سلسلة قصص روحية
155. الفضاء
" يا لها من مادة سخيفة جدا" قلتها غاضبا
.... فأنا طالب بالثانوية العامة ، و أذاكر الآن مادة الجغرافيا مستوى رفيع
حياتي الروحية ليست جيدة وليست سيئة ، فأنا أصلي ( أبانا الذي ) وأنا
في السرير وأقرأ آية من الأنجيل لنوال البركة أى أنني أعطي أقل من دقيقية في
الأربع وعشرين ساعة لربي ، كويس قوى ، دا أنا في الثانوية العامة ، وأنا بالتأكيد
أحسن من كتير من الناس لا بيصلوا ولا بيصوموا ، أما عن الخطايا فحدث ولا حرج ،
ولكني أفضل من أصدقائي وزملائي ، فأنا لا أقتل ولا أزني ، يدوبك شوية نظرات شريرة
على شتيمة وكذب وحلفان وإدانة وأفكار غير طاهرة ، فقط لا غير ، أنا أحسن من
كثيرين.
خلينا في الجغرافيا ، فهذه المادة تتضمن كمية من
الأنهار والبحار و المحيطات والهضاب والتلال و الجبال وأنا بذاكرتي الضعيفة لا
أستطيع أن أحفظ كل هذا.
سرحت بفكري قليلا ، كل هذه الأنهار والمحيطات والجبال في
كوكب الأرض ..... ولكن ماذا عن باقي الكواكب ، فأنا أعرف أن الأرض واحدة من 9
كواكب يدورون حول الشمس والشمس واحدة من
ملايين النجوم التي تعتبر من ضمن مجرة (درب اللبانة) و هناك ملايين
المجرات... هذا معناه أن هناك ملايين
البلايين من الكواكب.
خطر لي سؤال ، هل هناك حياة في هذه الكواكب ؟ هل من الممكن
أن يخلق الله كل هذه الكواكب ولا يوجد بشر سوى على الأرض ؟ العلم لم يحسم هذا
الموقف و أيضا في الكتاب المقدس في سفر التكوين ، ذكر الله على لسان موسى أنه خلق
آدم وحواء..... ولم يذكر غيرهما ولكن ......
طاخ ....طيخ ....طوخ ..آي .... إيه ده اللي بيحصل ؟
لم أستطع أن أنطق بكلمة و أنا أرى هذه المخلوقات أمامي
على بعد خطوات مني ، ثم استجمعت شجاعتي و قلت بصوت خافت: من أنتم ؟
" إحنا من كوكب إميتوسولوس من مجرة بروستوفيرس التي
تبعد عن الأرض 35432532 مليار سنة ضوئية "
لم أفهم شئ من العبارة السابقة !!! خاصة إن شكل هذان أم
هاتان ، لست أردي، المخلوقان كان مدهشا ، فهم طوال القامة و لهم 3 أعين بشرية وصلع تماما وأنف صغير و أذن واحدة ولكن ملامحهم
توحي بالطيبة.
" أهلا
وسهلا بكم ، أنتم في كوكب الأرض من مجرة درب اللبانة " قلتها مبتسما
" أهلا بك ، أهذا هو الكوكب الذي صلب الله يسوع
المسيح"
" هل
تعرفون الله في كوكبكم " قلتها متعجبا ، قالا : نعم ، الله الذي خلقنا وخلقك
و الذي صلبتموه أنتم"
" وأنا مالي ؟ لقد صلب المسيح منذ 2000 عام "
" نعم نحن نعرف هذا و لكنك تصلبه كل يوم بأعمالك
"
لم أستطيع أن أجاوبه وسكت وأنا حزين.
" اسمعني
جيدا أيها الأرضي ، لقد جئنا لك لنبلغك رسالة مهمة جدا ، إن كوكبكم على وشك
الانهيار والفناء "
"
ماذا ؟ ماذا تقول ؟ ؟؟؟؟؟؟ كل هذا بسبب التلوث ، أليس كذلك ؟ " قلتها حزين
متضايق
نعم بسبب التلوث ولكن ليس التلوث البيئي ، بل بسبب
الخطية ، نعم الخطية ، الخطية التي قال عنها الكتاب : إنها خاطئة جد ا ، إن كوكبكم
لم يعد يحتمل كل هذه الخطايا وسينهار
" وماذا أستطيع أن أفعل أنا ؟ هل أستطيع أن أغير
الكون ؟ "
" ابدأ بنفسك أيها
الأرضي ، لا تقل : إنني أحسن من كثيرين ، لا تقارن نفسك بالآخرين ، فالله لن
يحاسبك مثلهم ، الله سيحاسب كل واحد حسب الوزنات التي أعطاها له، لقد أعطاك الله
الكثير ، وسيحاسبك على كل وزنة أعطاها لك. لا تقل : إني أصلي وهناك من لا يصلون
فأنا أفضل ، إني أقرأ الأنجيل وهناك من لا يعرفون معني الإنجيل ، إني أصوم وهناك
من لم يصوم يوم في حياته ، لا تقل هذا قط ، لا تقل إن الخطايا التي تفعلها أقل من
الآثام التي يرتكبها أصدقائي ، فالخطية هي الخطية ، صغرت أم كبرت. اقترب من الله
وتب عن خطيتك و اهتم بخلاص نفسك و خلاص الآخرين. الوداع أيها الأرضي .....
" هو انت كل ما تذاكر جغرافيا تنام ، قوم ، ذاكر
حاجة تانية " وكان صوت ماما.
_____________
للأشتراك معنا على قناة
اليوتيوب لكى تتابعوا الفيديوهات اليومية الجديدة ،، أدخل على هذا الرابط واضغط
على كلمة (Subscribe)
صفحة القديسة مريم المصرية
السائحة
No comments:
Post a Comment