قصة روحية
74. لماذا نزل يسوع ؟
كان عند أحد الملوك
الوثنيين وزير مسيحي، و نظرا لأن ذلك الوزير كان أمينا و مخلصا و عاقلا و مدبرا
فإن الملك كان كثيرا ما يجالسه و يحادثه و يستشيره. و ذات يوم بينما كانا يتناقشان
قال الوزير" إن المسيح نزل من السماء ليخلصنا" فقال له الملك :"إني
إن أردت أن أحقق غرضا، فإني آمر أحد خدامي أن يؤدى الأعمال اللازمة لتحقيق هذا
الغرض، و دون أن اتعب أو أتحرك، فلماذا يأتي الله نفسه و يأخذ جسدا من عذراء و
يولد في مذود حقير بين الحيوانات، ثم يتعب و يتألم، و يصلب بينما يستطيع أن يخلص
العالم بكلمة واحدة..؟؟" فطلب الوزير من الملك أن يعطيه مهلة ثلاثة أيام
ليجيبه عن سؤاله. خرج الوزير. و ذهب إلى أحد المثالين الماهرين و أمره أن يصنع
تمثالا من الخشب يماثل في حجمه و هيأته حجم و هيئة "ابن الملك" الطفل
البالغ من العمر سنتين، و ذهب الوزير سرا إلى خادمة في القصر الملكي كانت هي
المكلفة بالعناية بالأمير الصغير و التجول به في عربته الخاصة في حدائق القصر. و
قال الوزير لتلك الخادمة :"اسمعي . خذي هذا التمثال و البسيه ملابس مشابهة
تماما لملابس الأمير الصغير، و ضعيه في المركبة الملكية الصغيرة. و سيكون جلالة
الملك و أنا ماشيين نتنزه في حدائق القصر، غدا في الساعة الخامسة مساء . و عندما
ترينني قد رفعت يدي اليسرى إلى أعلى، اقلبي العربة و اسقطي التمثال الخشبي في
البركة، و لا تخشى عقابا." و في الغد في الساعة الخامسة مساء كان الملك جالسا
مع وزيره المسيحي بجوار البركة يتحادثان. و طالب الملك وزيره بإجابة السؤال، و
كانت الخادمة مقبلة في تلك اللحظة تدفع العربة الملكية التي يجلس فيها تمثال
الأمير الصغير. و عندئذ رفع الوزير ذراعه اليسرى، فقلبت الخادمة العربة و سقط
التمثال في الماء، و كان منظره يشبه تماما منظر الأمير الصغير. فلم يتمالك الملك
نفسه، و جرى بسرعة نحو البركة و انبطح لينتشل "ابنه" من الغرق ! و لكنه
سرعان ما اكتشف انه تمثال لا أكثر، فاندهش، و تساءل في غضب.. فهدأه الوزير قائلا
:"لقد تم هذا كله بأمري و تدبيري". ثم سأله "و لكن لماذا لم تأمرني
يا مولاي أنا أو أى واحد من الخدام أن ننزل و نخلص ابنك..؟؟" فأجاب
الملك:" المحبة الأبوية" هي التي دفعتني إلى ذلك و كيف اقعد عن خلاص
ابني و آمر غيري بتخليصه..؟؟ فقال له الوزير:"هذه هي اجابتى عن سؤالك. إن
الله يحبنا أكثر من محبة الآباء لأولادهم، و لذلك دفعته محبته الأبوية إلى أن يترك
السماء و ينزل إلى الأرض، و يولد في المذود الحقير و يتألم ثم يصلب و يقوم، لكي
يخلصنا هو سبحانه، و لا يمكن أن يقوم بمهمة خلاصنا أحد غيره."
"لأنه هكذا أحب الله
العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة
الأبدية"(يوحنا 3-16)
_____________
للأشتراك معنا على قناة
اليوتيوب لكى تتابعوا الفيديوهات اليومية الجديدة ،، أدخل على هذا الرابط واضغط
على كلمة (Subscribe)
صفحة القديسة مريم المصرية
السائحة
No comments:
Post a Comment