سلسلة قصص روحية
71. سندوتش اللحم
تلفت
حوله فوجد نفسه وحيدا ، فقد مات أبوه و هو طفل وعاش مع أمه التي لم تكن تملك أن
تعمل شيئا سوى أن تخيط بعض الملابس للجيران و الأصدقاء و من هذه الجنيهات تمكنت أن
تدخله المدرسة
فتفوق بها رغم
ظروفه القاسية و راحت الأحلام تداعب جفونه
، هل يمكن أن يصير شيئا عظيما برغم الظروف ، فكانت أمه تقول له دائما : هل
يستحيل على الرب شئ ، الذي أعطى لسارة ابنا ، الذي نجى دانيال من الأسود ، الذي
أطفأ قوة النيران ، الذي أشبع الجموع من
الخمس خبزات.
ولكن مفاجأة قاسية كانت تنتظره و هي موت أمه وهو لم يبلغ
بعد سن الثالثة عشر وتباعد الأقارب مكتفين بحضور العزاء والتمنيات الطيبة .....
ولكن كلمات الأم ظلت ترن في أذنيه : هل يستحيل على الرب
شئ ، تجدد الأمل في قلبه و قرر أن يدرس ويعمل في نفس الوقت و هكذا تنقل من أحواض
الغسيل في المطاعم و مسح البلاط في المستشفيات ، وكم كان يستهويه منظر الأطباء في
ملابسهم البيضاء و يداعبه الحلم القديم ، هل يمكن أن يصير طبيبا و هل سيكون ملاك
رحمة ؟
ثم عاد يصلي يارب ، لست أفهم إرادتك الآن في كل ما حدث ،
ولكني واثق إن كل الأشياء تعمل للخير للذين يحبون الله.
كم كانت تستهويه قصة يوسف ، وهو في البئر ثم في السجن ثم
أعظم رجل في مصر .
و في ليلة شديدة البرودة عاد بعد انتهاء عمله في
المستشفى من غسيل الأرض ، وكان الجوع ينهش أحشاءه ، ماذا يعمل ؟ هل كان من الأفضل
له أن يسرق أو يتسول ، لا ....
سأطرق الباب وأطلب لقمة عيش من أي شخص ، وفعلا طرق باب
بيت صغير في الطريق ، ففتحت له فتاة شابة لكنه لم يجد في نفسه الشجاعة أن يطلب
خبزا ، فلم يتعود أن يطلب شيئا من أحد ، وقالت له : أي خدمة ؟ فقال لها : ممكن كوب
ماء ، رأته الفتاه يرتجف من البرد بقميصه البالي ، فأحضرت له كوب لبن ساخن و
سندويتش كبير من اللحم ، فأبرقت عيناه و
شكرها بشدة و التهم السندويتش وانصرف.
و مضت الأيام طويلة قاسية ولكن الحلم تحقق واستطاع
بمكافأة التفوق في الثانوية العامة أن يدخل كلية الطب و يتخرج بامتياز مع مرتبة
الشرف ويصير معيدا بقسم الجراحة .
و حصل على الدكتوراه و صار جراحا مشهورا وافتتح مستشفى
خاص وكان يتم استدعاؤه في العمليات الخطيرة التي تحتاج لمهارة خاصة .
و في ليلة تم استدعاؤه لإجراء عملية عاجلة خطيرة لطفل في
الـ12 من عمره و أتم العملية بمهارة شديدة وبتوفيق من الله و لكنه طلب من الأم أن
يمكث ابنها في المستشفى لمدة خمسة عشر يوما تحت الملاحظة ولكن الأم أصرت عل خروج ابنها على مسئوليتها
لعدم تمكنها من دفع نفقات المستشفى ، فهي بالكاد سوف تستطيع دفع ثمن العملية ....
أما الطبيب فأصر على مطلبه ، فوافقت الأم ، و عند انتهاء
المدة ، قدمت طلبا لتقسيط المال و ....
و لكن المفاجأة الشديدة التي أصابتها بالذهول عندما ذهبت
لتدفع المبلغ عند الموظف هي عدم وجود
فاتورة ، فقط ورقة مرسوم عليها كوب لبن و سندوتش و مكتوب بخط كبير تحتها :
تم سداد الفاتورة منذ 20 سنة ثم توقيع الطبيب.
و رأى الطبيب ابتسامة الأم و فرحتها هي وابنها ، وتذكر
أنه مر بنفس الأحاسيس منذ 20 سنة.
+ و كما تريدون ان يفعل الناس
بكم افعلوا انتم ايضا بهم هكذا ( لو 6 :
31 )
_____________
للأشتراك معنا على قناة
اليوتيوب لكى تتابعوا الفيديوهات اليومية الجديدة ،، أدخل على هذا الرابط واضغط
على كلمة (Subscribe)
صفحة القديسة مريم المصرية
السائحة
No comments:
Post a Comment