سلسلة قصص روحية
137. يا ولدي
كان " أندرو" شاب مستهتر ، يعيش في مدينة روما
. سار مع رفقاء السوء و كان دائما يسعى إلي الحرية التي تمثل في نظره أن يفعل ما
يشاء . فتعلم شرب الخمر و ممارسة الخطية ، و كان يستقل عربته الطائشة ، كل يوم ،
هو و أصدقائه و صديقاته و يسير بسرعه جنونية يسابق الآخرين في الطريق ويضحك و
يقهقه كيف غلبهم جميعا ... و يعود لبيته في الصباح الباكر .
و في ليلة سوداء و هو يتسامر مع أصدقائه و يسير بسرعته
الجنونية ، إذ به يصطدم بطفل عمره 10 سنوات ، وحيد أمه الأرملة ، وهو سائر في
الطريق ممسكا بيد أمه ....
التفت " أندرو " وراءه و نظر منظر الدماء و أهاله المنظر ، فضغط
على دواسة البنزين بأقصى سرعته و فر هاربا . صرخت الأم بأعلى صوتها و تجمع المارة
و طلبوا الإسعاف التي جاءت في خلال 3 دقائق . و في أقرب مستشفى ، حاولوا إسعافه و
لكن إصابته كانت خطيرة فلفظ أنفاسه الأخيرة وغابت الأم عن وعيها ، و عندما أفاقت
وجدت أن كل أمل لها في الحياة قد انتهى على يد هذا الشاب المستهتر .
كتبت الجرائد قصتها و جاء مراسل إحدى الصحف ليجري معها
حديث بعد مرور 5 أيام ، فقالت له : إنني صدمت صدمة عمري مما حدث و كنت أريد أن
أمزق هذا الشاب الطائش كما مزق قلبي . و لكني ركعت و صليت وقلت لربنا بعد ما هدأت
قليلا : " لتكن إرادتك يا إلهي " و عندما بدأت أقول الصلاة الربانية
وصلت إلي كلمة " اغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضا للمذنبين إلينا "
توقفت قليلا ثم قررت أن أغفر لهذا الشاب من كل قلبي حتى يغفر لي إلهي ذنوبي ، و أذهب للسماء و ألتقي بطفلي العزيز . و من
لحظتها بدأ السلام يدخل قلبي رويدا رويدا ، و أنا أصلي لهذا الشاب مساءا وصباحا و
أشعر إنه شاب مسكين . و أريدك أن تكتب ، أيها الصحفي ، في الجريدة عن لساني :
" إني أغفر لك يا ولدي ما فعلته بطفلي العزيز .
و في صباح اليوم التالي ، كان هذا الreportage ( الموضوع )
منشورا في الجريدة المحلية للمدينة ، وما أن قرأه " أندرو " الهارب حتى
وقع وقع الصاعقة عليه . هل فعلا يستطيع المسيح أن يجعل الحب يحل محل الكراهية و
الحقد بهذه الدرجة ؟ إنه ليس كحب أصدقائي الذين يلتفون حولي و يتركوني إذا لم أغدق
عليهم بالمال .
بكى " أندرو " و قال لربنا : " يا إلهي ،
أريد أن أذوق هذا الحب و قرر قرار في غاية الخطورة لقد قرر أن يذهب لهذه السيدة و
يتأكد من شعورها الحقيقي . طرق الباب وهو يرتعب لئلا تكون خدعة للقبض عليه و عندما
فتحت الباب ، قال لها : إني جئت لك وأنا مستحق أن تدوسي على رقبتي بحذائك .... أنا
الشاب الطائش الذي تصلين لأجله .
نزلت الدموع من عينيها و تجمدت لمدة لحظات ثم قالت له :
أتفضل يا ولدي . و عندما سمع هذه الكلمة ، قبل قدميها و سألها : هل حقا إنك
سامحتيني ، أجابته : إن الله سامحني بأكثر كثيرا مما سامحتك أنا به . قال لها :
كيف أستطيع أن أعمل لك إي شئ يخفف عنك آلامك . قالت له : شئ واحد يا ولدي ، قال
بلهفة : ما هو ؟ أجابت : أن ترجع إلى حضن يسوع
هل تدرك يا صديقي أن يسوع عندما يدخل القلب ، يحول
الكراهية إلي حب و التذمر إلي شكر و الخطية إلي طهارة و الضعف إلي قوة ، فقط افتح
له باب قلبك فهو القائل : أنا واقف على الباب و أقرع ، إن فتح لي أحد أدخل و أتعشى
معه وهو معي .
_____________
للأشتراك معنا على قناة
اليوتيوب لكى تتابعوا الفيديوهات اليومية الجديدة ،، أدخل على هذا الرابط واضغط
على كلمة (Subscribe)
صفحة القديسة مريم المصرية
السائحة
No comments:
Post a Comment