سلسلة قصص روحية
94. الأقتصاد الإلهى
كان
هناك رجل (سقا) يعيش في الهند . اعتاد أن يحمل جرتيه المثبتتين في طرفي عصاه
الطويلة التي يحملها خلف رقبته , بحيث تتدلي جرة ناحية الكتف الأيسر و الأخرى
ناحية الكتف الأيمن . و كانت احدي الجرتين بها شرخ يؤدي إلي تسرب الماء منها كلما
ملأها السقا . فكان كلما خرج ليملأ جرتيه من البئر , يعود إلي بيت سيده بحمولة جرة
و نصف , لأن الماء يكون قد تسرب من الجرة المشروخة و انسكب علي طول الطريق من
البئر إلي البيت ..... و كانت الجرة السليمة تعاير المشروخة بهذا العيب الكبير
الذي فيها, حتى شعرت الجرة المكسورة بمرارة شديدة في داخلها , بسبب عدم قدرتها علي
القيام بواجبها علي أكمل وجه . ظل الحال هكذا لمدة عامين و الجرة المكسورة يزداد
لديها الإحساس بالنقص و صغر النفس و أخيرا قررت أن تتكلم مع السقا ........ فقالت
له :"انني أشعر بالخجل و الخزي , و أريد أن أقدم لك اعتذاري" فسألها
السقا باندهاش: "عــلام تـعـتـذريــن ؟؟." فقالت له الجرة المشروخة :
" علي هذا العمل الناقص الذي أقوم به, فبسبب الشرخ الموجود في أنا لا أستطيع
أن أحتفظ بالماء كاملا في داخلي , بل ينسكب نصفه علي الطريق ..فأنت تبذل كل الجهد
، و لا تأخذ أجرتك كاملة ." أحس السقا بمشاعر الجرة المكسورة , و في كلمات
حانية قال لها: " في طريق عودتنا من البئر إلي بيت السيد , أنظري تحتك علي
تلك الزهور الجميلة التي تنبت علي طول الطريق " و بالفعل نظرت الجرة كما
نصحها السقا , فلاحظت أن الطريق كله مملوء بزهور جميلة ذات ألوان خلابة تنمو علي
طول الطريق من البئر الي بيت السيد , ففرحت لوقتها و لكنها سرعان ما عاد لها
الشعور بالخزي بسبب الماء الذي ينسكب منها علي الطريق ....و راحت تعتذر للسقا الذي
بادرها قائلا : "هل لاحظت أن تلك الزهور الجميلة .تنمو فقط في جانبك أنت .و
لا تنمو في الجانب الآخر الذي به الجرة السليمة ؟هذا لأنني من البدء لاحظت هذا
الشرخ (العيب)الذي تعانين منه . فقررت أن أستفيد منه بأن أغرس بعض البذور التي
تنبت زهورا جميلة و خلابة علي طول الطريق من البئر الي بيت السيد , كان ماؤك ينسكب
علي البذور حتي نمت و صارت زهورا جميلة و خلابة . و أنا أقطف منها كل يوم لأزين
بها بيت سيدي .منذ أن بدأت منذ سنتين ... .فبدون هذا الشرخ الذي فيك , ما استطعت
أن أجمل بيت السيد بتلك الزهور الجميلة.
نعم
يا أحبائي. فكل منا به شرخ أو نقص معين , كتلك الجرة المشروخة .و لكن.. بسبب نعمة الله
الغنية العاملة فينا ... فــــــان شروخنا و نقائصنا. تتحول إلي أمور نافعة. عندما
يتعامل الله معه ففي اقتصــاد الله لا شــئ يـضيـع.
_____________
للأشتراك معنا على قناة
اليوتيوب لكى تتابعوا الفيديوهات اليومية الجديدة ،، أدخل على هذا الرابط واضغط
على كلمة (Subscribe)
صفحة القديسة مريم المصرية
السائحة
No comments:
Post a Comment