سلسلة قصص روحية
39. الغفران
فى أحد الأيام وقع خلاف
بين أخوين كانا يعيشان فى مزرعتين متجاورتين . وكان
هذا هو أول انشقاق خطير
على مدى 40 عاما من ممارسة الزراعة جنبا الى جنب
، حيث كانوا يتشاركون فى الماكينات
، وتبادل العمل والبضائع حسب الحاجة دون
عوائق .
ولكن التعاون الطويل هذا سقط .
بدأ الأمر بسوء
فهم بسيط ، وتزايد الى خلاف كبير
، وانفجر فى النهاية فى كلمات مريرة تبادلها
الأخوين ، تبعها أسابيع من
الصمت .
وفى صباح أحد الأيام سمع جون قرعا على بابه
. ففتح الباب ليجد رجلا يحمل صندوق
به أدوات نجارة ، وقال الرجل " أننى أبحث
عن عمل لبضعة أيام ، ولعله لديك
أعمال صغيرة هنا وهناك ، فهل يمكننى القيام
بها من أجلك ؟ ."
فأجاب جون الأخ الأكبر وقال " نعم ، أنا لدى عمل لك ، انظر
الى النهير الصغير
فى هذه المزرعة.. بعده هناك يوجد جارى وفى الحقيقة هو أخى الأصغر
، الأسبوع الماضى
كانت المروج ممتدة بيننا ، ثم حدث خلاف بيننا وإذا به يأخذ البلدوزر
الخاص به ويذهب للسد الذى على النهر ويصنع بيننا هذا النهير الصغير .
وهو قد فعل ذلك لإغاظتى، ولكننى سأردها بواحدة أفضل . هل ترى هذه الكومة
من الأخشاب
التى بجانب الحظيرة ؟. أنا أريد منك أن تبنى لى سورا ارتفاعه 8 أقدام ، لأننى لا أريد أن أرى مزرعته
مرة أخرى . على كل حال دعنا نبرد ناره . "
النجار قال " أعتقد أننى قد فهمت الموقف . لترينى المسامير ،
وجاروف الحفر وسأكون
قادرا على أداء المهمة بصورة تسعدك . "
الأخ الأكبر كان عليه أن يذهب
للمدينة لشراء
احتياجات المزرعة ، فجهز للنجار
طلباته ثم ذهب لمدة يوم للمدينة .
عمل النجار بجدية طوال ذلك اليوم
فأخذ يقوم بقياس
مقاسات ثم نشر الأخشاب وتسميرها
. ونحو شروق اليوم التالى عاد الأخ الأكبر
من المدينة ، ليرى النجار
وقد انتهى لتوه من عمله . فتح المزارع عينيه فى
اندهاش بينما سقط فكه . فلم يكن
هناك سور على الإطلاق ولكن بدلا منه كان هناك
كوبرى !.. كوبرى يمتد
من جانب النهير الصغير الى الجانب الآخر ! . وكان مصنوعا
فى جمال ودقة صناعة
يدوية بارعة.. فنظر جون ورأه جاره الأخ الأصغر ، أتيا عبر الكوبرى ويده ممدودة
فقال الأخ الأكبر للنجار "
يالك من شخص غير
عادى حتى أنك تصنع هذا الكوبرى بدلا
من السور بعد كل الذى قلته أنا وعملته "
كان الأخان يقفان كل منهما على
جانب من الكوبرى
. ثم التقيا فى منتصفه وأخذ
كل منهما بيد الآخر . ثم التفتا لينظرا النجار
وهو يحمل صندوق أدواته على
كتفه . فقال الأخ الأكبر له" لا ، انتظر ، لتبقى
معنا بضعة أيام ، فلدى مهام
أخرى لك ."
فأجاب النجار وقال " كنت أحب أن أبقى ، ولكن أمامى كبارى أخرى لأبنيها ."
+ لانه ان كنا ونحن اعداء قد
صولحنا مع الله بموت ابنه فبالاولى كثيرا و نحن مصالحون نخلص بحياته . (رومية 5 :
10 )
No comments:
Post a Comment