سلسلة قصص روحية
124. عقارب الساعة
" يجب أن أجد أبونا الآن بأي ثمن" هذه العبارة
قلتها لنفسي الساعة 12 ليلا و ...
كلا يجب أن تعلموا القصة من الأول. أنا شاب في العشرين
من عمري ، نشأت نشأة متدينة لحد
كبير و كنت
مواظب على الصلاة و الصوم و القداسات و الاعتراف ، كنت خادم في الكنيسة و
كنت راضي عن
نفسي و عن خدمتي و لكن.....
ولكن الخادم الذي كان يخدمني وأنا طفل نبهني لشخص مهم ،
صديقي ، صديقي الذي كنا معا مثالا للصداقة الجميلة التي تقربنا من الرب يسوع ، أين
هو الآن ؟ أين هو ؟ لقد كنا لا نفترق قط في المرحلة الابتدائية والإعدادية كنا
دائما نحضر القداس كل يوم مع بعض و نصلي صلاة نصف الليل في الكنيسة . أين هو الآن
؟ أين هو ؟ أين ابن الكنيسة؟
لقد ابتدأ يتغير شيئا فشيئا حتى ضاع ، ابتدأ الأول في
المرحلة الثانوية يتغير ثم انحرف تماما عند دخول الجامعة . قد أجده الآن على أحد
المقاهي يدخن السيجارة أو يشرب التفاحة ، أو سأجده مع إحدى الصديقات في مكان
رومانسي أو بعض الزملاء يشاهدون فيلما لا يليق.
قررت ألا أتركه فريسة للشيطان وابتدأت أصلي من أجله ، و
أضع اسمه على المذبح . كنت أحاول أن أكلمه عن محبة ربنا لنا رغم شرورنا و إن الله
يكره الخطية و لا يكرهنا ، وكيف إن محبة الله هي القادرة على إشباعه و ....
و لكنه لم يستجيب ، فقد تغير تماما ، لقد أصبح شيطان
مريد ، و لكن حالته النفسية مدمرة ، فهو خائف و متضايق وحزين و مضطرب وبائس و.....
و ذات يوم ، جاءني خبر رهيب ،صديقك انقلبت به السيارة و
هو يصارع الموت في إحدى المستشفيات . جريت إلي المستشفي في تلك الليلة السوداء و
قابلت الدكتور الذي قال لي بهدوء مستفز : إنه في غيبوبة و لن يعيش أكثر من 4ساعات.
خارت قواي و كدت اسقط فاقد الوعي و ...... و تنبهت
لحقيقة مخيفة " إذا مات الآن فسيذهب للجحيم حدف ،فإذا كان الطب لا يستطيع أن
يحيي جسده ، فيجب أن أبذل جهدي لأنقذ روحه الهالكة".
و خرجت من المستشفى وقلت العبارة السابقة " ينبغي
أن أجد أبونا الآن بأي ثمن"
أخذت أجري في الشوارع و ذهبت لكاهن كنيسة مارمينا و لكن
للأسف كان في رحلة للغردقة ، وكدت أجن ،فأنا لا أعرف نمرة إي كاهن آخر و الساعات
تمضي بسرعة رهيبة و لا يمضي على الزمن الذي حدده الدكتور سوى ساعتان و أنا في
الشارع و ليس معي( موبايل ) لأتصل بأي شخص .ما الحل ؟ سوف يموت صديقي .
هداني تفكيري لأذهب لأقرب محل و اتصل بأبي و لكنه قال
بأسى : لا أعرف ماذا أفعل ، الله معك.
انهرت تماما و أخذت أصرخ " يا عدراء ، يا مارمينا ،
يا مارجرجس ، تشفعوا لي عند ربي ، سوف يذهب صديقي للجحيم ، سوف يموت و أنا مكتوف
اليدين ، اللهم التفت إلي معونتي ، يستجيب لك الرب في يوم شدتك "
أخت أبكي فقد مضي الوقت و بقيت 10 دقائق فقط و يئست
تماما ، هل أذهب لألقي عليه نظرة الوداع ؟ أم أذهب للبيت ؟
قررت الرجوع للكنيسة و ذهبت و ...
و جدت بها زحام غير عادي و هو شيء في منتهى الغرابة
الساعة ال4 صباحا و لكن المفاجأة المذهلة كانت عودة رحلة الغردقة و ها هو أبونا
واقف. وجدت نفسي أقفز عليه و أمسك به و أركب التاكسي لنذهب للمستشفى و في الطريق
شرحت له الموقف كله و لكن كان قلبي يخفق من الرعب . هل سأجده حيا أم ميتا ؟ و
التاكسي يسرع في الطريق و عقارب الساعة تمضي في جنون و كأنها تريد الموت لصديقي .
جرينا نحو المستشفى و أنا ميت من الرعب و سألت الدكتور
بكل لهفة : هل مازال حيا ؟ فقال لي بهدوئه المستفز :
كلا لقد مات منذ 10دقائق. كانت إجابته كخنجر من نار
اخترق قلبي و مادت بي الدنيا و....
و فجأة وجدت أبونا و أبى وأمي يقفون مبتسمين لي ، فصرخت
في وجوههم : لقد مات ، مات ، مات ، لماذا تبتسمون . فنظروا لبعض في دهشة و شرح لي
أبونا ما حدث و يجب أن تعلموا ما حدث.
فعندما ركبت التاكسي مع أبونا ، نمت من التعب و الإرهاق
، و حلمت بهذا الكابوس الرهيب و هو إن صديقي مات . و لكن الذي حدث هو أن أبونا ذهب
للمستشفى و سأل عن صديقي ، فقال له الدكتور : لقد حدثت معجزة و تحسنت حالته و
استعاد وعيه ، مع إنني كنت متأكد من موته.
فذهب إليه أبونا وحكى له ما حدث ، و ما فعلته من أجله ،
فتأثر جدا و ندم على ما فعله و قرر التوبة وأعترف لأبونا بكل ما فعله و سوف يزوره
أبونا غدا ليناوله . أشكرك يا إلهي لقد رجع صديقي لحضنك.
هل تعرف يا صديقي إن الله أرسلك سفيرا له وسط زملائك و
أصدقائك و أهل بيتك، فماذا فعلت من أجلهم. ابذل جهدك في خلاص النفوس ، و عندئذ
ستخلص نفسك أيضا.
اذا نسعى كسفراء عن المسيح كان الله يعظ بنا الله ( 2كو 5 : 20 )
_____________
للأشتراك معنا على قناة
اليوتيوب لكى تتابعوا الفيديوهات اليومية الجديدة ،، أدخل على هذا الرابط واضغط
على كلمة (Subscribe)
صفحة القديسة مريم المصرية
السائحة
No comments:
Post a Comment