سلسلة قصص روحية
132. العملاق
كان " أوفيرو " شابا عملاقا مخيفا
في منظره ، يستطيع أن يحمل إي ثقل و كان فخورا بقوته البدنية و الوحشية . كان أحب
شئ إلي نفسه أن يكون تابعا لأقوى ملك في العالم و يخدمه ، فكلما سمع عن ملك قوي ،
ذهب لخدمته . و إذا هزمه آخر ، انتقل لخدمة الآخر. و في آخر الأمر ، خدم ملك مسيحي
و وجده يرشم الصليب ، فلما سأله عن ذلك ، قال له حتى لا يغلبني الشيطان . فلما سمع
ذلك ، تركه في الحال ، إذ ظن أن الشيطان أقوى منه و طلب أن يخدم الشيطان ، فانضم
لجيشه و كان يسرق و ينهب و يقتل و يريق الدماء . ظل " أوفيرو " معجبا
بالشيطان الملك العظيم ، في نظره ، إلى أن وجده يوم يرتجف و يسقط على الأرض هو و
كل جيوشه ثم يهرب .
فصرخ " أوفيرو " قائلا : ماذا حدث
؟ إن لم تقل لي سأتركك ؟ فاضطر أن يشير لصليب خشبي و يقول : إني أخافه ولا أستطيع
أن أقف قدامه.
صدم " أوفيرو " و قرر أن يترك الشيطان و يذهب
ليبحث عن الصليب و صاحبه الذي يدعى ملك السلام . أمسك أوفيرو بالصليب و شعر بقلبه
يذوب داخله ، فصرخ من أعماقه : أريد أن أعرفك . ظل يسير أيام كثيرة يطلب أن يرشده
أحد لصاحب الصليب حتى التقى براهب شيخ و حكى له حكايته ، فأشفق عليه الراهب و أخذ
يشرح له قصة الفداء حتى وصل للقيامة ، فأشرق وجهه و سأله : أين يوجد هذا الملك
العظيم لأخدمه و أقتل أعداءه . أجابه الراهب : لا يا بني ، إنه ملك السلام ، ليس
هذا طريقه . فقبل الإيمان بفرح و تعمد و صار مسيحيا ، وعلمه الراهب الصلاة و الصوم
إلا إنه كان مصمم على تقديم خدمة لهذا الملك العظيم .
فقال له الراهب : بالقرب من هذا المكان نهرا
لا يستطيع أحد عبوره أيام الفيضان بسبب كثرة أمواجه ، فيمكنك مساعدة المسافرين في
عبوره نظرا لقوتك الجسدية ، و هكذا أنت تؤدي عمل لملك السلام و امزج عملك
بالصلاة و ثق إنك عندما تخدمه سوف تراه .
بدأ " أوفيرو " عمله بنشاط و
جد وبنى له كوخ بجانب النهر و كان
المسافرون يطلبون مساعدته وهو يخدمهم بفرح ، فأحبوه .و كان دائما يصلي قائلا أريد أن أراك .
و في ليلة باردة و المطر ينهمر، إذا بصوت
يطرق بابه : استيقظ ، قم ، احملني عبر النهر . فلما فتح الباب لم يجد شيئا وتكرر الموقف ثلاث مرات . و في المرة الثالثة ،
رأى طفل صغير . تعجب لرؤيته وسط العواصف و الأمطار و لكنه حمله على كتفه و سار
يغالب الأمواج و الطفل يزداد ثقلا و البرد قارصا و الرعد يزمجر . أخيرا وصل "
أوفيرو " و وضع الطفل و هو يقول : شكرا للرب ، كأنني كنت أحمل الدنيا كلها .
فقال له الطفل : حقا ، لأنك كنت تحمل الملك ، ملك السلام ، خالق العالم .
شعر " أوفيرو " بفرح و خوف عظيمان
واهتز كل كيانه ، ثم سمع الطفل يقول له : سيدعى اسمك " خريستوفر " أي
حامل المسيح ، و عندما ترجع لكوخك ، اغرس عكازك في الأرض .
و في الحال هدأت الطبيعة ، فسجد " خريستوفر
" للمسيح و رجع فرحا متهللا و غرس عكازه
، و في الصباح وجده شجرة عظيمة .
و بعد ذلك ، ذهب ليعلن إيمانه بالمسيح في كل
مكان و أخذ يبشر بملك السلام ، إلى أن قبض عليه الملك الوثني و قطع رأسه ونال
إكليل الشهادة . و ترسم أيقونته الشهيرة و هو حامل السيد المسيح على كتفه و يعبر
به النهر وهو يعتبر شفيع المسافرين .
لقد قدم " خريستوفر خدمته المتواضعة
ممزوجة بالصلاة ، إذ قدم له كل قواه و مواهبه ذبيحة حب . و أنت تستطيع أيضا أن
تخدم كل إنسان مهما كان صغيرا أو فقيرا بالمحبة و التواضع ، فيقبلها الله .
+ الحق
اقول لكم بما انكم فعلتموه باحد اخوتي هؤلاء الاصاغر فبي فعلتم. (
مت 25 : 40 )
_____________
للأشتراك معنا على قناة
اليوتيوب لكى تتابعوا الفيديوهات اليومية الجديدة ،، أدخل على هذا الرابط واضغط
على كلمة (Subscribe)
صفحة القديسة مريم المصرية
السائحة
No comments:
Post a Comment