سيرة حياة البار حبيب فرج
ولد قديسنا عام 1914 بحي جزيرة بدران بشبرا
من أسرة ميسورة الحال وقد مات لوالدته ثلاثة أطفال قبل ولادته. وشب حبيب مدللا جدا
ما يطلب شئ إلا وينفذوه له في الحال فكان ولدا عنيداً كثير التبرم على
والديه لا يعطى اهتماما لكلامهم أو نصائحهم.
كان في بدء حياته مع اللـه في حالة من الفتور
الروحي بعيدا عن أحضان الكنيسة والاجتماعات الروحية ولا يتلو حتى الصلاة
الربانية لاهيا عن خلاص نفسه. وكان والده يحثه على تغيير نمط حياته هذا الذي جعله
في حالة من التبلد واللامبالاة وكان يقول له
"يا ابني أمامك كتب مقدسة كثيرة افتح أحدها وانظر لما فيها لعلها تلمس قلبك
وتغير من سلوكك."
و كان خدام الأنبا انطونيوس بشبرا يترددون
عليه كثيرا للافتقاد أما هو فكان يسد أذنيه عن سماع أي دعوة توجه إليه بل كان يقابلهم
مقابلة سيئة حينا ويتهرب منهم حينا. لكن هؤلاء الخدام لم يحطمهم اليأس في
اجتذاب هذه النفس إلى المسيح ولما
تعب من كثرة ترددهم عليه اتفق انه سينزل معهم هذا الاسبوع للاجتماع على أساس أنه
إذا لم تعجبه الكلمة الروحية فلن يأتي مرة أخرى للاجتماع ولا يريد أن يفتقده أحدا
مرة أخرى.
و كانت كلمة الاجتماع عن التوبة والرجوع وعلى
إثرها خرج مبكتا نفسه وعزم على تغيير مسار حياته متفكرا في أبدية صالحة وهذا
يعلمنا شيئان في منتهى الأهمية :
1- إذا رأينا إنسانا بعيد عن الرب فلا نحكم
عليه سريعا بالهلاك فاللـه ينظر للإنسان باعتبار ما هو قادم وبطول أناته يعود به
للحظيرة الروحية.
2- الخدمة الصالحة المهتمة بتوصيل النفوس الى بر الأمان لا تجعل من
اليأس طريقا وتنسكب أمام اللـه في صلوات كثيرة من أجل خروف واحد وبالتأكيد
كان وراء انسحاق قلبه بمجرد سماعه العظة صلوات نارية من الخدام لأجل خلاص نفسه.
نعود لحبيب فرج ذلك الشخص البالغ من
العمر وقتها سبعة عشر عاما نجده قد قطع ما كان ينوى الذهاب اليه من مقابلات بعد
الاجتماع داخلا الى حجرته بمنزله متفكرا مع نفسه "ترى ماذا جنيت يا
حبيب من تلك العلاقة السطحية التي بينك وبين إلهك، الازلت تعاند، الازلت تكابر،
الازلت تعصى؟ استيقظ لأنه لم يعد في العمر بقية تضيعها فيما لا يجدي". ثم دخل
لينام في هذه الليلة المعهودة الفاصلة وقلبه منشغلا بالكلمة الروحية التي لمس
اللـه فيها قلبه.
كان يقول عن تلك الليلة أنها الليلة المقدسة
الخالدة التي حولت حياته من النقيض إلى النقيض فكانت بها رؤية سماوية. فرأى وهو
نائم إذ ظهرت له السيدة العذراء مريم توقظه من ثباته وتطلب منه أن يعبر خلفها هوة
عميقة متقدة نارا متأججة وكانت هي الجحيم ورأى فيها أناسا يتلوون من العذاب ويبكون
فانزعجت نفسه جدا وطلب منها أن يخرج سريعا من هذا المكان لأنه لم يستطيع عبور
الهوة أو البحيرة لاتساعها. فقالت له "ارشم علامة الصليب واغمض عينيك واتبعني
فستعبرها بسلام" ولما نفذ ما قالته أم النور عبر بسلام حيث الفردوس مكان
انتظار الأبرار فإذ به في مكان فسيح يشبه القصر النوراني العظيم نوره متوهج ناصع
وقد رأى عرش النعمة وبجواره عروشا كثيرة يجلس عليها أناس منيرين وعرفته بهم السيدة
العذراء "هذا إبراهيم أب الأباء وهذا داود النبي، وهذا الأنبا انطونيوس…
الخ" رأى هؤلاء القديسين جالسين على كراسي نورانية عجيبة الجمال والبهاء
ولاحظ أن هناك كرسيا شاغرا لا يجلس عليه أحد، فسألها باندهاش "كرسى من هذا؟
ومن الذى تركه هكذا؟" أجابته السيدة العذراء "إلا تعرف كرسى من هذا؟ إنه
لك إن إتبعت يسوع وعملت ما أوصيك به." قال "تفضلى". قالت "
إمسك نوته وسجل فيها ما يصدر منك يوميا من أمور غير مستحبة عند اللـه فلا تحلف بل
قل صدقني، ولا تكذب بل فالصدق منجى ولا تشتم بل قل اللـه يباركك ولا تكره فالمحبة
هي أساس العقيدة ولمحبة السيد المسيح افتدانا بدمه الذكى الطاهر، وإعط العشور،
وأطعم المحروم، وزر الأرملة، وكرس يوم الرب، وداوم على الصلاة والصوم وبعد ذلك سترى اللـه
الجالس على هذا العرش". ثم انصرفت بسلام.
أفاق من هذه الرؤية المباركة صباح اليوم
التالي وقد تغير كلية واشترى نوتة وأخذ يسجل فيها كل ما اعتبره خطأ وفى أقل من
اسبوعين لم يجد ما يسجله إذ صار نظيفا صافيا وصار من أبناء الكنيسة المباركين وذهب
لأبونا بطرس الجوهري راعى الكنيسة وروى له ما حدث معترفا بذنوبه السابقة فسعد به
أبونا جدا ومن ذلك الحين لم يتركه بل صار له كظله يكدحان فى كرم الرب معا بكل
أمانة وظل طيلة حياته يصلى من أجله ليصل الى ذلك الكرسي النوراني.
بدأ حياة الجهاد القوى والزهد الشديد فى سن
مبكرة حتى ما يقتل أهواءه وشهواته ووضع لجام جسده فى يد الروح حتى تسمو ولم يكن
جسده محسوبا عنده فهو يضعه وفق إرادة يسوع ومع ذلك كان فى حيوية ودموية دائمة
ونضارته لم يكن لها مثيل فإن رأيته خارجا من حجرته بعد صلوات كثيرة تحس انك أمام
جبار بأس
عبادته
كان أمينًا في صلوات المزامير السبع. فكان في الصباح يصلي باكر
والثالثة، وبعد عودته من عمله وقبل الغداء يصلي السادسة والتاسعة، وقبل خروجه من
منزله بعد الظهر كان يصلي الغروب والنوم، وقبل أن ينام يتلذذ بصلاة نصف الليل.
كان يمارس جميع أصوام الكنيسة إلى ساعة متأخرة جدًا، غالبًا إلى
المساء، ومع أنه كان يجد اعتراضًا من والدته، لكن ذلك لم يضعف من عزمه. وقيل إنه
كانت له أصوام خاصة يفرضها على نفسه أيام الإفطار (بإشراف أب اعترافه). وفي أصوامه
كان يأكل مرة واحدة كل أربع وعشرين ساعة. وكان يمارس صوم يونان الثلاثة أيام كلها
انقطاعًا، وصام في إحدى المرات أسبوعًا كاملاً، وقد فكر في أن يصوم الأربعين
المقدسة دون طعامٍ مطلقًا لولا أن أب اعترافه انتهره.
كان محبًا للكنيسة، محبًا لألحانها يرددها على الدوام، وكان متمسكًا
بتُراثها. وشهد عنه أب اعترافه كيف كان أمينًا في اعترافه، وكيف كان يستعد للتناول
من الأسرار المقدسة. وكان يبكر في المجيء إلى الكنيسة، ويظل واقفًا في آخر الكنيسة
طوال القداس، وكان ضميره لا يساعده على ترك الكنيسة قبل نهاية الخدمة.
1-
خدمة مدارس الأحد :
خدم بمدارس أحد كنيسة الأنبا انطونيوس بشبرا ثم اتجه لتأسيس فرع آخر لخدمة
مدارس الأحد بجمعية القديسة دميانة بأرض بابادبلو، وقد لقى مضايقات كثيرة في خدمته
بهذه الجمعية فكان الأولاد في هذه المنطقة يقذفونه بالطوب ويسبونه فكان في مغفرة
يهديهم مال أو صورا ويقول لهم "ربنا يبارككم" . كما كان يقوم بالخدمة في
أماكن بعيدة وصعبة وليست بها مواصلات فيضطر لتأجير عجلة تنقله ذهابا وايابا لدرجة
أنه مرة رجع متأخرا جدا وقد قام بحمل العجلة على كتفه لأنها تعطلت وسار ماشيا على
قدميه من منطقة
بهتيم قرب مسطرد إلى منزله بشبرا.
2- بناءه للجمعيات والكنائس :
ساعد حبيب في بناء العديد من الجمعيات والكنائس من جهده وماله الخاص وحينما
نذكر قصة بناء بيعة الأنبا انطونيوس إنما نذكر ما قام به من مهنة كفاعل في بناءها
سنة 1936 يقدم المونة والدبش والطوب للبناءين حتى ما يوفر خمسة عشر قرشا للكنيسة
كأجرة فاعل كما قام بتأسيس جمعيات كثيرة من القوم البسطاء في جهات عديدة وكان
يعظهم باسلوب بسيط حتى تعلق به الجميع وأحبوه وتعلموا كثيرا منه مقتدين بأمثولته
الحسنة. كما أنشأ جمعية العذراء ببشتيل البلد ومكانها اليوم بيعة مقدسة وبشتيل هذه
من توابع منطقة امبابة بالجيزة.
جمعيه حبيب :
اختمرت بقلبه فكرة أن ينشأ جمعية بمنزله الخاص بأسرته بشارع المحمودى وخصص
له والده نحو 160 مترا من العقار الذي يمتلكه (وهي عبارة عن حوش المنزل) وساعده
أبونا بطرس بإعطائه بعض الدكك من كنيسة الأنبا انطونيوس.
كان حبيب يمر على أسر المنطقة يوميا يفتقدهم ويدعوهم للجمعية يومي الأحد
والأربعاء منبها بأن العمر على الأرض نقطة واحدة بالنسبة لبحر الحياة السمائية مع
اللـه، وكان بنفسه يدعو الوعاظ لخدمة الجمعية وأن تغيب أحدهم يقوم هو بالوعظ. ومن
مضايقات الشيطان انه في مرة تغيب عن عمله يوم الأحد وذهب للقداس ثم خرج منه للخدمة
ورجع ظهرا لاعداد الجمعية. وجاءهم مساء بالمنزل قريب لهم يعمل مع حبيب وأفاد بأن
حبيب لم يذهب لعمله اليوم فقامت أمه بإطفاء كلوبات الجمعية وصفعته بالقلم على وجه
أمام الحاضرين من السيدات والرجال قائلة له "مفيش جمعية
مادمت لم تراعى عملك ولقمة عيشك" فوضع يده على خده
مكان الصفعة ونبه على الحاضرين بالانصراف لأن عدو الخير استطاع الانتصار على
والدته وانصرف الجميع واغلق حبيب الباب ودخل لوالدته فوجدها تبكى في حجرتها
فاسترضاها وقبل رأسها قائلا "لماذا تبكين هل ضربتي حد غريب ده أنا ابنك وضربك
لذيذ وبركة يا أمي اتفضلى الخد الثاني" ثم طلب منها إعداد الطعام قائلا لها
"لقد خرج عدو اللـه بعد أن انتصر عليك وتسبب في غلق الجمعية لأن كلام اللـه
يؤرقه".
خدمة العزاء :
كان فرح مع الفرحين ويبكى مع الباكين فنجده عند سماعه بوفاة شخص في منطقته
يذهب في الحال ويقدم واجب العزاء ويلقى كلمة روحية.
خدمة الضالين:
كم من نفوس أفاقوا من غفلتهم ورجعوا لمسيحهم وتابوا على يديه من مجرد رؤيته
في مثالية الخدمة ومعايشة الوصية. وفي إحدى المرات عرف بأن شخص سوف يترك المسيح
وإذ به يجرى وراء إرجاعه إلى حضن الكنيسة ودخل عليه ذلك المكان الذي يعده للارتداد
وأخذ يعانقه ويقبله قائلا "لن أتركك تبيع المسيح" ورغم انه ضرب من جميع
الحاضرين ضربا مبرحا حتى سال منه الدم إلا أنه خرج بتلك النفس وأرجع خروفا ضالا
إلى حضن الكنيسة.
خدمة الشماسية:
كانت للشموسية في زمانه مكانة وعزة، وقد زكى حبيب لرتبة الأغنسطسية، وفي
الزفة حمل الصليب على كتفيه وقال "ياربى يسوع لست مستحقا لحمل الصليب الذي
حملته من أجلى". وكان قد أخفى عن أسرته هذا الأمر فحزنوا وقالوا له
"يعنى ما كناش هنشرفك بحضورنا" فأخبرهم بأنه قد وضع على رأسه جمر نار
بهذه الرسامة لأنها مسئولية أمام اللـه. ومنذ ذلك الحين لم يفارق المذبح وكان
يشاهد واقفا طوال القداس يذرف الدمع الكثير ولم يكن يجلس أبدا حتى انتهاء الصلاة
وكذلك الحال في درس الكتاب أو مدارس الأحد.
خدمة الفقراء:
لم يرد طلب لسائل بل تعدى الأمر حدود عشور مرتبه بأن كان يدفع للفقراء حق
مواصلات انتقاله مفضلا أن يسير من سكنه بشبرا إلى ميدان التحرير حيث مقر عمله
ذهابا وايابا. وكانت من عادة أمه أن تعد العشاء في عامود ألومنيوم حتى يسهل تسخينه
فيأخذه منها ويعطيه لفقير يقبع فوق كوبري بالشرابية ويأكل هو لقمة بدقة وفي مرة
بحثت أمه عن ذلك العمود ولم تجده فأخبرها شقيقه الأصغر بأن حبيب يعطيه لفقير أعمى
فوق كوبري بالشرابية فمسك بإذن أخيه وقال له "اخس عليك يا وحش اللـه يباركك
ده الكتاب بيقول لا تعلم يمينك ما تفعله يسارك وإن فعلتم كل البر فقولوا إننا عبيد
بطالين" ومرة أخرى في فرح أخته دعى الفقراء والأرامل وأعد لهم مأدبة عظيمة
وكان يطعمهم بيده وفي بعض الأحيان كان يشترى اتواب من قماش ويبيعها بين الشوارع
كالباعة الجائلين ويخصص إيرادها للفقراء.
في مرة كاد أن يركب القطار للخدمة في مكان بعيد فقابله فقير فأفرغ له ما في
جيبه وكان ثمن التذكرة ذهابا وايابا ثم دخل القطار إذ بالكمسري يأتى بعد قليل
ويطلب رؤية تذكرته فنظر إليه حبيب وصمت برهة قليلة ورفع قلبه نحو السماء لتتدخل العناية
الإلهية لإنقاذه من هذا الموقف الصعب وفي ملء إيمانه مد يده من شباك القطار إلى
الهواء الطلق وفرد كفه فإذ بتذكرة موضوعة على كفه الفارغ قد أرسلتها السماء له
استجابة لصلواته فأعطاها للكمسري وشكر اللـه على صنيعه العظيم.
+ نظرًا لالتصاق حبيب بمحبة الكنيسة وعدم مغادرتها في أيام الآحاد حتى
تنتهي الخدمة، كان يتأخر عن الموعد المصرح به في العمل وهو العاشرة صباحًا، خاصة
في أيام الصوم الكبير. رُفِع الأمر إلى رئيسه فاستحضره وكان يهدده. وفي ليلة اعتزم
رئيسه أن يؤذيه فأتاه من أفزعه في منامه بأن لا يمس حبيب بسوءٍ، فنادى المدير حبيب
في الصباح وأظهر له كل عطفٍ وحنانٍ.
بتوليته
اشتاق حبيب أن يعيش بتولاً. أراد مرة أن يلتحق بدير المحرق وكان معه
صديقه. لكن رئيس الدير رفض قبولهما إلا بموافقة والديهما، وأعطاهما بعض النقود
أوْصلتهما إلى المنيا، لكنهما كانا يريدان أن يعودا إلى القاهرة ولم يكن معهما
نقود. قصدا أوتوبيس وسألا الكمساري أن يأخذهما مجانًا فسخر منهما، صليا إلى الله
فأرسل لهما صديقًا بسيارته أخذهما معه إلى القاهرة.
عرض عليه والداه الزواج فأبى، وألحّ عليه كثيرًا، وأحالا عليه أصدقاءه
وبعض الكهنة ليقنعوه بالزواج فلم يقبل. انتهز والده فرصة وجود أحد الآباء
الأساقفة، وهو المتنيح الأنبا باسيليوس أسقف إسنا والأقصر وأسوان، وكان قديسًا
ورعًا، فشكاه له. وأمام إلحاح الوالد ودموعه عرض عليه الأب الأسقف الزواج فأطاع
على شرط أن يعيش مع زوجته كأخٍ وأختٍ. فرح الجميع لموافقته، واختاروا له إحدى
الفتيات ووزعوا المرطبات والحلوى، لكنه قال للحاضرين ما فُهِم منه أن هذا الزواج
لن يتم، ولم يمضِ أسبوع حتى توفت العروس. فخجل الجميع أن يفاتحوه في هذا الشأن
لأنهم أيقنوا أنها إرادة الله.
نياحته
عرف وقت نياحته وأخبر كثيرين بذلك، وأوصى أخاه بطاعة والديه.
ذهب إلى الترزي ليفصِّل حلة فقال له: "إن شاء الله هذه حلة
الزفاف"، فأجابه حبيب قائلاً إنها الحلة التي سينتقل بها من العالم. فنهره
الواقفون أما هو فقال لهم بلهجة الواثق: "سوف ترون، وفي هذا الأسبوع"،
وتم ذلك حرفيًا، بل قيل أنه كتب بخط يده في مفكرة الجيب يوم نياحته والساعة.
قضى ساعاته الأخيرة في ترنيم وتسبيح وصلوات ودعاء واستغاثة وطلب شفاعة
القديسين، وظل هكذا حتى أسلم روحه الطاهرة. والعجيب أنهم لما غسَّلوا جسده فإذا به
مرسوم بصلبان واضحة، وكانت نياحته في سنة 1941م
فليعيننا
الرب كما أعانه لنتمم حياة جهادنا مناضلين ضد أهوائنا
وشهواتنا فننعم بمجد الرب الذي له المجد دائما
أبدياً أمين.
شاهد فيلم البار حبيب فرج
_____________
للأشتراك معنا على قناة
اليوتيوب لكى تتابعوا الفيديوهات اليومية الجديدة ،، أدخل على هذا الرابط واضغط
على كلمة (Subscribe)
صفحة القديسة مريم المصرية
السائحة
No comments:
Post a Comment