Saint Mary of Egypt -->

Thursday, July 13, 2017

سلسلة قصص روحية
132. العملاق

كان " أوفيرو " شابا عملاقا مخيفا في منظره ، يستطيع أن يحمل إي ثقل و كان فخورا بقوته البدنية و الوحشية . كان أحب شئ إلي نفسه أن يكون تابعا لأقوى ملك في العالم و يخدمه ، فكلما سمع عن ملك قوي ، ذهب لخدمته . و إذا هزمه آخر ، انتقل لخدمة الآخر. و في آخر الأمر ، خدم ملك مسيحي و وجده يرشم الصليب ، فلما سأله عن ذلك ، قال له حتى لا يغلبني الشيطان . فلما سمع ذلك ، تركه في الحال ، إذ ظن أن الشيطان أقوى منه و طلب أن يخدم الشيطان ، فانضم لجيشه و كان يسرق و ينهب و يقتل و يريق الدماء . ظل " أوفيرو " معجبا بالشيطان الملك العظيم ، في نظره ، إلى أن وجده يوم يرتجف و يسقط على الأرض هو و كل جيوشه ثم يهرب .
فصرخ " أوفيرو " قائلا : ماذا حدث ؟ إن لم تقل لي سأتركك ؟ فاضطر أن يشير لصليب خشبي و يقول : إني أخافه ولا أستطيع أن أقف قدامه.
صدم " أوفيرو " و قرر أن يترك الشيطان و يذهب ليبحث عن الصليب و صاحبه الذي يدعى ملك السلام . أمسك أوفيرو بالصليب و شعر بقلبه يذوب داخله ، فصرخ من أعماقه : أريد أن أعرفك . ظل يسير أيام كثيرة يطلب أن يرشده أحد لصاحب الصليب حتى التقى براهب شيخ و حكى له حكايته ، فأشفق عليه الراهب و أخذ يشرح له قصة الفداء حتى وصل للقيامة ، فأشرق وجهه و سأله : أين يوجد هذا الملك العظيم لأخدمه و أقتل أعداءه . أجابه الراهب : لا يا بني ، إنه ملك السلام ، ليس هذا طريقه . فقبل الإيمان بفرح و تعمد و صار مسيحيا ، وعلمه الراهب الصلاة و الصوم إلا إنه كان مصمم على تقديم خدمة لهذا الملك العظيم .
فقال له الراهب : بالقرب من هذا المكان نهرا لا يستطيع أحد عبوره أيام الفيضان بسبب كثرة أمواجه ، فيمكنك مساعدة المسافرين في عبوره نظرا لقوتك الجسدية ، و هكذا أنت تؤدي عمل لملك السلام و امزج عملك بالصلاة  و ثق إنك عندما تخدمه سوف تراه . بدأ " أوفيرو " عمله بنشاط  و جد  وبنى له كوخ بجانب النهر و كان المسافرون يطلبون مساعدته وهو يخدمهم بفرح ، فأحبوه .و كان دائما يصلي قائلا  أريد أن أراك .
و في ليلة باردة و المطر ينهمر، إذا بصوت يطرق بابه : استيقظ ، قم ، احملني عبر النهر . فلما فتح الباب لم يجد شيئا  وتكرر الموقف ثلاث مرات . و في المرة الثالثة ، رأى طفل صغير . تعجب لرؤيته وسط العواصف و الأمطار و لكنه حمله على كتفه و سار يغالب الأمواج و الطفل يزداد ثقلا و البرد قارصا و الرعد يزمجر . أخيرا وصل " أوفيرو " و وضع الطفل و هو يقول : شكرا للرب ، كأنني كنت أحمل الدنيا كلها . فقال له الطفل : حقا ، لأنك كنت تحمل الملك ، ملك السلام ، خالق العالم .
شعر " أوفيرو " بفرح و خوف عظيمان واهتز كل كيانه ، ثم سمع الطفل يقول له : سيدعى اسمك " خريستوفر " أي حامل المسيح ، و عندما ترجع لكوخك ، اغرس عكازك في الأرض .
و في الحال هدأت الطبيعة ، فسجد " خريستوفر " للمسيح و رجع فرحا متهللا و غرس عكازه  ، و في الصباح وجده شجرة عظيمة .
و بعد ذلك ، ذهب ليعلن إيمانه بالمسيح في كل مكان و أخذ يبشر بملك السلام ، إلى أن قبض عليه الملك الوثني و قطع رأسه ونال إكليل الشهادة . و ترسم أيقونته الشهيرة و هو حامل السيد المسيح على كتفه و يعبر به النهر وهو يعتبر شفيع المسافرين .
لقد قدم " خريستوفر خدمته المتواضعة ممزوجة بالصلاة ، إذ قدم له كل قواه و مواهبه ذبيحة حب . و أنت تستطيع أيضا أن تخدم كل إنسان مهما كان صغيرا أو فقيرا بالمحبة و التواضع ، فيقبلها الله .


+ الحق اقول لكم بما انكم فعلتموه باحد اخوتي هؤلاء الاصاغر فبي فعلتم. ( مت 25 : 40 )


_____________
للأشتراك معنا على قناة اليوتيوب لكى تتابعوا الفيديوهات اليومية الجديدة ،، أدخل على هذا الرابط واضغط على كلمة (Subscribe)

صفحة القديسة مريم المصرية السائحة


No comments:

Post a Comment