سلسلة قصص روحية
103. من سيربح المليون
كم كانت ليالي الأعياد قاسية علي
حين أحاول أن أذهب للكنيسة فلا أجد لي مكان ، أو هكذا أتصور ، كيف أجلس بجوار
زميلتي التي تلبس الذهب أشكال و ألوان و تعمل شعرها بشكل ملفت و تلبس جديد في
جديد وأنا ألبس فستان أختي الكبرى الذي مر على أختى الوسطى ... ثم أذهب
لحفلة العيد فأجدهم بملابس أخرى
....ويتحدثون
عما أكلوه و ما عملوه في خروجة العيد و ما أكلوه في بيتزا هت أو ماكدونلدز أو
كنتاكي وأمي تعمل لنا حلة ملوخية أكثرها ماء لكي نعيد عليها بعد 55 يوم صيام.
و في الصيف ، واحدة تذهب لشرم الشيخ و الأخرى تذهب لسواحل أوروبا و تقول لي
بكل ظرف : " لازم تيجي معانا يا مريم " وأنا
أحسن فسحة لي هي أن أتمشى على الكورنيش و آكل الترمس.
كل هذه الأسباب جعلتني متمردة ساخطة حاقدة ،
لا أريد الذهاب للكنيسة ليلة العيد أو يوم العيد و لا أحتمل الأحاديث المستفزة و
عبثا حاولت أمي أن تنصحني بأن أتحلى بالشكر والرضا و دائما تقول لي " ماتبصيش
لفوق "
و كانت هوايتي الوحيدة هي القراءة التي
بصعوبة أستطيع توفير تكاليفها ، فبالرغم من تعليمي المتوسط كانت لدي معلومات عامة
جيدة ، فخطرت لي فكرة ممتازة لكي أحصل على المال ، فاتصلت بالتليفون لأشترك في مسابقة
من سيربح المليون ، وكل مرة أنتظر ردهم علي ، وكانت أمي تقول لي دائما : إن المال
لا يجلب السعادة و تكلمني عن عطايا الله من صحة و ستر وتعليم و وجود كنيسة تهتم بي
و .... ولكني أقول لها : " معك قرش تساوي قرش "
و في يوم جاءني اتصال تليفوني ،إني قبلت ضمن
الـ8 مرشحين للمسابقة و لا تسألني عما حدث لي ، لم أنم ليلتها وظللت أفكر ماذا
سألبس و ماذا سأقول ولكن الذي كان يهمني هو الشيك الذي سآخذه ، هل أتوقف عند نصف
مليون أم أستمر للمليون ، نعم سأستمر ... لن أنسحب ، سوف أشتري سيارةB.M.W. و موبايل و
فيلا و...
و جاء اليوم المنتظر و كنت الأسرع في إجابة
سؤال السرعة و جلست على الكرسي ، أخيرا سمعت جملة أستاذ جورج قرداحى المشهورة : و
مع مريم من مصر ومن سيربح المليون .....
و ظللت أجاوب على الأسئلة حتى وصلت لمبلغ 64
ألف ، ثم السؤال الذي كان بعده فقد كان صعبا و قد كنت استنفذت كل وسائل المساعدة و
حذرني أستاذ جورج قرداحى بطريقته الخفية لئلا أرجع لمبلغ32 ألف ولكني لم أستمع وقلت بكل ثقة : جواب نهائي
"و....
و خسرت و عدت لمبلغ 32 ألف و بدل من أن أشكر
ربي ، غضبت وادعيت أن أستاذ جورج قرداحي يحابي الأغنياء.
و لما تمالكت نفسي ، قررت أن أقطع كل علاقة
لي بأهلي الفقراء ، لكي لا يقف مظهرهم و منزلهم عائق في مستقبلي و زواجي ،ولم
أستجب لتوسلات أمي المسكينة في أن تعرف عنواني رغم تأكيدها إنهم لا يردون مني قرشا
واحدا.
و في القاهرة استأجرت شقة في حي راق و عرفت
الطريق إلي الفنادق ذات الخمسة نجوم و التف حولي أناس كثيرون من أصدقاء وصديقات
بعد أن صرت مشهورة بعد إذاعة البرنامج.
و لسنين لم أقف للصلاة ولم أسأل عن أمي
.....إلى إن جاء يوم وانقلبت بي السيارة و أصبت بكسر في العمود الفقري و عدة كسور
في رجلي و لم أجد حولي سوى زميلة مخلصة وقفت بجانبي و نقلتني إلى بيت أسرتي و كنت
خجلة من نفسي جدا ، كيف أستطيع أن أنظر في عيني أمي وأخوتي الذين قاطعتهم طيلة هذه
السنين ؟؟ لكن ما أن رأتني أمي حتى احتضنتني و قبلتني و أخذت هي و أخواتي يخدمونني
حتى امتثلت للشفاء بعد أن نفذت كل أموالي و أصبحت شبة طبيعية ما عدا عاهة صغيرة في
قدمي تركها لي مخلصي الذي أحبني حتى أتذكر أن السعادة التي يعطيها المال مؤقتة ،
زائفة و أن السعادة الحقيقية هي في الرضا و الشكر على كل ما يعطيه لي أبي السماوي
واما الذين يريدون ان يكونوا
اغنياء فيسقطون في تجربة و فخ و شهوات كثيرة غبية و مضرة تغرق الناس في العطب و
الهلاك ، لان محبة المال اصل لكل الشرور الذي اذ ابتغاه قوم ضلوا عن الايمان و
طعنوا انفسهم باوجاع كثيرة ، و اما انت يا انسان الله فاهرب من هذا و اتبع البر و
التقوى و الايمان و المحبة و الصبر و الوداعة
( 1تي 6 : 9-11 )
_____________
للأشتراك معنا على قناة
اليوتيوب لكى تتابعوا الفيديوهات اليومية الجديدة ،، أدخل على هذا الرابط واضغط
على كلمة (Subscribe)
صفحة القديسة مريم المصرية
السائحة
No comments:
Post a Comment