سلسلة قصص روحية
144. الله الذى صنعني
كان أحد رجال الأعمال يقود سيارته ( الفورد ) في طريق زراعي و تعطلت منه السيارة , فنزل
الرجل و فتح غطاء الموتور و حاول أن يكتشف سبب العطل و علاجه .
و بينما هو على هذه الحالة مر عليه شخص يقود
سيارته في الطريق المقابل و توقف ليسأله :
هل تريد مساعدة ؟ فشكره الرجل و قال : " لا " . إذا كان يظن أنه
يستطيع إصلاح العطل بسهولة .
و بعد ساعتين , تصادف أن عاد ذلك الشخص من
نفس الطريق , فوجد الحال على حاله و الرجل يحملق في الموتور يائسا متحيرا.
فسأله مرة أخرى :
" هل أنت متأكد أنك غير محتاج لمساعدة ؟
"
فأجابه في هذه المرة :
" الحقيقة أنا في أشد الحاجة للمساعدة
"
و هنا نزل الشخص الآخر و في لمح البصر عرف
سبب العطل و أصلحه و أدار له السيارة !
فلما تعجب صاحب السيارة من هذه المهارة
المبهرة و الكفاءة النادرة الأشبه بالمعجزة .
فٍسأله قائلا :
كيف أصلحتها ؟ هل لك خبرة في إصلاح السيارات
؟ كيف فعلتها ؟ كيف .......؟
رد
عليه الطرف الآخر قائلا :
" لقد عرضت عليك المساعدة و لم تقبل و
لو قبلت لما تعطلت كل هذه المدة بدون داع . أما عن خبرتي في هذه السيارة , فلا محل للدهشة , فأنا "
فورد " شخصيا مخترع هذه السيارة و مصممها و لذلك فأنا أعرف كل شئ عنها بكل
التفاصيل و كل مسمار و سلك و قطعة فيها و كيف تعمل !
ألا تدري يا عزيزي أن النفس التي خلقت على
صورة الله لا يمكن أن تشبع إلا به , لقد حاول " أغسطينوس " أن يشبع روحه و
عقله و جسده في العالم فوصل لأعلى درجات الشهرة و المجد حتى ضاقت القاعات بالمستمعين , و جمع المال و
الغنى و سار وراء شهواته حتى اعترف يوما إنه لم تكن هناك خطية لم يرتكبها . و كلما
شعر بالعطش , تمادى في الشر مثلما عبر " البابا شنودة " في قصيدته :
كلما يشرب كأسا , يملأ الشيطان كأسا .
و أخيرا أدرك الحقيقة , لا أحد يشبعه إلا الذي
صنعه , و رجع تائبا باكيا و تحول إلي واحد من عظماء الكنيسة , و شبعت نفسه من الله
و ارتوى عطشه من الكتاب المقدس و قال عبارته الشهيرة : خلقتنا لذاتك يا الله و لن
تجد النفس راحتها إلا فيك .
و قديما أدرك " داود " النبي هذه
الحقيقة و قال في مزموره :
يارب قد اختبرتني و عرفتني , أنت عرفت جلوسي و قيامي
,فهمت فكري من بعيد ............أين أذهب
من روحك و من وجهك أين أهرب , إن أخذت جناحي الصبح و سكنت في أقاصي البحر ,
فهناك أيضا تهديني يدك و تمسكني يمينك .
_____________
للأشتراك معنا على قناة
اليوتيوب لكى تتابعوا الفيديوهات اليومية الجديدة ،، أدخل على هذا الرابط واضغط
على كلمة (Subscribe)
صفحة القديسة مريم المصرية
السائحة
No comments:
Post a Comment