سيرة حياة الأنبا أندراس "أبو
الليف"
الأنبا أندراس أو "أبو
الليف" أو صاحب اللحية البيضاء، هو تلميذ القديس بيسنتاؤس أسقف قفط من رجال القرن السابع.
نشأته :
ولد ببلدة شنهور، قرية من أعمال قنا بالصعيد الأقصى. نشأ بين والدين بسيطين،
وكان والده فلاحًا. وقد اتسم الابن منذ صبوته بالحياة الفاضلة مع شوق للانفراد
والعبادة. ففي أحد الأيام إذ كان يرافق والده رأى أباه يقطف سنبله من حقل جاره، فنظر
إليه في عتاب، وصار يؤنبه كيف يمد يده على مال غيره، فدُهش الأب وبقيّ صامتًا،
لا يعرف بماذا يجيب. إذ بلغ الثانية عشرة من عمره كان والده يتركه ليرعى غنمه
القليل، وكان الصبي بفرح يقبل هذا العمل إذ يوزع طعامه على المحتاجين ويبقى صائمًا
حتى المساء، كما كان يجد في رعاية الغنم فرصته للاختلاء مع الله والحديث معه في
الطبيعة الجميلة والهواء الطلق. إذ بلغ العشرين من عمره كان شوقه للرهبنه قد التهب
جدًا، فتسلل إلى النهر ليعبر النيل وينطلق إلى الجبل الغربي، ويطرق باب دير بجبل
الأساس حيث تدرب على الحياة الديرية ولبس الإسكيم المقدس.
جهاده مع عدو الخير :
إذ نما في النعمة جدًا، وارتفعت قامته الروحية ممارسًا الصلوات الطويلة بقلب ملتهب،
سالكًا بمحبة شديدة مع اخوته الرهبان، بدأ عدو الخير يحاربه بطرق كثيرة، فتارة ظهر
له في شكل راهب شيخ ليقف معه يشكو له حاله وحال الدير، وكيف يسلك معه الرهبان
بقسوة وظلم، وأنه قد سرى بين الرهبان حب الذات وفقدوا مخافة الله، وكان بذلك يود
أن يفقده بساطته وسلامه الداخلي لعله يستطيع أن يحرضه على ترك الدير، أما هو
ففي بساطة وإيمان، قال: " الله الذي أعطى القوة والنصرة لآبائنا
القديسين أنطونيوس ومقاريوس هو يقيني يا أخي، فأخلص من شر هذا العالم الزائل ". وإذ قال هذا صار الشيطان
كالدخان.
مرة أخرى ظهر له في شكل ملك عظيم تحيط به حاشية ضخمة بأمجاد كثيرة،
وصار يقول له إنه ملك هذه البلاد، وأنه قد وجد نعمة في عينيه لذا يهبه الولاية على
مقاطعة عظيمة إن أطاعه وترك الدير. أجابه أندرآس: " مالي وهذه الأشياء، لأنه ماذا
ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟ " ثم رشم علامة الصليب، فهرب عدو الخير
في خزي وضعف!.
مرة ثالثة ظهر له في شكل امرأة جميلة الصورة جدًا، وكانت ترتعش من شدة
البرد،
فسألته أن
يأويها في مكان إلى حين، فإذا أعد لها مكانًا، صارت تطلب منه ألا يتركها، للحال رشم نفسه بعلامة الصليب
وطلب عونًا من الله، فصارت كالدخان واختفت.
مرة أخرى أراد العدو أن يرعبه فظهر له كأسد مخيف يهاجمه، لكنه بقوة الله رشمه
بعلامة الصليب فانهزم العدو.
تلمذته للقديس بيسنتاؤس :
يبدو أن صداقة قد ربطت الراهب بالأسقف، وحبًا شديد ضم الروحين معًا، وكأن الله بهذا كان يُعد
هذا الراهب للتلمذة لهذا الأسقف القديس. فإنه بعد فترة مرض رئيس الدير "أنبا
يعقوب"، فكان أندرآس يخدمه بحب شديد، وإذ جاءت اللحظات الأخيرة بارك يعقوب ابنه
وطلب منه أن يترك الدير بعد رقاده ويذهب إلى الأسقف. تحقق هذا، وفرح الأسقف بالراهب
جدًا خاصة أن الاثنين كانا يميلان إلى حياة الوحدة، فكثيرًا ما كانا ينطلقان إلى
البرية ليقضيا فترات خلوة طويلة في الصحراء. كمل الراهب القديس حياته بنسك شديد، وقد
وهبه الله عطية شفاء المرضى وإخراج الشياطين، فكانت الجموع تلجأ إليه تطلب
إرشاداته وصلواته وبركته.
نياحته :
تنيح القديس في 18 طوبة ودفن في قبر أٌقيمت عليه كنيسة لازالت قائمة
في
الدير الذي
يحمل اسمه: "دير أبو الليف"، الذي يقع بالقرب من قرية حاجر دنفيق على بعد حوالي 350 مترًا من دير
الصليب المقدس.
بركة صلواته تكون معنا دائما . أمين
_____________
للأشتراك معنا على قناة اليوتيوب لكى تتابعوا الفيديوهات اليومية الجديدة ،، أدخل على هذا الرابط واضغط على كلمة (Subscribe)
صفحة القديسة مريم المصرية السائحة
No comments:
Post a Comment