سلسلة قصص روحية
104. مخاوف الثلج
فى
كثير من المناطق الباردة، تتجمد مياه الأنهار فى فصل الشتاء ، فيصبح سطح الماء طريقا
ممهدا للعبور بين شاطئيه سيرا على الاقدام ! و من الطرائف التى رواها أحد
المشاهدين ، أن رجلا كان يعبر أحد روافد نهر المسيسبي ، فى منطقة متجمدة، و
يبدوأنه كان غريبا عن الموقع؛ لذلك، فأنه بدأ يخطو فوق الثلج بحذر شديد ، يتحسس
بأطراف قدميه صلابة الطبقة الثلجية، خشية أن تكون هذه الطبقة رقيقة فتتحطم، ويهوى
هو الى قرار سحيق! ولما أمن الى صلابتها، تقدم ببطئ شديد دون أن يتخلى عن الحذر!
فما أن وصل الى منتصف الطريق، ووجد أنه قد بعد كثيرا عن الشاطئ حتى تملكه الرعب
وعاد اليه الخوف ، فجثا فوق السطح الناعم ، وأخذ يتحسس الطريق بكفيه و قدميه و
ركبتيه، و يتوجس خوفا، و هو يتخيل كتل الثلج تميل تحت ثقل جسده ! ثم تبادر الى
ذهنه أن حرارة أنفاسه قد تصهر طبقة الثلج الرقيقة ، فحاول أن يكتم أنفاسه قدر ما
يستطيع ، حتى لا يقع المحظور ! و بينما الرجل على هذه الحال من الخوف و الشك و
التوجس ، اذ به يفاجأ بعربة ضخمة تحمل شحنة ثقيلة من البضائع ، تندفع بجواره فوق
سطح الثلج، يقودها رجل سمين ارتسمت على وجهه علامات الطمأنينة و الارتياح ! و لعل
الفرق بين الرجلين ، أن الأول كان يملأه الشك و الارتياب فيما قيل له بشأن تجمد
الماء فى النهر ، على حين كان الرجل الآخر على يقين من صلابة هذا السطح الثلجي !
+++
وهذا
هو الفارق بين ما يصنعه الشك ، وما يبعثه اليقين فى حياة الناس؛ فمتى بدأ الشك بدأ
معه القلق ، وفى لحظه الايمان تحل الطمأنينة! الشك يرى المخاوف والحواجز أما
الايمان فيرى الطريق الممهد واليقين يهب
الراحة والسلام .
_____________
للأشتراك معنا على قناة
اليوتيوب لكى تتابعوا الفيديوهات اليومية الجديدة ،، أدخل على هذا الرابط واضغط
على كلمة (Subscribe)
صفحة القديسة مريم المصرية
السائحة
No comments:
Post a Comment