سلسلة قصص روحية
64. البهلوان
فتح عينيه على الحياة ، فوجد والده يعمل
بهلوانا حتى إنهم كانوا يستدعونه في بعض الحفلات التي يحضرها الإمبراطور ليضحك
الشعب و الحاشية بحركاته العجيبة .
ورث " مرقس " عن والده هذه الصنعة
، حتى صار مشهورا مثله ...... ولكن في كل مرة كان يرى المسيحيين يتقدمون للاستشهاد
، كان يشعر برغبة شديدة ليتعلم مبادئ الدين المسيحي ، الذي لا يعلم عنه سوى القليل
. بدأ يذهب للكنيسة و أحب المسيح و سمع قصص الأباء الرهبان .
فذهب إلى رئيس الدير يطلب منه أن يقبله راهبا
عنده لأنه قد أحب المسيح حبا شديدا ، فسأله عن الصلاة و الصوم و القداس و التسبحة
و .... فأجابه : يا أبي ، إني لا أعرف
شيئا في حياتي سوى الألعاب البهلوانية ، و لكني مستعد أن أعمل إي شئ تطلبه مني . علمني و أنا سأكون تلميذا مطيعا .
أحس رئيس الدير بمحبته و طاعته ، فقبله راهبا
تحت الاختبار . و في يوم طرق بعض الرهبان باب رئيس الدير و هم غاضبون ..... ما هذا
يا أبانا ، هل نحن هنا في سيرك ؟ إننا تركنا العالم لنتفرغ للصلاة فهل يأتي هذا الراهب البهلوان ليفسد علينا
وحدتنا . فقال لهم رئيس الدير : ماذا حدث يا أخوتي ؟ فقالوا له تعال و انظر يا أبانا ، إن الراهب البهلوان
يمارس الألعاب البهلوانية في الدير . فتعجب الأب في داخله و صرفهم و وعدهم أن
يتصرف في الأمر .
صلى رئيس الدير كما تعود و طلب من الله أن
يرشده في التصرف ، هل يطرده ؟ أم كيف يتصرف معه ؟
و في خطوات هادئة ، ذهب نحو قلاية الراهب
البهلوان ، و إذا به يجد الراهب يقفز و يتشقلب و ينط و يفط و يعمل ما كان يعمله في السيرك . غضب أبونا و
اقترب أكثر ، فوجده أمام صورة العذراء يحدثها قائلا : يا أمي العذراء ، كل سنة و
أنت طيبة ، أنا لا أعرف كيف أقدم لك شيئا تعبير عن حبي لك في ليلة عيدك . فأنا لم
أتعلم سوى شيئا واحدا عن والدي ، فسأقدمه لك . و لكني أعدك أن أحاول أتعلم
التماجيد مثل سائر آبائي الرهبان ، فهل تقبلي مني هذه اللعبة البهلوانية ؟
و لشدة دهشة رئيس الدير ، فقد رأى صورة
العذراء التي أمامه تبتسم و تمد يدها الطاهرة لتمسح له عرقه وهو يؤدي تلك الألعاب
البهلوانية المعقدة .....
بكى رئيس الدير و ذهب متعجبا في نفسه ، فإن
الله يقبل من كل إنسان ما يعبر به عن حبه إذا كان صادقا .
قديما تذمر التلاميذ عندما كسرت المرأة قارورة
الطيب عند قدمي المسيح و قالوا لماذا هذا الإتلاف ، و لكن الرب يسوع فرح بها و
مدحها أكثر من الجميع . فلا يهمك يا صديقي ما يقوله الناس عنك ، إنما قدم للمسيح
إي عمل مهما كان صغيرا ممزوجا بالحب فسيفرح به جدا .
قد تدعو صديقك للاجتماع , أو تقول له نصيحة صادقة ، أو قد تحدثه عن جمال
القداس ، أو ترفض وقفة غير لائقة ، أو ترفض شرب سيجارة ، أو لا تذهب للقهوة . قد
يسخر منك الآخرين و لكن ثق إنك كسرت قارورة طيب عند قدمي المسيح .
لان الله
ليس بظالم حتى ينسى عملكم و تعب المحبة التي اظهرتموها نحو اسمه اذ قد خدمتم
القديسين و تخدمونهم ( عب 6 : 10 )
_____________
للأشتراك معنا على قناة
اليوتيوب لكى تتابعوا الفيديوهات اليومية الجديدة ،، أدخل على هذا الرابط واضغط
على كلمة (Subscribe)
صفحة القديسة مريم المصرية
السائحة
No comments:
Post a Comment