سلسلة قصص روحية
151. ذلك المساء
ذلك المساء كنت جالسا في حجرة
نومي مستلقيا على فراشي أحدق في لا شيء سارحا في أفكاري , لا أعلم بالضبط فيما كنت
أفكر ........ غالبا في حالة الاكتئاب التي أصابتني و التي لا أدري لها سبب . أهي
الدراسة الصعبة ؟ أم هي الخطية اللعينة ؟و ربما لا تكون لهذه أو لتلك و إنما هي
لسبب أتفه . و لكنها كانت حالة اكتئاب , إني أعرفها , فلقد أصابت العديد قبلي .
منهم من أفسدت عليهم حياتهم و منهم من استطاع عبورها ...... كنت أشعر إني وحدي في
بحر متلاطم الأمواج , كنت أشعر بأني تائه في صحراء شاسعة ليس لها نهاية , كنت أشعر
بأني أسقط في بئر عميق ليس لها قرار و فجأة تحولت أحاسيسي إلي حقيقة و تحولت
أوهامي إلي واقع ملموس أشعر به و أعيش فيه.
لقد اختفت الحجرة بحوائطها و
سقفها و أرضيتها و أثاثها بل و حتى السرير الذي كنت مستلقيا عليه و وجدت نفسي في
صحراء قاحلة وحدي و أخذت أصرخ و أنادي و لكن بلا فائدة و لما أصبحت لا أقوى على
السير من الإعياء و لا أستطيع الصراخ و النداء من التعب , تذكرته نعم تذكرته و
تذكرت كلماته التي رنت في أذني " ها أنا معكم منذ الآن و إلي انقضاء الدهر " . و صرخت يا إلهي ! يا إلهي ! و يا للعجب لقد أقبل , لقد ظهر
أمامي كما لو كان جاء من العدم و أسرع إلي و لمسني . نعم وضع يده على كتفي و
لمسني و يالها من لمسة لقد ذهب الحزن ,
ذهب الخوف , اختفى القلق و الاضطراب و ملأني بروحه . قلت له : أين كنت ياربي ؟
أجابني : أنا موجود دائما فمن يأتي إلي
يجدني ولكن أخبرني أنت , أين كنت موجودا ؟ أجبته مباشرة : في الدنيا . قال : بعيدا
عني . أجبته : أبدا فأنا أتي إلي الكنيسة أسبوعيا لحضور الاجتماع , هذا بالإضافة
إلي القداسات المستمرة و المواظبة على
الاعتراف . قال بابتسامة حانية : مازلت بعيدا عني .
قلت : كيف ؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!
قال:لا تنسى أنني فاحص القلوب و
الكلى و ربما كان حضورك للاجتماع بحكم العادة
,ليس أكثر , و القداسات تكون لئلا يغضب منك خادمك , أما المواظبة على
الاعتراف فهي لغسل الذنوب و البدء في ذنوب جديدة خوفا من العقاب و ليس للتوبة و
لمحاولة الاقتراب مني .
بدأ الارتباك يكسو وجهي و الخجل
يظهر على ملامحي و أنا أقول متلعثما : ربما هو ذهني المشغول يارب و فكري المشوش و
......
قاطعني : انشغالاتك الدنيوية
أليس كذلك ؟ ألم تدرى بعد أنها سبب حالة الاكتئاب التي تمر بها و التي لا تدري كيف
تتخلص منها .
فقلت له : نعم , قل لي يارب كيف
؟
قال لي :اقبل إلي , تعال إلي .
ألست أنا القائل (تعالوا إلي يا جميع المتعبين و ثقيلي الأحمال و أنا أريحكم) ألست أنا الراعي الصالح و أنا أضع نفسي عن
الخراف , و بينما هو ينطق بهذه الكلمات أصبح يبتعد عني و لكن مازالت كلماته ترن في
أذني (أنا هو الراعي الصالح و الراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف) , (أنا هو الباب
إن دخل بي أحد فيخلص و يدخل و يخرج و يجد مرعى) ، (أنا الراعي الصالح و أعرف خاصتي
و خاصتي تعرفني) , (خرافي تسمع صوتي و أنا أعرفها فتتبعني و أنا أعطيها حيوة أبدية
و لن تهلك إلي الأبد و لا يخطفها أحد من يدي)
و وجدت نفسي أتلو ، دون أن أدري
،المزمور " الرب راعي فلا يعوزني شيء في مراع خضر يربضني ، على مياه الراحة
يوردني.......إن سلكت في وسط ظلال الموت ،لا أخاف شرا لأنك أنت معي ......" و لكن مهلا أين الصحراء و أين
الرب . إنني أرقد في حجرتي و على فراشي , كل شيء كما كان من قبل ما عدا شيء واحد ,
لا أدري أين هو ؟؟؟؟
أين الاكتئاب ؟ لقد اختفى و حل
محله روح الرب , حانت مني التفاته ناحية الساعة
فوجدتها السادسة صباحا , ارتديت ملابسي و هرعت إلي الكنيسة وحضرت القداس و
ياله من قداس , قمة في الروعة و الجمال , لقد رأيت السماء على المذبح في وسطها
الرب جالس على كرسيه و القديسين حوله و العذراء عن يمينه , يا ليها من سعادة تلك
التي شعرت بها و عدت إلي بيتي لا يشغل
بالي سوى سؤال واحد " أين الاكتئاب "
هيا كلنا للفرح و لماذا للاكتئاب+++ برهة و يأتي ربي
نلتقيه في السحاب
_____________
للأشتراك معنا على قناة
اليوتيوب لكى تتابعوا الفيديوهات اليومية الجديدة ،، أدخل على هذا الرابط واضغط
على كلمة (Subscribe)
صفحة القديسة مريم المصرية
السائحة
No comments:
Post a Comment