سلسلة قصص روحية
30. قصة توبة عجيبة !!!
بانفراد تام قصة الشاب مجدى يسى الذى احكم
علية عام 1958 بالاعدام بالتفاصيل
الكاملة
+ من يصدق ان هذا الشاب الذى يبتسم ذاهب الى المشنقة؟ماذا قالت لة العذراء مريم فغيرت
الحكم من 3 سنوات الى الاعدام؟ هذة هى قصتة وما
اعجبها قصة... قصة توبة عجيبة
اعتاد شباب كنيسة مارمرقس بشبرا بالقاهرة ان
يلتقوا معا فى نادى الكنيسة فى جو روحى مقدس وذات يوم جاء ابونا ميخائيل ابراهيم (
المتنيح ابونا ميخائيل ابراهيم هو أشهر أب أعتراف فى جيله كان أب اعتراف قداسة
البابا شنودة الثالث وأب اعتراف أبونا بيشوى كامل وجسده موجود بالكاتدرائية
بالعباسية ) ودخل للكنيسة بمفردة واغلق على نفسة من الداخل وصلى
طوال اليوم
... وقد اتضح فى اليوم التالى ان ابونا ميخائيل صلى القداس
فى الصباح الباكر ثم ذهب الى السجن ليناول احد
المسجونين والذى نفذ فية حكم الاعدام بعد تناولة مباشرة.
والطريف ان الضباط والعساكر من غير المسيحين كانوا يتسابقون علية قبل اعادمة ليكتب لهم كلمة نصيحة او ذكرى فى
الاوتوجراف على سبيل البركة...هيا بنا لنقترب
من قصة هذا السجين لناخذ منة دروسا لحياتنا الروحية.
بداية مقدسة:-
كان مجدى يسى طالبا فى الجامعة وكان يحضر للاعتراف عند ابونا ميخائيل ابراهيم مرة كل شهر وكان مواظبا على التناول
وقراءة الانجيل وقد تعلم ان يصلى بمواظبة صلاة باكر
صباحا قبل الخروج وصلاة الغروب قبل بدء المذاكرة مساء مع قراءة الانجيل والتاكيد على دفع العشور واكثر منة
بقليل من مصروفة مع المواظبة على اجتماع الشباب
وفى كل مرة كان مجدى يخرج من الاعتراف وقد تذود بوقة روحية تسندة طوال الشهر.
تاثير المعاشرات الرديئة:-
قال الكتاب ’المعاشرات الرديئة تفسد الاخلاق
الجيدة1<
كو 15:22>
كان فخ المعاشرات الردئية هو الفخ الذى نصبة عدو
الخير لمجدى حيث تعرف فى الكلية على مجموعة زملاء منهم سامى ومنير وعماد ومحسن والبعض الاخر من غير المؤمنين...فكان يخرج
معهم ويذاكر معهم...وزادت العلاقة بينهم حتى دار
بينة وبين احدهم ذات يوم هذا الحوار:
-خد يا مجدى السجارة دى
-لا....انا مش بدخن
-خليك راجل متبقاش متزمت..وبدا مجدى فى صراع داخلى مع نفسة...هل يقبل السيجارة أم يرفضها بشجاعة
؟وماذا لو عرف أبونا ميخائيل بأمر السيجارة...وأخيرا
قرر مجدى فى نفسة قائلا:
ساخذ هذة السيجارة ولكنى لن اعود اليها
مرة ثانية...وهكذا دخن مجدى السيجارة الأولى وهو شاعر بالذنب...وبينما مجدى يشرب السيجارة قال لة زميل اخر:
-الى متى ستظل يا مجدى طفلا خائفا من والديك...نحن
الان رجال نعمل ما نريدة..ودخل بينهم فى الحديث زميل ثالث قائلا:
-انا معى (بون)بخمسة اشخاص لسينما قصر النيل لقضاء السهرة اللية وبعد رجوعنا نستذكر دروسنا...فقاطعة مجدى قائلا:
-واذا سائل عننا احد ماذا يكون الرد؟
-فاجاب منير صاحب الفكرة:
اذا سائل علينا احد يقولوا لة ذهبنا نذاكر عند سامى
خصوصأ وان سامى ليس عندة تلفون حتى يسالوا علينا هناك.
وسال مجدى نفسة قائلا:هل معقول نكدب
وكمان نضيع الوقت؟...ترى كيف سيواجة ابونا ميخائيل عند ذهابى لاعتراف المرة القادمة
تدحرج الكرة:-
لقد وافق مجدى بعد الجلسة معهم على السيجارة
وها هو الان يذهب معهم الى السينما وكان الفلم يحكى قصة اجارامية لمجموعة اصحاب يسرقون المال فيصبحون اغنياء بسرعة وكل
منهم لة سيارتة الخاصة.
وهنا جاءت الفكرة لذهن سامى
...لماذا لا نفعل مثل هذة المجموعة فيصير عندنا المال الكثير بطريقة سهلة ... وخرج الاصدقاء الخمسة من
السينما فرحين ما عدا مجدى الذى كان حزينا ولا يعلم
كيف يفلت من هذة الصداقة التى تطورت حتى اشترى احدهم زجاجة خمر وبدأوا يشربون...وبدات الخمر تلعب برؤوسهم وهكذا
استمرت الكرة فى التدحرج...ولكن...هل يقف الرب
يسوع بعيدا وهو يرى هلاك اولادة.
لا تطفئوا الروح:-
كانت الروح القدس تعمل فى قلب مجدى
فشعر بتائنيب الضمير واراد ان يقطع علاقتة نهائيا بهؤلاء الاصحاب الذين ساهموا بالنصيب الاكبر فى انحدار
علاقتة الروحية والدراسية.
وصدق احد القديسين عندما
قال:القريب من مادة الخطية تحاربة حربان ..حرب من الداخل وحرب من الخارج..اما البعيد عن مادة الخطيئة فتحاربة
حرب واحدة من الداخل
.
لذلك قرر مجدى ان يبعد عنهم
ويذهب حالا لاعتراف عند ابونا ميخائيل ..فذهب وهو فى صراع بين راحة ضميرة وبين اللذة الذي بدا يعيشها مع
هؤلاء الأصدقاء.
وعندما ذهب للأسف لم يجد أبونا بالكنيسة
ولأول مرة يرجع مجدي فرحان لعدم وجود أبونا بالكنيسة لأنة كان يخاف المواجهة....فرجع ونام وهو في قلق..
الشيطان يفتقد:-
عندما بدا مجدى يفكر فى ترك هؤلاء
الاصدقاء والذهاب للاعتراف بدا الشيطان يخاف علية (والامانة)تقتضى ان
يفتقدة...لذلك ارسل لة فى الصباح الباكر مباشرة منير وسامى اللذين ايقظاة قائلين:
-انت لسة نايم عايزين نخرج نتمشى
-لا انا عايز اروح الكلية من حوالى
اسبوع وانا لا اعرف المحاضرات الى اخدوها فقالوا لة : نحن نذهب معك الى الكلية.
ذهبوا الى الكلية واتفقوا ان يتقابلوا بعد الظهر فى منزل عماد وهناك دار الحوار الاتى:
سامى: الحقيقة احنا محتاجين الى مبلغ كبير لان مصروفنا لم يعد يكفى طلباتنا من السجاير والخمر والسينما
وخلافة.
عماد:انا عندى فكرة الجيران الى فوق بيتركوا
عندنا مفتاح شقتهم علشان اولادهم لما يرجعوا من المدرسة بيكون الوالدين فى الشغل احنا ممكن نعمل نسخة من
المفتاح والشهر الجاى هيسافرة للمصيف ممكن
نبقى ندخل الشقة وناخذ جزء من الذهب الى عندهم.
منير:فكرة جميلة جدا احنا موافقين.
كل هذا ومجدى يسمع دون ان يشترك فى الحوار وفعلا تم عمل المفتاح وعندما سافر الجيران للمصيف دخل منير مع عماد الشقة
واخدوا غويشة وباعوها ب 200 جنية وقرروا ان يعمل منير
كأمين صندوق للجماعة.
ومرت هذة الواقعة دون ان يكتشفها احد حتى
عندما رجعت الاسرة من المصيف واكتشفت الزوجة ضياع الغويشة لو تشك فى احد وهكذة ظهر للاصدقاء وكان خطتهم قد نجحت ففكروا فى
تكرارها ولو بطريقة اخرى وبعد نهاية الامتحانات
ذهبوا الى الاسكندرية وهناك تعرفوا على شابين جدد وفى منزل الشابين توطدت العلاقة اكثر واكثر حتى قدم الشابان
للاصحاب الخمسة بعض المخدرات ملفوفة فى شكل
سجاير فكانوا يفرحون وهم يشربون ..اما مجدى فكان قد نسى تماما موضوع الاعتراف واجتماع الشباب واستمر فى هذة العلاقة معهم
حوالى سنة حتى اصبحوا يمارسون الجنس مع البنات
كل اسبوع بعد ان يشربوا المخدرات فى شكل سيجارة يتبادلون منها الانفاس.
هأنذا واقف على باب وأقرع:-
رغم ما وصل إلية مجدي من الانحدار إلا ان
الرب يسوع لازال يطلبة ويفتش علية....
فها هي والدتة و اختة يتسلمان من خدام
اجتماع الشباب صورة للرب يسوع وهو يقرع على الباب مكتوبا خلفها حضرنا لزيارتك يا أخ مجدي . المسيح ينتظر حضورك اجتماع
الشباب الخميس المقبل الرب معك ونحن نصلى من أجلك.
وعندما استلم مجدي هذة الصورة سأل نفسة:هل ترى اللة يقبلني لو ذهبت للاجتماع؟..لا أظن..لقد دنست نفسى وجسدى فلا
يجب أن أكون وسط القديسين...وبينما هو في هذة
الأفكار قالت لة اختة (مارى):يا مجدى أنت بقيت تخرج كنير من البيت ولك مدة كبيرة لم تأكل معنا.
_انت عارفة انى بذاكر مع اصحابى
_انا يا مجدى مش مستريحة لهؤلاء خصوصا ان من
موقت ما عرفتهم وانت تركت اجتماع الشباب ولم اعد ارى كتبا روحية فى حجرتك...يا ريت تذهب لأبونا ميخائيل
وتعترف لأن نفسيتك مش كويسة ومش ها تتحسن غير
بالأعتراف..
الشيطان يقترح:-
التقى الاصحاب الخمسة ذات يوم فى منزل منير (امين الصندوق) فقال
منير:
-الفلوس الى معانا خلصت وعايزين نصرف..
سامى: هى ال
200حنية بتاعة الغويشة خلصت.
منير:ايوة خلصت انت ناسى اننا بنصرف على السجاير والشم
والبنات الى بنسهر معاهم كل اسبوع.
وهنا تساءل عماد: طيب هنجيب فلوس منين.؟ وهنا
اقترح مجدى اقتراح هو ان يحضر كل واحد منهم 100جنية من اهلة ويقول لهم بتاعت دروس خصوصية وفعلا احضروا 500جنية ووضعوها مع
امين الصندوق....وبعد نهاية الامتحانات اجتمعوا
فى منزل سامى حيث كانت ال 500جنية على وشك الانتهاء فاقترح سامى اقتراح جديد للحصول على الفلوس فقال :
هنا الجيران فى الدور الارضى بالمصيف ونسيوا
شباك المنور مفتوح ممكن ندخل عن طريق المواسير وناخذ اى شى.
بداوا يخططون من يدخل ومن يراقب
الطريق وفعلا دخل عماد ومنير من الشباك وكانت المفاجئة... ان الام موجودة ولم تسافر مفاجئة لم يتوقعوها
اطلاقا ولم يعملوا حسابها فعندما حاولت الام ان
تصرخ ربطوها وهددوها بالذبح وسالها عماد:اين الفلوس؟
الام:فى الدولاب فلوس الشيك اللى
صرفتة النهاردة 3000 جنية
اخذ عماد ال 3 الاف جنية وتركوة الام بعد ان
ربطوها وخرجوا وعندما حضر الجيران فكوا الام وابلغوا الشرطة ولكن لم يتم التعرف عليهم.
وهكذا تكررت جرائم هذة المجموعة وكانت كلها تحفظ ضد مجهول حيت لم يتوصل اليهم البوليس..وزادت سرقاتهم وزاد
اجرامهم حتى قتلوا واماتوا اثنين اثناء السرقة
وحجرت قلوبهم.
ليس مكتوب لن يستعلن:-
فى احدى السرقات بعد ان نزلوا من
المنزل قابلهم رجل شرطة فسألهم من انتم؟
ارتبك منير وحاول ان يجرى ولكن الجندى
امسك منير وسامى استطاع مجدى وعماد ومحسن ان يهربوا وفى قسم الشرطة اعترف منير وسامى بباقى المجموعة.
ذات يوم رجع والد مجدى من الشغل فوجد الام تبكى ومارى
تضع يدها على خدها وهى تقول يارب يارب ..فصرح الوالد فى اية؟فين مجدى؟هل عمل حادثة؟هل سقط فى الامتحان؟
اجابت الام والدموع تنهمر من عينيها ياريت ياريت مجدى حاليا مقبوض علية فى قسم الشرطة.
فصرخ الاب:مقبوض علية مع الاصحاب اياهم.
فقالت الام:حضر فى الصباح عسكرى ومعة امر بالقبض على مجدى وهو حاليا فى قسم شبرا وهنا سال العرق من وجة والد مجدى
واتصل تلفونيا بالاستاذ فاروق المحامى.
عند التحقيق مع مجدى فى القسم اشر وكيل النيابة على الاوراق بالحبس 15 يوما على ذمة التحقيق فقال الاستاذ فاروق
لوالد مجدى:غدا انشاء للة نحاول الافراج عنة
بكفالة لحين بحث القضية وان شاء للة براءة.
ابونا ميخائيل بركة لجيلنا:-
قال قداسة البابا شنودة الثالث – حفظة الرب-اثناء الصلاة على جسد ابونا الحبيب القمص ميخائيل ابراهيم الذى تنيح فى
26/3/1975م } اننا نغبط انفسنا كثيرا لاننا
عشنا فى هذا الجيل الذى عاش فية القمص ميخائيل ابراهيم اجيال كثيرة تحسدنا لاننا راينا هذا الرجل وسمعناة وتمتعنا بة
زمنا وتباركنا بصلواتة{.
لاجل هذا ذهبت مارى فى الصباح
الباكر لمقابلة ابونا ميخائيل فوجدتة يصلى القداس.
فكتبت ورقة للصلاة من اجل
مجدى وارسلتها لتوضع على المذبح..وما ان صلى ابونا ميخائيل بعد صلاة القسمة من اجل مجدى الا ووجد ملاكل
بجوار المذبح يقول : أمين
بعد القداس تقابلت مارى مع
ابونا وحكت لة موضوع مجدى ولان ابونا كان يعمل كاتبا فى قسم شرطة قبل رسامتة كاهنا لذلك فهو يعرف مقدار
الاهانة والضرب الذى سينالة مجدى لذلك قال لمارى
هيا نصلى لاجل مجدي.
وصلى ابونا قائلا:يارب مجدى ابنك حاف علية ورجعة اليك.اذكر
يارب ابوة وامة سامحة يارب وسامحنى انا كمان لا تسمح لعدو الخير ان يبتلعة بل رافقة فى طريق عودتة اليك.
ووعد ابونا ان يصلى لاجل مجدى فى كل قداس وفى كل
مرة كان ابونا يصلى فى القداس من اجلة كان يرى الملاك بجوار المذبح يبارك هذة الصلاة.
مع كاهن السجن:-
امضى مجدى مدة ال 15 يوم فى السجن على ذمة التحقيق
وتم تجديدها مرتين اى انة امضى 45 يوما وهى اقصى مدة للحبس على ذمة التحقيق حتى يتم البت فى القضية.
ذات يوم تقابل مجدى فى السجن مع الكاهن المكلف بزيارة المسجونين ودار بينها هذة الحوار
-صباح الخير يا ابونا.
-صباح الخير يا ابنى اسمك اية؟
-اسمى مجدى وانا هنا فى قضية سرقة.
-تحب تتناول يا ابنى الاسبوع الجاى؟
-لا يا ابونا انما عايز من قدسك طلب.
-تحت امرك يا ابنى.
-عاوز اقابل ابونا ميخائيل
ابراهيم وممكن قدسك تسهل لة موضوع التصريح بالدخول واكون شاكر جدا لقدسك.
-حاضر يا ابنى مش عاوز اى حاجة من البيت هل تعوز فلوس يا ابنى؟
-شكرا يا ابونا...ضع اسمى على المذبح
وحصل ابونا ميخائيل على التصريح وكان
يصلى قبلها كثيرا لكى ينجح فى ان يسترد الفريسة من بين انياب الاسد.
ابونا ميخائيل فى السجن:-
ما ان وصل ابونا للسجن حتى قدم التصريح وما ان راة الحارس حتى قدم الاحترام والخشوع وقال لابونا:اتفضل
هنا عند سيادة المأمور وما ان دخل ابونا والا قام المأمور
وحياة قائلا
:
اتفضل يا ابونا ناخد بركة وعاوزك تدعى لزوجتى
واولادى
قال لة ابونا:ربنا يبارك فى حضرتك وفى زوجتك واولادك ثم سالة المأمور حضرتك يا ابونا عاوز مين؟ فعطاة
ابونا التصريح بزيارة المسجون مجدى يسى فقال
المامور:
الولد دة كويس خالص واخلاق. وكل العساكر بيشكروا فية لانة نادم على الاعمال الى عملها.
ندة المأمور على العسكرى وامره باحضار مجدى وعندما دخل مجدى قال لة المأمور :
اهلا مجدى يا بختك بابونا كل البركة دى جات لك خلى لينا شوية مش كل الزيارة ليك وحدك.
ثم خرج المامور من حجرتة الخاصة ومعة العسكرى وترك ابونا مع مجدى ياخدوا راحتهم فى الكلام رشم
ابونا ميخائيل نفسة بعلامة الصليب ثم قبل مجدى
فى وجهة قائلا:
السلام لك يا سيدى مجدى.
هنا فتح مجدى فمة وتكلم قائلا:انا مكسوف منك
يا ابونا ولا استحق ان تتعب من اجلى انا خلاص ضللت.
-لا يا مجدى تعال مع بعض
نقرا الانجيل وفتح ابونا الانجيل على هذة الكلمات(ان اعترفنا بخطايانا فهو امين وعادل حتى يغفر لنا
خطايانا ويطهرنا من كل اثم...ان اخطا احدا فلنا
شفيع عند الاب..يسوع المسيح البار وهو كفارة لخطايانا..وليس لخطايانا فقط بل لخطايا كل العالم.
<1يو1 : 9-2 : 2.1>
ثم قال ابونا لمجدى:المسيح بيحبك يا مجدى
وهو مات علشانك على الصلييب وهو اللى ارسلنى لكى اقول لك هذا الكلام..وانت هو الخروف الضال الذى جاء المسيح لكى يردة.
ولقد بكى مجدى اثناء كلام اوبنا بكاء شديدا
وسالت من عينية انهارا من الدموع..وكان ابونا ميخائيل اثناء ذلك يضع يدة على جبهة مجدى ويضغط بشدة وهو يرشم الصليب مرات
ومرات ثم وضع الصليب على راس مجدى وصلى لة
التحليل وهنا شعر مجدى بسلام وطمأنينة لم يشعر بها من قبل ثم قام ابونا وصلى على راس مجدى قائلا:
ايها الرب يسوع اقبلنى انا الخاطىء واقبل اخويا مجدى ..سامحنى وسامح اخويا مجدى ..سامحنا يا من مت على
الصليب لا ترفضنا من خلاصك بصلاة الست العدرا
والشهيد مامرقس الرسول أمين.
وقبل ان يترك ابونا المكان اعطى انجيلة الخاص بة
لمجدى وقال لة : اقرا فى الانجيل دة وان شاء للة ازورك مرة تانية قريبا.
فقال لة مجدى : ارجوك ان تزور ابى وامى واختى وتطمئنهم وتريح خاطرهم.
-حاضر يا مجدى وانا كمان ارجوك اذكرنى فى صلاتك فاجاب مجدى قائلا:انا يا ابونا مين الى يصلى للتانى؟
-انا مش هنصرف من هنا الا اذا وعدتنى انك تصلى من اجلى كل
يوم.
-حاضر يا ابونا.
ثم انصرف ابونا من السجن بعد ان شكر سيادة المامور
على محبتة وحسن استقبالة.
عندما رجع مجدى الى زنزانتة امسك بالانجيل وبدا
يقرا من اول انجيل متى فقرا العهد الجديد باكملة(260 اصحاح)فى حوالى يومين وهو فى ملء وفرح..ثم فكر مجدى قائلا:هناك ايات
كثيرة مملؤة بالرجاء لقبول للة لى وقد نسيت ان
اضع تحتها خطا واحفظها ولذلك سوف اقرا الانجيل مرة ثانية وكان من بين الايات التى اعطتة رجاء وحفظها
' لا يحتاج الاصحاء الى طبيب بل المرضى لم ات لادعو
ابرارا بل خطاة الى التوبة' مر 2 : 7
' ليس شى غير ممكن لدى للة ' لو 1 : 37
وقد وجد فى الانجيل ان مجدى وضع برواز احمر كبير حول هذة الأية:
انظروا
...اسهروا وصلوا لانكم لا تعلمون متى يكون الوقت. <مر 13 : 33 >
وفى اليلة الثالثة من زيارة
ابونا ركع مجدى وصلى وكانت الدموع تنهمر من عينية وهو يقول:
انا غير مستحق ان تموت من اجلى على الصليب من اجل الدم المسفوك اقبلنى وسامحنى ببركة القديسة العذراء مريم والقديس
موسى الاسود الذى تاب ورجع اليك أمين.
العذراء فى زيارة للسجن:-
ما ان وضع مجدى راسة على الارض حتى يستريح قرب
الفجر الا ووجد الزنزانة كلها نور وهو لا يعلم هل هو نائم ام يقظ؟وراى العذراء مريم وكلها جمال وحلاوة وقالت لة:يا مجدى
الرب يسوع بيحبك وهو مات على الصليب من اجلك
وانا كنت اصلى لكى ينقذك الرب من طريق الضلال كل ما يقولة لك ابونا ميخائيل افعلة دون ادنى شك او تردد لا تخف الرب معك
سلام الرب.
وغابت العذراء مريم وغاب النور وقام مجدى من
على الفراش ليسال نفسة:هل انا كنت نائم ام لا؟ لا انا فعلا العذراء وسوف اطيع ابونا ميخائيل فى كل ما
يقولة لى.
مضى اسبوعان كلهم صلاة وانجيل وكان يردد
كثيرا تلك الترنية الى تعلمها فى الكنيسة وتقول:
يا محبأ مات عن جنس البشر
امح اثمى انت اولى من غفر
كن معينأ فانا ممكن عثر
بالخطايا يا حبيبى يا يسوع
وكان كلما يقولها تنهمر الدموع من عينية ويدخلة سلام ورجاء لم يختبرها من قبل.
مع ابونا ميخائيل ثانية:-
استطاع ابونا ميخائيل بنعمة الرب على
الحصول على تصريح اخر لزيارة مجدى وما انا وصل لسيادة المامور واعطاة التصريح حتى قال سيادتة:
من غير تصريح يا ابونا اى وقت تعال.وهذا كارت باسمى وبكل التلفونات الخاصة بى من السجن والمنزل فقط
اخبرنى بموعد حضورك وانا تحت امرك فقط ارجوك يا
ابونا صلى لاجل زوجتى المريضة واولادى وياريت اخد منك بركة من اجل زوجتى المريضة والتى احتار فيها الاطباء وان شاء
للة على ايديك يتم الشفاء.
وفعلا صلى ابونا ميخائيل على
كوب ماء ثم اخذ المامور الماء ووضعة فى ترمس كان معة واغلق علية الدولاب الخاص بة وكانة حصل على دواء مستورد
غالى الثمن.
وامر المامور احد الجنود باحضار مجدى
ثم خرج المامور من حجرتة ومعة العسكرى وترك مجدى مع ابونا...سلم ابونا على مجدى بحرارة وقال لة:
-ازيك يا مجدى دلوقتى عامل اية؟
-انا يا ابونا دلوقتى لا
افكر فى شى الا خلاص نفسى حتى الحكم الصادر على وهو ثلاث سنوات سجن ولم يعد يهمنى الذى يهمنى فقط هو قبول للة
لتوبتى.
-هل تقرا الانجيل يا مجدى؟
-نعم يا ابونا بنعمة ربنا فى الاسبوعين الى فاتوا قرات العهد الجديد باكملة حوالى سبح مرات وقد رايت فى حلم او
ربما كنت مستيقظا السيدة العذراء مريم وهى تقول
لى انا كنت بصلى علشانك والمسيح بيحبك وسوف يقبلك ويحسبك مع التائبين كما امترنى العذراء ان اطيع قدسك.
وهنا قال ابونا لمجدى: تعال نصلى وركع ابونا واغلق عينية وصل قائلا:
يارب انت وعد ان الخاطى الى يرجع تقبلة ولا تردة فانا خاطى اقبلنى وباركنى وبارك اخويا مجدى بشفاعة
العذرا مريم.وارشدنا لطاعتك وسماع صوتك أمين.
وسال ابونا مجدى قائلا:هل صدر عليك حكم يا مجدى؟
-نعم يا ابونا صدر حكم بالسجن 3 سنوات لكن
بابا تفاهم مع المحامى لكى يقدم استئناف فى محاولة للحصول على البراءة..او حتى تخفيف المدة.
-طيب يا مجدى عاوز حاجة؟
-انا يا ابونا مش عايز غير غفران خطاياى
انا عملت جرايم كتير لم تكتشف ولم يعرفها البوليس او النيابة وعاوز اعترف بيها لقدسك.
واعترف مجدى بكل جرائم القتل والزنى والسرقة وبعد ان انتهى من الاعتراف قال لة ابونا :شوف يا مجدى
لازم تعترف بكل شى امام المحكمة علشان ربنا
يسامحك.
اقتنع مجدى بكلام ابونا وصمم على طاعتة مهما كانت النتيجة وبعد نهاية الاعتراف ركع مجدى وصلى لة ابونا
ميخائيل التحليل بعد ان قال لة صلى فى سرك نعظمك
يا ام النور الحقيقيى.
واثناء التحليل حينما قال ابونا (حاللة وطهرة)شعر
مجدى بقوة تسرى فى كيانة مع فرح وسلام داخل قلبة
وقبل ان ينصرف ابونا قال لمجدى : استعد
الاحد المقبل ان شاء للة ساحضر لك التناول لكى تنال غفران خطاياك بدم المسيح.
وفعلا بعد اسبوع استعداد فى صلاة وسهر وقراءة حضر ابونا وتنازل مجدى للمرة الولى بعد توبتة وشعر فى داخلة انة قد
قام بعد سقوط طال زمانة وما اجمل قول احد
القديسين:
المسيحيون يقيمون سر الافخارستيا وسر الافخارستيا يقيم المسيحيين
وكانت مشاعرة تناجى الرب يسوع مع القديس اغسطينوس قائلا(لقد كنت اغتم حرصا على لذات العالم.واليوم سررت اشد السرور
لبعدها لقد ابعدت يارب عنى تلك اللذات الشنيعة
وجلست انت مكانها ايها اللذة الحقيقية).
ولم يعد مجدى يفكر فى موضوع القضية والحكم
الصادر علية.بل كان كل تفكيرة كيف يرضى الرب ويعوض السنين التى ضاعت فى الخطية.
الاستئناف والمفاجئة:-
حينما حل موعد نظر القضية كان صوت العذراء
يرن فى اذن مجدى:لابد ان تطيع كل كلام ابونا ميخائيل.
ولقد وقف المحامى الاستاذ فاروق وقدم
مذكرة التماس بتخفيف العقوبة نظرا لظروف مجدى وانة طالب كما انة اغوى من الاخرين وان هذة الجريمة الاولى وهى
مجرد سرقة.
وحينما نادى القاضى اسم مجدى يسى رد مجدى
قائلا:
-نعم يا سيادة القاضى انا مجدى يسى وعندى اقوال مهمة جدا فى القضية.
-اتفضل قول يا مجدى.
-انا يا سيادى القاضى شاب ادرس فى الجامعة
وقد ابتعدت عن اللة وتركت الكنيسة والكتاب المقدس ودخلت فى معاشرات ردية وبدات اتورط فى جرائم كثيرة وهناك اكثر من
عشرة جرائم ارتكبتها ولم اضبط فيها واكنت تقيد تضد
مجهول وهذة هى الجرائم التى فعلتها:-
وكان مجدى يمسك بورقة فى يدة مكتوبا
فيها كل الجرائم التى فعلها ولم يمسك فيها واعترف بها علانية اما الجميع ما ان انتهى مجدى من اعترافة هذا حتى سالة
القاضى هل انت فى كامل وعيك وارادتك؟
-نعم يا سيادى القاضى فانا اريد فقط راحة ضميرى حتى انال عقابى هنا على الارض واستريح فى الملكوت.
انتهت الجلسة ولكن الاستاذ فاروق المحامى اصيب بدهشة وبشلل فى التفكير وخرج وهو يجر رجلية وعندما
ذهب لمنزل والد مجدى سالة الوالد بسرعة قائلا:
ما هى اخبار مجدى يا استاذ فاروق؟هل هناك امل فى البراءة او حتى تخفيف المدة؟
عندما حكى لهم الاستاذ فاروق ما حدث فى المحكمة من مجدى وقعت الام مغشيا عليها واخذ الاب يناقش فى بعض النواحى
القانونية اما الاخت مارى ففكرت بمفهوم روحى وقررت
الذهاب لابونا ميخائيل لتفهم منة موضوع توبة مجدى.
كارزا داخل السجن:-
شعر مجدى بفرح شديد بعد اعترافة اما القاضى واخذ يكرز بالتوبة لجميع الاخوة الذين معة فى السجن ويحدثهم عن محبة الرب
يسوع للخطاة وكيف انة قال عبارتة المملؤة رجاء لنا:
'من يقبل الى لا اخرجة خارجأ"يو 6 :37
حتى ان كثيرين من المسجونين تابوا
بسبب المثال الذى راوة مجسما فى حياتهم التى امتلات بالفرح والسلام الحقيقى.
وبدا هؤلاء المسجونين التائبين يمارسون الاعتراف على يد كاهن السجن الذى كان يحضر لهم كل اسبوع.
وتمضى الايام والاسابيع فى انتظار الحكم ومجدى لا يهمة الا
ان يكرز بالتوبة للمسجونين لكى يخلص على حال قوما وعندما جاء يوم النطق بالحكم كانت المفاجئة للجميع وهى صدور الحكم
بالاعدام بعد ان تم ضم ملف الجنايات التى
قيدت من قبل ضد مجهول.
ورغم كل الالتماسات العديدة التى قدمها الاستاذ فاروق
لوقف تنفيذ الاعدام الا انها لم تفعل اكثر من تاجيل التنفيذ وهذا كان من الرب لكى يكمل مجدى توبتة وكرازتة للذين كانوا معة.
وانا هو فكان يعتبر كل يوم هو اخر ايامة فى
الجسد فيزداد استعدادة وسهرة واشتياقة للانطلاق فكان مجدى يصلى كل صلوات الاجبية ويردد مع الرسول بولس (لى الحياة هى
المسيح والموت هو الربح)
< فيلبي 1
:21 >
اليوم تكون معى فى الفردوس:-
عرف مجدى موعد الاعدام قبلها بايام فاخبر
بذلك ابونا ميخائيل كما اخبر اسرتة ولما جاء اليوم المحدد للاعدام كان ابونا ميخائيل قد قضى الليل كلة فى الصلاة من اجلة
ثم ذهب فى الصباح الباكر ليناولة.
استيقظ مجدى فى هذا اليوم فرحا لانة راى العذراء مريم فى نومة وقالت لة يا مجدى انت اكملت
توبتك والرب قبلها افرح باكليلك اكليل التائبيين وسوف نفرح
كلنا بمجيئك)
احضروا لمجدى بدلة الاعدام فقال لهم:انا تعبتكم خالص معايا سامحونى على تعبكم
فقا لة احد العساكر:انا عايزك تدعى لنا يا مجدى علشان ربنا يبارك حياتنا.
فقال لة مجدى:ربنا معاك يا عم حسن ويبارك كل اسرتك وهنا كان الضباط والعساكر يسرعون الى مجدى ليكتب لهم
كلمات للذكرى فى اوراقهم الخاصة فكان يكتب لهم
من الايات التى حفظها ويوقع فى النهاية وفى طريقة للاعدام تقابل مع اصحابة الارعبة وجميعهم اخذوا حكم بالسجن لمدة 15
سنة مع الاشغال.واذ بسامى يقول لمجدى: ارجوك حينما تذهب
عند المسيح اذكرنا فى صلاتك لكى نبدا حياة توبة قوية..
وعندئذ حضر ابونا ومعة جسد
الرب ودمة حيث استمع للاعتراف الاخير من مجدى ثم ناولة وصلى مجدى قائلا: يارب فى يديك استودع روحى
وهنا كان حبل المشنقة ينزل على رقبتة وبعد لحظات
كان الجسد ملقى على الارض وانطلقت روحة الى الفردوس واستلمت اسرتة الجسد وصلى علية ابونا ميخائيل فى الكنيسة وعزاهم.
من يصدق ان مجدى كان وهو ذاهب الى
المشنقة كان يبتسم من يصدق ذلك
+ طوباكى أيتها التوبة يا من تصيرين الزناة الى بتوليين
+ أمنحنى يا رب توبة حقيقية نقية ببركة صلوات أبونا القديس ميخائيل
أبراهيم وأبنك مجدى يسى.
No comments:
Post a Comment