Saint Mary of Egypt -->

Sunday, November 27, 2016

سلسلة قصص روحية
15. القلاية المتحركة

ما أن خيم الظلام علي الدير و دخل كل راهب الي قلايته يتلو مزاميره و يرتل تسابيحه حتي خرج الراهب الأمي بهدوء من قلايته و تسلل خارج منطقه القلالي وعند الطافوس (مدفن للرهبان) جلس يبكي و هو يعاتب ربه انه غير قادر علي حفظ المزامير ولا حتي علي تلاوه الصلاة الربانية و اخيرا بقي يردد المقطع ابانا الذي في السموات وهو يفكر في ابوه الله و يلهج بالشكر من اجل عمل الخلاص .
ما ان طرق الراهب باخوم باب قلاية رئيس الدير حتي فتح الرئيس الباب .... !!
الراهب باخوم: سلام يا ابي...جئت اعاتبك في محبه
الرئيس: خيرا
الراهب باخوم : لعلك تعرف الراهب الجديد
الرئيس: أعرفه تماما...انسان بسيط و محب
الراهب: هذا لا شك فيه لكن كيف يلبس زي الرهبنة وهو لا يعرف القراءة في الكتاب المقدس ولا يحفظ المزامير ولا حتي الصلاة الربانية
الرئيس: من قال لك هذا
الراهب: سامحني يا ابي و اغفر لي ... فقد شدني منظره في الصلاة كنت اشعر انه قائم في السماء ... تطلعت اليه فوجدت حركات شفتيه رتيبة. وقفت الي جواره فوجدته يكرر العبارة (أبانا الذي في السموات) دون سواها
صمت الرئيس قليلا ثم قال: أترك لي هذا الامر
و انصرف الراهب باخوم ... أرتبك رئيس الدير بسبب هذا النقاش و لم يعرف ماذا يفعل فانه يحب الراهب البسيط ولا يريد ان يطرده وفي نفس الوقت لا يقدر ان يكسر قانون الدير حتي لا يهمل الرهبان التأمل في كلمه الله و الصلاة بالمزامير و التسبيح .
وفي اليوم التالي ألتقي الرئيس بالراهب البسيط و بعد حديث ليس بطويل سأله الرئيس :هل تحفظ المزامير يا ابي؟ أرجوك عرفني كم مزمور تحفظه عن ظهر قلب؟
الراهب البسيط: سامحني يا ابي فاني اردد في صلاتي ما حفظته
الرئيس: لابد لي ان اعرف لان قانون الدير يستوجب حفظك اجزاء من الكتاب المقدس و المزامير و التسبحه
الراهب البسيط: اني حفظت قدر ما استطعت يا ابي
الرئيس: ان كنت لا تحفظ فسأضطر اطلب منك مغادره الدير حتي لا تسبب بلبله في الدير
الراهب البسيط: هل تسمح لي ان اخذ معي قلايتي؟
الرئيس: هل تمزح؟
الراهب البسيط: لا يا ابي فاني اود الا أفارقهما
و لكي ينهي الرئيس الحديث قال له : خذها ان اردت
عندئذ صنع الراهب البسيط ميطانيه سجود امام رئيس الدير... و ذهب الراهب الي المخزن و احضر حبلا طويلا طوق به قلايته... و صار يسحبها وهو يقول: "سيري يا مبروكه"..
وكم كانت دهشه الأباء حين رأوا المبني يتحرك ورأوه حتي خرج الي اميال ... وأستقر ليعيش فيه الراهب البسيط المتوحد الذي لم يقدر ان يحفظ شيئا عن ظهر قلب؟
+   +   +
هل قرأت القصة جيداً .. هل تعرف ان هذه القصة قد حدثت بالفعل وليست قصة خيالية.. اخى عند زيارتك لدير الانبا انطونيوس بالبحر الاحمر بمصر لا تنسى ان تسأل احد الرهبان الشيوخ عن قلاية الراهب حنا الزمار الذى نقل قلايتة ... نعم فذلك الراهب الذى نقل قلايتة يدعى الراهب حنا الزمار .
+ الله ينظر دائما الى القلب فقط ويعطيك بحسب نقاوتة "طوبى للأنقياء القلب لانهم يعاينون الله  ( متى 5 : 8 )" ...  فهل قلبك نقى !!! إذا لم يكن نقى لا تتضايق بل اشكر الله انه مازال يعطيك وقت حتى الان لأنك قرأت هذة الرسالة وتستطيع الأن وليس غدا ان تقدم توبة حقيقية تطلب فيها ان يعطيك الرب قلب نقى لأنك تملك اللحظة الأن اما ان أجلت توبتك فأنت لا تضمن أن تستمر فى الحياة للغد .   
+ كثيرا ما نقول غدا أتوب وينتهي كل شيء .. حسنا.. ولكن ماذا يحدث لو مت قبل غد ؟ إن الذي وعدك بالغفران إذا تبت لم يعدك بالغد إذا أجلت    )القديس أغسطينوس)



No comments:

Post a Comment