سلسلة قصص روحية
129. أنا فرحانة
في ليلة عيد
النيروز 10 سبتمبر عام 1979 كانت كنيسة مارجرجرس باسبورتنج مزدحمة بالشعب للاحتفال
بهذا العيد و كان من عادة أبونا بيشوي كامل في عشية النيروز أن يجمع ما أستطاع من
أيقونات الشهداء و يدور بها في الكنيسة بعد لحن " افنوتي ناي نان " و هو
يمشي يكاد يقفز من الفرح الروحي الذي كان يفيض من قلبه على شعبه ، فيتهلل الجميع .
و لما ضاق الشيطان بهذه الروح ، ملأ قلب بعض
الشباب المستهتر ، فوقفوا على جسر الترام المقابل للكنيسة ، و أخذوا يقذفون
الكنيسة بالطوب ، فأصابت هذه الحجارة نوافذ الكنيسة ، فتطاير الزجاج و....
و فجأة ارتفعت
صرخة إحدى السيدات ، لقد جاءت طوبة في نظارتها ، فتهشم زجاج النظارة و دخل عينها و
نزفت عينها و وجهها دما غزيراً ....
أسرع "
أبونا بيشوي كامل " نحو السيدة " لندا " التي أصيبت يحاول أن يضمد
شيئا ، و لكن العجيب في الأمر أن السيدة " لندا " كانت رغم الألم
تشكر ربنا قائلة لأبونا : " الحمد الله يا أبونا ، الحمد الله ، إن
الطوبة لم تأتي في تاسوني انجيل ( تاسوني انجيل زوجة أبونا بيشوي كامل ) التي كانت
تقف بجانبي الحمد الله إن الطوبة لم تصب
إحدي الفتيات الصغيرات ، أنا إمرأة كبيرة ، مش مهم ، دي بركة عيد النيروز ، أنا
فرحانة.... "
تعجب الجميع
من هذه السيدة التي ينزف الدم من عينيها و تتألم و هي فرحانة .
أسرع " أبونا بيشوي كامل " و أخذ االسيدة " لندا " إلي طبيب
العيون الدكتور " ماهر ميخائيل " . رفع الدكتور الضمادات التي كانت على
عينيها ، فوجد النزيف مستمرا و شظايا الزجاج متناثرة داخل العين ، فقال الطبيب
لأبونا : أنا لا أستطيع أن أفعل شيئا ،
سأعطيها مسكنا و شيئا يساعد على وقف النزيف و في الغد تأتي لنكشف على العين لنرى ماذا سنفعل .
و رغم ألمها ،
أصرت السيدة " لندا " على حضور سهرة عيد النيروز لتشترك في التسابيح
الجميلة حتى الصباح . و قد حاول " أبونا بيشوي كامل " أن يثنيها عن ذلك
حتى تذهب لتستريح و لكنها أصرت على تكملة
السهرة . فقال أبونا بيشوي : لندا ستدخل الملكوت حدف ، الملائكة أول ما يشوفوها
حيرموها في الملكوت على طول "
و تناولت
" لندا " و عادت لبيتها ، ثم ذهبت مع أبونا " بيشوي كامل "
إلي الدكتور ماهر ميخائيل الذي ما أن رفع الضمادات من على عينها حتى رأى المفاجأة
التي أذهلت الجميع ، فقد كانت العين سليمة تماما لا خدش و لا جرح و لا شظايا
الزجاج التى رأها بالأمس ، فالعين صحيحة
تماما .
لقد نظرت يا
سيدي إلي محبة هذه السيدة التي فرحت أن كل الزجاج أصاب عينها و لم يصب أحد
غيرها لقد نظرت يا سيدي إلي فرح السيدة
بأن تتألم مع شهدائك و هل تنسى تعب محبتها أبدا
من
كتاب رائحة المسيح في حياة أبرار معاصرين
للقمص لوقـا سـيداروس
الله ليس بظالم حتى ينسى عملكم و تعب المحبة التي اظهرتموها نحو
اسمه ( عب 6 : 10 )
_____________
للأشتراك معنا على قناة
اليوتيوب لكى تتابعوا الفيديوهات اليومية الجديدة ،، أدخل على هذا الرابط واضغط
على كلمة (Subscribe)
صفحة القديسة مريم المصرية
السائحة
No comments:
Post a Comment