سلسلة قصص روحية
152. اعترافات شيطان
في ذات ليلة ، و بعد انتهاء العشية ، و بعد أن أرهق الأب الكاهن من سماع الاعترافات و سماعه لمختلف
الخطايا ، ذهب لبيته. و بعد تناول العشاء ، ذهب ليصلي و ينام . و لكن في حجرة نومه
وجد ضيف غير مرغوب فيه ، صرخ الأب الكاهن و كاد أن يرشم الصليب و لكن ذلك الضيف
قال له : إياك ، فإنني أحترق عندما تفعل ذلك ، فأنا الشيطان .
قال الأب الكاهن وهو مذهول : لا يمكن أن تكون أنت . فقال : كلا ، بل أنا هو
. قال الأب الكاهن ماذا تريد ؟ أجاب
الشيطان في هدوء : لقد قررت التوبة و أنوي بيع أسلحتي . قال الكاهن ضاحكا كيف تنوي
التوبة ؟ هذا لا يمكن . قال له الشيطان : دعك من هذا الآن . المهم أن تجمع من
الشعب التبرعات لكي تشتري الخطايا مني ، فلا أوقع البشر في الخطايا ، فيقتربون من
الله و يكون لهم ملكوت السموات . و هذا ما تحيا من أجله . أليس كذلك ؟ قال الأب
الكاهن : بلى . ماذا ستبيع ؟ و بكم ستبيع ؟
أجاب الشيطان في حزن لأنه سيستغني عن أسلحته : سأبيع خطايا اللسان ، من شتيمة
و كذب و حلفان و إدانة و سيرة الناس ، بمليون دولار . و سأبيع الغضب و النهب و
السرقة و القتل ب2مليون دولار . و سأبيع خطايا النجاسة من زنى و أفكار شريرة ب3
مليون دولار . و سأبيع ....
و استمر يسرد الخطايا المختلفة التي تمثل أقوى أسلحته .
وافق الأب الكاهن و لم يماطله في السعر , و استراح و شعر أن خطايا العالم
انتهت . و لكن الشيطان استطرد قائلا : و لكني سأحتفظ لنفسي بسلاح واحد فقط . غضب
الكاهن و قال : لم يكن اتفاقنا على ذلك
أيها المخادع . أجاب الشيطان : لا يمكن أن أستغني عنه قط فهو أملي الوحيد
قال الكاهن في فضول : و ما هو يا ترى ؟
أجاب الشيطان في ثقة : التأجيل . قال الكاهن في سخرية : هل هذا هو
أقوى أسلحتك ؟ قال الشيطان
في فخر : بالطبع ، فالتأجيل هو السلاح الذي لا يفشل أبدا . فعندما أقنع الشاب أن
الاعتراف ليس مهم , يجيبني بالآيات القوية ، و لكن عندما أقول له " إن
الاعتراف هام و لكن ليس الآن ، ممكن أن تعترف بعد الامتحانات ، عندما يكون عندك وقت " . يقتنع الشاب و
يؤيد كلامي ، و عندما تنتهي الامتحانات و تأتي الإجازة ، أكون دبرت له رحلة ثم
مصيف ثم أشغله بالكمبيوتر والإنترنت ، فيؤجل الاعتراف و هكذا أسرق منه الأيام حتى
يجد نفسه بدون اعتراف لمدة شهور و سنين .
و ما أفعله في الاعتراف ، أفعله معه في قراءة الإنجيل و الصلاة و حضور القداس . و
هذا ما أفعل.......
و استيقظ الأب الكاهن من نومه و رشم نفسه بعلامة الصليب . و قد فهم حيل
الشيطان .
ان عشنا فللرب
نعيش و ان متنا فللرب نموت فان عشنا و ان متنا فللرب نحن ( رو 14 : 8 )
_____________
للأشتراك معنا على قناة
اليوتيوب لكى تتابعوا الفيديوهات اليومية الجديدة ،، أدخل على هذا الرابط واضغط
على كلمة (Subscribe)
صفحة القديسة مريم المصرية
السائحة
No comments:
Post a Comment