Saint Mary of Egypt -->

Friday, November 11, 2016

سلسلة تأملات روحية
من فريسة فى فم أسد ، إلى أسدا على رمال الصحراء


إن الحياة الروحية للأنسان المسيحى يصعب فيها النمو إن خلت من فضيلة التأمل ، لأن التأمل يفتح عقل الأنسان على أشياء روحية لا ترى من الصعب جدا ان يتعرف عليها ما لم يتأمل فيها ، وجميع أباء البرية القديسين بلا أستثناء لم يصلوا الى الدرجات الروحية العالية إلا عن طريق التأمل الروحى ، تابع معى تلك السلسلة من التأملات كل يوم جمعة والتى ستكون معظمها فى سير القديسين وأرجو ان تتفاعل معى بكتابه تعليقك او تأملك الشخصى.....

من الصعب أن أبدأ هذه السلسلة من الرسائل دون ان أبدا بها
أنها حبيبتى وشفيعة جروبنا ، العظيمة فى القديسات مريم المصرية السائحة التائبة
توجد مراحل كثيرة فى حياتها لا اقدر ان أمر عليها دون تأمل لكنى أختارت نقطة أعتقد ان عقلك لم يذهب لها من قبل اذا كنت تعرف هذه السيرة العطرة جيدا

القصة الفعلية :
فى قصتها نجد أنها عاشت 17 سنة فى الخطية وقابلها 17 سنة تجارب عنيفة وحروب شرسة من الشيطان بعد دخولها للصحراء ، لقد اراد الله ان ينقيها ويطهرها تماما عن كل يوم قضته فى الخطية . عندما دخلت الصحراء كان عمرها 29 سنة وقضت 17 سنة بعدها فى تجارب مع الشيطان حتى أصبحت 46 سنة بعد هذا العمر قضت 28 سنة حتى قابلت الأنبا زوسيما فى خلال هذه الـ28 سنة قد عاشت فى حياة جديدة بعد ان تطهرت من كل نجاستها وخطياها
عاشت فى اعلى الدرجات الروحية التى يمكن ان يصل إليها الأنسان على الأرض ، قد كانت تعرف المستقبل وكانت تعرف الشخص الذى يقابلها لأول مرة من هو وما هى حياته بل وكانت تعرف فى ماذا يفكر وهو جالس امامها دون ان يقوله ، كانت لها القدرة ان تمشى على المياه مثل سيدها المسيح .
ولكن ما يدهشنى حقا إنها فى اوقات صلاتها كانت ترتفع بالجسد عن الارض حوالى متر ، فإن كانت وهى بالجسد ترتفع عن الأرض فإلى أين تكون روحها منطلقة اذن فى ذلك الوقت !!!

الـتأمل :
اما عن تأملنا فسوف يكون عن الفترة التى عاشتها بعد التجارب وحتى تقابلت مع الأنبا زوسيما وبالتحديد عن يومها وكيف كانت تقضيه ؟؟ فهى للأسف لم تحكى عنه شيئا مثلها مثل اى سائح أخر لم يحكى كيف كان يقضى يومه . لكنها حكت بعض الأشياء تجعلنا نستنتج .
القديسة مريم المصرية كانت تعيش وحيدة بدون صديق او قريب او مرشد روحى ولم تكن تملك كتاب مقدس او كتاب للصلوات ولا توجد كنيسة يمكنها ان تصلى بها فكل ما حولها هى الرمال الصفراء التى لا نهاية لها .
ولكنى ارى انها طالما وصلت لكل هذه الدرجات الروحية العليا فأكيد كان يومها يوم روحى 100% ، لابد انها كانت تعيش فى الفردوس وهى على الأرض .
فعند الفجر كانت تستيقظ للصلاة والشكر لله على كل ما فعله معها .
ثم عند الظهيرة كان يزورها داود النبى ليحفظها المزامير وبعده يزورها أنبياء العهد القديم ورسل العهد الجديد ليفسروا لها الكتاب المقدس ( فلقد أكد لنا الأنبا زوسيما انها كانت على دراية بالكتاب المقدس على الرغم من انها كانت لا تملكه معها ولا كانت تعرف عنه شئ قبل توبتها ) وتستمر هذه الدروس حتى الفترة التى تسبق الغروب بساعة .
بعد ذلك تقضى هذه الساعة التى تسبق الغروب فى التأمل فقد كانت تحب دائما التأمل فى لحظة توبتها وفى التجارب الكثيرة التى نصرها الله فيها على الشيطان ( فقد أكدت للانبا زوسيما أنها لم تنسى ابدا لحظة توبتها فلقد كانت امام عينها دائما )
اما المساء فقد كان مخصص لأم النور العذراء مريم فقد كانت تزورها يوميا تسهر معها وتقويها وترشدها وتساندها ، كانت العذراء مريم بالنسبة للقديسة مريم المصرية شفيعتها الأولى والاخيرة فهى تحمل نفس اسمها وهى التى تشفعت لها امام رب المجد لكى يقبلها مرة اخرى إليه ويدخلها الكنيسة وأيضاً أم النور هى التى نطقت من صورتها وأرشدتها لكى تعبر نهر الأردن وتعيش فى الصحراء .
وبعد ان تغادر العذراء مريم فى الليل كانت تقف قديستنا للصلاة والشكر ثم تستريح قليلا لمدة ساعتين وتستيقظ عند الفجر لكى تبدأ يوم روحى جديد .   

من كان يظن يوما ان تلك العذراء الناعمة تحتمل البرية القاحلة
من كان يظن يوما ان ذلك الجسد الذى تطيب بالأطياب ينام بين الرمال وفوق الصخور
من كان يظن يوما ان تلك الفريسة التى فى فم الأسد تصبح أسدا على رمال الصحراء وتتقدم فى الفضيلة حتى تصبح من النساك
من كان يظن يوما ان تلك التى قضت شبابها فى الشهوات والملذات تصبح أماً للناسكين والناسكات بل ومن أعظم السواح
إنها معجزة الله الإعجازية
إنها مريم المصرية
إنها أمنا القديسة مريم المصرية
شفيعة الخطاة
  

+ ملحوظة : إن هذه الرساله هى مجرد تأمل روحى فمن الممكن ان تحتمل الصواب والخطأ .. أو بعض منها حدث والبعض الأخر لم يحدث .


شاهد فيلم القديسة مريم المصرية السائحة

_____________
للأشتراك معنا على قناة اليوتيوب لكى تتابعوا الفيديوهات اليومية الجديدة ،، أدخل على هذا الرابط واضغط على كلمة (Subscribe)

صفحة القديسة مريم المصرية السائحة


No comments:

Post a Comment