سلسلة قصص روحية
0139. لماذا أعيش
قصة حقيقة
كان " ريمون " سيئ الحظ جدا , فقد
مات أبوه في الحرب العالمية و هو طفل ، و
لما وصل إلي سن السابعة حدث زلزال دمر أغلب المدينة ، و لكنه نجا من تحت الأنقاض و هو يلفظ أنفاسه
الأخيرة . ولما تم إنقاذه طلبت السلطات من إي أسرة أن تأخذه عندها ، فأخذته أسرة
مكونة من خمسة أفراد ، و لكن سرعان ما مات الوالد ، فطلبت الأم من " ريمون
" في خجل أن يبحث له عن مكان آخر ....
و لكن الله الذي لا ينسى أحد ، لم ينساه ،
فأرسل له فلاح عجوز فقير و لكنه حكيم جدا ،عرض عليه أن يقبله عنده رغم فقره
واحتياجه . لم يجد " ريمون " إي بديل للقبول .... استطاع الفلاح أن يدخل
" ريمون " إلي مدرسة القرية ، و لكن كان " ريمون " يعود حزينا
من المدرسة .
لاحظ ذلك الفلاح الحكيم ففاتحه في الأمر ،
فقال له " ريمون " : أن
التلاميذ الآخرين ينظرون له باحتقار ، فملابسي قديمة و شكلي يوحي بالفقر و أنا
غريب بالنسبة لهم .... ولهم حق في ذلك فأنا إنسان ليس لي فائدة في الدنيا ....
كلما تنفرج أزمة أصاب بأشد منها .... لماذا أعيش!!!
و انفجر باكيا ، فقال له الفلاح بعد أن طيب
خاطره : عندي وصفة سحرية ستجعل حياتك سعيدة
إن وعدتني بإتباعها سأضمن لك السعادة .
أشرقت عينا " ريمون " و قال له :
أعدك . قال له الفلاح الحكيم : ساعد كل إنسان محتاج للمساعدة دون أن تنتظر منه
شيئا . اندهش " ريمون " من هذه الوصفة السحرية العجيبة ، كيف تجلب
السعادة ، ولكنه صمم على تنفيذها .
ذهب للمدرسة و أعطى كراسه لزميله الذي غاب عن
المدرسة لمرضه و عرض عليه أن يشرح له الدروس ، وحمل حقيبة زميله المعوق و أوصله
لبيته ، و اشترى الخبز لسيدة عجوز ، ورجع
بيته و هو راضي عن نفسه .
و ظل يبحث ، كل يوم ، عن كل محتاج ليقدم له
خدمة ، و أحبه الجميع و أصبح أشهر شخص في القرية الصغيرة .
و توالت السنوات و حقق نجاح كبير و استطاع أن
يكتشف دواء أفاد الملايين من البشر , و شعر بالسعادة ،هل تعرف لماذا شعر بالسعادة
، لأنه نسى نفسه و همومه و مشاكله و فكر في الآخرين و سعد بإسعادهم .
يا صديقي هل حاولت مرة أن تسعد شخص ، أو تسأل
عن حزين ، أو تبتسم لإنسان بائس ، أو تقدم خدمة بسيطة لمحتاج ؟ ثق إنك عندما تفعل ذلك ستشعر بالسعادة ، و
ستدرك معنى حياتك ، و لن تسأل ذلك السؤال "
لماذا أعيش ؟ "
+ لا تنظروا كل واحد الى ما هو لنفسه بل كل واحد
الى ما هو لاخرين ايضا ( في 2 : 4 )
No comments:
Post a Comment