم من خلال عظات واجتماعات وقداسات وغيره .

اليوم ان سمعتم صوته فلا تقسوا قلوبكم  ( عب 4 : 7 )

_____________
للأشتراك معنا على قناة اليوتيوب لكى تتابعوا الفيديوهات اليومية الجديدة ،، أدخل على هذا الرابط واضغط على كلمة (Subscribe)

صفحة القديسة مريم المصرية السائحة

No comments:

Post a Comment