سلسلة قصص روحية
31. البغل والثور
+ اذ كان الفلاح العجوز يحرث ارضه اعتاد ان يضع
ثوراً و بغلاً معا يقوما بسحب المحراث .
تكونت صداقة قوية بين الثور و البغل اللذين
كانا يمارسان عملهما معاً بكل اجتهاد .
قال الثور للبغل :
"لقد تعبنا أياماً كثيرة في حرث
الارض ، و لم يعطنا الفلاح راحة كافية .هيا بنا نلعب دور المريضين ، فيهتم بنا و
يريحنا قليلاً " .
أجاب البغل :
" لا كيف نتمارض و موسم الحرث قصير ، و
الايام مقصرة ، ان الفلاح يهتم بنا طوال العام ،
و يقدم لنا كل احتياجاتنا.لنعمل بأجتهاد حتي
ننتهي من عملنا ، فيفرح بنا الفلاح "
قال الثور :
" انك غبي و غير حكيم .لتعمل انت
بأجتهاد ،فيستغلك الفلاح ، اما انا فسأتمارض " .
اذ تظاهر الثور بالمرض قدم له الفلاح عشباً
طازجاً و حنطة واهتم به جداً و تركه يستريح .
عاد البغل من الحرث مرهقاً اذ كان يسحب
المحراث بفرده ،
فسأله الثور : "ما هي
اخبارك؟"
اجابه البغل : " كان العمل شاقاً ، لكن
اليوم عبر بسلام "
عندئذ سأله الثور :" هل تحدث الفلاح عني
؟ " .
اجاب البغل :" لا " .
في الصباح قام الثور بنفس الدور حاسباً انه
قد نجح في خطته ليعيش في راحة و يعفي نفسه من العمل ،يأكل و يشرب و ينام بلا عمل .
و في نهاية اليوم جاء البغل مرهقاً جداً .
سأل الثور البغل كما في اليوم السابق عن حاله
فأجابه : " كان يوما مرهقاً جداً
، لكني حاولت ان ابذل جهداً اكثر لأعوض عدم مشاركتك اياي في العمل " .
فتهلل الثور جداً و سخر بالبغل لانه يرفض ان
يتمارض فيستريح معه .
سأل الثور البغل : الم يتحدث معك الفلاح بشيء
عني ؟ "
أجابه البغل : " لم يتحدث معي بشيء ،
لانه كان منهمكاً في الحديث مع الجزار " .
هنا
إنهار الثور و ادرك ان الفلاح سيقدمه غداً للذبح ، لانه لا يصلح للعمل بعد .
+++
٭ كثيرا ما نظن ان راحتنا هي في الكسل و
التراخي ،فنتمارض و نعطي لانفسنا اعذاراً ، ولا ندرك اننا بهذا نعد انفسنا للذبح .
٭ كثيرا ما نتلذذ بشهوات الجسد ، ظانين ان ذلك
فيه راحة و مكسب ، لكن ستأتي لحظات ندرك اننا كنا نذبح انفسنا .
لنعمل
و لنجتهد الان فنحيا ..و نغلب.. و نكلل بالحياة الأبدية
+ فمن يعرف ان يعمل حسنا و لا يعمل فذلك خطية
له ( يعقوب 4 : 17 )
No comments:
Post a Comment