سلسلة قصص روحية
52. المصباح السحرى
ربما تجد هذه القصة غريبة بعض الشيء عن القصص
الأخرى التي نكتبها و بالتأكيد ستكون أول مرة تقرأها و لكنها حدثت و تحدث كل يوم ،
فصدقها.
ففي هذا الصباح و عندما كنت أسير وحدي على
شاطئ البحر ، اصطدمت بشيء ، فوقعت على وجهي و عندما قمت ، كنت ألتفت إلى ما أوقعني
فوجدتها قطعة من النحاس قد علاها الصدأ ، حفرت حولها و أخرجت بقيتها ، فوجدتها
مصباح نحاسي قديم و ربما هو ملقى هنا من آلاف السنيين فقط لاصطدم به. دعكته و على
وجهي ابتسامة و كأنه مصباح علاء الدين
الذي كانوا ينسجوا حوله القصص من مئات السنين و .....
و تلاشت من على وجهي الابتسامة و حلت محلها
نظرة رعب لهذا الجني الذي ظهر أمامي عاقدا ذراعيه فوق صدره قائلا : شبيك لبيك
لقد أعطاني خمسة أمنيات ليحققها ، فكانت
الأولى و نتيجة لفيلم GLADIATOR الذي شاهدته أول أمس أن أكون قائد المملكة
الرومانية على ألا أموت في آخر الفيلم ، أما الثانية فانعكست على الدراسة الصعبة
التي تواجهني في الكلية فكانت أن أكون الطبيب الوحيد في العالم الذي يستطيع أن يصف
كل طرق علاج الأمراض بما فيها مرض الجمرة الخبيثة ( الأنثراكس ) ، هل تسألني عن
الأمنية الثالثة ؟
لقد كانت أن أكون أوسم خلق الله أجمعين وأكثرهم
جاذبية ، هل بدأت تمل و تزهق ؟
الرابعة هي أن أكون لاعب كرة من طراز فريد
يتراوح سعري ما بين المليار و الدشليار بالدولار طبعا
وأما الأمنية الخامسة فكانت ولشغفي الشديد
بالفضاء فكانت أن أكون أعظم رائد فضاء عرفته البشرية.
هل تسألني هل حقق الجني هذه الأمنيات ؟ نعم و
الحق يقال ، لقد كان أجدع جني عرفته في حياتي ، فلقد جعلني ملكا على الإمبراطورية
الرومانية ، وفي الوقت الذي كنت أطوح بسيفي يمينا ويسارا ، فقد كنت أمارس هوايتي
المفضلة لمدة ربع ساعة كل أسبوع ، أسجل 4 أهداف ثم أخرج. أما عن الطب ، فقد كانوا
يأتون إلي ليقولوا : هناك نوبة برد ، فأقول : شاي بليمون ، و ماذا عن السكر ،
فأجيب نعناع .
و لقد حقق لي أعظم الأماني عندما أصبحت أول
من وضع قدمه على المريخ ولولائي الوطني رفعت العلم المصري على الأرض المريخية ،
أما في موضوع الوسامة و الجاذبية ، فان الشيء الوحيد الذي فشلت فيه هو تعداد
المعجبات لأن الأفندية رجالي كانوا يخطئون في العد.
تحققت لي كل ما تمنيت ، عشت حياتي بالطول والعرض
، لقد سارت على ما يرام و مرت الأيام و مضت السنين ، و الآن ها أنا على فراش الموت
، أموت ، أحتضر ، نعم إنها النهاية ، نهاية كل كائن حي ، الموت ، حينما يعرف كل
إنسان مستقبله النهائي ، حينما تنحصر كل ممتلكاته و كل ما معه في تابوت صغير ولوحة
من الرخام كتب عليها : هنا يرقد فلان .
لقد كان شعورا فظيعا عندما أتت النهاية ، لقد
كان الألم رهيبا في كل جسمي و كنت مصاب بصعوبة في التنفس تجعلني ألهث وراء الهواء
الذي استنشقه ، و جدت نفسي أصرخ يا إلهي ارحمني من هذا العذاب ، خلصني من هذا ....
ما هذا ؟ يا إلهي
، إنها أول مرة أناديك ، أعيش حياتي كلها بالطول والعرض كما أردت و الآن أناديك و
ألجأ إليك ، و لكن ماذا يحدث ؟ إني أموت ، نعم فأنا أشعر بروحي تفارق جسدي ، سأقول
لك شيئا في الثواني البقية ، أنت تكرر قصتي عندما تعيش حياتك بالطول والعرض ناسيا
إن الله هو إلهك ، خلاصك ، أبوك ، حبيبك ، تنساه و أنت تطلب منه الأماني المادية
ناسيا كلمته " اطلبوا أولا ملكوت الله و بره و هذه كله ا
تزاد لكم "تنساه عندما تنشغل بشهوات مادية تربطك بالعالم ،
حاول أن تقوم من رقادك ، استيقظ من غفوتك و أحلامك لتكون مستحقا سماع صوته الممتلئ
فرحا " تعالوا إلي يا مباركي أبي رثوا الملك المعد لكم من قبل
إنشاء العالم " و لا تسمع هذه الجملة التي أسمعها الآن و أخشى أن
تسمعها أنت أيضا " يا غبي ! هذه الليلة
تطلب نفسك منك ، فهذه التي أعددتها لمن تكون ، اذهبوا عني يا ملاعين لأني لا
أعرفكم "
+++
+ باطل الاباطيل الكل باطل ما
الفائدة للانسان من كل تعبه الذي يتعبه تحت الشمس . (جامعة 1 : 2- 3 )
_____________
للأشتراك معنا على قناة اليوتيوب لكى تتابعوا الفيديوهات اليومية الجديدة ،، أدخل على هذا الرابط واضغط على كلمة (Subscribe)
صفحة القديسة مريم المصرية السائحة
No comments:
Post a Comment