Saint Mary of Egypt -->

Wednesday, February 8, 2017

سلسلة قصص روحية
67. أثمن شئ فى العالم


تقول قصة قديمة ان الله قال لأحد ملائكته :

     "أنزل الي الارض و احضر لي اثمن شيء في العالم "      

هبط الملاك الي الارض وعبر التلال والوديان والبحار والانهار باحثاً عن اثمن شيء في العالم ، وبعد عدة سنوات نزل الملاك الي ساحة قتال  ورأي جندياً شجاعاً جداً مات للتو من الجراحات التي اصابته وهو يدافع عن وطنه ، امسك الملاك بنقطة من دم الجندي واحضرها امام عرش الله وقال : " ايها السيد الرب  بالتأكيد هذة هي أثمن شيء في العالم "
فقال له الرب " حقاً ... هذا شيء عظيم ثمين في نظري و لكن ليس هو اثمن شيء في العالم "

وهكذا عاد الملاك الي الارض ، ليبحث عن اثمن شيء في العالم ، وذهب الي مستشفي حيث كانت ممرضة راقدة من جراء مرض مرعب لحق بها بسبب تمريضها لأخرين ، وعند خروج النفس الاخير ، التقط الملاك هذا النفس و أتي به الي كرسي القضاء وهو يقول :" حقاً ايها السيد الرب ، بالتأكيد يكون هذا هو اثمن شيء في العالم "
ابتسم الرب للملاك وقال : " حقاً ايها الملاك ان بذل الذات عن الاخرين هو تقدمة ثمينة جداً في نظري ، و لكن ليس هذا هو اثمن ما في العالم "

عاد الملاك الي الارض ، واخذ يتجول هذة المرة لسنوات اطول ، فرأي شخصاً فظاً شريراً ، منطلقاً في غابة مظلمة .لقد كان ذاهباً الي كوخ عدوه ليحرقه . وعندما أقترب من الكوخ كان الضوء ينبعث خافياً من نوافذ الكوخ ، اذ كان أفراد سكان المنزل دون توقع لمجيئه يمارسون اعمالهم ، اقترب الرجل ونظر من النافذة فنظر الزوجة تضع طفلها الصغير علي الوسادة وهي تعلمه الصلاة وتوصيه ان يشكر الله علي جميع بركاته ، لما ابصر الرجل هذا المنظر نسي ما اقبل اليه ، وتذكر طفولته وكيف كانت امه تضعه علي الفراش وتعلمه الصلاة الي الله .

ذاب قلب الرجل فيه وانحدرت دمعة علي وجنتيه .. أمسك الملاك بالدمعة وطار بها الي الله وهو يقول : "ايها العزيز ، ان هذة هي اثمن ما في الوجود دمعة التوبة "

ابتسم الرب بأبتهاج وقال :
حقاً ايها الملاك ....لقد احضرت اثمن شيء في العالم...  دموع التوبة... التي تفتح السماء كل حين .
+++
+ حولي عني عينيك فانهما قد غلبتاني . (نشيد الأنشاد 6 : 5)


_____________
للأشتراك معنا على قناة اليوتيوب لكى تتابعوا الفيديوهات اليومية الجديدة ،، أدخل على هذا الرابط واضغط على كلمة (Subscribe)

صفحة القديسة مريم المصرية السائحة
  


No comments:

Post a Comment