سيره حياه الشهيدان تيموثاوس ومورا زوجته
كان فى مدينة التبنوه ( انصنا ) بصعيد مصر شاب اسمه تيموثاس متزوجا بفتاة اسمها مورا كان الاثنان صغيرين فى السن فكانت مورا تبلغ من العمر 17 سنة و كانت ذى اخلاق حميدة و ملتحقين بكنيستهما و يحضران دراسة الكتاب المقدس باستمرا و كان تيماثوس قارئا بالكنيسة و امينا على كتب الكنيسة يحفظها و يرتبها و ينسخ ما ينقص منها و عندما انكر اريانوس والى انصنا الايمان و كفر بالمسيح له المجد قبض على كثير من المسيحين و عذبهم باشد انواع العذاب و قتل منهم الكثيرين رجالا و نساء كبار و صغار و عندما سمع اريانوس عن تيماثوس انه يحتفظ بالكتب الكنسية امر بالقبض عليه و كان لم يمر على زواجه من مورا اكثر من 20 يوم و عندما حضر تيموثاس امام اريانوس راى الات التعذيب و الجنود يقفون امام اريانوس مستعدين لتنفيذ اوامره فى تعذيب المسيحين فرشم تيموثاوس نفسه بعلامة الصليب المقدسة و سال اريانوس لماذا استحضره اليه؟ ثم قال له اريانوس : لقد عرفت انك خادم بالكنيسة و لديك كتب كثيرة لتعظ الناس بها و لذلك احضر الى هنا هذه الكتب لاحرقها حتى لا تضل الناس عن عبادة الاوثان و كذلك لابد ان تترك مسيحيتك و مسيحك و تسجد للاوثان التى هى الهة الاباطرة اجمعين قال له تيموثاوس : انى قد عاينت كل ماقد اعددته من الات التعذيب وو انا لن انتظر حتى تهددنى بها و لكنى اقول لك ان الهى قادر على ارسال ملائكته الاطهار لتساعدنى على احتمال تعذيبك اما ان اعطيك كتب الكنيسة فلن اسلمها لك لانها عندى اعز من مقام البنين بل اكثر لان فيها الحياة و الخلاص و كلمة الله امر اريانوس جنوده بضرب تيموثاوس وو تعذيبه بكل انواع العذاب فضربه الجنود ووضعوا على عينيه سيخا محمى بالنار ففقد القديس تيموثاس نظره و اخذه الجنود يستهزئون به قائلين له : لقد فقدت نظرك لانك لم تسجد للالهة فاجابهم القديس قائلا : لقد فقدت نظرى و لكنه البصر الذى يهتم باباطيل العالم و اكاذيبه و لكن الله قادر ان يحفظ بصرى الداخلى و يضيئه لى المسيح الهى له المجد فامر اريانوس بتعليق القديس على خشبة و راسه الى اسفل و ربطوا حجرا فى عنقه لزيادة شعوره بالعذاب اما القديس فظل يطلب من الرب يسوع المسيح له المجد ان يساعده و يقويه مما زاد غضب اريانوس و جنوده الاشرار فقال له الجنود : ان لهذا المسيحى زوجة شابة لعلك تقدر عليه بواستطها و عندما سمع ذلك استدعى اريانوس زوجته مورا و قال لها بطريقة لطيفة : انى اشفق عليك حتى لا تصبحى ارملة و انتى فى هذا السن الصغير فارحمى زوجك و ابذلى مجهودك فى ان يعبد الهتنا و الا فانه سوف يموت تحت العذاب الشديد فذهبت مورا الى منزلها و تزينت بالملابس الحسنة و تحلت بجواهرها و تطيبت بالاطياب الجميلة و ذهبت الى زوجها تيموثاوس و قالت له: يا زووجى العزيز انا فى غاية الحزن و البكاء لما اراك فيه من شدة العذاب و مزمعا ان تتركنى ارملة و انا شابة و مازلت صغيرة و لعلك تستطيع ان تسمع لكلام الوالى و تنكر الايمان و لو ظاهريا
هنا طلب القديس تيموثاوس من احد الحاضرين ان يضع منديلا ع انفه قائلا انه يشتم رائحة نتانة
ثم ادار وجه الى زوجته مورا و صار يوبخها على جحودها للايمان معلنا لها انه كان يتوقع منها ان تاتى لتشاركه اكليل المجد الذى اعده يسوع المسيح فادينا لكل من يؤمن به و قال لها : اين ايمانك و اين عبادتك و ماهذه المحبة التى بها تريدين ان تهلكينى الى الابد؟ انك زوجتى و تؤمنين بالمسيح الهنا الذى وعدنا بالحياة الابدية ان ثبتنا فى المحبة فكونى امينة معى الى النهاية و شاركينى الامى حتى نحظى معا بالنصيب الصالح و لا نفارق بعضنا بعضا و هنا انتبهت مورا لخطيتها و سجدت على الارض باكية تستغفر المسيح له المجد و قالت لزوجها : ليكافئك الرب على توبيخك اياى و تنبيهى لضلالى و انا اطلب منك ان ترشدنى الى ماينبغى ان افعله من اجل حبيبى يسوع المسيح الهنا و من اجل ان يسامحنى انا البائسة الخاطئة فقال لها تيموثاوس:اذهبى الى الحاكم و قولى له انك قد طلبت منى ان احث زوجى على انكار المسيح الهنا و ان اجتذبه الى عبادة الهتك فحاشا لى ان افعل هذا بل انى مستعدة ان اكابد معه اشد العذابات بل و ان اموت ايضا لاجل الهى وربى و مخلصى يسوع المسيح له المجد رب السموات و الارض و طلبت مورا من تيماثوس ان يصلى من اجلها حتى يقوى الرب ضعفها و يجعلها تنتصر على ضعف طبيعتها و صغر سنها فشجعها تيماثوس بكلام النعمة و صار يصليان طالبين من الرب يسوع المسيح له المجد ان يمنحهما القوة و المساندة و الصبر و الاحتمال على كل ما ياتيهما من اجل اسمه القدوس قائلين : ياربنا يسوع المسيح انت الذى باركت زواجنا فلا تسمح بان نفترق فى الابدية بل اجعلنا مع مصاف شهدائك القديسين فذهبت مورا الى اريانوس و اخبرته انها مستعدة لتموت مع زوجها و تتعذب بكل انواع العذابات و لا تنكر المسيح له المجد فقال لها اريانوس : الم اقل لك ان زوجك ساحرا و قد خدعك بهذا السحر؟ هل انتى ايضا يامورا تفضلين الموت على الحياة ؟ هل رايت الالم التعذيب؟ و اذا كان زوجك يريد الموت فلماذا تصيرين انتى فى حزن بعد ان يموت اليس ذلك جنون ؟ انى اعدك ان ازوجك احد قادتى العظماء و سوف يكون افضل جدا من زوجك
قالت له مورا : افضل تيماثوس عن الكل و هو ليس مجنونا و لا ساحرا و لا عبدا و لكنه مؤمنا و يعرف بمن امن و المسيح له المجد هو الذى يعزيه و لذلك فهو يسخر من كل عذاباتك و انا ايضا اسخر منها و عندئذ هاج اريانوس و امر الجنود ان ينزعو شعرمورا بقسوة فسالت دماها على الارض و قال لها اريانوس : انظرى الى جمال شعرك فقد اصبح دما يسيل ع الارض و هذه هى بداية التعذيب و سوف اسلمك الى الجنود لكى يزيدوا فى عذابك فقالت له مورا: لقد نزعت شعرى الذى كنت اتزين به و هذا قليل جدا بالنسبة لما ارتكبته من خطايا فى حياتى الماضية و كانت هذه الاجابة غير متوقعة و انذهل الوالى و امر الجنود ان يقطعوا اصابعها بقسوة فقالت مورا: شكرا لك ايها الوالى لان هذه الاصابع هى التى كنت ازهو بها باطلا و اضع فيها الجواهر و الذهب الفانى فامر الوالى بوضعها فى الماء المغلى فكانت مورا تقول : ربى يسوع المسيح اشكرك علي هذا التطهير حتى تغفر لى اثامى و ذنوبى و قال لها اريانوس : اذا لم تسمعى لى فسوف اضع فى فمك فحما مشتعلا فقالت له مورا: حسنا ربما يكفر ذلك عن خطايا اللسان التى ارتكبتها فامر الوالى باستمرار التعذيب و اقترب احد الجنود و فى يده نارا فى مشعل و بدا يحرق جسد موراببطئ ثم امر اريانوس بصلب الاثنين كل واحد ع صليب فصلبوا الاثنين الواحد قبل الاخر لكى ينظرا بعضهما البعض فيشتد حزنهما و عذابهما و عندما كانت مورا ذاهبة للصلب حضرت والدتها و هى تبكى و تصيح اما مورافلم تنظر اى حزن بل فرت من بين يدى والدتها و ذهبت مسرعة الى مكان الصلب و قد اخبرا الشهيدان انهما رايا رؤية سماوية مجيدة مع ان عينا تيماثوس كانت مفقودتين و ظلا معلقين على الصليب حتى اسلما روحهما بهدوء و تسلم ربنا يسوع المسيح روحهما فى حضنه الالهى ليمسح كل دمعة من عيونهما و يجلسهما معه فى ملكوته بعد ان اشتركا فى الامه و صليب خلاصه له المجد الى الابد
تذكار استشهادها 14نوفمبر ـ 5هاتور
† بركة الشهيدان تيموثاوس ومورا زوجته تكون مع جميعنا امين †
No comments:
Post a Comment