سلسلة قصص روحية
142. أجيا وصوفية
كان الملك العظيم يحب أن يعمل أعمالا عظيمة
لكي يمجده الناس , لقد شيد قصور عظيمة , فلماذا لا يشيد كنيسة فخمة ذات قبة لا
يوجد مثلها , كل من يراها يتعجب و يندهش من عظمتها و يسأل من الذي بناها .
بدأ العمل على قدم و ساق و استغرق عدة سنوات
حتى خرجت تحفة فنية معمارية , و قبل افتتاحها أتى الملك بخطاط ليكتب بماء الذهب
اسمه و لقبه و نبذة عن حياته . حاول الملك أن ينام في تلك الليلة و لكن بلا جدوى ,
و في الصباح الباكر أخذ حاشيته ليذهب للكنيسة في يوم افتتاحها.
و يا للمفاجأة , لقد وجد مكتوبا " بنى
هذه الكنيسة آجيا و صوفيا " . انزعج جدا .... من هما آجيا و صوفيا ....
أميرات .... ملكات ..... و كيف يتجرأن على ذلك .... و بسرعة أمر بإزالة الأسماء و
كتابة اسمه و تأجيل الافتتاح للغد .
و في الغد تكررت المأساة , إذ وجد نفس
العبارة السابقة " بنى هذه الكنيسة آجيا و صوفيا "
صمم الملك أن يعرف صاحبتا هذا الاسم , و أرسل
جنوده في كل المملكة ليعرف من هما ؟؟؟
يا للعجب !!! إذا بالجنود يحضرون طفلتين
صغيرتين ذاتا مظهر بسيط للغاية .
من أنتما ؟ ماذا عملتما ؟ خافت الطفلتان ,
فلاطفهما و طلب منهما أن يقولا له بالتفصيل كل علاقة لهما بالكنيسة . قالتا ببساطة
الطفولة : " نحن نحب يسوع جدا و فرحنا جدا إنه ستكون هناك كنيسة في بلدنا ,
ففكرنا ماذا يمكن أن نقدم ليسوع , لم نعرف ماذا نفعل , لكننا رأينا الجمال تسير في
الجو الحار و هي تحمل أخشاب و رمل و طوب ثقيل
, فأشفقنا عليها و أحضرنا لها المياه
و سقيناها "
تعجب الملك جدا و أدرك الحقيقة الغائبة عن
ذهنه أن الله لا يفرح بالأعمال نفسها بل بالحب الذي نقدمه مع الأعمال .
قد تعمل عمل بسيط مثل أن تلاطف طفل صغير ,
أو تدعو إنسان للكنيسة بحب , أو تسأل عن حزين , أو تبتسم لإنسان بائس و
تدعو له , أو تقدم خدمة بسيطة لمحتاج . و لكن أعمل تلك الأعمال بحب , فهذا أعظم من
أكبر الأعمال التي تصنع لأجل المجد و الشهرة .
لان الله
ليس بظالم حتى ينسى عملكم و تعب المحبة التي اظهرتموها نحو اسمه ( عب 6 : 10 )
_____________
للأشتراك معنا على قناة
اليوتيوب لكى تتابعوا الفيديوهات اليومية الجديدة ،، أدخل على هذا الرابط واضغط
على كلمة (Subscribe)
صفحة القديسة مريم المصرية
السائحة
No comments:
Post a Comment