Saint Mary of Egypt -->

Tuesday, December 5, 2017

سلسلة قصص روحية
157. اختي ولكن

دخلت الهيكل و أخذت أبكي و أبكي .... لم تكن دموع يأس بل كانت دموع فرح و توبة . فبعد سنتين كاملتين استطعت الانتصار على الخطية و التوبة و الاعتراف . سأحكي لكم قصتي لكي تستفيدوا .
أنا شاب ، كنت متدينا جدا ، لم أكن أعرف شيئا سوى الكنيسة و الاجتماعات و الصلوات و القداسات و الأصوام و الكتب المقدسة و التسبحة الجميلة . كنت متدين بمعنى الكلمة و كانت حياتي سعيدة و كنت فرحان و شبعان و ممتلئ بربنا و لم يكن يوجد شيئا ينغص علي حياتي .
لقد كنت أيضا متفوقا و استطعت دخول كلية الهندسة ، و من هنا ابتدأت المشكلة .
ملحوظة : لقد كنت لا أعرف شيئا عن عالم البنات . فلم أقف قط مع إي فتاة و حتى الكلام مع الفتيات كان قليلا جدا ، إي إنني كنت ، بلغة العصر ، قفل كبير .
لقد دخلت الكلية مع صديقي الذي كان شغوف بموضوع البنات و له خبرة كبيرة  . لقد حاول إقناعي بأننا نقف شلة مع بعض ( أولاد و بنات ) و أن نذهب معا  للسينما أو للمسرح أو ..... و إننا كلنا اخوة  و لا داعي للتعقيد .
في أول الأمر ، رفضت بإصرار ، و لكن تحت ضغطه المستمر فترت عزيمتي و وجدت نفسي أتساهل و أتساهل . في البداية كنت لا أركز على الحديث مع فتاة معينة . و لكن شيئا فشيئا وجدت نفسي منشغل بفتاة متدينة من وجهة نظري . يا لحيل الشيطان الغريبة ، لقد انجذبت إليها لأنها قالت ذات مرة : إنني أصلي باكر و غروب و نوم ، و أقرأ 3 إصحاحات يوميا . و كنت أنا ، رغم تديني ، أصلي باكر و نوم فقط ، و أقرأ إصحاح واحد يوميا . و كانت هي تشجعني على المزيد من الصلاة ، فأحسست ، خطئا ، إنها صوت الله .
و من هنا انتقلت من خانة الزميلة إلى خانة الصديقة . و أصبحت أتحدث معها كل يوم في الكلية ، و ذات يوم تغيبت  لأنها كانت مريضة ، فاتصلت بالتليفون للاطمئنان عليها ، و ازدادت العلاقة بشكل خطير .
لقد كنا نصلي معا صلاة نصف الليل يوميا في التليفون ثم نأخذ إصحاح للتأمل في التليفون ، و اشتعلت فاتورة التليفون ، و اشتعلت أعصاب بابا . و كنا نحضر الاجتماعات معا ، و نحضر القداسات معا ، و أحيانا التسبحة أيضا .
كم أنت بارع أيها الشيطان في وضع السكر على السم القاتل ، كم أنت بارع أيها الشيطان في تزييف و تزوير الأمور .
لقد كنت سعيدا بهذه العلاقة في البداية ، ثم بدأت أحس بفتور روحي رهيب . مللت الصلاة ، زهقت من القداس ، أهملت دراستي و الأكثر من ذلك الأفكار ، لقد كانت تهاجمني الأفكار بطريقة بشعة . كنت أفكر فيها و أنا مستيقظ و أنا نائم و أنا أأكل و أنا أشرب ، حتى و أنا أصلي ، حتى في القداس .
و ذات يوم كادت أن تحدث الطامة الكبرى . فقد ذهبت للاطمئنان عليها في البيت لأنها لم تحضر الكلية ذلك اليوم . فذهبت لأعطي لها كراسة المحاضرات . و كانت وحيدة في المنزل لسوء حظي و حظها . و أوشكنا أن نقع في الخطية ، ولكن قبل أن أقع تماما سمعت صوت ضعيف ( صوت ضميري المذبوح ) يقول : اهرب لحياتك و .....
فتركتها و ذهبت و أخذت أجري و أجري في الشوارع تائها ضالا ،  إلى أن وجدت نفسي قدام باب الكنيسة .
و كانت التوبة ، صحيح كان الابتعاد عنها صعب للغاية . و لكني صممت على الابتعاد عنها بعد أن رأيت كم تطورت الأمور .  و بالتأكيد كانت الأفكار تقتلني كل يوم ، ولكني استطعت الانتصار عليها بمعونة ربنا و بإرشاد أب اعترافي .
لا ألومها بل ألوم نفسي ، فقد كنت أقع في خطية عظيمة بسبب عبارة " إنها أختي "
مذكرات شاب تائب
ليست هذه القصة تدعونا لرفض الاختلاط ، فالاختلاط أصبح واقع نعيشه الآن في مجتمعنا ، إنما تدعونا للحذر من حيل الشيطان . إن الشيطان يعرف المدخل إلي كل إنسان و لا يعرض بضاعته بدون غلاف ، فلو عرض على بطل القصة الخطية مباشرة لرفضها بشدة ، لكنه عرف كيف يجذبه بالإعجاب بتدينها و بعبارة " إنها أختي " . عليك أن تدرك حيل إبليس كما أدركها بولس  الرسول الذي قال : إننا لا نجهل حيله .
و المطلوب منك ، يا صديقي ، ألا ترفض الاختلاط بل أن تتصرف بحكمة و تدرك إي بادرة للانحراف و تسعى لتصحيح المسار . فعندما تتحول الأحاديث الجماعية الدراسية إلي أحاديث فردية عاطفية ، و تجد نفسك لا تستطيع الاستغناء عن هذه الوقفة ، فأنت في خطر . فالاختلاط المقدس يكون في إطار الجماعة مع وجود هدف أو عمل مشترك  و ليس في الخفاء .

_____________
للأشتراك معنا على قناة اليوتيوب لكى تتابعوا الفيديوهات اليومية الجديدة ،، أدخل على هذا الرابط واضغط على كلمة (Subscribe)

صفحة القديسة مريم المصرية السائحة


  

Saturday, November 4, 2017

سلسلة قصص روحية
156. تيتانيك

" باخرة ضد الغرق " " أعظم باخرة في العالم " طالما داعبت خيال ويليام وحدث والده عنها ، تكلفت الملايين ، عظمتها و استحكامت الأمن بها و كل وسائل الترفية ( المسرح – السينما- حمام السباحة – صالة الديسكو- البار ) كل هذا جعلها تحمل لقب أعظم باخرة في العالم ، إنها الباخرة الشهيرة TITANIC .
توسل ويليام لوالده أن يحجز له تذكرة في الرحلة القادمة إلي أن استجاب له وحجز تذكرتين لإبنيه ويليام و أندرو ، سعد ويليام كثيرا ولم ينم ليلتها من كثرة التفكير فيها.
وأخذ يحدث أخيه أندرو  قائلا : سأعيش حياتى في الرحلة ،لا يوجد رقيب ، سأغني ، سأرقص ، سأشرب ، سأسكر سأ....
" وماذاعن الله الذي مات من أجلك " قالها أندرو . فأجاب ويليام ساخرا : عندما أبلغ االتسعين ، سأفكر في الدين ، أنا لست غبيا مثلك أضيع أحلى سنين عمرى في الدين.
بدأت رحلة العمر وفيما كان ويليام في قمة سعادته الزائفة ، كان أخيه أندرو يصلي من أجله ، وكانت الرحلة جميلة ممتعة ....
وفجأة اهتزت السفينة  وانتشرت إشاعة إن هناك جبال ثلجية في قاع المحيط  ولكن ويليام تصور إنها دعابة  وظل يشرب الخمر ويرقص و....
" نرجو الهدوء إذا سمحتم ، السفينة اصطدمت بجبل ثلجي و توشك على الغرق ، على الركاب الاستعداد لركوب قوارب النجاة وإلقاء الحقائب في المحيط ، نرجو الهدوء... "
تعالى الضجيج والصراخ والعويل وأخذ كل من على السفينة يجرى هنا وهناك لكي يلحق بقوارب النجاة واختلط الحابل بالنابل و كان ويليام يصرخ صرخات هيسترية : لا أريد أن أموت ، لا أريد أن أموت ....
بينما أندرو هادئا يصلي و يطلب من أجل أخيه : يارب حياتي وحياة أخي بين يديك
" نرجو الهدوء التام ، لا يوجد سوى بعض قوارب النجاة  وستخصص للسيدات والأطفال فقط ، ومن يحاول من الشباب أن يركب أي قارب سوف يتعرض للضرب بالرصاص ، و من يستطيع السباحة فليحاول علما بأننا في أعمق منطقة في المحيط وإن درجة الحرارة تنخفض تحت الصفر بكثير "
انهار ويليام وهو يشاهد السفينة العظيمة وهي تبدأ في الغوص في المحيط وأحس بكل مشاعر الرعب والخوف وال....
" هناك مكان واحد فقط ، سيأخذه من تقع عليه القرعة "  انتعش الأمل في قلب ويليام ولكن يا لسخرية القدر ، لقد وقعت القرعة على أخيه أندرو.
انتهز أندرو الفرصة وقفز في القارب  و.... و لاحت منه نظرة ، فوجد أخية يصرخ ويبكي  : سأموت ، سأذهب للجحيم سأموت . لم يفكر أندرو سوى ثوان و دفع أخيه مكانه وعاد هو للباخرة وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة.
لم يستطع ويليام أن يتكلم و هو يرى أخيه على الباخرة وهي تغوص وتغوص و..... و تنتهي وينتهي أندرو معها بعد أن سحقته الدوامة الناتجة عن غرق السفينة.
وصل قارب النجاة للشاطىء و كان الكل سعيد بنجاته ماعدا ويليام الذي كان منظره عبارة عن صورة مجسمة لكل مشاعر الحزن والضيق و العذاب والمرارة....
رأته سيدة عجوز وقالت له : لماذا تبكي وقد نجيت من الموت؟ قال لها بحزن الدنيا: لقد مات أخي عني.
قالت له السيدة: بل اثنان ماتا من أجلك المسيح وأخيك ، فإن كنت تقدر هذا العمل العظيم ، فعش مع المسيح الحياة التي دفع أخيك حياته ثمنا لها.
هدأ ويليام عندما سمع هذا الكلام و قال لها:  نعم ، لقد مات اثنان من أجلي ، سأعيش مع المسيح حتى لا تصبح حياة أخي رخيصة ، سأعيش مع المسيح.  
ملحوظة : هذه هي القصة الحقيقية للسفينة الشهيرةTITANIC   والتي اقتبس منها الفيلم الشهير والذي نال عدة جوائز أوسكار.


و هو مات لاجل الجميع كي يعيش الاحياء فيما بعد لا لانفسهم بل للذي مات لاجلهم و قام   ( 2كو 5 : 15 )

_____________
للأشتراك معنا على قناة اليوتيوب لكى تتابعوا الفيديوهات اليومية الجديدة ،، أدخل على هذا الرابط واضغط على كلمة (Subscribe)

صفحة القديسة مريم المصرية السائحة


Wednesday, November 1, 2017

سلسلة قصص روحية
155. الفضاء
 " يا لها من مادة سخيفة جدا"  قلتها غاضبا .... فأنا طالب بالثانوية العامة ، و أذاكر الآن مادة الجغرافيا مستوى رفيع 
حياتي الروحية ليست جيدة وليست سيئة ، فأنا أصلي ( أبانا الذي ) وأنا في السرير وأقرأ آية من الأنجيل لنوال البركة  أى أنني أعطي أقل من دقيقية في الأربع وعشرين ساعة لربي ، كويس قوى ، دا أنا في الثانوية العامة ، وأنا بالتأكيد أحسن من كتير من الناس لا بيصلوا ولا بيصوموا ، أما عن الخطايا فحدث ولا حرج ، ولكني أفضل من أصدقائي وزملائي ، فأنا لا أقتل ولا أزني ، يدوبك شوية نظرات شريرة على شتيمة وكذب وحلفان وإدانة وأفكار غير طاهرة ، فقط لا غير ، أنا أحسن من كثيرين.
 خلينا في الجغرافيا ، فهذه المادة تتضمن كمية من الأنهار والبحار و المحيطات والهضاب والتلال و الجبال وأنا بذاكرتي الضعيفة لا أستطيع أن أحفظ كل هذا.
سرحت بفكري قليلا ، كل هذه الأنهار والمحيطات والجبال في كوكب الأرض ..... ولكن ماذا عن باقي الكواكب ، فأنا أعرف أن الأرض واحدة من 9 كواكب يدورون حول الشمس  والشمس واحدة من ملايين النجوم التي تعتبر من ضمن مجرة (درب اللبانة) و هناك ملايين المجرات...  هذا معناه أن هناك ملايين البلايين من الكواكب.
خطر لي سؤال ، هل هناك حياة في هذه الكواكب ؟ هل من الممكن أن يخلق الله كل هذه الكواكب ولا يوجد بشر سوى على الأرض ؟ العلم لم يحسم هذا الموقف و أيضا في الكتاب المقدس في سفر التكوين ، ذكر الله على لسان موسى أنه خلق آدم وحواء..... ولم يذكر غيرهما ولكن ......
طاخ ....طيخ ....طوخ ..آي .... إيه ده اللي بيحصل ؟
لم أستطع أن أنطق بكلمة و أنا أرى هذه المخلوقات أمامي على بعد خطوات مني ، ثم استجمعت شجاعتي و قلت بصوت خافت: من أنتم ؟

" إحنا من كوكب إميتوسولوس من مجرة بروستوفيرس التي تبعد عن الأرض 35432532 مليار سنة ضوئية "

لم أفهم شئ من العبارة السابقة !!! خاصة إن شكل هذان أم هاتان ، لست أردي، المخلوقان كان مدهشا ، فهم طوال القامة و لهم 3 أعين بشرية  وصلع تماما وأنف صغير و أذن واحدة ولكن ملامحهم توحي بالطيبة.
 " أهلا وسهلا بكم ، أنتم في كوكب الأرض من مجرة درب اللبانة " قلتها مبتسما
" أهلا بك ، أهذا هو الكوكب الذي صلب الله يسوع المسيح"
 " هل تعرفون الله في كوكبكم " قلتها متعجبا ، قالا : نعم ، الله الذي خلقنا وخلقك و الذي صلبتموه أنتم"
" وأنا مالي ؟ لقد صلب المسيح منذ 2000 عام "
" نعم نحن نعرف هذا و لكنك تصلبه كل يوم بأعمالك "
لم أستطيع أن أجاوبه وسكت وأنا حزين.
 " اسمعني جيدا أيها الأرضي ، لقد جئنا لك لنبلغك رسالة مهمة جدا ، إن كوكبكم على وشك الانهيار والفناء " 
 " ماذا  ؟ ماذا تقول ؟ ؟؟؟؟؟؟  كل هذا بسبب التلوث ، أليس كذلك ؟ "  قلتها حزين  متضايق
نعم بسبب التلوث ولكن ليس التلوث البيئي ، بل بسبب الخطية ، نعم الخطية ، الخطية التي قال عنها الكتاب : إنها خاطئة جد ا ، إن كوكبكم لم يعد يحتمل كل هذه الخطايا وسينهار
" وماذا أستطيع أن أفعل أنا ؟ هل أستطيع أن أغير الكون ؟ "
" ابدأ بنفسك أيها الأرضي ، لا تقل : إنني أحسن من كثيرين ، لا تقارن نفسك بالآخرين ، فالله لن يحاسبك مثلهم ، الله سيحاسب كل واحد حسب الوزنات التي أعطاها له، لقد أعطاك الله الكثير ، وسيحاسبك على كل وزنة أعطاها لك. لا تقل : إني أصلي وهناك من لا يصلون فأنا أفضل ، إني أقرأ الأنجيل وهناك من لا يعرفون معني الإنجيل ، إني أصوم وهناك من لم يصوم يوم في حياته ، لا تقل هذا قط ، لا تقل إن الخطايا التي تفعلها أقل من الآثام التي يرتكبها أصدقائي ، فالخطية هي الخطية ، صغرت أم كبرت. اقترب من الله وتب عن خطيتك و اهتم بخلاص نفسك و خلاص الآخرين. الوداع أيها الأرضي .....
" هو انت كل ما تذاكر جغرافيا تنام ، قوم ، ذاكر حاجة تانية "  وكان صوت ماما. 


_____________
للأشتراك معنا على قناة اليوتيوب لكى تتابعوا الفيديوهات اليومية الجديدة ،، أدخل على هذا الرابط واضغط على كلمة (Subscribe)

صفحة القديسة مريم المصرية السائحة


Sunday, October 29, 2017

سلسلة قصص روحية
154. الشات

( أشكرك يا إلهي ) قالها مينا وهو يجلس على كرسيه يتأمل الجهاز المسمى بالكمبيوتر في شرود ، ثم تذكر ذكريات عام مضى ، عام أضاعه مينا في تفاهات ، تذكر مينا إنه عندما كان في عامه الثاني في كلية الطب ، طلب من أبيه أن يشترى له كمبيوتر تواكـبا مع التـــطور الحــضاري ورغـبة منه في الــتعرف علـى شـبكة الإنـترنت التـي يصـفها الجـميع باعتبارها من أعظم اختراعات القرن العشرين.
تذكر مينا إن أباه قد وافـق على طـلبه وابتاع له جــهاز حديـث مزود بفاكـس مودم وعشـرات الامتيازات الأخرى ، وكانت فرحة مينا لا توصف، وابتدأ مينا في الدخول لعالم الكمبيوتر و الغوص في عالم الإنترنت و تعرف على عشرات بل مئات المواقع في مختلف المجالات.
كانت أول مرة يدخل فيها برنامج للدردشة Chat بعد مرور شهر من ابتياعه للكمبيوتر ، وتعرف على كثيرين وكثيرات  وتعرف لأول مرة على مارتينا ، وقالت له مارتينا إنها فتاة فــي الـ19 من عـمـرها و هـي تدرس في كلية الفنون الجميلة و.....
و ازدادت علاقتهما قربا عبر الأيام والأسابيع والشهور ، عبر شبكة الخطر ( شبكة الإنترنت ).
تذكر مينا إنه تعلق بمارتينا جدا و توهم إنه أحبها و ذهب ليأخذ رأي أب اعترافه ، يومها قال له أب اعترافه : يا مينا إنك في المراحل الأولى من دراستك الطويلة المدى ، انتبه لدروسك و لا تشغل نفسك بهذه التفاهات التي لا طائل من وراءها إلا المتاعب ، لقد لاحظت إنك منذ شهر لم تأت لاجتماع الشباب ، فلماذا ؟
تلعثم مينا في الإجابة قائلا : لقد كنت أتحدث مع مارتينا عبر شبكة الإنترنت ، قال له أبونا : هذا ما كنت أخشاه ، لقد ابتدأ تعلقك بهذه الفتاه يطغي على حياتك الروحية يا بني ، هيا انهض من غفوتك وقم واقطع علاقتك بهذه الفتاة....
لم يستمع مينا لرأي أبونا ، فقد كان قد تعلق بمارتينا جدا ولكن الله الذي لا ينسانا لم يترك مينا.
وذات يوم دار بين مينا و مارتينا هذا الحوار عبر الإنترنت.
مينا : عزيزتي مارتينا ، لقد تعارفنا منذ شهور و مع ذلك لم نتقابل قط ، كل تعارفنا عبر شبكة الإنترنت ، أريد رؤيتك   مرة واحدة ، و لو حتى بالصدفة !
مارتينا : لن أستطيع يا مينا ، فــPapi  ( بابا ) لن يسمح لي بالخروج معك.
مينا: و من قال إنك ستخرجين معي ، ستذهبين للكنيسة لحضور اجتماع الشابات وأنا سأكون هناك بالصدفة البحتة.
مارتينا : اعذرني يا مينا و لا تغضب مني ، لن أستطيع.
لم ييأس مينا ، و كان قد حصل على نمرة هاتف  مارتينا واستطاع بواسطة الدليل معرفة العنوان ، و قرر أن يفاجأ مارتينا بزيارته لها ، كــــان خائفا من غضب Papi عندمـا يذهـب لبيت مارتينا ولكـــن قرر أن يقـــول له إنه زميلها وقد جاء ليعطيها بعض الأوراق الدراسية اللازمة لها.
ارتدى مينا أفضل ثيابه و كان أنيقا للغاية في ذلك  اليوم ، ضرب مينا الجرس ، ففتحت له فتاة صغيرة في السن ، ظن هو إنها أخت مارتينا.
 ( صباح الخير يا صغيرتي ، هل من الممكن أن أقابل mademoiselle ( آنسة ) مارتينا ؟ )
نظرت له الفتاة في استغراب ......
( تيتة مارتينا ، تيتة مارتينا ، فيه ولد عايزك )
أما مينا فقد استولى عليه الذهول تماما..... (  تيتة مارتينا ) .... و هنا خرجت عجوز في الخامسة والستين من عمرها وهي تتكئ على عصا و .....
لا داع لتكملة القصة ، فقد انتهت تقريبا ، لم يدر مينا كيف نزل من بيت (  تيتة مارتينا ) وكيف وجد نفسه في الشارع تائها  ولكنه أحس إنه أخذ أكبر صفعة في حياته ، لم يعد لمنزله ، بل عاد لأب اعترافه والدموع تملأ عينيه ، لقد أضاع عاما كاملا في سراب ، في خداع ، في حب شخصية هلامية تقع وراء شبكة الإنترنت.
تذكر مينا كل هذه الذكريات المؤلمة ، وهو يجلس قدام الكمبيوتر ولكنه كان قد تعلم الدرس جيدا ، لقد أعطاه الله درسا لن ينساه.
كنيستنا لا ترفض العلم ولا تنبذ التكنولوجيا  ، و لكنها ترفض أن ننساق لكل ما هو جديد دون تفكير.



و بهذا نعرف اننا قد عرفناه ان حفظنا وصاياه  ، من قال قد عرفته و هو لا يحفظ وصاياه فهو كاذب و ليس الحق فيه  ( 1يو 2 : 3-4 )


_____________
للأشتراك معنا على قناة اليوتيوب لكى تتابعوا الفيديوهات اليومية الجديدة ،، أدخل على هذا الرابط واضغط على كلمة (Subscribe)

صفحة القديسة مريم المصرية السائحة


Thursday, October 26, 2017

سلسلة قصص روحية
153. أخطر 30 دقيقة

كانت البداية عبارة عن رحلة ، مجرد رحلة ، ولكني لم أكن أدري أن هذه الرحلة ستكون مفترق طرق بالنسبة لحياتي  و بسبب هذه الرحلة تغيرت حياتي تماما من النقيض للنقيض.
( هل حجزت في رحلة دريم بارك Dream Park يا ماجد ؟ ) قالها لي صديقي مايكل.
(نعم ، حجزت ، ستكون رحلة رائعة !!!! )
كانت الرحلة فعلا جميلة وممتعة ، ذهبنا في البداية لزيارة كنائس مصر القديمة ، ثم أبحرنا لمدة ساعة في النيل  وأخيرا ذهبنا لدريم بارك.
وفي دريم بارك ، تجد ما لذ وطاب من ألعاب خطيرة يشيب لها الولدان و تقشعر منها الأبدان وتخشى أن تبصرها العينان ، هنـــاك ( شلالات الأمازون ) ، ( دوامــة قيــصر ) ، ( كون دور ) ، ( Top Spin  ) ، ( قطار الموت ) ،         ( قطار الظلام ) كلها ألعاب خطيرة و ممتعة  للغاية أيضا و تشعر بعد ممارستها وكأنك كنت في معركة ضارية مع قوات الجحيم ، لست أدري حتى الآن ما الذي يجذبني لهذه الألعاب ؟  و لكن بعض علماء النفس يقولون إنه حب المغامرة وحب اكتشاف كل ما هو جديد وخطير ومرعب ( الطبيعة البشرية المعقدة  ! )
و أخيرا ذهبت أنا و مايكل للعبة ( الصاروخ ) وهي اسم على مسمى ، فأنت تجلس على مقعد ثم في ثوان تجد نفسك معلقا في السماء ، حتى أنني كنت أدعو هذه اللعبة (من الأرض إلي السماء )
 تأهبنا ( أنا و مايكل ) وتشبثنا بمقاعدنا و ....
هوب.....
وجدت نفسي في السماء خلال ثانية واحدة و كان المنظر بديعا خلابا على ارتفاع 20 مترا و....
و توقفت اللعبة ، نعم توقفت أو تعطلت ، لست أدري ، ولكني وجدت نفسي معلقا في الهواء على ارتفاع 20 مترا    و اللعبة معطلة ولا أمل في بلوغ الأرض ثانية ، لقد كان موقف في غاية السخافة والرعب أيضا ، لست أدري لماذا شعرت أنها النهاية وأنني سأصعد فعلا للسماء بواسطة هذا الصاروخ المميت ، ولكني عندما راجعت نفسي و فكرت في حياتي ، وجدت أنني لن أصعد للسماء كما كنت أظن ، بل سأهبط لأعماق الجحيم ، بل لأعمق أعماق جهنم.
لم أكن بعيدا تماما عن ربنا ، ولكن لم يكن لي علاقة قوية معه ، كانت علاقتي به متذبذبة ، لأني كنت منشغل بكثير من الأمور عنه ، الدراسة و الفسح والرحلات والمعسكرات و كل مباهج الدنيا.....
نعم كنت أتذكر ربنا دائما وقت الشدة ، وقت الامتحانات ، وقت النتيجة ، وقت الأزمات والكوارث ، مثل الموقف الذي أنا فيه الآن .....
( يا عدرا ، يا أم النور ، يا مارمينا ، يا مارجرجس ، يا مارمرقس ، يا أبو سيفين ، يا أبانوب ، يا بابا كيرلس ، يا ست دميانة ، يا.... ) كان هذا صوت مايكل ، فقد كان يذكر قديسي المجمع المقدس حتى ننجو من هذه الورطة ، أما أنا ، فشعرت أن الموقف شديد الخطورة فعلا ، فقررت أن أصلي لله مباشرة.
( يارب ، كم وكم تمهلت علي ، كم من مرة أخطأت وأنت تغفر لي ، كم من مرة أغضبتك وأنت تسامحني ، لقد استهنت كثيرا برحمتك ، تماديت كثيرا يا إلهي ، أغلقت أذني لكي لا أسمع صوتك ، انشغلت كثيرا بالعالم وأموره الفانية ، و تناسيت أن العالم يمضي وشهواته معه ، أما الآن وأنا معلق في السماء وأنا أكثر قربا منك ، أجد أن كل ما في العالم هو سراب ، اقبل صلاتي يا إلهي وأعطيني فرصة أخيرة ، اشملني برحمتك هذه المرة أيضا ، اغفر لي      يا إلهي وأعطني فرصة أخيرة لكي أحيا لك حياة جديدة )
و عادت اللعبة المميتة تعمل بعد 30 دقيقة ،أخطر 30 دقيقة في حياتي ، لقد كانت من الدقائق القليلة التي شعرت أنها غيرت حياتي تماما.   

فاسهروا اذا لانكم لا تعرفون اليوم و لا الساعة التي ياتي فيها ابن الانسان   ( مت 25 : 13 )



_____________
للأشتراك معنا على قناة اليوتيوب لكى تتابعوا الفيديوهات اليومية الجديدة ،، أدخل على هذا الرابط واضغط على كلمة (Subscribe)

صفحة القديسة مريم المصرية السائحة


Tuesday, October 24, 2017

سلسلة قصص روحية
152. اعترافات شيطان

في ذات ليلة ، و بعد انتهاء العشية ، و بعد أن أرهق  الأب الكاهن من سماع الاعترافات و سماعه لمختلف الخطايا ، ذهب لبيته. و بعد تناول العشاء ، ذهب ليصلي و ينام . و لكن في حجرة نومه وجد ضيف غير مرغوب فيه ، صرخ الأب الكاهن و كاد أن يرشم الصليب و لكن ذلك الضيف قال له : إياك ، فإنني أحترق عندما تفعل ذلك ، فأنا الشيطان .
قال الأب الكاهن وهو مذهول : لا يمكن أن تكون أنت . فقال : كلا ، بل أنا هو . قال الأب الكاهن  ماذا تريد ؟ أجاب الشيطان في هدوء : لقد قررت التوبة و أنوي بيع أسلحتي . قال الكاهن ضاحكا كيف تنوي التوبة ؟ هذا لا يمكن . قال له الشيطان : دعك من هذا الآن . المهم أن تجمع من الشعب التبرعات لكي تشتري الخطايا مني ، فلا أوقع البشر في الخطايا ، فيقتربون من الله و يكون لهم ملكوت السموات . و هذا ما تحيا من أجله . أليس كذلك ؟ قال الأب الكاهن : بلى . ماذا ستبيع ؟ و بكم ستبيع ؟
أجاب الشيطان في حزن لأنه سيستغني عن أسلحته : سأبيع خطايا اللسان ، من شتيمة و كذب و حلفان و إدانة و سيرة الناس ، بمليون دولار . و سأبيع الغضب و النهب و السرقة و القتل ب2مليون دولار . و سأبيع خطايا النجاسة من زنى و أفكار شريرة ب3 مليون دولار . و سأبيع ....
و استمر يسرد الخطايا المختلفة التي تمثل أقوى أسلحته .
وافق الأب الكاهن و لم يماطله في السعر , و استراح و شعر أن خطايا العالم انتهت . و لكن الشيطان استطرد قائلا : و لكني سأحتفظ لنفسي بسلاح واحد فقط . غضب الكاهن و قال :  لم يكن اتفاقنا على ذلك أيها المخادع . أجاب الشيطان : لا يمكن أن أستغني عنه قط فهو أملي الوحيد
قال الكاهن في فضول : و ما هو يا ترى ؟
أجاب الشيطان في ثقة : التأجيل . قال الكاهن في سخرية : هل هذا هو أقوى أسلحتك ؟               قال الشيطان في فخر : بالطبع ، فالتأجيل هو السلاح الذي لا يفشل أبدا . فعندما أقنع الشاب أن الاعتراف ليس مهم , يجيبني بالآيات القوية ، و لكن عندما أقول له " إن الاعتراف هام و لكن ليس الآن ، ممكن أن تعترف بعد الامتحانات  ، عندما يكون عندك وقت " . يقتنع الشاب و يؤيد كلامي ، و عندما تنتهي الامتحانات و تأتي الإجازة ، أكون دبرت له رحلة ثم مصيف ثم أشغله بالكمبيوتر والإنترنت ، فيؤجل الاعتراف و هكذا أسرق منه الأيام حتى يجد نفسه  بدون اعتراف لمدة شهور و سنين . و ما أفعله في الاعتراف ، أفعله معه في قراءة الإنجيل و الصلاة و حضور القداس . و هذا ما أفعل.......
و استيقظ الأب الكاهن من نومه و رشم نفسه بعلامة الصليب . و قد فهم حيل الشيطان .
                          
ان عشنا فللرب نعيش و ان متنا فللرب نموت فان عشنا و ان متنا فللرب نحن  ( رو 14 : 8 )


_____________
للأشتراك معنا على قناة اليوتيوب لكى تتابعوا الفيديوهات اليومية الجديدة ،، أدخل على هذا الرابط واضغط على كلمة (Subscribe)

صفحة القديسة مريم المصرية السائحة


Saturday, October 21, 2017

سلسلة قصص روحية
151. ذلك المساء

ذلك المساء كنت جالسا في حجرة نومي مستلقيا على فراشي أحدق في لا شيء سارحا في أفكاري , لا أعلم بالضبط فيما كنت أفكر ........ غالبا في حالة الاكتئاب التي أصابتني و التي لا أدري لها سبب . أهي الدراسة الصعبة ؟ أم هي الخطية اللعينة ؟و ربما لا تكون لهذه أو لتلك و إنما هي لسبب أتفه . و لكنها كانت حالة اكتئاب , إني أعرفها , فلقد أصابت العديد قبلي . منهم من أفسدت عليهم حياتهم و منهم من استطاع عبورها ...... كنت أشعر إني وحدي في بحر متلاطم الأمواج , كنت أشعر بأني تائه في صحراء شاسعة ليس لها نهاية , كنت أشعر بأني أسقط في بئر عميق ليس لها قرار و فجأة تحولت أحاسيسي إلي حقيقة و تحولت أوهامي إلي واقع ملموس أشعر به و أعيش فيه.
لقد اختفت الحجرة بحوائطها و سقفها و أرضيتها و أثاثها بل و حتى السرير الذي كنت مستلقيا عليه و وجدت نفسي في صحراء قاحلة وحدي و أخذت أصرخ و أنادي و لكن بلا فائدة و لما أصبحت لا أقوى على السير من الإعياء و لا أستطيع الصراخ و النداء من التعب , تذكرته نعم تذكرته و تذكرت كلماته التي رنت في أذني  " ها أنا معكم منذ الآن و إلي انقضاء الدهر " . و صرخت يا إلهي  ! يا إلهي ! و يا للعجب لقد أقبل , لقد ظهر أمامي كما لو كان جاء من العدم و أسرع إلي و لمسني . نعم وضع يده على كتفي و لمسني   و يالها من لمسة لقد ذهب الحزن , ذهب الخوف , اختفى القلق و الاضطراب و ملأني بروحه . قلت له : أين كنت ياربي ؟ أجابني  : أنا موجود دائما فمن يأتي إلي يجدني ولكن أخبرني أنت , أين كنت موجودا ؟ أجبته مباشرة : في الدنيا . قال : بعيدا عني . أجبته : أبدا فأنا أتي إلي الكنيسة أسبوعيا لحضور الاجتماع , هذا بالإضافة إلي القداسات  المستمرة و المواظبة على الاعتراف . قال بابتسامة حانية : مازلت بعيدا عني .
قلت : كيف ؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!
قال:لا تنسى أنني فاحص القلوب و الكلى و ربما كان حضورك للاجتماع بحكم العادة  ,ليس أكثر , و القداسات تكون لئلا يغضب منك خادمك , أما المواظبة على الاعتراف فهي لغسل الذنوب و البدء في ذنوب جديدة خوفا من العقاب و ليس للتوبة و لمحاولة الاقتراب مني .
بدأ الارتباك يكسو وجهي و الخجل يظهر على ملامحي و أنا أقول متلعثما : ربما هو ذهني المشغول يارب و فكري المشوش و ......
قاطعني : انشغالاتك الدنيوية أليس كذلك ؟ ألم تدرى بعد أنها سبب حالة الاكتئاب التي تمر بها و التي لا تدري كيف تتخلص منها .
فقلت له : نعم , قل لي يارب كيف ؟
قال لي :اقبل إلي , تعال إلي . ألست أنا القائل (تعالوا إلي يا جميع المتعبين و ثقيلي الأحمال و أنا أريحكم)  ألست أنا الراعي الصالح و أنا أضع نفسي عن الخراف , و بينما هو ينطق بهذه الكلمات أصبح يبتعد عني و لكن مازالت كلماته ترن في أذني (أنا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف) , (أنا هو الباب إن دخل بي أحد فيخلص و يدخل و يخرج و يجد مرعى) ، (أنا الراعي الصالح و أعرف خاصتي و خاصتي تعرفني) , (خرافي تسمع صوتي و أنا أعرفها فتتبعني و أنا أعطيها حيوة أبدية و لن تهلك إلي الأبد و لا يخطفها أحد من يدي)
و وجدت نفسي أتلو ، دون أن أدري ،المزمور " الرب راعي فلا يعوزني شيء في مراع خضر يربضني ، على مياه الراحة يوردني.......إن سلكت في وسط ظلال الموت ،لا أخاف شرا لأنك أنت معي  ......" و لكن مهلا أين الصحراء و أين الرب . إنني أرقد في حجرتي و على فراشي , كل شيء كما كان من قبل ما عدا شيء واحد , لا أدري أين هو ؟؟؟؟
أين الاكتئاب ؟ لقد اختفى و حل محله روح الرب , حانت مني التفاته ناحية الساعة  فوجدتها السادسة صباحا , ارتديت ملابسي و هرعت إلي الكنيسة وحضرت القداس و ياله من قداس , قمة في الروعة و الجمال , لقد رأيت السماء على المذبح في وسطها الرب جالس على كرسيه و القديسين حوله و العذراء عن يمينه , يا ليها من سعادة تلك التي شعرت بها و عدت إلي بيتي  لا يشغل بالي سوى سؤال واحد " أين الاكتئاب " 

هيا كلنا للفرح و لماذا للاكتئاب+++ برهة و يأتي ربي نلتقيه في السحاب




_____________
للأشتراك معنا على قناة اليوتيوب لكى تتابعوا الفيديوهات اليومية الجديدة ،، أدخل على هذا الرابط واضغط على كلمة (Subscribe)

صفحة القديسة مريم المصرية السائحة