سلسلة قصص روحية
150. أعظم علاقة فى الكون
"
.... أما عن برنامج السهرة ، فسنلتقي في الساعة الواحدة بفيلم السهرة .......
بطولة الممثل ( .... ) و النجمة (......) و نخبة من ألمع الفنانين ، أما الآن ،
فمع برنامج مجلة الأغاني وباقة من أحدث أغاني الفيديو كليب. "
قالتها المذيعة بابتسامة عريضة.
جلست أتابع البرنامج
ثم شاهدت الفيلم الكئيب ثم تحاملت على نفسي بصعوبة لأصل للسرير حوالي
الساعة الثالثة صباحا ، وأنا في طريقي للسرير دارت داخلي معركة شديدة ، هل أصلي أم
لا ؟ و كانت هناك عقبات شديدة قدامي.
أولا: أنا تعبان وأتخبط في الأرض والنوم كابس علي خالص.
ثانيا : هل يليق بي أن أصلي بعد مشاهدة الفيلم وأحداثه
السخيفة مازالت عالقة بتلافيف مخي
ثالثا : إنها الساعة الثالثة صباحا ، فهل أصلي صلاة
النوم أم صلاة نصف الليل أم صلاة باكر !
و أخيرا تفتق ذهني لحل عبقري ، فلن أصلي لا صلاة النوم
أو نصف الليل أو باكر ، سأصلي من أعمق أعماق قلبي صلاة ارتجالية فقط !!
"
بسم الآب والأبن والروح القدس ، إله واحد آمين
، يارب ساعدني في مذاكرتي ، يارب اشفني من دور البرد السخيف ده ، ساعدني في
مادة العربي ، لأني أكرها وبالذات النحو ، لا تتركني في مادة الإنجليزي ، لأني لا
أفقه فيها شيئا ، ساعدني في الكيمياء فأنا لا أستطيع حفظ الصيغ الكيمائية المعقدة
، لا تتركني في الفيزياء بألغازها الصعبة
ساعدني في ....
لك كل المجد من الآن وإلى الأبد ، آمين. "
و دخلت للسرير وأنا مستريح الضمير ، هادئ البال ، ...
و لكني لم أستطع النوم ، فقط استرخيت على السرير ولكن
النوم لم يداعب جفوني رغم تعبي الشديد ، لأني انشغلت في التفكير في مسألة خطيرة و
هي : هل أنا هكذا صليت ، هل هذه صلاة ؟
في البداية تكاسلت عن صلاة الأجبية بحجة إني سأصلي صلاة
ارتجالية ، وهل تمنع صلاة الأجبية عن الصلاة الارتجالية ؟ بالطبع لا.
أنا الذي أتحجج
بحجج واهية بالرغم إني أدرك جمال المزامير التي كتبها داود النبي ، والتي أشعر ــ
عندما أصليها ــ إنها مكتوبة لي ، فعندما أكون حزينا ومتضايقا وخائفا من المستقبل
، أجد مزمور ( الساكن في ستر العلي ، الرب
نوري و خلاصي ممن أخاف ) فأشعر بسلام شديد
وبيد ربي معي في كل وقت ، و عندما أريد مساعدة إلهي في الامتحانات أجد مزمور (
اللهم التفت إلى معونتي ، يستجيب لك الرب في يوم شدتك ) يطمئني و يريحني.
و صلاة المزامير مهمة أيضا فهي تعلمني كيف أصلي ، كيف
أحدث إلهي وتجعلني دائما أقول إني محتاج
إليك يا ربي كل يوم.
ثانيا : لقد لاحظت إن كل صلاتي طلبات ، فقط طلبات ، فأنا
لم أشكر ربي على أي شئ ، لم أشكره على وقوفه معي في حياتي و لا على صحتي ولا على
مذاكرتي ولا .... و لم أتذكر قول أحد القديسين : ليست عطية بلا
زيادة إلا التي بلا شكر.
ثالثا: كل طلباتي أرضية بحتة ، مذاكرة ، شفاء من مرض
،.....
لم أطلب من ربي أن يغفر لي خطاياي ، أن يقربني إليه ، أن
يشبعني ويشبع حواسي وأفكاري ومشاعري ، أن يجعلني أحب الصلاة ، أن أستلذ الإنجيل ،
أن أتذوق جمال القداس الإلهي ، لم أساله أن يغير طبيعتي الخاطئة بقوة جسده الطاهر
ودمه الأقدس ، أن يجعلني أكره الخطية ، أن يعيدني لأحضانه.
رابعا : حتى طلباتي الجسدية تافهة وأنانية ، فلم أذكر
أهلي أو أقاربي ، أبى ، أمي ، أصدقائي ، كل ما فكرت فيه نفسي فقط.
حزنت جدا على مستوى الصلاة الذي وصلت إليه ، واضح أني لا
أفهم معنى الصلاة ، فالله قد سمح لي أنا الحقير بأن أكلمه و أتحدث معه وأشكو له
همومي ، وأنا استبدلت أعظم علاقة في الكون ، علاقتي بإلهي ،
بعبارات جوفاء.
قررت أن أتغير ،أن أتذوق الصلاة ، أن أعود لصلاة
المزامير ، أن أطلب ملكوت الله وبره أولا.
و قمت وصليت وقلت :أمل يارب أذنك و
استمعني لأني مسكين وبائس أنا .... يا إلهي خلص عبدك المتكل عليك ، ارحمني يارب
لأني إليك أصرخ اليوم كله .... أنصت يارب إلى صلاتي وأصغ إلى صوت تضرعي ، في يوم
شدتي إليك صرخت فأجبتني (مزمور 85 )
_____________
للأشتراك معنا على قناة
اليوتيوب لكى تتابعوا الفيديوهات اليومية الجديدة ،، أدخل على هذا الرابط واضغط
على كلمة (Subscribe)
صفحة القديسة مريم المصرية
السائحة
No comments:
Post a Comment